برنامج صلاة فرق الوردية لشهر آذار 2017

تأمل في نصوص الإنجيل برفقة العذراء مريم

برنامج صلاة فرق الوردية لشهر آذار 7201 العدد 418 موضوع تأملنا للسنة 2016 ـ 2017 وابتداءً من شهر ايلول الماضي ولمدة سنة كاملة تنتهي في شهر آب 2017 سيكون: طوبى للرحماء فإنهم يُرحمون (متى 5: 7)

الإفتتاحية الخاصة بفرق صلاة الوردية ـ التنظيم الدولي

عـلينا أن نتبع العذراء مريم لنتعلم العيش مـع الله !

إنَّ مريم، أمنا الرحومة التي تسير إلى جانبنا، تلاحظ دومًا أفراحنا ومصائبنا وانجذابنا نحو الخطيئة. إنـَّها تريد مساعدتنا لنسير في الطريق الصحيح الذي يؤدي بنا إلى طريق الحياة مع الله وبعيدًا عن الضلال والتيهان. توجه لنا العذراء مريم نفس التوجيه الذي وجـّهته في عرس قانا الجليل للخدام: عندما قالت لهم: “نفـذوا كل مـا يأمركم عـمـله”.

سنحتفل في عامنا هذا 2017 بالذكرى المئوية الأولى لظهورات العذراء مريم لثلاثة أولاد صغار هم: لوسي وجاسينت وفرانسوا. حصلت هذه الظهورات في قرية “فاطمة” الصغيرة الواقعة في البرتغال، في العام 1917. بـيـّنـت العذراء مريم في هذه الظهورات العلامات المـمـيـّزة لزمنـنا الحاضر، الذي كثرت فيه الحروب والإرهاب والاضطهادات وتهجير العوائل القسري من الاوطان فغدت بلا مأوى فأضطرّت إلى اللجوء في بلاد الغربة وقاست الآلام والعذابات وعدم احترام “الحياة” (التي هـي هـبـة الله خالقنا نحن البشر). عرضت العذراء مريم على هؤلاء الصغار في تلك الظهورات أدوية روحية لشفاء امراض زمننا هذا فنتخلـص من المصائب والنكبات التي حلـت على البشرية جمعاء، وليحلّ سلام الله في أرجاء العالمَ ولينال السعادة الابدية في السماء؛ لنصغِ لما قالته العذراء للصغار بدافع اهتمامها الوالدي أثثناء ظهوراتها !

حصلت هذه الظهورات نتيجة لإرسال يسوع أمـه لتنقل لنا كل ما أوحي به في الانجيل المقدّس. إذًا الرسالة التي حملتها العذراء لنا تخصّ زمننا هـذا بالذات. كما أنـّها في الوقت ذاته تـأوين للتعاليم الإنجيلية وترسيخ لإيماننا من خلال قولنا “نــعــم” وقبولنا رسالتها. حـدّثت العذراء مريم الأولاد الصغار خلال ظهوراتها لهم بكلمات واسلوب كشفت بواسطته اهتمامها البالغ بمستقبلهم وأيضًا بمستقبلنا نحن دون استثناء أحــدًا منـــّا وقلقها على مصير الجميع. إنــهــا تريده ان يكون مليئا بالسعادة. إنــَّهــا تريدنا أن نقول “نعم” دلالة لقبولنا تعاليم الإنجيل واستقبالنا الرحمة الإلهية وفداء يسوع لنا بإيمان حقيقي. نــعـــم خيرات عظيمة لا يمكننا وصفها وهـبـها الله لنا مجانًا بواسطة موت وقيامة إبنه الحبيب يسوع ونتيجة لمحبته الغير محدودة لنا نحن البشر؛ لكنه وبسبب محبته لكل فردٍ منــَّا على انفراد ينتظر منــَّا جوابنا الذي نعلنه بحرية مطلقة.

من أجل تحقيق هذا الهدف في اطار حياتنا تـبـيّـن لنا العذراء الضرورة القصوى والفورية لتغـيـر حياتنا عن طريق طلبنا الغفران من الله عن كل الخطايا التي ارتكبناها بعد ندامة وتوبة حقيقيتين فنداوي بذلك كل الجروح التي سببناها لعزته ولقريبنا.

تلح علينا العذراء مريم من أجل وصولنا لهذه الغاية انْ نصلـّي الوردية يوميًا وأنْ نقدم للرب الإله كل الآلام والعذابات التي نقاسيها من أجل اهتداء الخطاة، بهذا “سنستطيع تقدمة العزاء لقلب يسوع المجروح وقلب أمـنـا المحبول بها بلا دنس. إننا نصبح كائنات بشرية حقــًا عندما نشارك الآخرين في حياتنا، ونتنعم بخيرات الرحمة الإلهية أو نحملها لقريبنا عبر صلاتنا أو أعـمالنا الأخوية. ذكــّرنا بذلك البابا بنديدكتس السادس عشر من خلال رسالته البابوية بعنوان “المحافظة على الرجاء” الصادرة في شهر تشرين الثاني من عام 2007 والتي تنص قائلة: “ماذا يمكنني أنْ أعـمـل ليخلص الآخرون ولكي يشرق في اعماقهم نجم الرجاء المشرق؟ عندئذٍ فقط سأكون قد قمت بأقصى ما استطيع عمله لتحقيق خلاصي أنا”.

ترى، من هذا الذي سيصغي إلى نداء مريم ويـُعـمـّق جذور إيمانه ويحيا بموجب طلبات مريم المدعومة بنعمة الله؟

لتكن فترة صيامنا الصوم الأربعيني المناسبة المثلى لإعدادنا الجيد للفصح.

إنَّ هيئة المكتب الدولي لفرق الوردية الحالية لا تودعكم قائلة “إلى اللقاء” بل “في حفظ الله برفقة مريم”…. إننا نعهد بعنايتكم لإهتمامات “شانتال كورتان”، المنسقة الدولية الجديدة ولرعاية الأخ “لويس ماري آرينو” الدومنيكي المرشد الدولي العام الجديد. إننا رغم ذلك سنبقى متحدين معكم دومــًا بصلاة فرق الوردية. كذلك إننا نبعث لكم بخالص شكرنا لمحافظتكم على روابط الصداقة القوية والتفاهم التام اللذين يربطاننا ببعـضنا أفـرادًا وأوطانًا وقاراتٍ مهما بعـدت.

Thérèse Turlan Delannoy

المنسقة الدولية العامة الاخيرة لفرق صلآة الوردية

 

لنؤمــن ولـنـدرك

فلما رأى يسوع إيمانهم قال: “يا رجل، غـُفـرتْ لكَ خطاياكَ”. (لوقا 5: 20).

علينا عدم الخلط بين الرحمة الإلهية وبين غفران الله للخطايا، حيث أنَّ غفران الله للخطايا جزء من الرحمة الإلهية، من هذا يمكننا أنْ نستنتج أنَّ مجال الرحمة الإلهية أوسع من مجال غفران الله للخطايا.

ندامتنا وتوبتنا شرطان ضروريان لنيل غـفـران الله لخطايانا. ولكن قليلاً ما نعثر عليهما في نصوص الإنجيل. كما أنَّ الرب يسوع له المجد لا نسمعه البتة يوجه توبيخه لمن يغفر خطاياهم أو يجعلهما شرطًا لنيل مغفرته كما حصل لزكــّا العشار أو للمجدلية أو للمرأة السامرية أو لبقية الأشخاص الذين إلتقاهم وأنعم عليهم بـغـفـرانـه.

الغـفـران نعـمـة ننالها تخصُّ خطايانا التي لها مساس مباشر بفعلنا الشخصي وظروفه، حيث يكون لمسؤوليتنا وحريتنا دورٌ فاعل. بسبب ذلك نرى أنَّ الكنيسة الكاثوليكية قد رسمت سرًّا خاص لذلك سمـّته سرّ الاعتراف أو التوبة وأحيانًا سرَّ المصالحة الذي يُختتم بالحلّة الممنوحة باسم الله والتي يهبها الكاهن المخوّل الذي يصغي إلى اعتراف الخاطئ التائب ويقدم له النصح والارشاد المساعد لعدم العودة لارتكاب الخطايا بعد مسح سجل الديون القديمة.

وفقًا لما بـيـنـاه فالغفران يخص خطايانا مباشرة أي أفعالنا الذاتية ذات العلاقة بأعمالنا التي هي من مسؤوليتنا، بينما الرحمة الإلهية تخص كيان الفرد كله ولفعاليتها تأثير على الاتهام الهادف تقويض الشخص ذاته. سواء كان الاتهام مقدم من آخرين أو نابع من أعماق قلب الشخص نفسه، هكذا اتهام قد يـُظهر ذلك الشخص احمقًا أو شريرًا أو نكرة….الخ. هذا بينما يكون كياننا مجهولاً لدى الآخرين أو حتى من ذواتنا. ولا أحد يعلم ما في داخلنا بدقة وعلى حقيقته سوى الله. بمقدورنا اختزاله بثلاث كلمات.

إذًا ليس للرحمة الإلهية من علاقة بالخطايا أو بالحالة الأدبية للفرد، طالما مصدرها محبة الله المجانية والمطلقة والمهيأة دومًا لينالها الانسان بشكل فيض من النـعـم، دون شرط أو محدودية.

توفر الرحمة الإلهية الفرصة للإنسان لتأخذ ذاته مكانها بتمامه في المجتمع. إنـَّها تقوم بأعمال اصلاح الذات وتأهيلها وترميمها. إنــَّها تزيل العازل الذي ابعد الأعمى عن مجتمعه وكذلك المشلول والأبرص. بأمر يسوع المسيح أعادت الرحمة الإلهية كل هؤلاء وغيرهم كثيرين إلى أحضان مجتمع الشراكة مع أخوانهم بالإنسانية.

الرحمة الإلهية تقاوم الخجل والخزي أو الذل. جاءني الله قائلاً: “أنـني لا أريدك أن تكون إلاّ كما أنتَ. وأريدك أنْ تشاركني في مجدي وأن أساعده في بناء كياني أنا. لا أحـد ولا أيّ عمل أو أية حالة أو فكرة مستثناة من الإستفادة من رحمتي، كما أنـَّها كلها غير قادرة في الوقت عينه من إعـاقة محبتي للبشر ومحبتهم لي.

إنَّ الله هــو خالق الإنسان ومصدر حياته وهو موجود في ضمير كل إنسانٍ ليعـطيه الحياة. اعتمادًا على هذه الحقيقة هناك جينات خاصة بالبراءة تسكن في كل كائن بشري وفي مكانٍ تتركز فيه ذاتية الفرد وكثرة مودته وايضًا نقطة إرتكاز شخصيته التي لا يمكن تجاهلها ولا أن يصلها الشر أو أيّ معتدٍ. فقط الله هو الكائن الوحيد القادر على الرسو على ضفاف نقطة الارتكاز هذه الموجودة في الكائن البشري إذا

ما سمح الكائن البشري نفسه للعزة الإلهية الوصول إليها.

في سر الاعـتراف أو التوبة يكون الكاهن المـُعرّف شاهدًا لبراءة المعترف. وهو مدعـو لتأكيد تلك البراءة وتجاوز انظاره عن الباقي. عليه أيضًا أن يضع التائب في صفوف الأبرار وينظر إلى شخصيته كنظرة الله إلى شخصية ذلك التائب ذات الشراكة التامة مع الآخرين.

على الكنيسة كمؤسسة روحية أنْ تكون جماعة رحمة وتــنـظر إلى الأخوّة ورحابة الصدر لقبول الآخر كدعامتين اساسيتين في بناء هيكلية مؤمنيها ودون غضّى النظر عنهما باعتبار انهما دون فائدة ويمكننا استثنائهما.

استفاد المشلول الذي حدثتنا نصوص الإنجيل عـنـه من رحمة أولئك الذين حملوه على نقالة مرضى وأنزلوه بالحبال من فوق سطح البيت الذي كان يسوع موجود فيه ووضعوه إمامه.

يعتمد الله على رحمة البشر في تدابيره. وهو بحاجة إليها. شحذ (أي طلب المساعدة كفقير) الله رحمة مريم ويوسف، إنـحنى الملاك جبرائيل يوم البشارة أمام أمة الله. الكلي القدرة تنازل وطلب منها بكل احترام وبأسلوب يقارب الرجاء جميلاً تحدد بأن تُعطي جسدًا لإبنه. كذلك استعان الله برحمة يوسف التي قدمها يوسف باختيارٍ وبحرية تامة أيّ عدم التخلي عن خطيبته التي كان قد عزم على التخلي عنها. اقتنع يوسف بكلام الله الذي نُقـل له في الحلم وغيّر رأيه على الفور اعترافًا بالرحمة الألهية التي امتد تأثيرها عـبر الاجيال والقرون، تعاونت مريم ويوسف في تحقيق مسيرة التدبير الخلاصي للبشرية كلها.

إنَّ الرب إلهنا لا يزال حتى يومنا هذا يعتمد على رحمتنا لإنجاز مشروع محبته وتوفير الخلاص للجنس البشري كله. إنَّ الله بحاجة إلى تعاوننا.

الأخ والراهب الدمنيكي

Jean Pierre Brice Olivier

نائب المرشد الوطني (القطري) ـ فـرنسا –

 

لنصلي مـعـًا

موضوع تأملنا لهذه السنة وإبتـداءً من شهر أيلول المنصرم

ولغاية شهر إب 2017 هــو

“طوبى للرحماء فإنهم يُرحمون” (متى 5: 7)

لنتأمل أيضًا في السرّ الرابع من أسرار الفرح: تقدمة يسوع في الهيكل على يدي شمعـون الشيخ

1 – المسؤول أو الشخص الذي يستقبل آعضاء الفرقة في بيته وهو الذي سيبدأ الصلاة هذا اليوم

2 – القارئ الاول 3 – القارئ الثاني م – المرتل الذي سيبدأ الالحان ج – الجميع سوية.

المشلول الذي حمله أصدقائه على نقالة مرضى وأنزلوه بالحبال من فوق سطح البيت الذي كان الرب يسوع موجود فيه طالبين له الشفاء. لما رأى يسوع شدة إيمان هؤلاء الأصدقاء وتأكـّد من ثقتهم بقدرته استعـد ليشفي صديقهم. فغفر خطاياه وأوقفه على رجليه. يشبه عمل يسوع هذا بالضبط ما حصل يوم بشّرالملاك العذراء مريم بالحبل الالهي حيث أصبح ايمان مريم سبيلاً للرحمة الإلهية. إنَّ إيمان أصدقاء المشلول مكّنهم من مشاهدة “أحداثًا غير اعتيادية”.

1 ستحتفل الكنيسة خلال هذا الشهر ـ شهر آذار ـ ونحن معها بعـيـد “البشارة”. سنصغي اليوم إلى نصوص الإنجيل الخاصة بهذا السر والمحددة لنـتـأملها ثـمَّ نتحاور حولها.

2 لنستقبل ولنصغي لهذه النصوص بإيمان صادق كما فعلت العذراء مريم عندما استقبلت ملاك الرب الذي حمل لها بشارة حبلها العجيب.

3 يسوع هو الآن حاضرٌ بيننا، لنضع ثقتنا فيه بإيمانٍ، ولنرجوه أن يُخلّصنا من شللنا وهمومنا وشكوكنا ونحن متأكدين من محبته لنا بقوة إيماننا. لنرسم الآن على جباهنا وصدورنا علامة الخلاص قائلين:

م و ج “باسم الآب والابن والروح القدس، آمين.

صلاة إلى الروح القدس

1 أيـهَّا الروح القدوس، هلـمَّ وانشر رحمتك على جميع الشعـوب وساعدنا لنكون شهودًا حقيقيين لرحمتك المخيمة على العالم كله. لحــن

م و ج هلـم يا روحًا معين واشرح صدور المؤمنين واسكب عليهم أجمعين شعاع نعمة مبين

أنتَ المعزي للكئيب ومنحة الآب الرقيب حبٌّ ونـور ولهيب وروح مسحة البنين

2 أيـَّها الروح القدوس، إننا نرجو قيادتك لنا لنواجه المصائب كيما نبقى أمينين لقرار “النعـم” الذي اعلنـّاه ولنحيا إيماننا بفرح وسرور. تتمة اللحن أعلاه

م و ج بسبع هبات تجود يا اصبع الآب المجيد ووعده السامي الفريد أنتَ هـدى للناطقين

عـلم الإله أعطنا الآب والابن السنا ومنهما روح الهنا نعـلمك الحق اليقين

أبتهال إلى العذراء مريم

3 يا مريم يا أمة الرب، نرجو مساعدتكِ في اختياراتنا اليومية وخاصة عندما نريد إنجاز التزاماتنا الجيدة التي تهدف عمل الخير ونشر البشرى السارة. لـحـن للعذراء مريم

م و ج حلو مديح أم المسيح عن بشارة لوقا السليح أتى المبشر يصيح سلامًا لائقًا

(الردة) مريم بتول في المعجزات لها حقائق عذراء بتول في المشكلات لها دقائق

1 يا مريم أمنا نرجوك أن تعـلّـمينا كيف نستطيع ان نرافق كل الحزانى والمبتلين بالمصائب الذين نلتقيهم في مشوار حياتنا فنقدمهم أمام يسوع. بذلك سنصبح نحن أيضًا خـدّام للرحمة الإلهية لخلاص العالم. تتمة لحن العذراء أعلاه

م و ج قال الملاك تحبلين أفضل الأنجال تلدين عمانوئيل تـُسمين بشر وخالق

(الردة) مريم بتول في المعجزات لها حقائق عذراء بتول في المشكلات لها دقائق

 

 

لنصغِ لكلام الله (فصل من انجيل القديس لوقا البشير 5: 17ـ26).

1 وكان ذات يومٍ يـُعـلـّم، وبين الحاضرين بعـض الفريسيين ومعـلـمي الشريعة أتوا من جميع قرى الجليل واليهودية ومن أورشليم. وكانت قدرة الرب تشفي المرضى على يـده. وإذا أناس يحملون على سرير رجلاً كان مقـعـدًا (مخلـّع)، ويحاولون الدخول به ليضعوه أمامه. فلم يجدوا سبيلاً إلى الدخول لكثرة الزحام، فصعدوا به إلى السطح ودلـّوه بسريره من بين القرميد، إلى وسط المجلس أمام يسوع. فلما رأى يسوع إيمانهم قال: “يا رجل غـُفـرت لك خطاياكَ”.

2 فأخذ الفريسييون والكتبة يُفكرون فيقولون في أنفسهم: “من هذا الذي يتكلـّم بالتجديف؟ من يقدر أنْ يغفر الخطايا إلاّ الله وحـده ! فعلم يسوع أفكارهم فأجابهم: “لماذا تفكرون هذا التفكير في قلوبكم؟ فأيما أيسر أنْ يـُقال: غـُفرت خطاياك أمْ أنْ يـُقال قـُمْ فامشي. فلكي تعلموا أنَّ ابن الإنسان له في الأرض سلطان يغفر به الخطايا”، ثـمَّ قال للمقعد: “أقول لكَ: قـُمْ فاحمل سريركً واذهب إلى بيتكَ”.

3 فقام من وقته بمرآى منهم وحمل ما كان مضطجعـًا عليه ومضى إلى بيته وهو يـُمجد الله. فاستولى الدهش عليهم فقالوا: “رأينا اليوم أمورًا عجيبة !”.

1 لنـُعـِد قراءة هذا الفصل من الإنجيل على إنفراد بصمت وهدوء ونتأمله بعمق ودقة.

تأثير تأملنا هذا على الحياة

2 لـم يتفوه او ينطق أصدقاء المقعد الذين حملوه على نقالة المرضى بأية كلمة تخص حياتنا المسيحية. فرسالتنا نحن المسيحيون جميعًا هي أن نشرك بإيمانٍ العالم كله في صلاتنا وأعـمالنا. كما فعل أصدقاء المقعد. إننا حملة نقالات ليس إلاّ، وهدفنا هو أنْ نقدم ليسوع كل من هم بحاجة اليوم لرحمته الإلهية.

3 فهل نحن أيضًا على استعداد مثلهم (أصدقاء المقعد) لأن نقتحم الأبواب المغلقة بالقوة وأن نتغلب على كل الموانع والحواجز التي تواجهنا وإسكات كل الأفواه التي تقول لنا: “هذه أهـداف لا يمكن تحقيقها”، فنقـدّم ونضع أمام الرب يسوع بتصميم تام كل المتألمين؟ هل لنا نشاطٌ في المنظمات الخيرية التي تعمل على مساعـدتهم جسميًا ليستطيعوا النهوض والوقوف على أرجلهم؟

1 ما موقفنا تجاه كل الذين يصرخون وينادون يسوع لمساعدتهم ولشفائهم ولأن يغفر خطاياهم؟ ما هـي اجرءاتنا تجاه أولئك الذين لا ينتظرون شيئًا من الرب يسوع أو أولئك الذين لا يزالون لا يعلمون سعة رحمة الرب الغير محدودة ؟

2 لنتوقف بعض اللحظات بصمت وهدوء متأملين ما سمعناه. لحن سبحوا كل البرايا….

م و ج سبحوا كل البرايا سرَّ فادينا المجيد امدحوا لحمً ودمًا لخطليانا يـُبـيـد

(لفدانا ذو المعالي سنَّ ذا العهد السعيد) (2)

1 قد نكون أحيانًا مثل هذا المقعد مجبرين على السماح للآخرين ليحملوننا وإن لم يكن ذلك العمل سهل نظرًا لأنه لم يبق لنا القوة اللازمة للحركة. السماح للآخرين بحملنا لهم نعمة قد لا تتوفر للكثيرين !

2 من المحتمل أن تحل علينا بعض الامراض المتنوعة كالشلل والامراض المستعصية. عـندئذٍ سنسمح للآخرين أن يحملوننا بكل تواضع مشبع بالإيمان وباتحاد تام بالصلاة المشتركة.

3 إنَّ انتماءنا إلى تنظيم فرق صلاة الوردية نعمة سماوية لكل فرد منا نحن أعـضاءٍ هذه الفرقة الحاضرون في هذا البيت. إننا نلنا هذه النعمة منذ أن قُبلنا أعضاء في التنظيم وبـدأنا المسيرة فأصبحت حياتنا مؤشرة بالكثير من الأحداثٍ ومشبعة بانواعٍ من التجارب والخبرات، أمّا الصعوبات التي واجهتنا فحاولنا التغلب عليها بالتعـاون مع اخوتنا الأعضاء ضمن نطاق فرقتنا.

1 حتمًا يجب أن تكون فرقتنا وكذلك كل عضو من أعضائها دومًا شبيهًا بأصدقاء المقعد حاملي سريره ضمن أرجاء منطقتنا أو الحي الذي نسكنه أو ضمن قريتنا. لنتبادل الحديث مع بعضنا البعض حول هذا الموضوع وباختصار. تـتـمـة لحن سبحوا كل البريا…

م و ج – من حشا العذراء نورًا وجهه الوضاح لاح علّم الناس تعاليم نجاة ونجاح

(عـند إلمام المنايا أظهر السر الفريد) (2)

1 طلب يسوع من المقعد الاحتفاظ بسريره ليبقى ذكرى لمرضه السابق. أمّا بالنسبة لنا فهو صورة جميلة يجب أن لا ننساها لأنها تـُذكـرنا برحمة الله التي انعم بها على المقعد.

2 لكنها ستبقى أيضًا صورة حية في أعماقنا لمغفرة يسوع خطايا المقعد وعلينا أنْ نذكرها للآخرين. كما علينا أيضًا عندما ننال نحن نِعَمْ الرحمة الإلهية أنْ نصبح حاملين لها للآخرين.

3 عندئذً سيمكننا انْ نقول ما قاله الشهود الذين شاهدوا الحدث والذين كانوا واقفين حول سرير المقعد الذي شُفي وأصبح قادرًا على الوقوف والحركة: “إننا شاهدنا أمورًا عجيبة”. إنَّ نِعَمْ الرحمة الإلهية التي ننالها أو التي نحملها للآخرين هي بمثابة شكروتمجيد نرفعهما للرب إلهنا.

1 لنشكر الله سوية على طلباتنا التي أُستـُجـيـبـت سواءٌ كانت شفاءات أو الحصول على وظيفة أو فرصة عمل أو قبول توبة وندامة على الخطايا. لحن يا رب إرحمنا….

م و ج يا رب ارحمنا نحن البائسين ها قد رجـعـنا يا يسوع إليك تائبين

انظر شقاءنا واشفـق علينا وأمر أن يأتي يا يسوع عونك إلينا

 

انعكاسات هذا التعليم في أعماقنا

1 تُعتبر هذه الحادثة من أكثر حوادث الإناجيل غرابة. إنـَّها تقـدم لنا يسوع وهو في قـمـّة نشاطه التعليمي الذي نجده في الحوادث الواردة فيها. لكن تعليمه في هذه الحادثة داخله تشويشً بسبب واقعة قلـما تحصل في الحياة الاعتيادية. ملأت الدهشة قلب يسوع وقلوب الحاضرين المصغين لتـعـليمه لما شاهدو فجأة عملية إنزال السرير بالحبال من فوق سطح البيت وعليه المقعد.

2 قد تكون هذه العملية باعث للضحك والهزل لرؤية سرير ينام فوقه مقعد يوضع أمام يسوع دون سابق إنذار بدافع رغبة أصدقائه الذين أرادوا عرضه أمام يسوع الذي كان يُشفي كل أنواع الأمراض رغم صعوبة إنزاله من فوق سطح البيت بالحبال.

3 إنهم لم يستطيعوا الدخول به من الباب/ فبحثوا عن حــلٍّ لهذه المشكلة، وسريعًا ما اكتشفوه. فصعدوا فوق سطح البيت وقاموا بعملية تحفها المخاطر وتشير لا فقط إلى ذكائهم بل أيضًا إلى إيمانهم القوي بقدرة يسوع. لــحــــن تعال بيننا

م و ج تعال بيننا أقــمْ عندنا وخذ من قلوبنا لك مسكنًا (الردّة)

هب لنا عيونًا ترنو إليك واجعل حياتًنا ملكًا لديك فنعرف طعم الهنا ألا استجب (منا الدعاء)2

1 حـَمـل أصدقاء هذا الرجل المقعد وقـُدّموه أمام يسوع كتقدمة، ودون أنْ يطلبوا شيئًا خاص بهم. كل ما طلبوه كان للمقعد الذي لم يبق له ايـَّة طاقة ليتكلم مع يسوع. لمَّا رأى يسوع إيمان الأصدقاء بقوة الروح قرر ان يجعل ناقلة الموتى الممتد عليها المقعد اشارة للحياة.

2 وجه يسوع حديثه نحو المقعد وأبلغه قائلا: “يا رجل مغفورة خطاياكَ”. بابلاغ يسوع المقعد بغفران خطاياه خيـّم الاندهاش على الأجواء ثانية، ذلك لأن غرض ألأصدقاء من تقديم صديقهم المقعد امام يسوع لم يكن ليغفر خطاياه بل ليشفيه. لذا أصابهم الإحباط ولفتهم الحيرة.

3 البـعـض لم يصبهم الاحباط أو الحيرة بل صرخوا متهمين يسوع بقول الكفر ثمَّ أضافوا: “من هذا الذي يغفر الخطايا؟ إنَّ الله هو الكائن الوحيد الذي له حق غفرانها”. الكتبة والفريسيون الحاضرون ضمن الجمع في البيت لم يكونوا يهتمون بآلام المخلـّع، بل ركـّزوا اهتمامهم على ادعاء يسوع الخارق وعـلى تـجـاسره حـسب رأيـهـم عـلى جـعـل ذاته في مكان الله. تـتـمة لحن تعال بيننا أعلاه

م و ج تعال بيننا أقــمْ عندنا وخذ من قلوبنا لك مسكنًا (الردّة)

أمحُ الضغينة من صدورنا وازرع كلامك في ضميرنا فنحصد حبَّ العطاء ألا لستجب (منا الدعاء)2

1 كلام يسوع كان بعيدًا عن إظهار قدرته الفائقة أو الأدعاء بكونه مساوٍ للله كل البعـد. هدفه كان فقط وقبل كل شيء إظهار رحمة الآب للجميع. إنَّ المرض يشبه الخطيئة وأنَّ الأثنين أمرين يخالفان مشيئة الله ومحبته اللتين تملآن قلبه الحنون. لحن لمار يوسف بمناسبة عيده في هذا الشهر

م و ج لــذّ وصفك فاح عـطرك يا جليلاً في الأنام مار يوسف المشرف لك أشرف السلام

2 لذلك وبالنسبة ليسوع تحقيق الشفاء من المرض وغفران الخطايا هدفان متجذران في قلب رحمة الآب الإلهية، ومن أجل ذلك أتـى “ابن الإنسان” إلى إلعاالم. أشّر يسوع إلى هذه الحقيقية عندما ذكـّر في إنجيل لوقا ما جاء في سفر دانيال من العهد القديم ( راجع الفصل السابع العدد13). يصف هذا النص ويحدد أنَّ رسالة يسوع هي “ملوكية ومسيحانية”.

3 معنى ذلك أنَّ هدف رسالته هو الكشف عن الرحمة الإلهية التي تغور في الأعماق لتصل إلى جذور الشر فتقتلها أولاً ثــمَّ لترفع الإنسان وتخلصه من براثين الشر والشرير دومًا ودون توقف. لذا نسمعه يأمر المقعد قائلاً: “قـــمْ إنهض”. على الفور ينهض المقعد ويقف على رجليه. أمر يسوع كان أمر الرحمة الإلهية التي تغفر وتشفي في نفس الوقت. تتمة لحن مار يوسف.

م و ج كـيــف يـكــفـي لـك وصفي بعـدما الله حـبـاك بـمـقـامٍ متسامٍ لـم يـكـن فـيـه سواك

صلاة نُمجد بها الله ونطاب بها شفاعة العـذراء مريم

1 لك المجد والتسبيح يا ربنا وإلهنا على نِعَمِ رحمتك الكثيرة والتي لا تنضب والتي تساعدنا على المصالحة وعلى الحياة مع الآخرين بروح الأخوة.

2 إننا نشكرك أيَّها الرب إلهنا عن كل الذين يستقبلون المجروحين بآلام الحياة ومصائبها برحابة صدر ويرافقونهم في مشوار عذابهم باعثين فيهم الأمل والرجاء لوجود أحسن.

3 إننا نرفع إليك أيَّها الرب الإله شكرنا عن كل الذين يقومون بنشر بشارة الخلاص رغم المخاطر التي تحيط بحياتهم معلنين إيمانهم بشهادة شجاعة ومهما كانت الظروف.

نحن يا رب ارحمنا

م و ج نحن مأسورون بقيود الخطا كسّرالقيود يا يسوع واطلق الخطى

1 لنشبك أيادينا مع بعضنا البعض ونصلي معـًا الصلاة التي علـّمها لنا يسوع قائلين:

م و ج “أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك، ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، أعطنا خبزنا كفافنا اليوم. واغفر لنا خطايانا كما نحن أيضًا نغفر لمن خطئ إلينا. ولا تدخلنا في التجربة لكن نجنا من الشرير. لأنّ لك الملك والقوة والمجد إلى أبد الآبدين” آمين.

2 أيتها العذراء مريم، إننا نرفع-إليك صلاتنا من أجل كل المسيحيين المضطهدين وخاصة من بينهم مسيحيي الشرق الأوسط. إننا نطلب مساعدتك ليحصلوا على القوة والشجاعة ولنشملهم في صلاتنا ونمد لهم يـد المـعـونة في وقت الحاجة.

م و ج السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنتِ في النساء، ويسوع الذي يغفر الخطايا ويشفي الأمراض ويخلـّص البشر ثمرة بطنك مباركٌ. يا قديسة مريم يا والدة الله صلي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا، آمين.

3 أيتها العذراء مريم، إننا نرفع إليكِ صلاتنا من أجـل الذين يتألمون بسبب العوق المتنوع الذي أصابهم، نرجوك أن تسألي يسوع ابنك الحبيب ان يشملهم برحمته.

م و ج السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنتِ في النساء، ويسوع الذي يغفر الخطايا ويشفي الأمراض ويخلـّص البشر ثمرة بطنك مباركٌ. يا قديسة مريم يا والدة الله صلي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا، آمين.

1 أيتها العذراء مريم، إننا نرفع لمقامك صلاتنا من أجل الأب الأقدس البابا فرنسيس كيما نداؤه للرحمة الإلهية يستمر انتشارا في ارجاء الكنيسة والعالم على حــد سواء.

م و ج السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنتِ في النساء، ويسوع الذي يغفر الخطايا ويشفي الأمراض ويخلـّص البشر ثمرة بطنك مباركٌ. يا قديسة مريم يا والدة الله صلي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا، آمين.

2 الآن يستطيع كلّ واحد منّـا ان يكمـّل صلاة المرات العشرة الباقية من السلام الملائكي مع الإضافة على نياته الخاصة وعلى نيات الكنيسة وعلى النيات التي يـُراد مـنـّا ان نصلي من أجلها.

م و ج المجد للآب والابن والروح القدس آمين.

مهامنا الرسولية

1 علينا دومًا انْ نعترف بأنَّ الله هـو فقط من يغفر خطايانا ويشفي أمراضنا وأنه يساعدانا في البقاء في أحضان محبته والبقاء أمناء له.

2 إنهما أيضًا مصدرًا لشكرنا وفرحنا، ليتحقق التبشير بالانجيل أولاً والتبشير برحمة الله العجيبة والمدهشة.

3 لنحيا ونحن متحدين بالمسيح، ولنعمل دومًا على نمو وأزدياد أعداد فرقنا وفرح الإنجيل يخيـّم على أجوائها واجواء العالم كله.

لحــن الختام

و ج – أبــنــاء أمٍّ واحـــــــــدة بالحب والوئام أبــنــاء أمٍّ مـاجــدة كنيسة السلام

(الر دة) شعارنا سامٍ صـريـح الملك للمسيح أشدو اناشيد المديح النصر للمسيح.

فـيـنـا المسيـح عـامـل ما دام في القلوب حب صحيح شامل في اليسر والخطوب

 

 

 

 

النيات التي بريد منـّا البابا فرنسيس أن نصلي من أجلها خلال شهر آذار 2016

لنصلي من أجل المسيحيين المضطهدين كي ما يختبروا دعم الكنيسة جمعاء لهم من خلال الصلاة والمعونة المادية.

……………………………

المجد للآب وللأبن وللروح القدس إلى أبد الآبدين آمـــين

تــرجـمـة نـافـــــع تـوسـا

هولندا 26/01/2017

……………………………

عنوان دائرة التنظيم الرئيسة لمنظمة فرق صلاة الوردية ـ قسم التنسيق الدولي- في فرنسا:

5 Destouches -37400 – Amboise – France

المركز الرئيسي: rue du Faubourg Saint Honoré -75008 Paris222

عنوان البريد الالكتروني:

عن ادارة الموقع

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …