لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ

إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون عنها حسابًا يوم الدين لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان ( مت 12: 36 ، 37)
وذلك لأنه «من فضلة القلب يتكلم الفم» ( مت 12: 34 ) فالفم هو أقصر طريق من القلب إلى الخارج
وحين يقول المسيح هنا إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون عنها حسابًا يوم الدين فإنه يقصد الكلمة التي بلا نفع، أي الكلمة العاطلة (الفارغة)
هذا النوع من الكلام يتعامل البشر معه باستخفاف إلا أن الكتاب المقدس يعطيه أهمية كبرى وإن الكلام الفارغ ثقيل جدًا في موازين الله .
لذا يجب على الإنسان ان يتكلم بحرص واتزان ويكون كلامه بالميزان لان كل كلمة لها ثقلها ووزنها ويكون الكلام برؤية وتأني بحكمة وتكون أيضًا بفائدة لانه
( لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ) مت 15: 11
ودعا البابا فرنسيس المؤمنين إلى النظر إلى ألنفوس عندما يشعرون بالنفور تجاه شخص ما، لأنه قد تكون الغيرة بداخلهم، أو الغضب المخفي. واعتبر أنه ينبغي أن نحمي قلبنا من هذا المرض، الذي ينمّي فقاعة صابون، تفتقر إلى الجوهر وتلحق الأذى الكبير. كما لا بد أن نقول ذلك للأشخاص الذين يثرثرون وينمنمون على الآخرين ليدركوا أن هذا الأمر ينبع من شر الحسد والغيرة والكراهية ودعا البابا المؤمنين إلى توخي الحذر عندما يشعرون بالنفور حيال الآخر، كي يسألوا أنفسهم عن مصدر هذا الشعور، وشدد على ضرورة أن نسأل الله أن يمنحنا قلباً صافيا ونقياً كقلب داود، قلباً شفافاً يبحث فقط عن العدالة والسلام والمحبة، ولا يريد أن يقتل أحدا لأن الحسد والكره والنميمه والكذب والنفاق وغيرها من اعمال الشيطان تقتل الناس كما اننا نؤمن يارب انك ترانا ومن سمائك ترعانا وانك معنا دائما وأبداً لن تنسانا .
فعندما تكون نقيا من القلب والفكر والنظر يمنحك الرب نورا من حيث لاتعلم حيث يستجيب لك الرب وتاتيك مطالبك فلذا فان صاحب النية الطيبة هو من يتمنى الخير للجميع بدون استثناء فسعادة الاخرين لم تاخذ من سعادتك وغناهم لم ينقصك رزقك وصحتهم لن تزيد مرضك فقط كن صاحب نية طيبة نقيا من الداخل اي تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ (لو 10: 27) لذالك اجعل الحب الذي فيك اقوى من الاساءة التي تأتيك لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ (مت 12: 37)
واخيرا فان المحبة هي جوهرة صفات الله حيث تنهمر من السماء على الجميع كنزول المطر في الأرض اليابسة فترويها وتنعشها من جديد، وتعمل حينا على بلسمة الجراح وحينا آخر تدفع بالإنسان للرجوع إلى قلب الله، فمحبته لا حدود لها فهي تخرق الحواجز وتنساب بهدوء كسواقي المياه العذبة، فتدخل إلى داخل أعماق الإنسان من دون استئذان لتمحي البغض والضغينة وتحارب الكره والحسد فتزرع حقائق روحية ثابتة لا تتزعزع وأجملها الخلق والتبني والغفران فاحبوا بعضكم بعضا ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود بل لتكن المحبة بحرًا متموجًا بين شواطئ نفوسكم
م – اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …