أمثال يسوع في أنجيل لوقا
الجزء الاول
بشارة لوقا كانت غاية كاتبها الطبيب لوقا من أن يسوع المسيح هو مخلص البشرية
أضافة الى الشخص الموعود والمخلص لليهود فنجد القديس لوقا أهتمامه الكثير
بالمحتاجين والفقراء والمعوزين وأنفرد لوقا عن باقي زملائه كتبة الاناجيل متى
ومرقس ويوحنا بتدوين بشارة الملاك لزكريا وبشارة مريم العذراء بالاضافة الى
ذكر ولادة يوحنا وميلاد الرب يسوع والى صعوده الى اورشليم وهو في عمر الثانية
عشر وكذلك التلميذ لوقا ذكر العديد من الامثلة لم تذكر في الاناجيل الاخرى
منها مثل الابن الضال والسامري الصالح وكلام يسوع على الصلاة وأمثال اخرى
والتي كان عددها الاربعة عشر مثلاً في هذا الجزء الاول نتكلم عن سبعة منها
المثل الاول المدينان العاجزان عن وفاء دينهما هذا المثل تكلم به يسوع كان ضيف
عند أحد الفريسيين الذي دعى يسوع للطعام عنده وفي هذا الاثنى دخلت أمراة خاطئة
تبكي وتنوح امام يسوع ليغفر لها خطاياها أمام الجالسين كلهم وبسبب شك الفريسي
بيسوع والوهيته هذه المرأة لم تكن مدعوة لكنها دخلت البيت بطريقة أو بأخرى
وركعت من وراء الرب يسوع عند قدميه والمعتاد في تلك الأيام أن يتكيء الإنسان
في أثناء الأكل وكان ضيوف العشاء يستلقون على أرائك بحيث تكون الرأس بقرب
المائدة مستندين بكل الجسم على أحد الكوعين وبحيث تُفرد الأقدام خلفهم على
استقامتها وبذلك أمكن للمرأة أن تدهن قدمي يسوع دون الاقتراب من المائدة سمعان
الفريسي ارتكب خطأ اجتماعياً كبيراً إذ أهمل غسل قدمي يسوع حيث تتسخ الأقدام
في النعال ولم يمسح رأسه بالزيت ولم يقدم له قبلة التحية أما المرأة الخاطئة
فعلت عكس ذلك الفريسي فقد ذرفت الدموع باكية وسكبت العطر الثمين وقبلت قدمي
مخلصها هنا يسوع لم يغفر خطايا الفريسي القائد الديني المتعجرف بل خطايا
المرأة الزانية فالخاطيء الذي يطلب الغفران سيقبل في ملكوت الله بينما من يظن
أنه أبر من أن يطلب المغفرة فلن يُقبل مطلقاً فمن يدرك عمق خطيته يمكنه أن
يقدّر الغفران الكامل الذي يهبه الله يسوع أنقذ كل أتباعه من الموت الأبدي
سواء أكانوا يوماً ما أشراراً للغاية أم أبراراً فهل تدرك اتساع رحمته؟ وهل
تقدم الشكر والامتنان له على الغفران؟ قال يسوع وتكلم بهذا المثل قائلاً
المدينان العاجزان عن دفع دينهما
36 : ودعاه أحد الفريسيين إلى الطعام عنده فدخل بيت الفريسي وجلس إلى المائدة
37 : وكان في المدينة امرأة خاطئة فعلمت أن يسوع يأكل في بيت الفريسي فجاءت
ومعها قارورة طيب
38 : ووقفت من خلف عند قدميه وهي تبكي وأخذت تبل قدميه بدموعها وتمسحهما
بشعرها وتقبلهما وتدهنهما بالطـيب
39 : فلما رأى الفريسي صاحب الدعوة ما جرى قال في نفسه لو كان هذا الرجل نبـيا
لعرف من هي هذه المرأة التي تلمسه وما حالها فهي خاطئة
40 : فقال له يسوع يا سمعان عندي ما أقوله لك فقال سمعان قل يا معلم
41 : فقال يسوع كان لمداين دين على رجلين خمس مئة دينار على أحدهما وخمسون على
الآخر
42 : وعجز الرجلان عن إيفائه دينه، فأعفاهما منه فأيهما يكون أكثر حبا له؟
43 : فأجابه سمعان أظن الذي أعفاه من الأكثر فقال له يسوع أصبت
44 : والتفت إلى المرأة وقال لسمعان أترى هذه المرأة؟ أنا دخلت بيتك فما سكبت
على قدمي ماء وأما هي فغسلتهما بدموعها ومسحتهما بشعرها
45 : أنت ما قبلتني قبلة وأما هي فما توقفت منذ دخولي عن تقبـيل قدمي
46 : أنت ما دهنت رأسي بزيت وأما هي فبالطيب دهنت قدمي
47 : لذلك أقول لك غفرت لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرا وأما الذي يغفر
له القليل فهو يحب قليلا
48 : ثم قال للمرأة مغفورة لك خطاياك
49 : فأخذ الذين على المائدة معه يتساءلون من هذا حتى يغفر الخطايا؟
50 : فقال يسوع للمرأة إيمانك خلصك فاذهبـي بسلام
أنجيل لوقا الاصحاح السابع
المثل الثاني السامري الصالح كلم به يسوع مع أحد العلماء الشريعة لما سال يسوع
كيف يمكنه أن يرث الحياة الابدية ومن هو قريبه لكي يحيا ويدخل الملكوت السماوي
والمثل يبين لنا ان نكون قريبين لجميع الناس أي في المثل لا يوجد ذكر شعب
اسرائيل ولا علماء الشريعة بل الكل أن يكون قريب الواحد والاخر ولا فرق بينهم
وبمعنى أخر القريب هو كل أنسان يتقرب من الاخرين ولكن بمحبة حتى لو كانوا من
الغرباء أو المنشقين أمثال السامريين أذن العالم اليهودي كان اعتقاده أن كل
قريب هو كل عضو من أعضاء شعبه الاسرائيلي ولا يوجد مكان للغرباء يسوع أراد من
المثل هذا أن يرفع الحواجز بين الناس وخاصة بين اليهود والسامريين لانه كانت
عدواة بينهم ولا يجوز الاختلاط فيما بينهما الرجل وهو أحد علماء شريعة موسى
يقتبس كلمات سفري اللاويين والتثنية لقد تعامل علماء الشريعة مع الرجل الجريح
كموضوٍع للجدل والمناقشة وتعامل معه اللصوص كموضوعٍ للنهب والسرقة أما الكاهن
فتعامل معه كمشكلة عليه أن يتجنبها بينما تعامل معه اللاوي كموضوع للفضول وليس
سوى السامري الصالح الذي تعامل معه كإنسانٍ يستحق الحب والرحمة هذه الامثلة
الثلاثة تعلمنا مـباديء عـن محـبة القريب والقريب هو أي إنسان محتاج من أي جنس
ومن أي عقيدة ومن أي لون ومن أي خلفية اجتماعية الحب معناه العمل على سد
احتياجات الآخرين إنك ستجد أناساً محتاجين يعيشون على مقربة منك أينما كنت
تعيش وليس هناك أي منطق سليم لرفض مساعدة الغير الكراهية كانت عميقة بين
اليهود والسامريين فكان اليهود يرون في أنفسهم نسلاً نقياً لإبراهيم بينما
السامريون سلالة مخلّطة نتجت عن تزاوج اليهود من المملكة الشمالية مع الشعوب
الأخرى فإن أقل إنسان يُحتمل أن يتصرف تصرفاً صحيحاً هو الرجل السامري اذن هنا
كشف موقف ووجه عالم الشريعة عن نقص المحبة لديه التي قال من قبل إن الشريعة
تأمر بها يصوّر هذا المثل محبة الرب يسوع لنا فقد كنّا مثل ذلك المسافر
مجروحين ومعرضين للموت ولم نكن نقدر أن نعمل شيئاً يخلّصنا إلا أن يسوع جاء
وأخذنا الى موضع الشفاء فالخلاص عمله وليس عملنا نحن وعليه يسوع ذكر هذا المثل
قائلاً للعالم اليهودي الذي اراد تبرير نفسه ويزكيها ومن هو قريبي ؟
مثل السامري الصالح الشفيق
25 : وقام أحد علماء الشريعة فقال له ليحرجه يا معلم ماذا أعمل حتى أرث الحياة
الأبدية؟
26 : فأجابه يسوع ماذا تقول الشريعة؟ وكيف تفسره؟
27 : فقال الرجل أحب الرب إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل قوتك وبكل فكرك وأحب
قريبك مثلما تحب نفسك
28 : فقال له يسوع بالصواب أجبت إعمل هذا فتحيا
29 : فأراد معلم الشريعة أن يبرر نفسه فقال لـيسوع ومن هو قريبـي؟
30 : فأجابه يسوع كان رجل نازلا من أورشليم إلى أريحا فوقع بأيدي اللصوص فعروه
وضربوه ثم تركوه بين حي وميت
31 : واتفق أن كاهنا نزل في تلك الطريق فلما رآه مال عنه ومشى في طريقه
32 : وكذلك أحد اللاويـين جاء المكان فرآه فمال عنه ومشى في طريقه
33 : ولكن سامريا مسافرا مر به فلما رآه أشفق عليه
34 : فدنا منه وسكب زيتا وخمرا على جراحه وضمدها ثم حمله على دابته وجاء به
إلى فندق واعتنى بأمره
35 : وفي الغد أخرج السامري دينارين ودفعهما إلى صاحب الفندق وقال له إعتن
بأمره ومهما أنفقت زيادة على ذلك أوفيك عند عودتي
36 : فأي واحد من هؤلاء الثلاثة كان في رأيك قريب الذي وقع بأيدي اللصوص؟
37 : فأجابه معلم الشريعة الذي عامله بالرحمة فقال له يسوع إذهب أنت واعمل مثله
أنجيل لوقا الاصحاح العاشر
مثل الصديق الذي جاء نصف الليل
المثل الثالث الصديق جاء نصف الليل في السؤال ما معناه الالحاح في الصلاة
والطلب من الله فيستجب لك لانه أب وعادل ومحب البشرية جمعاء فلا يجوز الانقطاع
عن الصلاة لانها تريح الانسان من همومه ومشاغله ومشاكله فكما يستجيب لنا الله
هكذا الصديق لبى طلب صديقه ليرتاح ويخلصه من ضيقه كما فعل القاضي الظالم (
انجيل لوقا الاصحاح 18 ) فالصلاة بايمان تخلصنا من كل ما هو مضر وغير صالح لنا
فبعدها نرتاح من اتعبانا بمساعدة الله وإن تمجيد الله أولاً يضعنا في الإطار
الذهني السليم لنطلب منه احتياجاتنا وكثيراً ما تكون صلواتنا كلها طلبات أكثر
منها حوار وجوانب صلاتنا مضمونها إلحاحنا ولجاجتنا في الصلاة أمانة الله وإن
تدبير الله تدبير يومي مستمر وليس تدبيراً وقتياً ولا يمكننا أن نخزن عطايا
الله ثم نقطع كل اتصال بالله كما لا يمكن أن يحدث عندنا اكتفاء ذاتي فإن كنت
تحس بنقص قوتك فاسأل نفسك كم ظللت بعيداً عن الله مصدر القوة؟ علّم الرب يسوع
تلاميذه الصلاة جعل من الغفران حجر الأساس في علاقتهم بالله فإن الله قد غفر
خطايانا ومن ثم فلابد أن نغفر نحن أيضاً لكل من يذنب إلينا فإن كنا لا نغفر
فهذا يوضح أننا لم نفهم أننا أنفسنا وكل البشر نحتاج بشدة للغفران فكّر فيمن
قد أخطأ إليك هل غفرت له حقاً أم هل مازلت تحمل نحوه ضغينة؟ وكيف يعاملك الله
لو عاملك بنفس معاملتك للآخرين؟ اذاً المثابرة والإلحاح في الصلاة تصنع الكثير
لتغيير قلوبنا وعقولنا وأذهاننا فمن المفيد أن نصلي كما لو أن الاستجابة تعتمد
على صلاتنا وإن كنا واثقين أن الاستجابة تعتمد على الله والإلحاح في الصلاة
يعيننا على أن ندرك عمل الله عندما نراه وكان الآباء الأرضيون الصالحون حتى
وهم يخطئون يعاملون أبناءهم معاملة حسنة فكم بالحري أبونا السماوي الكامل
يعامل أبناءه معاملة أفضل إن الروح القدس هو أعظم وأهم عطية يهبها الله لنا
وكان يسوع المسيح قد وعد المؤمنين به أن الروح القدس سيأتي بعد موت يسوع
وقيامته وصعوده إلى السموات والمثل قاله يسوع بعد طلب تلاميذه من ان يعلمهم
الصلاة الربية فقال لهم
1 : وكان يسوع يصلـي في أحد الأماكن فلما أتم الصلاة قال له واحد من تلاميذه
يا رب علمنا أن نصلي كما علم يوحنا تلاميذه
2 : فقال لهم يسوع متى صليتم فقولوا أيها الآب لـيتقدس اسمك لـيأت ملكوتك
3 : أعطنا خبزنا اليومي
4 : واغفر لنا خطايانا لأننا نغفر لكل من يذنب إلينا ولا تدخلنا في التجربة
5 : ثم قال لهم يسوع من منكم له صديق ويذهب إليه في نصف الليل ويقول له يا
صديقي أعرني ثلاثة أرغفة
6 : لأن لي صديقا جاءني من سفر ولا خبز عندي أقدم له
7 : فيجيب صديقه من داخل البيت لا تزعجني الباب مقفل وأولادي معي في الفراش
فلا أقدر أن أقوم لأعطيك
8 : أقول لكم إن كان لا يقوم ويعطيه لأنه صديقه فهو يقوم ويعطيه كل ما يحتاج
إليه لأنه لج في طلبه
9 : لذلك أقول لكم إسألوا تنالوا أطلبوا تجدوا دقـوا الباب يفتح لكم
10 : فمن يسأل ينل ومن يطلب يجد ومن يدق الباب يفتح له
11 : فأي أب منكم إذا طلب منه ابنه سمكة أعطاه بدل السمكة حـية؟
12 : أو طلب منه بيضة أعطاه عقربا؟
13 : فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون كيف تحسنون العطاء لأبنائكم فما أولى
أباكم السماوي بأن يهب الروح القدس للذين يسألونه؟
أنجيل لوقا الاصحاح الحادي عشر
المثل الرابع الغني الجاهل هذا كان اهتمامه بالطعام واللباس ويتكل على المال
ويترك الله جانباً ويفكر في نفسه ما دام له كل هذه الاملاك والاموال لا ياتي
اليه الموت يبقى على قيد الحياة هذا التفكير في نظر يسوع خاطىء لان المال ليس
هو مصدر الحياة بل على الانسان أن يدخر كنوز في السماء من اعمال ومساعدة
الاخرين والفقراء والمحتاجين الى اخره كل هذه عندها نتمكن الوصول الى الملكوت
السماوي الحياة الابدية والجلوس مع يسوع على مائدته اذا الرب يسوع يدين الذين
يهتمون بانفسهم وبمالهم ولا يهتمون بامور الله لان محبة المال اصل كل الشرور
المال يبعدنا عن امور الله والاهتمام به الرب يسوع يقول الاتجاه الصحيح عند
تنمية الثروة فالحياة أعظم من كونها أشياء مادية لكن علاقتنا بالله أهم من ذلك
بكثير من الاموال التي نمتلكها يقول الرب يسوع إنه لا علاقة للحياة الصالحة
بالثروة ركِّز على الحياة الصالحة الحقيقية بالمعيشة في علاقة مع الله وعمل
إرادته الرجل الغني الغبي مات في هذه القصة قبل أن يبدأ في استخدام ما جمعه في
مخازنه الكبيرة إن التخطيط لما بعد التقاعد أمر جيد والإعداد للحياة قبل الموت
أمر حكيم لكن إهمال الحياة التي بعد الموت كارثة فلو كوّمت المال لتغتني أنت
فقط بلا اهتمام منك بمساعدة الغير فستدخل الأبدية خالي اليدين لماذا نذخر
المال؟ لوقت التقاعد؟ لشراء المزيد من الأشياء الثمينة واللعب والعربات
الفارهة؟ للأمان والتأمين؟ إن الرب يسوع يستثيرنا لنفكر فيما وراء الأهداف
الأرضية وأن نستخدم ما لدينا في معاونة الغير
مثل الغني الغبي الجاهل
13 : فقال له رجل من الجموع يا معلم قل لأخي أن يقاسمني الميراث
14 : فقال له يا رجل من أقامني عليكما قاضيا أو مقسما؟
15 : وقال للجموع إنتبهوا وتحفظوا من كل طمع فما حياة الإنسان بكثرة أمواله
16 : وقال لهم هذا المثل كان رجل غنـي أخصبت أرضه
17 : فقال في نفسه لا مكان عندي أخزن فيه غلالي فماذا أعمل؟
18 : ثم قال أعمل هذا أهدم مخازني وأبني أكبر منها فأضع فيها كل قمحي وخيراتي
19 : وأقول لنفسي يا نفسي لك خيرات وافرة تكفيك مؤونة سنين كثيرة فاستريحي
وكلي واشربـي وتنعمي
20 : فقال له الله يا غبـي في هذه الليلة تسترد نفسك منك فهذا الذي أعددته لمن
يكون؟
21 : هكذا يكون مصير من يجمع لنفسه ولا يغنى بالله
أنجيل لوقا الاصحاح الثاني عشر
المثل الخامس الخدم الذين ينتظرون سيدهم هو اشارة للتلاميذ في انتظار عودة
سيدهم وهو الرب يسوع وفي تعليمه دائما وقوله إنه سيترك هذا العالم ثم سيجيء
ثانية في وقت لاحق كما قال إنه ذاهب ليعد لنا مكاناً عند أبيه ومنازل وعليه أن
نكون مستعدين لرجوعه في اي وقت كان والى يوم عودته وحتى مجيئه عندنا الفرصة أن
نحيا مظهرين إيماننا وأن نعكس محبة يسوع في معاملاتنا وعلاقاتنا بالآخرين
فالإنسان المستعد لمجيء الرب يسوع هو إنسان ليس مرائياً بل جاداً لا يخاف لكنه
مستعد للشهادة لا يهتم ولا يقلق لكنه يثق ويصدق ليس طماعاً جشعاً بل كريماً
ليس كسولاً متراخياً بل مجداً ومجتهداً فهل تنمو حياتك وتتشبه أكثر بالمسيح
حتى حينما يجيء ثانية يجدك مستعداً لاستقباله بفرح؟
السهر ومثل الوكيل الامين
35 : كونوا على استعداد أوساطكم مشدودة ومصابـيحكم موقدة
36 : كرجال ينتظرون رجوع سيدهم من العرس حتى إذا جاء ودق الباب يفتحون له في
الحال
37 : هنيئا لهؤلاء الخدم الذين متى رجع سيدهم وجدهم ساهرين الحق أقول لكم إنه
يشمر عن ساعده ويجلسهم للطـعام ويقوم بخدمتهم
38 : بل هنيئا لهم إذا جاء قبل نصف الليل أو بعده فوجدهم على هذه الحال
39 : واعلموا أن رب البيت لو عرف في أية ساعة يجيء اللص لما تركه ينقب بيته
40 : فكونوا إذا على استعداد لأن ابن الإنسان يجيء في ساعة لا تنتظرونها
أنجيل لوقا الاصحاح الثاني عشر
المثل السادس التينة الغير مثمرة أي ليس فيها ثمار تعطي للناس هذه الشجرة
اردوا قلعها لكن صاحب الشجرة أعطى فرصة أخرى لها كي تعطي الثمار فهكذا الانسان
الرب يسوع يعطي الفرص والفرص لكي يرجع الانسان اليه ويتوب ويعطي الثمار في
اوانه للاخرين فالرجوع الى الله ضروري وبدونه لا يمكن العيش بسلام الشجرة
المثمرة في العهد القديم تعتبر رمزاً للحياة الصالحة وأشار الرب يسوع إلى ما
يحدث للشجرة الأخرى غير المثمرة والتي استهلكت وقتاً ومكاناً وعملاً ولم تعطِ
بعد ثمراً للبستاني الصبور هذه إحدى الطرق التي حذر بها الرب يسوع سامعيه من
أن الله لن يحتمل عدم إثمار الناس إلى الأبد وعليه هل تستمتع بمعاملة الله
الطيبة الخاصة دون أن تقدم له شيئاً في المقابل؟ فلو كان كذلك فاعمل على أن
تستجيب لصبر البستاني في عنايته وابدأ الاستعداد للإثمار بالحياة لله
مثل التينة التي لا تثمر
6 : وقال هذا المثل كان لرجل شجرة تـين مغروسة في كرمه فجاء يطلب ثمرا عليها
فما وجد
7 : فقال للكرام لي ثلاث سنوات وأنا أجيء إلى هذه التينة أطلب ثمرا فلا أجد
فاقطعها لماذا نتركها تعطل الأرض؟
8 : فأجابه الكرام إتركها يا سيدي هذه السنة أيضا حتى أقلب التربة حولها
وأسمدها
9 : فإما تثمر في السنة المقبلة وإما تقطعها
أنجيل لوقا الاصحاح الثالث عشر
المثل السابع الملك والاستعداد للحرب فالمثل يعلمنا أن كنا نريد القيام باي
عمل علينا التفكير قبل كل شيء هكذا كل من يريد اتباع يسوع يجب عليه التفكير
قبل اتباع يسوع لان الذي يرغب في اتباع والسير مع يسوع وحياته عليه قبل كل شيء
ترك الاشياء الارضية بعدها يمكنه العيش مع يسوع والا لا فائدة له من محبة
الاثنان الله والمال وحياته وحياة اقربائه  الذين يستمعون إلى الرب يسوع
يدركون تماماً معنى أن يحمل الإنسان صليبه فعندما كان الرومان يسوقون مجرماً
لتنفيذ حكم الإعدام فيه كانوا يجبرونه على حمل الصليب الذي سيعلق عليه وكان
هذا يُظهر خضوعه لروما ويحذر الآخرين حتى يخضعوا هم أيضاً وقد أعطى الرب يسوع
هذا التعليم للجموع حتى لايندفعوا في حماس سطحي لاتباعه وقد حث يسوع السطحيين
إما أن يتعمقوا ويعرفوا أن هناك تكلفة لاتباعه أو أن يرجعوا عنه إن اتباع يسوع
معناه الخضوع الكامل له حتى إلى الموت حينما لا يحسب الإنسان تكاليف البناء
الذي يبنيه أو لا يقدره بدقة فإنه قد يعجز عن إتمام البناء فهل تترك حياتك
المسيحية ناقصة البناء وتتخلى عنها لأنك لم تحسب تكاليف الالتزام والخضوع
ليسوع؟ وما هي هذه التكاليف؟ قد يواجه الإنسان المسيحي خسارة في المركز
الاجتماعي أو في المال وقد يُضطر إلى فقد ماله أو وقته أو وظيفته وقد يكرهه
البعض أو تعزله أسرته أو حتى يُحكم عليه بالموت فاتباع المسيح ليس معناه حياة
خالية من المتاعب فيجب أن نحسب بدقة تكاليف التلمذة للمسيح حتى نعرف ما نحن
مقبلون عليه وحتى لا نتعرض فيما بعد لتجربة الارتداد عنه
المطلوب من أتباع يسوع
25 : وكانت جموع كبـيرة ترافق يسوع فالتفت وقال لهم
26 : من جاء إلي وما أحبني أكثر من حبه لأبـيه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته
وأخواته بل أكثر من حبه لنفسه لا يقدر أن يكون تلميذا لي
27 : ومن لا يحمل صليبه ويتبعني لا يقدر أن يكون تلميذا لي
28 : فمن منكم إذا أراد أن يبني برجا لا يجلس أولا ويحسب النفقة ليرى هل يقدر
أن يكمله
29 : لئلا يضع الأساس ولا يقدر أن يكمل فيستهزئ به النـاظرون إليه كلهم
30 : ويقولون هذا الرجل بدأ يبني وما قدر أن يكمل
31 : وأي ملك يخرج إلى محاربة ملك آخر قبل أن يجلس ويشاور نفسه هل يقدر أن
يواجه بعشرة آلاف من يزحف إليه بعشرين ألفا؟
32 : وإلا أرسل إليه وفدا ما دام بعيدا عنه يلتمس منه الصلح
33 وهكذا لا يقدر أحد منكم أن يكون تلميذا لي إلا إذا تخلى عن كل شيء له
أنجيل لوقا الاصحاح الرابع عشر
والمجد لله امين
يتبع المقال
الشماس سمير كاكوز

عن الشماس سمير كاكوز

شاهد أيضاً

مواهب الروح القدس

هو روح الله الأقنوم الثالث في الثالوث الاقدس وقد ذكر هذا التعبير ثلاث مرات فقط …