“فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ” بمناسبة الرسامة الكهنوتية للشماس الإنجيلي – ايدن إيليا – من أبناء الكنيسة الكلدانية في هولندا،

يسعدني ان استخدم مناسبة الرسامة الكهنوتية لاحد أبناء كنيسة الكلدان الهولندية، الشماس الإنجيلي ايدن إيليا وقبوله لسر الكهنوت كخادم فيها بعد ان اثمرت الدعوة الكهنوتية في حياته ولينظم مع تلاميذ المسيح والرسل وليكون من الكهنة الكلدان، وليتحدث الى الرعية الكلدانية عن مدى تمثل ابنائهم بتلاميذَ الرب الاثني عشر، كشبابٌ راشدين، ليُعبِّروا عن الايمان والقدرة على حَمْلِ صليب الفداء، وليُشاركوا معاناة الرب يسوع التي تحملها لأجلنا، “أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ”(مز 110: 4)،”وَأَمَّا هذَا فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ”(عب 7: 24)، “كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاءِ”( مت 18: 18)

https://saint-adday.com/?p=51839الرسامة الكهنوتية للشماس ايدن إيليا

https://saint-adday.com/?p=51854الرسامة الكهنوتية للشماس الإنجيلي ايدن إيليا باللغة الانكليزية

https://ichk.nl/test/?p=22752لقاء صحفي مع الشماس الإنجيلي ايدن ايليا لموقع خورنة مار توما الرسول هولندا

الدعوة الكهنوتية:

المقدمة والتمهيد

اعزائي المتابعين في البدء علينا ان نتفق على هدف هو …. بقاء الكنيسة يعتمد على نجاح الدعوات الكهنوتية والرهبانية في مجتمعنا وكنائسنا لذا يجب ان نساهم بترغيب ودفع الشباب والشابات نحو الحياة فيها وان تكون الكنيسة عونا لهم في تحقيق هذا الهدف، هل نحن متفقين للسير نحوه، أذا الدعوة واضحة تمامًا في كلا العهدين القديم والجديد وبمبدأ هام هو، “وَلاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُوُّ مِنَ اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضًا، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ”(عب 5: 5،4)،

ومادامت هناك دعوة، إذن العمل ليس للكل:

فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ”(عب 4: 14)، “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ”(يو10: 11)، ….. ينظر الرب يسوع المسيح الى كنيسته و ينتظر منها اعداد كاهن ينتسب الى هذا العالم ليدير الشؤون المسيحية في المجتمع، ينتظر منه ايضا ان يبشر بها ويحيياها، ينقلها لكل من يتعرف عليه من البشر المحيطين به هذا يعني، الحقل الذي يعمل به يقوم بزراعة كلمة الله فيه، أذارسالة الكهنوت متصلة بالمجتمع ولكي يأخذ دوره ككاهن وليمثل المسيح في السلوك والواجبات فضلا عن ان هذا الكاهن يجب ان يكون بحكم رسالته الدينية والانسانية، فاهم لطبيعة العمل ومواجه المصاعب في أداء رسالته، لذلك عليه ان يكون لديه القدرة على تحمل جهد الرسالة التي اوصاه معلمه بها: “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدهر آمين”(مت 28: 19-20).

واستنادا لذلك تتضح لنا اهمية تنشئة كهنة المستقبل، الأبرشيين منهم والرهبان، على انها مهمة فيها الكثير من الدقة في الاختيار، لان من سيتم تنشئته ليكون كاهن سيستمر مدى الحياة، ويقدم له الدعم لقداسته الشخصية في الخدمة الكنسيّة، وتجدّدها الدائم وفي التزامهم الرعوي، “لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ النَّاسِ يُقَامُ لأَجْلِ النَّاسِ فِي مَاِ للهِ، لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ الْخَطَايَا”(عب 5: 1).

الكنيسة تشعر اليوم أنها مدعوة أكثر من اية وقت:

إلى أن تُجسيد ما فعله الرب يسوع المسيح المعلم مع تلاميذه، واعداد كهنة عبر أسلوب حديث وجديد في الالتزام، يتناسب مع المجتمع المعاصرة، والتحوّلات العميقة والسريعة، وضرورة السعي لتطوير الدعوات الكهنوتية عبر أبرشيات العالم، وإعادة النظر في مقوّمات التنشئة الكهنوتية وأساليبها، وهنا يتضح لنا أهمية اعداد الكهنة لحمل هذه الرسالة الرعوية عبر معاهد واليات اعدادهم لهذه الدعوة وانجاحها، علما ان حجم الدعوة الى الكهنوت تختلف من شخص الى اخر، والذي نحن بصدد البحث عنه هو نجاح الدعوة الكهنوتية في المجتمع وازدهارها بين صفوف الشباب.

إزاء ما نشهد من استمرار تناقص اعداد الاكليروس، “حِينَئِذٍ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: “الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ”(مت 9: 37-38)، ….. هي دعوة الهية، “لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي، أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ”(يو 15: 14، 16)، شباب اليوم مدعون الى تلبية الدعوة الكهنوت اكثر من اية وقت مضى عندما يشعروا بصوت الرب يدوي في اعماقهم وهو المفتاح والحل للنداء الالهي وجوهر الدعوة الكهنوتية، فالكاهن يدعى ويرسل الى العالم لا من قبل ذاته بل من قبل الله الذي يختار من يريد، ليسمع ويفهم ويطبق في حياته وصية معلمه الإلهي، “لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ”(مت 6: 33)، “فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ”(مر 10: 21)،”تعال اتبعني”، هي دعوة خاصة لا تشمل الجميع بل عدداً قليلاً يدعوهم الله الى الكهنوت المقدس، فما معنى هذه الدعوة:

ماذا قصد المسيح بقوله: “إحمل صليبك وإتبعني

“حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي(مت 16: 24). يعتبر هذا التعليم الكتابي البداية لكل من يريد ان يتوجه الى اداء عمل ما فيه الدعوة الى قبول بما سمح به الله فيما أجاب عنه يسوع: “أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: “لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ، إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ”(يو 13: ،17،7)، دعى الرب الى المحبة والخير والإرادة الحرة في الاختيار عندما يتوفر ذلك قال اتبعني وتعني طاعة كاملة لكل ما يسمح به الله. هذه كانت بدايات الدعوة الكهنوتية التي نادى بها يسوع المسيح واهتزت لها اركان البناء الروحي والنفسي للإنسانية اذ كانت صرخة مدوية الى جميع من يتلقاها من الملبيين لهذه الدعوة ومحبيها ونحن اليوم نستذكر الرسامة الكهنوتية وتفاصيلها. التي تعني حمل الصليب كل يوم، والتخلى عن الآمال والأحلام وما نملك، بل وحتى الحياة نفسها إذا لزم ذلك من أجل المسيح، عندها سنكون تلاميذه للمسيح، “وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا”(لو 14: 27)، هذه المكافأة التي تستحق الثمن، عن بذل الذات، “فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا”(متى 16: 25).

التكريس للمسيح في الكهنوت:

الحياة الروحية لدى كاهن، يجب أن تحييها انماط من الخدمة المبذولة للكنيسة، بالتحديد، “كشرط” لتشبه الكاهن بيسوع المسيح، رأس الكنيسة وخادمها الفقرة (46) من التعليم الخاص للتكريس الكهنوتي حتى يكون الكاهن شبيهاً بيسوع المسيح بصفته رأس الكنيسة وراعيها، ويتلقى موهبة المشاركة في السلطة التي بها تمكن يسوع المسيح من قيادة الكنيسة بروحه، وبفضل هذا التكريس الذي يفيضه الروح القدس “نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ”(يو 20: 22، 23) على الكاهن في سرّ الكهنوت، تصبح حياة الكاهن موسومة ومجسمة وممهورة بالأحوال والاقوال والأفعال التي يتميّز بها المسيح رأس الكنيسة والتي تتلخّص بالمحبة الرعوية.

يسوع المسيح هو جسد الكنيسة وهو رأسها بالمعنى الجديد والفريد المتجسّم في الخدمة، بقوله: “فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيمًا، يَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلًا، يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْدًا، لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ”(مر 10: ،45،44،43)، هذه الخدمة بلغت ذروتها بموت يسوع على الصليب، أي ببذل ذاته بذلاً كاملاً في التواضع والمحبة: “لقد تجرّد من ذاته متخذاً صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر بمظهر الإنسان فوضع نفسه وأطاع حتى الموت، الموت على الصليب، “لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ، وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ”(في 2:،7، 8)، سلطة يسوع المسيح الرأس هي إذن خدمة متواضعة ومفعمة بالمحبة، في سبيل الكنيسة، وذلك في الطاعة للأب: إنه خادم الرب المتألم، الخادم الحقيقي وهو كاهن وضحية معاً.

لقد حانت الساعة التي حددها رب ليؤسس سرّ الإفخارستيا:

المسيح جاء كاهنًا على طقس ملكي صادق، “وَمَلْكِي صَادِقُ، مَلِكُ شَالِيمَ، أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا. وَكَانَ كَاهِنًا للهِ الْعَلِيِّ”(تك 14: 18)، … وهنا للمقارنة بين كهنوت العهد الجديد بتقديم الخبز والخمر، والقسم الى الرب ولن يندم أنك أنت هو الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق، “لأَنَّ أُولئِكَ بِدُونِ قَسَمٍ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً، وَأَمَّا هذَا فَبِقَسَمٍ مِنَ الْقَائِلِ لَهُ: “أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ”(عب 7: 21)، هو الكهنوت المستمر معنا إلى اليوم.. وعبارة “كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق، يستخدم الحنطة والخمر، ويقول عنها: “هذا جسدي.. هذا دمى.. لمغفرة الخطايا”، تظل قائمة ولا تنتهي.

الكاهن وكيل المسيح:

مقدمًا للعالم سرّ الخلاص والحياة، بحسب الطقس في المكان والزمان الذي عاش فيه يسوع، يأكلوا الفصح وهم واقفون، “وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ”(خر 12: 11)، ويذكرهم بالخلاص من العبودية التي عاشها آباؤهم، عندما كانوا مسخرين للخدمة، أمّا السيد الرب قدّم فصحه الجديد عندما اتكأ ومعه الرسل ليُعلن انتقالنا إلى فصح العبور إلى الحياة السماوية، لكي نتكئ معه في حضن أبيه، وننعم بشراكة النعمة معه، “وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ اتَّكَأَ وَالاثْنَا عَشَرَ رَسُولًا مَعَهُ، وَقَالَ لَهُمْ: «شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ”(لو 22: 14-16)، مجموعة “العشاء الأخير” كما وردة في العهد الجديد(متى 26: 17-30, مرقس 14: 12-31, لوقا 22: 7-39, يوحنا 13: 1 – 17: 26)

كهنوت العهد القديم اختص الكهنوت في جماعة معينة هي هارون وبنوه. ولما احتج قورح وداثان وأبيرام، وأرادوا أن يكون الكهنوت للأمة كلها، على اعتبار أنها “أمة مقدسة” و”مملكة كهنة” قال لهم موسى “غدًا يعلن الرب من هو له، ومن المقدس، حتى يقربه إليه. فالذي يختاره يقربه إليه”(عد 16: 5)، لاحظوا هنا وصف موسى للكاهن: (إنه للرب، هو مقدس، يختاره الرب، يقربه إليه). واختار الرب كهنته للأجيال كلها..

عندما حانت الساعة ليحقق خلاصنا:

ببذل حياته عنا يعلن أنه مقدم على هذا العمل بكامل إرادته، في شوقٍ حقيقيٍ وشهوةٍ، إذ يطلب ما قد هلك، لذا، “وَقَالَ لَهُمْ: «شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ”(لو 22: 15). اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم، أذا نحن امام سر كنسي غاية في الأهمية أسَّسه الرب يسوع المسيح اذ كان في البدء بإعلانه عن سِرَّ القربان اولا حين تحدث الى تلاميذه قائلا: “وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي، وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ”(لو 22: 19، 20)، أجلكم ومن أجل الكثيرين لمغفرة الخطايا”. وهنا كان التوكيل لتلاميذه في الرعاية والعناية بالمؤمنين انه سرِّ الكهنوت، ومنحه لرسله عند الفعل “اِصْنَعُوا” وكلمة ” لِذِكْرِي” في الأصل اليوناني “أنامنيسيس” anamnesis /ἀνάμνησις/ אנמנזה وتعني استحضار حدث تم أمام اللَّه في الماضي، وما زال فعله وأثره ممتدًا في الحاضر، فهيَ تعبّر عن عمل له طابع إلهي، حاضرة وفعَّال، وورد بصيغة الأمر المستمر يعني استمرارية إتمام سرّ “الإفخارستيا” فالكلمة تحمل معنى الاتحاد بجسد الرب**. وتخصيص عمل في الأقانيم الإلهية. الآب اختص بالتدبير والابن يعمل الخلاص والروح القدس بالشركة. إنه الكاهن السرمدي الذي قدم ذاته لأجل خلاصنا ويبقى كاهنًا إلى الأبد على رتبة ملكي صادق.

اخوتي الاعزاء الكهنوت هو أحد الاسرار السبعة في الكنيسة:

هذه الاسرار هي علامات تدلّ على النعمة الالهية سلمها المسيح الى الكنيسة لكي توزعها على المؤمنين ولكل سرّ من الاسرار له نعمته الخاصة حملها له الروح القدس ليقدسنا، وليشركنا في عمله ويؤهلنا للخلاص والنمو في المسيح والكنيسة وكما ورد في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 1131و2003). يشمل “سر ّالكهنوت الدرجة المقدسة” ثلاث رتب: الاسقفية، الكهنوت، الشماسية، هؤلاء هم نصيب الرب هم الاكليروس هذه التسمية مأخوذة من سفر المراثي لأرميا النبي: “هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ. نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ”(مرا 3: 23-24).

قوانين الكنائس الشرقية الباب العاشر: الإكليروس 323 – 398

الإكليريكيون، يُطلق عليهـم أيضًا اسم خدّام الأقداس، هم مؤمنون تختارهم السلطة الكنسية المختصّة، وبموهبة الروح القدس التي ينالونها في الرسامة المقدسة، يُنتدبون لكي يكونوا بمشاركتهم في رسالة المسيح الراعي وسلطانه، خدّام الكنيسة، بفعل الرسامة المقدّسة، يميّز الإكليريكيون، بوضع خاص عن المؤمنين ينقسم الإكليريكيون، بالنظر إلى الرسامة المقدسة، إلى أساقفة وكهنة وشمامسة إنجيليين.

http://www.peregabriel.com/saintamaria/node/21717هذا الرابط عن تنشئة الاكليروس

لإكليروس كلمة يونانية Kληriκoi، والإنجليزية Cleric معناها مختص بالنصيب أو القرعة والإكليريكيون هم هكذا تستخدم الكلمة في الكنائس الشرقية الناطقة باللغة العربية. وهو نفس ما نجده عند مؤلف المراسيم الرسولية منذ القرن الرابع الميلادي. فهو يدعو كل الرتب الكنسية بما فيها القسس والشمامسة بتعبير “الإكليريكيين” “الإكليروس” من أعضاء الكنيسة وعلمانيين، واشتقت كلمة “إكليريكية”، وتصدرت عناوين لمعاهد الدراسات اللاهوتية والكليات الخاصة بالعقيدة المسيحية لخدمة كلمة الله…لأعداد خادم الكهنوت من خلال المكان الّذي يدرس ويتخرّج فيه طالبو الكهنوت وهذه الكلمة تأتي من اللغة اللاتينية وتعني المشتل حيث تشير إلى البيئة الملائمة لنموّ الدعوات الكهنوتيّة والخدميّة فيه.

في الختام قال بولس الرسول لتيموثاؤس تلميذه.. “لاَ يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ، بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ، فِي التَّصَرُّفِ، فِي الْمَحَبَّةِ، فِي الرُّوحِ، فِي الإِيمَانِ، فِي الطَّهَارَةِ، إِلَى أَنْ أَجِيءَ اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ، لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ، الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ، اهْتَمَّ بِهذَا. كُنْ فِيهِ، لِكَيْ يَكُونَ تَقَدُّمُكَ ظَاهِرًا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا”(1 تي 4: 16،12)، كيف تكون قدوة عندما تحيا وتعيش بوصايا الله وان تكون خادم نرى فيك المسيح قبل ان تتكلم عنه.. في سلوكه يليق بالمسيح. اعزائي القراء اشكر حضوركم البهي لقراءة الموضوع …واقول اللقاء متجدد بعون الرب لكم كل التقدير لمروركم الكريم في القراءة، ونقدم التهنئة والتبريك لكاهننا الجديد ايدن ايليا…… الرب يبارك حياتك في الكهنوت ويمنحك القدرة على الخدمة …. الى الرب نطلب

د. طلال كيلانو

https://ishtartv.com/public/ar/articles/alabbaseleldo-25-6-2009.html هذا الرابط الدعوة الكهنوتية للمطران باسل يلدو

—————————————————————————————————

“فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ”(مت 25: 21).

“إحمل صليبك وإتبعني”(متى 16: 24؛ مرقس 8: 34؛ لوقا 9: 23)؟ وردت في ثلاثة مواقع انجيلية “وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ».” (مر 8: 34-38).”لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.” (عب 4: 15).”وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ».” (مر 8: 34-38).”لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي.” (يو 15: 16).”أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ.” (يو 15: 14).

**اسس الرب يسوع سرّ الكهنوت في العشاء الاخير مع سرّ الافخارستيا ευχαριστία ويعني سر الشكر والشركة المقدسة Holy Communion وكلمة الشكر تنقسم الى إف + خارستيا، إف تعنى جيد وحلو وخاريس تعنى نعمة، أوعطية ونعمة في القبطية شيبئهموت = شيب تعنى يقبل وإهموت تعنى نعمة. فالله يعطينى نعمة وأنا أتقبلها منه بالشكر. والمسيح كرأس للكنيسة يشكر بالنيابة عنا، ليشرح أن هذا واجبنا. وهذا ما نفعله في القداس إذ نسبح تسابيح كثيرة قبل وبعد القداس

“معهد شمعون الصفا” لبطريركية الكلدان، في دير مار كوركيس بالقرب من مدينة الموصل، في منتصف القرن التاسع عشر، بعد أن تم تجديده وإعداده من قبل القاصد الرسولي، آنذاك، المونسنيور بينيدكتُس بلانشيه. أُسندَت إدارته إلى القس جرجس خيّاط (البطريرك فيما بعد 1894 – 1899) كما يُـفهم من رسالة كاتم أسرار مجمع انتشار الإيمان، الموجّهة إلى القاصد الرسولي في 4 حزيران 1859، إذ كتبَ: “سرني سماع افتتاح الكليّة او المعهد الجديد، وتعيين التلميذ خيّاط لإدارته، مؤقتاً، حتى تُعهد الإدارة إلى القساوسة الدومنيكان، كما في نيّتكم أن تفعلوا”. إلا أن هذه المبادرة لم تدم طويلاً. ثم كانت المحاولة الثانية لافتتاحه في كنيسة مار إشعيا (في الموصل) عندما اجتمع البطريرك يوسف أودو بأعيان الطائفة في الموصل، المحاولة الثالثة، لافتتاح المعهد، بهمّةِ رجلٍ من أهل آمد، هو الشماس روفائيل مازجي اللعازري، الذي ورث أموالاً طائلة عن أبيه، وخاصة عن عمه الخواجا بدوش. فأراد أن يسخّر الأموال لخدمة الكنيسة، وفكّر أول الأمر في أن يحقق مشاريع خيرية في مسقط رأسه. لكنه لبّى دعوة البطريرك أودو، فجاء الى الموصل وبدأ بتحقيق مشروعين حيويين هما: تأسيس مطبعة وفتح معهد ديني. نقل المعهد الكهنوتي إلى بغداد، في نهايات خمسينيات القرن العشرين. فكلّف البطريركُ القس مارسيل الملّباري لإدارة المعهد، في صيف 2006، تعيّن القس باسل يلدوا مديراً ويُساعده القس زيد عادل حبّابه. في عام 2007 قرّر البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي نقل أنشطة المعهد الكهنوتي وكلية بابل للفلسفة واللاهوت، مؤقتاً، إلى مبنى مطرانية الكلدان في عنكاوا (أربيل). واستمرت نشاطات المعهد الكهنوتي الى يومنا هذا تحت إشراف القس بشّار متي وردة (من رهبنة الفادي الأقدس المخلصيّة) المصدر: الموقع الالكتروني لمعهد شمعون الصفا الكهنوتي: https://ishtartv.com/viewarticle,46029.html

معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي: الموصل معهد اكليريكي لإعداد الكهنة عمره اكثر من 100 عاما , قدم للكنيستين الكلدانية والسريانية، نظرة تاريخية عن تأسيس المعهد في عهد مجيء الآباء الدومنيكان الفرنسيين إلى الموصل عام 1850. ولما تسلم الأب دوفال الرسالة الدومنيكية فاتح قداسة البابا بيوس التاسع في مقابلة له معه عام 1873 بهذا المشروع. وبعد أربع سنين من هذه المقابلة أعلن الأب دوفال في 27 من كانون الأول ستة 1877 عن قراره في فتح معهد اكليريكي لطلبة ألبطريركي الكلداني الذي تأسس عام 1866 قد توقف في تلك الفترة من 1873 – 1882-. وافتتح المعهد المذكور في العاشر من كانون الثاني 1778 واستقبل أربعة تلامذة عهدت تربيتهم إلى الأب كورماشتيك، وبذلك أصبح أول مدير للمعهد. وقد جاء تأسيس المعهد، كما أدلى الأب الو الدومنيكي في مقال عن المعهد نشره عام 1904 في مجلة “السنة الدومنيكية” , تلبية لحاجة كنيسة العراق الى كهنة ينهضون بها ويبثون فيها العمق الديني والوعي . وقد ساند الكرسي ألرسولي هذا المعهد منذ مراحله الأولى، كما جاء في رسالة فقداسة البابا لاون الثالث عشر إلى رئيس مدارس الشرق في غروب القرن الماضي…… نقلا عن (الأب جرجس القس موسى)، ومن التلاميذ الذين يفتخر بهم لمثلثا الرحمات البطريركان غبطة ما يوسف السابع غنيمة بطريرك بابل على الكلدان من 1949 – 1958 , (وكان قد سيم كاهنا عام 1904 وأسقف عام 1925 وولد في الموصل عام 1881) , والكاردينال جبرائيل الأول تبوني بطريرك السريان الإنطاكي من 1929- 1968 , (وقد سيم كاهنا عام 1902 وأسقفا عام 1912 وكردينالا عام 1935 وولد في الموصل عام 1879) .

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …