على نقيض ما قد توحي به ترجمات الكتاب المقدس إنّ كلمة آدم لفظ شائع جداً يدل على مجموعة كبيرة من المعاني فعندما كان أحد اليهود ينطق بهذه الكلمة فإنه لم يكن يفكر قط في الإنسان الأول
فإذا استثنينا قصة الخلق حيث تلتبس دلالة اللفظ فإن كلمة آدم لا تدل دلالة أكيدة على الإنسان الأول إلا في خمسة مواضيع
سفر التكوين 4 : 25
وعرف آدم امرأته مرة أخرى فولدت آبنا وسمته شيتا وقالت قد أقام الله لي نسلا آخر بدل هابيل إذ إن قاين قتله
سفر التكوين 5 : 1
هذا كتاب سلالة آدم يوم خلق الله الإنسان على مثال الله صنعه
سفر التكوين 5 : 3 – 5
وعاش آدم مئة وثلاثين سنة وولد ولدا على مثاله كصورته وسماه شيتا وعاش آدم بعدما ولد شيتا ثماني مئة سنة فولد بنين وبنات فكانت جميع أيام آدم التي عاشها تسع مئة سنة وثلاثين سنة ومات
سفر اخبار الأيام الأول 1 : 1
آدم وشيت وانوش
سفر طوبيا 8 : 6
أنت صنعت آدم أنت صنعت له عونا وسنذا حواء آمرأته ومنهما خرج الجنس البشري وأنت قلت لا يحسن أن يكون الإنسان وحده فلنصنع له عونا يناسبه
فهذا اللفظ يعبر به عادة وبحقّ عن الإنسان عامة أو عن الناس قاطبةً أو عن شخص ما أو عن أحدهم أو عن الذات البشرية هذا والمعنى الجماعي هو الغالب بشكل واضح من خلال هذه الأيات المختلفة
سفر ايوب 14 : 1
الإنسان مولود المرأة قليل الأيام كثير الشقاء
سفر النبي اشعيا 6 : 12
ويقصي الرب البشر وتبقى في الأرض وحشة عظيمة
سفر الجامعة 6 : 12
فإنه من يدري ما هو خير للإنسان في الحياة مدة حياته الباطلة التي يقضيها كالظل؟ومن يخبر الإنسان فيما يكون فيما بعد تحت الشمس؟
سفر النبي زكريا 13 : 5 و 6
فيقال له ما هذه الجروح في صدرك؟فيقول هي التي جرحتها في بيت محبي
سفر الملوك الأول 8 : 46
وإذا خطئ إليك لانه ليس إنسان لا يخطأ وغضبت عليه وأسلمته إلى أعدائه وجلاه جالوه إلى أرض أعداء بعيدة أو قريبة
مزمور 105 : 14
فلم يدع أحدا يظلمهم وعاقب ملوكا من أجلهم
سفر النبي هوشع 11 : 4
بحبال البشر بروابط الحب آجتذبتهم وكنت لهم كمن يرفع الرضيع إلى وجنتيه وآنحنيت عليه وأطعمته
مزمور 94 : 11
إن الرب يعلم أفكار البشر ويعلم أنها هباء
وينطبق نفس الشيء على عبارة ابن آدم التي لا تشير إلى شخص من نسل آدم كفرد ولكنها توازي لفظ إنسان في
سفر ايوب 25 : 6
فكيف إذا الإنسان الدودة وابن آدم اليرقانة؟
مزمور 8 : 5
ما الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده؟
وتشير إلى شخص في
سفر النبي ارميا 49 : 18 و 33
كما قلبت سدوم وعمورة وما جاورهما قال الرب فلا يسكن هناك إنسان ولا ينزل فيها آبن بشر فتصير حاصور مأوى لبنات آوى مقفرة للأبد لا يسكن هناك إنسان ولا ينزل فيها آبن بشر
سفر النبي حزقيال 2 : 1 و 3
فقال لي يا ابن الإنسان قم على قدميك فأتكلم معك فقال لي يا ابن الإنسان إني مرسلك إلى بني إسرائيل إلى أناس متمردين قد تمردوا علي فقد عصوني هم وآباؤهم إلى هذا اليوم نفسه
أو تشير لفظ انسان الى جماعة في
سفر الأمثال 8 : 31
ألعب على وجه أرضه ونعيمي مع بني البشر
مزمور 45 3
إنك أجمل بني آدم والظرف على شفتيك انسكب فلذلك باركك الله للأبد
سفر الملوك الأول 8 : 39 و 42
فآسمع أنت من السماء، مكان سكناك وآغفر وآعمل وأجز كل واحد بحسب طرقه لأنك تعرف قلبه ولأنك أنت وحدك تعرف قلوب جميع بني البشر لسماعه بآسمك العظيم ويدك القديرة وذراعك المبسوطة فيأتي ويصلي نحو هذا البيت
وعندما تأتي عبارة ابن آدم في تضادٍّ مع الله فهي تبرز مثل كلمة جسد حالة الإنسانية الضعيفة والفانية نظر الرب من السماء فرأى جميع بني البشر في
مزمور 33 : 13
الرب من السموات نظر فرأى جميع بني البشر
سفر التكوين 11 : 5
فنزل الرب ليرى المدينة والبرج اللذين بناهما بنو آدم
مزمور 36 : 8
اللهم ما أثمن رحمتك إن بني آدم يعتصمون بظل جناحيك
سفر النبي ارميا 32 : 19
عظيم أنت في المقاصد وقدير في العمل وعيناك مفتوحتان على جميع طرق بني آدم لتجازي كلا على حسب طرقه وثمار أعماله
فإن أبناء آدم هم إذن البشر في حالتهم الأرضية
وهذا ما يوحي به أيضاً التفسير الشعبي لأصل كلمة آدم إذ يعتبرها مشتقة من أداما أي الأرض
آدم هو إذن الكائن الأرضي المجبول من تراب الأرض
وهذا الواقع التفسيري له انعكاس لاهوتي فلا يكفي أن نرى في آدم الأول فرداً مثل باقي الأفراد
وهذا ما يستنتج من الانتقال المدهش من صيغة المفرد إلى صيغة الجمع في كلام الله الخالق لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا وليتسلطوا في العبراني في
سفر التكوين 1 : 26
وقال الله لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا وليتسلط على أسماك البحر وطيور السماء والبهائم وجميع وحوش الأرض وجميع الحيوانات التي تدب على الأرض
فيا ترى ماذا كان قصد صاحب الرواية في الفصول الأولى من كتاب التكوين ؟
اعداد الشماس سمير كاكوز