معنى الصوم الكبير
الشماس سمير كاكوز
الصوم هو الامتناع عن كل طعام وشراب وأذا أمكن للانسان الصائم يبعد جسده من
العلاقات الجنسية يوم أو اكثر .
الصوم المصحوب دائماً بصلاة التضرع إنما يعبّر عن تواضع الإنسان أمام الله .
الصوم في العهد القديم وما ورد ( هو سَبْتُ راحةٍ لَكم تُذَلِّلونَ فيه
أَنفُسَكم إنَّه فَريضَةٌ أَبَدِيَّة )
( سفر اللاويين 16 : 31 )
يقابله ويعادله إذلال النفس والروح والجسد ( هذه تَكونُ لَكم فَريضَةً
أَبَدِيَّةً في اليَومِ العاشِرِ مِنَ الشَّهرِ السَّابِع تُذَلِّلونَ
أَنفُسَكم ولا تَعمَلونَ عَمَلاً لا آبنُ البَلَدِ ولا النَّزيلُ المُقيمُ
فيما بَينَكم )
( سفر اللاويين 16 : 29 )
الصوم يجعل الانسان متواضع ومحبة ورجاء مع الله .
الطعام يعتبره الانسان أنه هبة من الله اعطها له مجاناً وعليه الصوم في الكتاب
المقدس هو أن الانسان يمتنع عن الاكل والشرب ليوم كامل يقوم بعمل ديني .
سفر التكوين 1 : 20 – 32 ، 2 : 1 – 7
وقالَ الله لِتَعِجَّ المِياهُ عَجًّا مِن ذَواتِ أَنفُسٍ حَيَّة ولْتَكُنْ
طُيورٌ تَطيرُ فَوقَ الأَرضِ على وَجهِ جَلَدِ السَّماء فخَلَقَ اللهُ
الحِيتانَ العِظام وكلَّ مُتَحَرِّكٍ مِن كُلِّ ذي نَفْسٍ حَيَّةٍ عَجَّت بِه
المِياهُ بِحَسَبِ أَصْنافِه وكُلَّ طائرٍ ذي جَناحٍ بِحَسَبِ أَصْنافِه ورأَى
اللهُ أَنَّ ذلك حَسَن وبارَكَها اللهُ قائلاً اِنْمي وآكْثُري واَمْلإِي
المِياهَ في البِحار وَلْتكْثُرِ الطُّيورُ على الأَرض وكانَ مَساءٌ وكانَ
صَباح يَومٌ خامِس وقالَ الله لِتُخرِجِ الأَرضُ ذَواتِ أَنفُسٍ حَيَّةٍ
بِحَسَبِ أَصْنافِها بَهائِمَ وحيواناتٍ دابَّةً ووُحوشَ أَرضٍ بِحَسَبِ
أَصْنافِها فكانَ كذلك فصَنَعَ اللهُ وُحوشَ الأَرضِ بِحَسَبِ أَصْنافِها
والبَهائِمَ بِحَسَبِ أَصْنافِها وجَميعَ الحَيَواناتِ الَّتي تَدِبُّ على
الأَرضِ بِحَسَبِ أَصْنافِها. ورأَى اللهُ أَنَّ ذلك حَسَن وقالَ الله
لِنَصنَعِ الإِنسانَ على صُورَتِنا كَمِثالِنا وَلْيَتَسَلَّطْ على أَسْمَاكِ
البَحرِ وطُيورِ السَّماء والبَهائِمِ وجَميعِ وحُوشِ الأَرض وجميعِ
الحَيَواناتِ الَّتي تَدِبُّ على الأَرض فَخَلَقَ اللهُ الإِنسانَ على
صُورَتِه على صُورَةِ اللهِ خَلَقَه ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم وبارَكَهمُ
اللهُ وقالَ لهم اِنْموا واَكْثُروا وأمْلأُوا الأَرضَ وأَخضِعوها
وَتَسَلَّطوا على أَسْماكِ البَحرِ وطُيورِ السَّماءِ وَكُلِّ حَيَوانٍ
يَدِبُّ على الأَرض وقالَ الله ها قد أَعطَيتُكم كُلَّ عُشبٍ يُخرِجُ بِزرًا
على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها وكُلَّ شَجَرٍ فيه ثَمَرٌ يُخرِجُ بِزرًا يَكونُ
لَكم طَعامًا ولجَميعِ وحُوشِ الأَرضِ وجَميعِ طُيورِ السَّماء وجَميعِ ما
يَدِبَّ على الأَرضِ مِمَّا فيه نَفْسٌ حَيَّة أَعطَيتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخضَرَ
مأكَلاً فكانَ كذلك ورأَى اللهُ جَميعَ ما صَنَعَه فاذا هو حَسَنٌ جِدًّا
وكانَ مَساءٌ وكان صَباح يَومٌ سادِس + وهكذا أُكمِلَتِ السَّمَواتُ والأَرضُ
وجَميعُ قُوَّاتِها واَنتَهى اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِن عَمَلِه الَّذي
عَمِلَه، واَستَراحَ في اليَومِ السَّابِعِ من كُلِّ عَمَلِه الَّذي عَمِلَه
وبارَكَ اللهُ اليَومَ السَّابِعَ وقَدَّسَه لأَنَّه فيه اَستَراحَ مِن كُلِّ
عَمَلِه الَّذي عَمِلَه خالِقًا تِلكَ هيَ نَشأَةُ السَّمَواتِ والأَرضِ حينَ
خُلِقَت لم يَكُنْ في الأَرضِ شِيحُ الحُقول ولَم يَكُنْ عُشْبُ الحُقولِ قَد
نَبَت،لأَنَّ الرَّبّ الإِلهَ لم يَكُنْ قد أَمطَرَ على الأَرض ولَمْ يَكُنْ
فيها إِنسانٌ لِيَحرُثَ الأَرض وكانَ يَصعَدُ مِنها سَيلٌ فَيَسْقي كُلَّ
وَجهِها وجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ تُرابًا مِنَ الأَرض ونَفخَ في
أَنفِه نَسَمَةَ حَياة فصارَ الإِنسانُ نَفْسًا حَّيَة . كلام الرب .
نذكر بعض أيات عن الصوم
( فصَعِدَ بَنو إِسْرائيل الشَّعبُ كُلُّه وأَتَوا بَيتَ إِيلَ وبَكَوا
وجَلَسوا هُناكَ أَمامَ الرَّبّ وصاموا ذلك اليَومَ إِلى المَساء وأَصعَدوا
مُحرَقاتٍ وذَبائِحَ سلامِيَّةً أَمامَ الرَّب )
( سفر القضاة 20 : 26 )
( فتَضَرع داوُدُ إِلى اللهِ مِن أَجلِ الوَلَد وصامَ داوُدُ ودَخَلَ بَيتَه
وباتَ مُضطَجِعًا على الأَرض فقامَ إِلَيه شُيوخ بَيتِه لِيُقيموه عنِ الأَرض
فأَبى ولم يَأكلْ معَهم طَعامًا )
( سفر صموئيل الثاني 12 : 16 – 17 )
( وأَمَرَ أَن يُنادى ويُقالَ في نينَوى بِقَرارِ المَلِكِ وعُظَمائِه لا
يَذُقْ بَشَرٌ ولا بَهيمةٌ ولا بَقَرٌ ولا غَنَمٌ شَيئاً ولا تَرْعَ ولا
تَشرَبْ ماءً )
( سفر النبي يونان 3 : 7 )
( فذلَّلَكَ وأَجاعَكَ وأَطعَمَكَ المَنَّ الَّذي لم تَعرِفْه أَنتَ ولا
عَرَفَه آباؤكَ لِكَي يُعْلِمَكَ أَنَّه لا بالخُبزِ وَحدَه يَحْيا الإِنْسان
بل بِكُلِّ ما يَخرُجُ مِن فَمِ الرَّبِّ يَحْيا الإِنْسان )
( سفر تثنية الاشتراع 8 : 3 )
الصوم ليس فقط الحرمان من الاكل والشرب بل ينطبق كذلك الامتناع عن العلاقات
الزوجية لكي يبقى جسدنا وقلبنا وروحنا طاهراً .
( أُنفُخوا في البوقِ في صِهْيون وأَوصوا بصَومٍ مُقَدَّس ونادوا بِآحتِفال
إِجمَعوا الشَّعبَ وقَدِّسوا الجَماعَة وآجمَعوا الشُّيوخ وآجمَعوا الأطفالَ
وراضِعي الأَثْداء ولْيَخرُجِ العَريسُ مِن مُخدَعِه والعَروسُ مِن خِدرِها )
( سفر النبي يوئيل 2 : 15 – 16 )
الصوم بمثابة الالتجاء الى الله كما فعل النبي دانيال صام وصلى من أجل أورشليم
كي لا يخربها الكلدانيين .
( فجَعَلتُ وَجْهي إِلى السَّيِّدِ الإِله لِآلتِماسِ وَجهِه في الصَّلاةِ
والتَّضَرُّعاتِ بالصَّومِ والمِسْحِ والرَّماد )
( سفر النبي دانيال 9 : 3 )
الصوم نطلب من الله أن يدلنا على الطريق الصحيح كما نادى عزرا بالصوم خلال
رحلته من بابل الى فلسطين .
( فنادَيتُ بِصَوم هُناكَ عِندَ نَهرِ أَهْوى لِنَتَذلَّلَ أَمامَ إِلهِنا
طالِبينَ إِلَيه طَريقاً سالِمَةً لَنا ولعِيالِنا ولجَميعِ أَمْوالِنا )
( سفر عزرا 8 : 21 )
سفر يشوع بن نون 1 : 16 – 18 ، 2 : 1 – 16
فأَجابوا يَشوعَ قائلين كُلُّ ما أَمَرتَنا به نَفعَلُه وحَيثُما أَرسَلتَنا
نذهب في كُلِّ ما أًطَعْنا بِه موسى نُطيعُكَ على أن يَكونَ الرَّبُّ إِلهُكَ
معَكَ، كما كانَ مع موسى كُلُّ مَن يَعْصي أَمرَكَ ولا يَسمعُ كلامك في كُلِّ
ما تَأمُرُه به يُقتَل إِنَّما تَشَدَّدْ وتَشَجَّعْ فأَرسَلَ يَشوعُ بنُ نونً
رَجُلَين مِن شِطِّيمَ جاسوسَينِ خُفيَةً قائِلاً إِمضِيا وانظُرا الأَرضَ
وأَريحا فمَضيا ودَخَلا بَيتَ امرَأَةٍ زانِيَةٍ اسمُها راحاب وباتا هُناك
فقيلَ لِمَلِكِ أَريحا قَدِمَ إِلى هُنا هذه اللَّيلَةَ رَجُلانِ مِن بَني
إِسْرائيل؟ لِيَتَجَسَّسا الأَرض فأرسَلَ مَلِكُ أَريحا إِلى راحابَ قائِلاً
أَخرِجي الرَّجُلَينِ اللَّذَينِ أَتَياكِ ودَخلا بَيتَكِ فإِنَّهما أَتَيا
ِليتَجَسَّسا الأَرضَ كلَها فأَخَذَتِ المرأَةُ الرَّجُلَينِ وأَخفَتهما
وقالَت نعَم أَتاني الرَّجُلان لَكِنِّي لم أَعلَمْ مِن أَينَ هُما وقد كانَ
عِندَ إِغْلاقِ البابِ وَقتَ الظَّلام، أَن خَرَجَ الرَّجُلان ولا أَدْري
أَيْنَ ذَهَبا فبادِروا في إِثرِهما فإِنَّكم تُدرِكوَنهما وكانَت قد
أَصعَدَتهما السَّطْحَ وأَخفَتْهما تَحتَ سوقِ كتَانٍ لَها مَصْفوفَةٍ على
السَّطْح فجَدَّ القَومُ في إِثرِهما في طَريقِ الأردُنّ إِلى المَخاوِض
وحالَما خَرَجَ الَّذينَ جَدُّوا في إثرِهما، أُغلِقَ الباب وأَمَّا هما،
فقَبل أَن يَضَّجِعا، صَعِدَت إِلَيهما إِلى السَّطْح، وقالَت لَهما قد
عَلِمتُ أَنَّ الرَّبَّ أَعْطاكم هذه الأَرْض، وقد حَلَّ بِنا رُعبُكم وجَميعُ
سُكَّانِ هذه الأَرضِ قدِ انحَلُّوا أَمامَكم لأَنَّنا قد سَمِعْنا كَيفَ
جَفَّفَ الرًبُ مِياهَ بَحرِ القَصَبِ قُدَّامَكم عِندَ خُروجِكم مِن مِصْر،
وما صَنَعتُم بِمَلِكَىِ الأَمورِيِّينَ اللَّذَينِ في عِبرِ الأردُنّ، سيحونَ
وعوج اللًذَينِ حَرَّمتُموهما سَمِعْنا فذابَت قُلوبُنا، ولم يَبْقَ في أَحَدِ
روح أَمامَكم، لأَن الَّربَّ إِلهَكم هو إِلهٌ في السَّماءِ مِن فَوقُ وعلى
الأَرض مِنِ أَسفَل والآنَ احلِفا في لِي بالرَّبّ، لأَنِّي قد صَنَعتُ
إِليكما رَحمَةً أَن تَصْنَعا أَنتُما أَيضًا رَحمةً إِلى بَيتِ أَبى
وتُعْطِياني عَلامَةً ثابِتَة وتُبقِيا على أَبي وأَمِّي وإِخوَتي وكُلِّ ما
هو لَهم وتُنَجِّيا أَنفُسَنا مِن المَوت فقالَ لَها الرَّجُلان أَنفُسُنا
تَموتُ فِداكُم إِذا لم تُذيعوا أَمرَنا هذا وإٍذا أَعْطانا الرَّبُّ الأَرْضَ
صَنَعنا إِلَيكَ رَحمَة ووَفاءً فدَلَّتهُما بِحَبلٍ مِنَ الكَوَّة لأَنَّ
بَيتَها في حائِطِ السُّور وهي ساكِنَةٌ في السُّور وقالَت لَهما إِذهَبا في
طَريقِ الجَبَل لِئَلاَّ يَجدَكما المُطارِدون واختَبِئا هُناكَ ثَلاثَةَ
أَيَّام حتًّى يَرجعَ المُطارِدون ثُمَّ تَمْضِيانِ في طَريقِكما . كلام الرب
.
الصوم وقبل ذلك علينا أولاً الاستسلام الكامل للرب الاله والتفكير جيداً هل
يمكننا الانقطاع عن الاكل والشرب يوم كامل لان مهمة القيام بالصيام شاقة وليست
سهلة .
( فصَعِدَ بَنو إِسْرائيل الشَّعبُ كُلُّه وأَتَوا بَيتَ إِيلَ وبَكَوا
وجَلَسوا هُناكَ أَمامَ الرَّبّ وصاموا ذلك اليَومَ إِلى المَساء وأَصعَدوا
مُحرَقاتٍ وذَبائِحَ سلامِيَّةً أَمامَ الرَّب )
( سفر القضاة 20 : 26 )
أستير صلت وصامت الى الرب الاله مع كل اليهود المقيمين في بلاد فارس لكي
يخلصهم من المصبية التي يريد عملها وزير أسمه هامان بقتل وأبادة جميع اليهود .
( إِذْهَبْ وآجمَعْ كُلَّ اليَهودِ الَّذينَ في شوشَن وصوموا لِأَجْلي ولا
تأكُلوا ولا تَشرَبوا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لَيلاً ونَهاراً وأنا ووَصيفاتي
نَصومُ كذلك ثُمَّ أَدخُلُ على المَلِكِ على خِلافِ السُّنَّة فإِن هَلَكتُ
فقَد هَلَكت )
( سفر أستير 4 : 16 )
الصوم هو طلب التوبة والصفح عن الخطا الذي اقترفناه ضد الله وضد الاخرين وألا
صيامنا لا ينفعنا بشيء ولن يكون مقبولاً عند الله ، هكذا فعل أحاب بسبب خطيئته
وعمل الشر أمام الله
( فلَمَا سَمعِ أحآبُ هذا الكَلام مَزَّقَ ثِيابَه وجَعَلَ على بَدَنِه
مِسْحًا وصامَ وباتَ في المِسحِ ومَشى رُوَيدًا رُوَيدًا )
( سفر الملوك الاول 21 : 27 )
الصوم هو الالتماس الشفاء والرحمة من الله كما فعلها النبي داود لما مات ابنه
قائلاً لحاشيته فلماذا أصوم ؟ أفاستطيع أن ارده بعد ؟
( فتَضَرع داوُدُ إِلى اللهِ مِن أَجلِ الوَلَد وصامَ داوُدُ ودَخَلَ بَيتَه
وباتَ مُضطَجِعًا على الأَرض فقامَ إِلَيه شُيوخ بَيتِه لِيُقيموه عنِ الأَرض
فأَبى ولم يَأكلْ معَهم طَعامًا فلَمَّا كانَّ اليَومُ السَّابع ماتَ
الصَّبيِّ فخافَ حاشِيَةُ داوُدَ أَنَّ يخبِروه بِمَوته لأَنَّهم قالوا في
أَنَّفُسهم حينَ كانَّ الصَّبِيُّ حَيَّا كنَا نُكَلِّمُه فلا يَسمعُ
لِكَلامِنا فكَيفَ نَقولُ لَه ماتَ الصَّبِيّ فيَصنعُ شرَّاً ورأَى داوُدُ
حاشِيَتَه يَتَهامَسون ففَطِنَ داوُدُ أَنَّ الصَّبِيَّ قد مات فقالَ داوُدُ
لِحاشِيَيه هل ماتَ الصَّبِيّ فقالوا قد مات فنَهَضَ داوُدُ عنِ الأَرض
واَغتَسَلَ وتَطيبَ وغَيَّرَ ثِيابَه ودَخَلَ بَيت الرَّبَ فسَجَد ورَجعً إِلى
بَيتِه وطَلَبَ فوَضعوا لَه طَعامًا فأَكَل فقالَ له حاشِيَتُه ما هذا الأَمرُ
الَّذي صَنَعتَ؟ فأَنَّكَ، لَمَّا كانَّ الصَّبِيُّ حَيًّا، صُمتَ وبَكَيتَ
فلَمَّا مات قُمتَ وأَكَلتَ طَعامًا فقال لَمَّا كانَّ الصَّبِيُّ حَيًّا
صُمتُ وبَكَيتُ لِأَنَّي قُلتُ في نَفْسي مَن يعلَمِ؟ قد يَرحَمُني الرَّبُّ
ويَحْيا الصَّبيّ وأَمَّا الأَنَّ وقد مات فلِماذا أَصوم؟ أَفَأَستَطيعُ أَنَّ
أَردَّه بَعدُ؟ أَنَّا أَصيرُ إِلَيه وهوِ لا يَرجعُ إِلَي )
( سفر صموئيل الثاني 12 : 16 – 23 )
الصوم ضروري اثناء المناحة ووقت دفن الميت والحداد عليه ، أهل يابيش جلعاد بعد
سماعهم بموت شاول وقتله من قبل الفلسطينيون صاموا سبعة أيام .
( وسَمعٍ أَهلُ يابيشَ جِلْعادَ بِما صَنعً الفَلِسطينيُّون بشاوُل فنَهَضَ
كُلُّ ذي بَأسٍ وساروا اللَّيلَ كُلَّه وأَخَذوا جُثَّةَ شاوُلَ وجُثَثَ بَنيه
عن سور بَيتَ شان وأَتَوا بِها إِلى يابيش وأَحَرَقوها هُناكَ وأَخَذوا
عِظامَهم ودَفَنوها تَحتَ الطَّرْفاء الَّتي في يابيش وصاموا سَبعَةَ أَيَّام
)
( سفر صموئيل الاول 31 : 11 – 13 )
الصوم للمراة التي مات زوجها وبقيت أرملة طوال أيام حياته ، هكذا فعلت يهوديت
لما مات زوجها منسى فكانت تضع مسحاً وتصوم جميع أيام ترملها الثلاث سنوات
وأربعة أشهر . حنة فعلت نفس الشيء الذي فعلته يهوديت بقت متعبدة ليل ونهار في
الصلاة والصوم .
( وكانت يَهوديتُ مُتَرمِّلةً في بَيتِها مُنذُ ثَلاثِ سَنواتٍ وأَربَعةِ
أَشهُر وكانَت قد هَيَّأَت لِنَفسِها عُلِّيَّةً على سَطحِ بَيتها وكانَت
تَضَعُ مِسْحاً على وَسْطِها وتَرتَدي ثِيابَ تَرَمُّلِها وكانَت تَصومُ
جَميعَ أَيَّامِ تَرَمُّلِها ما خَلا السُّبوتَ وعَشِيَّتَها ورُؤُوسَ الشهورِ
وعَشِيَّتَها وأَعيادَ بَيتِ إِسْرائيلَ وأَفْراحَهم )
( سفر يهوديت 8 : 4 – 6 )
( وكانَت هُناكَ نَبِيَّةٌ هيَ حَنَّةُ ابنَةُ فانوئيل مِن سِبْطِ آشِر
طاعِنَةٌ في السِّنّ عاشَت مَعَ زَوجِها سَبعَ سَنَواتٍ ثُمَّ بَقِيَت
أَرمَلَةً فَبَلَغَتِ الرَّابِعَةَ والثَّمانينَ مِن عُمرِها لا تُفارِقُ
الـهَيكَل مُتَعَبِّدَةً بِالصَّومِ والصَّلاةِ لَيلَ نَهار )
( أنجيل القديس لوقا 2 : 36 – 37 )
رسالة رومة 1 : 26 – 32 ، 2 : 1 – 6
ولِهذا أَسلَمَهُمُ اللهُ إِلى الأَهْواءِ الشَّائِنة فاستَبدَلَت إِناثُهم
بِالوِصالِ الطَّبيعيِّ الوصالَ المُخالِفَ لِلطَّبيعة وكَذلكَ تَرَكَ
الذُّكْرانُ الوِصالَ الطَّبيعِيَّ لِلأُنْثى واَلتَهَبَ بَعضُهم عِشْقًا
لِبَعْض فَأَتى الذُّكْرانُ الفَحْشاءَ بِالذُّكْران فنالوا في أَنْفُسِهِمِ
الجَزاءَ الحَقَّ لِضَلالَتِهمِ ولَمَّا لم يَرَوا خَيرًا في المُحافظةِ على
مَعرِفةِ الله أَسلَمَهُمُ اللهُ إِلى فَسادِ بَصائِرِهِم ففَعَلوا كُلَّ
مُنْكَر مُلِئُوا مِن أَنواعِ الظُّلْمِ والخُبْثِ والطَّمعَ والشَّرّ
مُلِئُوا مِنَ الحَسَدِ والتَّقْتيل والخِصامِ والمَكْرِ والفَساد هُم
نَمَّامونَ مُفتَرون أَعداءٌ للّهَ، شَتَّامونَ مُتَكَبِّرون صَلِفون
مُتَفنِّنونَ بِالشَّرّ عاصونَ لِوالِدِيهِم لا فَهمَ لَهم ولا وَفاء ولا
وُدَّ ولا رَحمَة ومع أَنَّهم يَعرِفونَ قضاءَ اللهِ بِأنَّ الَّذينَ
يَعمَلونَ مِثلَ هذِه الأَعمالِ يَستَوجِبونَ المَوت فهُم لا يَفعَلوَنها
فحَسبُ بل يَرضَونَ عنِ الَّذينَ يَعمَلوَنها + فلا عُذر َلَكَ أَيًّا كُنتَ
يا مَن يَدين لأَنَّكَ وأَنتَ تَدينُ غَيرَكَ نَحكُمُ على نَفْسِكَ، فإِنَّكَ
تَعمَلُ عَمَلَه يا مَن يَدين ونحنُ نَعلَمُ أَنَّ قَضاءَ اللهِ يَجْري
بالحَقِّ على الَّذينَ يَعمَلونَ مِثلَ هذِه الأَعمال أًوَ تَظُنُّ أَنتَ
الَّذي يَدينُ مَن يَعمَلونَ مِثلَ هذه الأَعمالِ ويَفعَلُها أَنَّكَ تَنْجو
مِن قَضاءِ الله أَم تَزدَري جَزيلَ لُطفِه وحِلمِه وطُولِ أَناتِه ولا
تَعلَمُ أَنَّ لُطْفَ اللهِ يَحمِلُكَ على التَّوبَة؟ غَيرَ أَنَّكَ
بِقَساوتِكَ وقِلَّةِ تَوْبَةِ قَلْبِكَ تَذَّخِرُ لَكَ غَضَبًا لِيَومِ
الغَضَب إِذ يَنكَشِفُ قَضاءُ اللهِ العادِل فيُجازي كُلَّ واحِدٍ بِحَسَبِ
أَعمالِه . والنعمة والسلام مع جميعكم يا اخوة امين .
الصوم يفيد وقت النكبات التي تقع على البلاد من الله أو من الامم بسبب الحرب .
النبي صموئيل صلى من أجل بني أسرائيل كي يرفع عنهم خطيئتهم التي اقترفوها ضد
الله بعبادتهم البعل والعشتاروت . شعب اسرائيل بكوا وناحوا بسبب الكلدانيين
حرقوا أورشليم .
( فكَلَّمَ صَموئيلُ بَيتَ إِسْرائيلَ كُلَّه وقالَ لَهم إِن كُنتُم راجِعينَ
إِلى الرَّبِّ مِن كُلِّ قلوبِكم فأَبعِدوا الآلِهَةَ الغَريبَةَ
والعَشْتاروتَ مِن بَييكم وثَبِّتوا قُلوبَكم في الرَّبّ واعبُدوه وَحدَه
فيُنقِذَكم مِن يَدِ الفَلِسطينيِّين فأَبعَدَ بَنو إِسْرائيلَ عنهمُ البَعلَ
والعَشْتاروت وعَبَدوا الرَّبَّ وَحدَه فقالَ صَموئيل اُحشُدوا كُلَّ
إِسْرائيلَ إِلى المِصْفاة فأُصَلِّيَ لأَجلِكم إِلى الرَّبّ فاجتَمَعوا في
المِصْفاة واستَقَوا ماءً وصَبُّوه أَمامَ الرَّبّ وصاموا في ذلك اليَومَ
وقالوا هُناك قد خطِئْنا إِلى الرَّبّ وقضى صَموئيلُ لِبَني إِسْرائيلَ في
المِصْفاة )
( سفر صموئيل الاول 7 : 3 – 6 )
( في السَّنَةِ الخامِسَةِ في السَّابِعِ مِنَ الشَّهر في الوَقْتِ الَّذي
أَخَذَ فيه الكَلْدانِيُّونَ أُورَشَليمَ وأَحْرَقوها بِالنَّار وتَلا باروكُ
كَلامَ هذا الكِتابِ على مِسمَعَي يَكُنْيا بنِ يوياقيمَ مَلِكِ يَهوذا وعلى
مَسامِعِ جَميعِ الشَّعْبِ الَّذي جاءَ لِآسماعِ هذا الكِتاب وعلى مَسامِعِ
أَصْحابِ السُّلطةِ وبَني المُلوك، ومَسامِعِ الشُّيوخ ومَسامِعِ كُلِّ
الشَّعْب، مِنَ الصَغارٍ إِلى الكِبار جَميعِ السَّاكِنينَ في بابِلَ على
نهْرِ سود فبَكَوا وصاموا وصَلَّوا أَمامَ الرَّب )
( سفر باروك 1 : 2 – 5 )
( وكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ رَبِّ القُوَّات قائلاً هكذا قالَ رَبُّ القُوَّات
إِنَّ صَومَ الشَّهرِ الرَّابعِ وصَومَ الخامِسِ وصَومَ السَّابعِ وصَومَ
العاشِرِ سَيَكون لِبَيتِ بَهوذا سُروراً وفَرَحاً وأَعْياداً طَيِّبَة
فأَحِبُّوا الحَقَّ والسَّلام )
( سفر النبي زكريا 8 : 18 – 19 )
الصوم لابعاد الكوارث عنا كما فعل النبي يوئيل وحذر بني اسرائيل من ان كارثة
سوف تقع عليهم من الرب أن لم يتوبوا من كل قلوبهم ويرجعوا الى الرب الاله .
( فالآنَ يَقولُ الرَّبّ إِرجعوا إِلَيَّ بكُلِّ قُلوبِكم وبِالصَّوم
والبُكَاءَ والِآنتِحاب مَزِّقوا قُلوَبَكم لا ثِيابَكم وآرجِعوا إِلى
الرَّبِّ إِلهكم فإِنَّه حَنونٌ رَحيم طَويلُ الأَناة كَثيرُ الرَّحمَة
ونادِمٌ على الشَّرّ لَعَلَّه يَرجِعُ ويَندَم وُيبْقي وَراءَه بَرَكَةً
وتَقدِمَةً وسَكيباً لِلرَّبِّ إِلهِكم أُنفُخوا في البوقِ في صِهْيون وأَوصوا
بصَومٍ مُقَدَّس ونادوا بِآحتِفال إِجمَعوا الشَّعبَ وقَدِّسوا الجَماعَة
وآجمَعوا الشُّيوخ وآجمَعوا الأطفالَ وراضِعي الأَثْداء ولْيَخرُجِ العَريسُ
مِن مُخدَعِه والعَروسُ مِن خِدرِها َينَ الرِّواقِ والمَذبَح لِيَبْكِ
الكَهَنَةُ خُدَّامُ الرَّبّ ولْيَقولوا أَشفِقْ ياربُّ على شَعبِكَ ولا
تَجعَلْ ميراثَكَ عاراً فتَسخَرُ مِنهُمُ الأُمَم لِماذا يُقالُ في الشُّعوبِ
أَينَ إِلهُهم )
( سفر النبي يوئيل 2 : 12 – 17 )
الصوم يفتح قلوبنا للنور الالهي ويجعلنا مستعدين لملاقاة الله .
( فقالَ لي لا تَخَفْ يا دانِيال فإِنَّكَ مِن أَوَّلِ يَومٍ وَجَّهتَ فيه
قَلبَكَ لِلفَهْمِ ولإِذلالِ نَفسِكَ أَمامَ إِلهِكَ إِستُجيبَ كَلامُكَ
وأَتيتُ أَنا بسَبَبِ كَلامِكَ )
( سفر النبي دانيال 10 : 12 )
انجيل القديس متى 5 : 38 – 48
فلْيَكُنْ كلامُكم نعم نعم ولا لا فما زادَ على ذلك كانَ مِنَ الشِّرِّير
سَمِعتُم أَنَّه قيل العَينُ بِالعَين والسِّنُّ بِالسِّنّ أَمَّا أَنا
فأَقولُ لكم لا تُقاوِموا الشِّرِّير بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن
فاعرِضْ لهُ الآخَر ومَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ
لَه رِداءَكَ أَيضاً ومَن سَخَّرَكَ أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِداً فسِرْ معَه
ميلَيْن مَن سأَلَكَ فأَعطِه ومَنِ استَقرَضَكَ فلا تُعرِضْ عنه سَمِعتُم
أَنَّه قِيل أَحْبِبْ قَريبَك وأَبْغِضْ عَدُوَّك أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم
أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم لِتَصيروا بني أَبيكُمُ
الَّذي في السَّمَوات لأَنَّه يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار
ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار فإِن أَحْبَبْتُم مَن يُحِبُّكُم
فأَيُّ أَجْرٍ لكم؟ أَوَلَيسَ الجُباةُ يفعَلونَ ذلك؟ وإِن سلَّمتُم على
إِخواِنكم وَحدَهم فأَيَّ زِيادةٍ فعَلتُم؟ أَوَلَيسَ الوَثَنِيُّونَ
يَفعَلونَ ذلك؟ فكونوا أَنتُم كامِلين كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويَّ كامِل .
والمجد لله دائما .
النبي موسى والنبي ايليا صاما اربعين يوماً وأربعين ليلة بقوا دون طعام .
( وأَقامَ موسى هُناكَ عِندَ الرَّبِّ َربَعينَ يَوماً وأَربَعينَ لَيلَةً لا
يأكُلُ خُبزاً ولا يَشرَبُ ماءً فكَتَبَ على اللَّوحَينِ كَلامَ العَهْد
الكَلِماتِ العَشْر )
( سفر الخروج 34 : 28 )
( فقامَ وأكَلَ وشَرِبَ وسارَ بِقُوَّةِ تِلكَ الأَكلَةِ أَربَعينَ يَومًا
وأربَعينَ لَيلَةً إلى جَبَلِ اللهِ حوريب )
( سفر الملوك الاول 19 : 8 )
يسوع نفسه، يدافع عن تلاميذه، لعدم قيامهم بفريضة الصوم، بقوله
( أيستطيع أهل العرس أن يصوموا والعريس بينهم؟ فما دام العريس بينهم لا
يستطيعون أن يصوموا ولكن سيأتي زمن فيه يرفع العريس من بينهم ففي ذلك اليوم
يصومون )
(مرقس 2: 19- 20)
الصوم الحقيقي هو صوم الإيمان أي الحرمان من مشاهدة الحبيب والبحث الدائم عنه
وسماع الاغاني الجسدية والافلام الغير اللائقة .
الصوم في ايامه التامل في قراءة الكتاب المقدس وسماع التراتيل مع الصلوات
التاملية الروحية .
الصوم ان لا يجعلنا الوقوع في التكبر والتظاهر امام الناس وارضائهم أبداً .
الصوم أن يكون مرضي ومقبول لدى الله ومقرون بحب القريب .
ظلت الكنيسة أمينة على حفظ تقليد الصوم وهي تحاول بفرض ممارسة الصوم أن تضع
المؤمنين في حالة تفتح كامل لنعمة الرب يسوع المسيح امين
والمجد لله دائما
الشماس سمير كاكوز