حاجتنا الى الصبر* كما هو وجودنا في الحياة ..والكتاب المقدس يقدم المعالجة الروحية له.

الصبر هو صفة نمتلكها لمواجهة المواقف غير المتوقعة في الحياة، في عالم أصبح سريعاً والصبر فيه دقائق والحقيقة تقول ان سرعة الحياة التي غالباً ما نسعى بها لمواكبة الاحداث … لا تعوض عن الصبر الذي هو الأفضل في الوصول الى الغاية التي نبتغيها، فخبرة الصبر* في حياة الإنسان يومية، فضلا عن التعلم من استشارة الآخرين حوله في بعض القرارات التي يتم اتخاذها، و السعي لمجالسة أشخاص يمتازون بالصبر ميزة لابد ان نتصف بها فليس أفضل من جليس صبور ليعلمنا الصبر، فالصبر هو تعلم لسلوك نفسي ومثله في ذلك مثل كل السلوك الانساني. ولا نتوقع أن يكون تعلمه سريعا ولا نقلل من أهميته، فالصبر يقوى الإيمان و يمنح الامن النفسي، ويضبط الجسد ويضمد جروحه ويحفظ اللسان، ويأخذ باليد، ويزيل العثرات، ويعزى ويهدئ المرضى ويفرح المؤمنين، وقلة الصبر تأتي من الرغبة بتجاوز مهمة ما للقيام بأخرى، و كما في الغضب والطيش والسأم والملل والضجر والجزع عند حلول المصائب والخوف ومثيرات الخوف في النفس والعجلة لدى تحقيق المطالب المادية أو المعنوية ولتحمل المتاعب والمشقات والآلام الجسدية والنفسية هذا من جانب والأخر هو عدم الصبر يعد السبب الأول لحدوث سائر الأخطاء.
كيف عالج الكتاب المقدس موضوع الصبر، لماذا نحتاج إلى الصبر؟ انه سؤال يطرح على الجميع و احتمال الإجابة ستكون في ادراج التعليم الروحي بتسلسل كي نجد الاجابة:

الصبر فضيلة يشترك فيها جميع السالكين في طريق الخلاص هو يساعد يومًيا في حياة التوبة، التي قدمها الرب وتتضح أهميته، فالراعي يبحث بصبر ويجد في طلب الخروف الضال، و أيضًا صبر الأب الذي يستقبل ابنه الذي ضل حتى يرجع ويلبسه ويغذيه ويلتمس له العذر لدى أخيه عديم الصبر والذي احتد غضبه” الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ” ( مت 10: 22؛ 24: 13؛مر 13: 13).

1- التحمل: زادت الضغوط وكَثُرت التحديات والاستفزاز، ونشعر بأن الضيق فوق الطاقة، “خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالاً لاحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ… قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ”(يع 10:5-11) فالصبر هو الحل.

2- لانتظار خلاص الرب: “انتظر الرب واصبر له…” (مز 7:37). من كلمة الله، نعرف أن الصبر ليس نوعًا من الاستسلام أو القَدَريّة، لكنه يقين أن هناك حلاً إلهيًا لا بُدّ أن يعمله الرب: “وَلكِنَّنِي أُرَاقِبُ الرَّبَّ، أَصْبِرُ لإِلهِ خَلاَصِي. يَسْمَعُنِي إِلهِي” (ميخا 7:7). لذلك ونحن ننتظر الرب، نحن في حاجة شديدة إلى الصبر.

3- البركات التي يحصدها المؤمنين بصبرهم: بينما تُثني كلمة الله على الشخص الصبور، تُبرز مساوئ المتضجر والمندفع؛ فيقول الحكيم: “لاَ تَسْتَصْحِبْ غَضُوبًا، وَمَعَ رَجُل سَاخِطٍ لاَ تَجِيءْ، لِئَلاَّ تَأْلَفَ طُرُقَهُ” (أمثال 24:22-25). 4- المؤمن الصبور شريك للمسيح في آلامه: “أَنَا يُوحَنَّا أَخُوكُمْ وَشَرِيكُكُمْ فِي الضِّيقَةِ وَفِي مَلَكُوتِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَصَبْرِهِ” (رؤيا 9:1) .

5- الحفظ الإلهي ويكون لنا رجاء: “لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ” (رؤيا 10:3)، “حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ”(روم 4:15).

6- نملك الثمر أيضًا معه: الثمار التي نعمل لأجلها، ولكي نتوقع ظهورها، يتحمل الكل العمل الشاق حتى ننتج في النهاية ثماراً كثيرة، “إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ” (2تيموثاوس 2: 12).

أخيرًا أحبائي، نحن بحاجة شديدة للصبر، “الَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ” (لوقا 8: 15) دعونا نتحلّى بالصبر لبركة وفائدة أنفسنا. “بصبركم اقتنوا أنفسكم” (لوقا 19:21).

“اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ”(روم ٥: ٣- 4) “فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ، مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَاتِ الْقِدِّيسِينَ، عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ” (روم 12: 12، 13)، “نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا” (روم 5: 3-5)، “بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً، لأَنَّ مَا يَنْظُرُهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضًا؟ وَلكِنْ إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَسْنَا نَنْظُرُهُ فَإِنَّنَا نَتَوَقَّعُهُ بِالصَّبْرِ” (روم 8: 24، 25)، “كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ”(روم 15: 4)،”نَحْنُ أَنْفُسَنَا نَفْتَخِرُ بِكُمْ فِي كَنَائِسِ اللهِ، مِنْ أَجْلِ صَبْرِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ اضْطِهَادَاتِكُمْ وَالضِّيقَاتِ الَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا، بَيِّنَةً عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ، أَنَّكُمْ تُؤَهَّلُونَ لِمَلَكُوتِ اللهِ الَّذِي لأَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ أَيْضًا” ( تسالونيكي 1،2: 4، 5).

احبائي اقول لكم لنتعلم ان نعيش مختلفين عن الجميع كما هم مختلفين عنا، بان يكون الصبر والتاني والسيطرة على الذات وحسن الظن بعيدا عن السذاجة والهدوء والتسامح والاستماع الى الجميع وتقديم المساعدة المناسبة، هو مفتاح يسهل لنا الدخول الى حل الكثير من المشكلات، فخبرة الصبر في حياتنا نجمعها من خلال تعلم كيفية السلوك فيه…..
د. طلال كيلانو

* صبَر الشَّخصُ: رَضِي، تَجَلَّدَ، تَحَمَّلَ، اِحْتَمَلَ، انتظر في هدوء واطمئنان دون شكوى ولم يتعجَّل عِيل صَبْري: نفَد،

*يعرف الصبر في اللغة على أنه الحبس والكف والمنع والشدة والضم، أي يجب أن يقوم الإنسان بحبس نفسه وإلزامها على ذلك، والصبر اصطلاحا هو قدرة الإنسان على تحمل المصاعب المختلفة والقدرة على ضبط النفس

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …