يقول السيد المسيح: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي.
وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ.
يوحنا:2 – 26
معرفتي بالشماس ايدن ايليا من خلال لقاءاتي معه في عدد مناسبات وأحتفالات التي أقامتها خورنة مار توما الرسول الكلدانية وبالذات في كنيسة روتردام. ولقائي معه اليوم عبر الأيميل بمناسبة رسامته شماساً انجيلياً بمباركة سيادة المطران مار يوسف توما رئيس أساقفة كركوك والسلمانية في كاتدرائية قلب الاقدس في كركوك يوم الجمعة الموافق 29 نيسان 2022 وبهذه المناسبة السعيدة التقيت معه لنتعرف أكثر منه عن حياته بصورة خاصة وخدمته الكنسية الجليلة لخدمة كنيسة الرب يسوع المسيح وشعبة.
اليوم أنت ضيف الخورنة ونرحب بك وأهلا وسهلا بك في موقع وفيس بوك الخورنة وأقدم جزيل شكري وفائق أحترامي على تقبل دعوتي لأجراء هذا اللقاء معك.
خورنة مار توما الرسول الكلدانية في هولندا وكنيسة روتردام يعرفون مَن هو الشماس ايدن ايليا عن قريب نرجو ان تقدم لقراءنا الكرام نبذه مختصرة عن حياتك ليعرفك من هو بعيد عنك.
+ نبذة مختصرة عن حياتك؟
أيدن أيليا حنونا من مواليد 1982 ولدت في ناحية القوش في محافظة نينوى – العراق. أنحدر من عائلة متكونة من أربعة أخوة وأنا من ضمنهم وأربعة خوات، متزوج من السيدة لارسا خالد متي حلبي. تخرجت من كلية الحدباء – قسم اللغة الأنكليزية عام 2006، وبقيت في العراق لغاية عام 2010 حيث غادرت العراق الى هولندا. حالياً أعمل في القطاع الدراسي كمدرس للغة الأنكليزية.
+ كيف زرعت بذرة الأولى وكيف نمت خدمتك؟
منذ نعومة أظافري كان لي شوق في خدمة الكنيسة وطقوسها والكهنوت والالحان والتراتيل، حيث تعلمت اللغة الكلدانية منذ كان عمري تسعة سنوات، وأتقنت الألحان الرائعة بعمر أثنى عشر سنة.
+ هل كانت لديك معوقات أثناء خدمتك؟
في كل خدمة توجد معوقات، لكني أثق تماماً بصلاح اللـه ووعوده. كانت بعض المعوقات أختبار لي لكي أعرف حقيقية نفسي. فالرب يسمح في بعض الأحيان بضيقات معينة لكيما يسمو بالخدام الأمين ويزكيه وينقيه أكثر لخدمة شعبه، واليوم أشكر اللـه على محبته وأمانته وصدق وعوده لآنه أهلني ومنحني هذه الخدمة التي أنا لا أستحقها. في سنة 2000 التحقت بكلية بابل الحبرية للفلسفة والأهوت في بغداد، ولم أكمل دراستي الكهنوتية بسبب عدم وجود أرضية ثابتة وراسخة لدعوتي الكهنوتية.
سنة 2011 زارتني البركة والنعمة، وبقوة الروح القدس بدأت أقراء كثيراً وأسمع مواعظ أكثر، لا للمعرفة بل للسلوك والحياة (المعرفة تنفخ، لكن المحبة تبني). بدأت أدخل في كل يوم جديد في علاقة حُب أعمق مع الرب يسوع المسيح، وأيضاً كانت مطالعتي عن حياة القديسين كان لها دافع قوي وأيجابي لتقربي من تعاليم ووصايا الرب يسوع أكثر. بعد خمسة سنوات من قراءتئ المتواضعة ومتابعتي للكثير من المواعظ، أحسست بأن اللـه كان يدعوني لخدمة كنيسته المقدسة من خلال أحداث وأشخاص معنيين.
+ شخصيات أثرت في حياتك وتركت بصمة فيها؟
في البداية كان الأب المبارك (حالياً المطران) باسيليوس فوزي راعي كنيسة المينا الكاثوليكية في مصر له الأثر الكبير في تغيير حياتي بسبب مواعظهُ الروحية الرائعة. وبعد أن تعرفتوا عن الأب فراس غازي المبارك كان له تأثير روحي كبير في حياتي كونه قليل الكلام ولكنه يعيش كلمة الأنجيل بحُب وتواضع جميل.
+ ما هي ذكريات لا تنسى مع بعض الأساقفة والأباء الكهنة؟
من الشخصيات التي أثرت في حياتي كما أشرت أعلاه: الأب باسيليوس فوزي، الأب فراس غازي، الأب قيس، الأب جاك، أب أعترافي، ايبي د يونك الهولندي، وسيادة المطران يوسف توما المبارك، وكذلك غبطة أبينا البطريرك الكردينال لويس ساكو المبارك الذي كان له دور فعال وأيجابي مع سيادة المطران يوسف توما في ترتيب رحلتي من هولندا الى العراق – محافظة كركوك. وأقدم الشكر الجزيل لجميع الأباء الذين ساندوني في صلواتهم ورعاريتهم لي.
+ هل تعطينا صورة أكبر عن القداس الأحتفالي برسامتك، وهل كان معك أخرين ومَن هم؟
لقد كان أحتفال الرسامة أكثر من رائع بسبب حضور الأباء الأفاضل والشماسة والراهبات والمؤمنين. كنا نُسبح فرحين بقلب واحد. أحسست أنني في السماء عينها. لقد كُنا خمسة شمامسة: ثلاثة من أبرشية كركوك، وشماس أسباني أسمه خوسية تابع لبطريركية بغداد وأنا من خورنة مار توما الرسول الكلدانية في هولندا.
+ هل تصف شعورك وأنت تتقبل هذه الرسامة المباركة؟
بكل صراحة شعور لا يوصف بسبب الفرح الداخلي لنيل هذة النعمة والكرامة التي وبصراحة لا أستحقها. أشكر الرب يسوع بسبب أمانته في توديع هذه الوزنة الغالية الثمين لعبد مثلي غير مستحق.
+ هل لديك الرغبة أن تصبح كاهناً؟
نعم: رغبتي في الكهنوت هو من اولويات حياتي، وبكل تأكيد لدي الرغبة في أن أصبح كاهناً في الوقت الذي تراه السماء مناسباً.
+ ما هي أهم النشاطات التي تعتز بها أثناء خدمتك؟
من أهم النشاطات التي أعتز بها هي خدمتي لمذبح الرب كشماس. كما واقدم محاضرات كتابية لمدة أربعة سنوات وحتى يومنا هذا.
+ كم عدد اللغات التي تسطيع أن تخدم القداس بها؟
اللغات التي أستطيع أن أخدم القداس الألهي هي: اللغة العربية، الكلدانية – السورث، الهولندية والأنكليزية.
+ اي آية أو مثولة او بيت شعر تؤمن به؟
كل الكتاب نافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر. لكن الآيتين اللتين أرددهما دائماً في حياتي اليومية هما:
- لآ تشمتي بي يا عدوتي فأني أن سقطو أقوم مرة ثانية.
- أستطيع كل شيئ بالمسيح الذي يقوني.
+ تخيل العالم يصغي اليك بهذه اللحظة ماذا تقول له؟
لا استطيع أن أقول للعالم غير ما كرز به رب المجد يسوع المسيح في خدمته بالجسد: توبوا لأن ملكوت السموات قد أقترب فالوقت حقيقة قصير وعلى النائم أن يستيقظ.
+ مَن أنت بالنسبة الى كنسيتك وشعبها؟
أنا بالنسبة الى كنيسة المسيح عضو في جسد الرب وخادم عند أقدام شعب المسيح.
+ الشباب هم كنيسة الحاضر وكنيسة الغد، ماذا تقول للشبابنا في المهجر؟
اقول للشباب: اذكر خالقك في أيام شبابك، قبل أن تأتي أيام الشر او تجئ السنون اذ تقول: )ليس لي فيها سرور) سفر الجامعة 12: أقول للشباب وبكل محبة، الفرح والشبع الحقيقي هو في شخص المسيح. لأن فرح العالم وشهواته تزول. أمسكوا بالرب وداوموا على الصلاة وحضور الكنيسة والأجتماعات الروحية. كما وأحث شبابنا بأن يكونوا هم انفسهم كنيسة متحركة، كنيسة في البيت وفي العمل وكنيسة في كل الأماكن. لأن وعد الرب للكنيسة هو: ابواب الجحيم لن تقوى عليها.
+ كلمة أخيرة؟
في ختام كلمتي الأخيرة: أحب أن أشكر الرب يسوع على كل أحساناته وتعاملاته معي ومع الكنيسة. وأشكر غبطة البطريريك الكاردينال مار لويس ساكو لمتابعته ومساندته لرعيته وتسهيل امري بخصوص الرسامة الشماسية، أصلي للرب أن يستخدمه أكثر لبنيان الكنيسة المنتصرة. وأشكر سيادة المطران الجليل مار يوسف توما المبارك على محبته وكرمه وصلواته في فترة معايشتي في المطرانية. أقولها أمام اللـه، لقد كان سيادته مثال الأب والراعي الصالح لي، رجل اللـه فعلآ في الفعل والقول والاتضاع، أصلي من أجله أن الرب يعطيه الصحة والقوة لكي يعمل أكثر في كرم الرب لمجد أسمه. وأشكر جميع الآباء في كركوك الذين احتضنوني وشجعوني وصلوا من أجلي، وأخص أبونا قيس المبارك الذي كان يعاملني وكأنني أنا الكاهن وهو الطالب، أشكر الرب من أجل أتضاعه ومحبته وروحه النقية، وأصلي أن الرب يسوع يباركه في كل عمل للبنيان. أشكر الراهبات و الشمامسة واشكر عائلتي وجميع الذين حضروا في أحتفال الرسامة الذين شاركونني في فرحتي.
أحب ان اقدم جزيل شكري الى الأب الغالي فراس غازي على كم الحُب الذي بذله من أجلي في متابعته المستمرة في فترة دراستي الكهنوتية وفي دعمه وتشجيعه لي فيما يخص دعوتي الكهنوتية. أصلي الى الرب ان يقدس أيام حياته ويعطيه وسوئله قلبه النقي لكيما يعمل في كرم الرب أكثر وأكثر.
ختامآ أشكر جميع الذين صلوا من أجلي وعملوا في الخفية لا لشئ إلا لمصلحة الكنيسة غير مهتمين لظهور أسمائم بين الناس، أقول لهؤلاء أن الرب لا ينسى تعب محبتكم، لأن أبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.
بصلوات أمنا القديسة مريم العذراء وسائر الرسل والقديسين أطلب من الرب يسوع أن يبارك ويقدس حياة الجميع.
شكر وتقدير:
وأيضا اقدم شكري لك أخي شامل على أجراء هذا اللقاء الثري ينشر في موقع كنيستنا وتحياتي لكافة أبناء خورنتنا.
في ختام لقائي معك أكرر شكري وتقديري لك مرة ثانية لأجراء هذا اللقاء وأتمنى لك المزيد من العطاء لخدمة كلمة الرب وكنيسة ربنا يسوع المسيح له كل المجد والاكرام. وأن شاء اللـه نلتقي معك وفي لقاءنا الاخر قد أصبحت كاهناً.
الرب قادر أن يجعل من خدامه أن يقدموا ثماره لمجد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح كنيسته المقدسة وشعبه.
أجرى اللقاء شامل يعقوب المختار
هذه لقطات من قداس رسامة الشماس أيدن ايليا في أساقفة كركوك والسلمانية.
لقطات من أرشيف أثناء خدمة الشماس في الخورنة.