أمثال يسوع في أنجيل لوقا.. جزء 3

أمثال يسوع في أنجيل لوقا
الجزء الثالث
يحدثنا لوقا في أنجيلية عن عدة أمثال تكلم بها يسوع خلال حياته العلنية في
السامرة واليهودية ومناطق ومدن عديدة مختلفة
يسوع علمنا في مثل الغني ولعازر ما هو الفرق بينهما في الارض وفي السماء
والوارد في أنجيل لوقا الاصحاح التاسع عشر
كلنا نعرف أن الاغنياء طوال حياتهم يعيشون حالة التنعم والترف والفرح والسعادة
بسبب كثرة أموالهم ولا يبالون باحد والكثير منهم يحتقرون الاخرين وخاصة
الفقراء ويعتبرونهم ليسوا من مستواهم وعليه هذا الغني كان ياكل أحسن الماكولات
ويشرب ما تلذ نفسه وتطيب وعلامة على ذلك كان يلبس أفخر الملابس والحلي والذهب
والأرجوان ظهر غناه من ملابسه الفاخرة وولائمه اليوميّة ويسافر بالطائرات الى
المكان الذي يحبه ويذهب الى أحس طبيب يعالجه وياخذ الدواء الجيد لكي يشفى
سريعاً ولا يفكر انه يوماً ما سوف يموت ويترك الارض وكل ما جمعه من خلال حياته
للاخرين والله يعلم احتمال لم يكن عنده اولاد فتاخذ امواله الدولة
لاحظ كلام يسوع المخلص لقد دعاه غنيًا هكذا أما الفقير فأشار إليه بالاسم هذا
دليل أن الغني بكونه غير رحيم كان في حضرة الله بلا اسم إذ قيل في موضع آخر
بصوت المرتل عن الذين لا يخافون الرب لا أذكر أسماءهم بشفتي
4 : كثرت أوجاع المتهافتين وراء آلهة أخرى وأنا لا أسكب دم ذبائحها ولا أذكر
أسماءها بشفتي
مزمور السادس عشر
أما الفقير فكما فذُكر اسمه لعازر بلسان الله
اذاً الغنى تجاه شقاء الاخرين فلا بد لهم من التوبة والرجوع الى الله ولعازر
معناه الله يعين هذا الاسم يليق به ولكن لا علاقة له بينه وبين لعازر الذي
أقامة يسوع من بين الاموات والمذكور في أنجيل يوحنا الاصحاح الحادي عشر
لعازر الفقير الله يعينه ليس له على جسمه ملابس نظيفة وحلوة نراها ممزقة وله
الكثير من الامراض لا يمكنه الذهاب الى الطبيب لمعالجته جسمه مغطى جروح وقروح
وتنبعث أرياح كريه منه لا يمكن أحداً التقرب منه بسبب ليس له مسكن أو بيت
يمكنه الاستحمام فهذا الفقير كان جالساً عند باب قصر الرجل الغني ينتظر من
خدام القصر أن يعطوه شيئاً من الاكل الزائد أو ما تسمى فضلات مائدة سيدهم
الغني واصحابه وأصدقائه ومع كل هذا العذاب والحزن كانت تاتي الكلاب تلحس قروحه
وجروحه وكلنا نعرف أن الكلاب موذية لكنه كان يتحمل لحسها لقروحه
سفر الامثال الاصحاح السادس والعشرون
11 كما يعود الكلب إلى قيئه هكذا الجاهل يعيد حماقته
الكلاب حيوانات وسخة وشريرة والكلاب تدلّ على الذي من خارج الدار أو بمعنى اخر
الوثنيين تلحس قروحه عملوا الرحمة معه أكثر من اليهود كمثل السامري الصالح
الذي تفوق على الكاهن واللاوي والمذكور في أنجيل لوقا الاصحاح العاشر
من عادات الكلاب عند قيها ترجع وتاكل من الطعام الذي تقياه وهكذا الانسان
عندما يترك خطيئته ليعود اليها ثانية اذا تعرض للغراية
أفراح وهناء وسعادة الغني أنتهت ومات فذهب الى مثوى الاموات أي لم يكن مع يسوع
جالس معه على المائدة أما الفقير المتعذب والحزين والمسكين والمجروح والمكروه
من الاخرين مات فذهب الى الملكوت السماوي يفرح ويجلس يسوع وابراهيم واسحق
ويعقوب
القديس أمبروسيوس يقول هكذا ليس كل فقر بالضرورة مقدَّسًا ولا كل غنى يكون
ممقوتًا بمعنى آخر ليس الفقر غاية في ذاته ولا الغنى شر في ذاته إنما حياة
الإنسان هي التي تفسد هذا أو ذاك الحياة المدللة المترفة غير المترفقة
بالمحتاجين تهين الغنى والحياة المقدَّسة الشاكرة تزين الفقر
الكثير من الاغنياء لا يطرحون في الهاوية بسبب غناهم بل لانانيتهم تجاه
الفقراء في استخدام اموالهم لمساعدتهم والبعض منهم يكونون قساة القلب بالرغم
لديهم الكثيرمن المال ونعم وبركات في حياتنا ليس المهم المال بل الاهم من ذلك
هو كيفية انفاق المال وطريقة استخدامه
القديس يوحنا الذهبي الفم يقول لنا لا يقدر أحد أن يؤذي إنسانًا ما لم يؤذِ
نفسه موضحًا أن الذي يسيء إلى الإنسان هو سلوك الإنسان وحياته وليس غناه أو
فقره
فالأغنياء قد يكونون كرماء أو مقترين وكذلك الفقراء فما هو موقفك تجاه
مقتنياتك وممتلكاتك؟ هل تكنزها لنفسك فقط في أنانية أم تستخدمها لمنفعة
الآخرين؟
كان الرجل الغني يظن أن إخوته الخمس سيصدقون بالتأكيد رسالة من يقوم من
الأموات لكن يسوع قال إنه لو لم يؤمنوا بموسى والأنبياء الذين تحدثوا على
الدوام عن واجب العناية بالفقراء فإنه ولا قيامة الأموات تجعلهم يقتنعون
ويصدقون
جوار ابراهيم أي في أفضل مكان ومات الغني ودُفن دفنة تليق بمقامه على الأرض
ولكن تبدّل مقامه في عالم الآخرة الجحيم مثوى الموتى لا نتوقّف عند تصوّرات
الآخرة التي لا يتوسّع فيها لوقا بل يشير إليها اشارة عابرة فالانجيل يُبرز
طريقَ الخلاص الذي يُفتح لنا إذا شئنا
في كلام يسوع وهو في طريقه إلى أورشليم لكي يموت هناك فإنه كان مدركاً تماماً
أن الرؤساء الدينيين لليهود لن يقبلوه حتى لو قام من الأموات فقد كانوا ثابتين
في طرقهم ولم تقدر الأسفار المقدسة ولا ابن الله ذاته أن يزعزعهم عنها وفي
فكرَ يسوع يذهب أبعد من ذلك هو يريد أولًا أن يشدّد على أن ملكوت الله هو
للفقراء وأنه يصعب على الاغنياء الدخول إلى ملكوت الله وفي نهاية المثل نجد
تشديدًا على ضرورة التوبة والايمان كي ننجو من الدينونة لا يقدر إن مصير الناس
يتحدّد عند ساعة الموت التي لا يستطيع الانسان بعدها أن يختار
للغني خمسة إخوة وهو السادس يا ليتهم استقبلوا لعازر فكانوا سبعة أي الجماعة
الكاملة التي تدخل إلى الملكوت
ما يدفع الانسان إلى الايمان هو كلمة الله قبل المعجزات أمّا العلامة الحاسمة
فهي القيامة قيامة يسوع التي لم تُقنع اليهود هي أيضًا ما آمنوا بموسى لهذا ما
آمنوا بيسوع
مثل الغني ولعازر
19 : وقال يسوع كان رجل غني يلبس الأرجوان والثياب الفاخرة ويقيم الولائم كل
يوم
20 : وكان رجل فقير اسمه لعازر تغطي جسمه القروح وكان ينطرح عند باب الرجل
الغني
21 : ويشتهي أن يشبع من فضلات مائدته وكانت الكلاب نفسها تجيء وتلحس قروحه
22 : ومات الفقير فحملته الملائكة إلى جوار إبراهيم ومات الغني ودفن
23 : ورفع الغني عينيه وهو في الجحيم يقاسي العذاب فرأى إبراهيم عن بعد ولعازر
بجانبه
24 : فنادى إرحمني يا أبـي إبراهيم وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه في الماء ويبرد
لساني لأني أتعذب كثيرا في هذا اللهيب
25 : فقال له إبراهيم تذكر يا ابني أنك نلت نصيبك من الخيرات في حياتك ونال
لعازر نصيبه من البلايا وها هو الآن يتعزى هنا وأنت تتعذب هناك
26 : وفوق كل هذا فبـيننا وبينكم هوة عميقة لا يقدر أحد أن يجتازها من عندنا
إليكم ولا من عندكم إلينا
27 : فقال الغني أرجو منك إذا يا أبـي إبراهيم أن ترسل لعازر إلى بيت أبـي
28 : لينذر إخوتي الخمسة هناك لئلا يصيروا هم أيضا إلى مكان العذاب هذا
29 : فقال له إبراهيم عندهم موسى والأنبـياء فليستمعوا إليهم
30 : فأجابه الغني لا يا أبـي إبراهيم ولكن إذا قام واحد من الأموات وذهب
إليهم يتوبون
31 : فقال له إبراهيم إن كانوا لا يستمعون إلى موسى والأنبـياء فهم لا يقتنعون
ولو قام واحد من الأموات
أنجيل لوقا الاصحاح السادس عشر
مغزى مثل الغني ولعازر أن لا نهتم ونضع فكرنا وعقلنا بمحبة المال لانه لا بد
يوما ما نموت ونرحل الى عالم أخر وان كان عندنا اموال كثيرة علينا أن نسعى
ونفكر كيف نستخدم هذا المال بحياتنا والشيء المهم هو امتلاكنا لهذه الاموال أن
تكون مال حرام أي كسبتها بطرق غير شرعية فهذا لا يجوز أبدا أن لا ناكل ونعيش
بمال حرام فان كنا مسيحيين حقيقيين الواجب علينا العيش بحسب ما اوصانا به
المسيح من تعاليم ووصايا وناخذ العبرة من الامثلة التي ذكروها لنا التلاميذ
والرسل والقديسين
+++++++
مثل القاضي الظالم الذي لا يخاف الله ولا يهاب ويخاف من الناس كان شرير قاسي
الله يقتل الناس الابرياء ولا يوجد في قاموسه وقانونه جلسات محاكم وقضاة هو
الكل في الكل ذكر هذا المثل في انجيل لوقا الاصحاح الثامن عشر
في زمن وحكم هذا القاضي كان هناك امراة ارملة تاتي اليه اكثر الاوقات وعدة
مرات تطلب منه وتتوسل اليه أن يخلصه وينقذها من خصمها لكن هذا القاضي في كل
مرة تاتي اليه لا يسمع لها ويطردها ولمدة طويلة فعل ذلك معها
تزعجني اتخذ القاضي قراره في أنانيّته فنالت الأرملة مطلبها بإلحاحها
لا يهاب الناس لا يهتمّ بهذه المرأة التي هي بعض الناس وحاجتها أو لا يهتمّ
بما يقوله الناس عنه إن تقابل في الحالين يصلّي المؤمن والمؤمنة  بدون ملل
فينالان ما يطلبان الارملة ضعيفة ولا سند لها ألحّت فوصلت إلى ما تريد والمؤمن
ضعيف وخاطىء وهو يلحّ في صلاته
يوم من الايام القاضي الظالم فكر في نفسه قالاً أني لا أخاف الله ولا أهاب
الناس اليس من الافضل أنصاف هذه الارملة وتخليصها من خصمها كي لا تاتي الية
وتصدع وتوجع راسي
قال الرب يطبّق لوقا المثل فيقابل بين الله الرحيم وهذا القاضي الظالم ليعطي
قوّة لبرهانه إذا فعل القاضي كذلك فكم بالأحرى الله وهل يبطئ؟ هناك الصلاة
الفرديّة التي لا يتأخّر الله كي يستجيبها والمعنى الثاني تشكك المؤمنون بعد
أن تأخّر مجيء يسوع الثاني
إن تكرار الصلاة حتى تُستجاب لا يعني تكراراً بلانهاية إلى حد الملل أما
الصلاة الدائمة فمعناها أن نضع طلباتنا أمام الله على الدوام إذ نحيا له يوماً
فيوم مؤمنين دائماً أنه يستجيب وعندما نحيا هكذا بالإيمان لن نيأس أبداً فإن
الله قد يؤخر استجابته للصلاة لكن هذا التأخير له دائماً أسبابه القوية وينبغي
ألا نخلط بين التأخير والتجاهل وبإلحاحنا في الصلاة تنمو شخصياتنا وإيماننا
ورجاؤنا
إذا كان القاضي الظالم الشرير قد استجاب للإلحاح المستمر فكم بالأكثر يستجيب
لنا الإله المحب العظيم فإن كنا قد أحسسنا بحبه لنا فنلؤمن بأنه يسمع صراخنا
فماذا تراه يفعل الله لمؤمنين يصلّون إليه ليل نهار؟ فليثبتوا في الصلاة وإن
أبطأ قليلًا في الاستجابة لنا
إن الأرامل والأيتام من أكثر الناس تعرضاً للتجارب والضيقات وهضم الحقوق
والكتاب المقدس اكد هذا الشيء على ضرورة العناية بالأرامل والأيتام بايات
مختلفة ورد منها
سفر الخروج الاصحاح الثاني والعشرون
21 : لا تسئ إلى أرملة ولا يتيم
22 : فإن أسأت إليهما وصرخا إلي أسمع صراخهما،
23 : فيشتد غضبي وأقتلكم بالسيف فتصير نساؤكم أرامل وأبناؤكم يتامى
17 : تعلموا الإحسان واطلبوا العدل أغيثوا المظلوم وأنصفوا اليتيم وحاموا عن
الأرملة
سفر أشعيا الاصحاح الاول
3 : أكرم الأرامل اللواتي هن بالحقيقة أرامل
4 : وإذا كان لأرملة بنون أو حفدة فليتعلموا أولا أن يعاملوا أهل بيتهم بتقوى
وأن يفوا ما عليهم لوالديهم فهذا يرضي الله
رسالة طيموثاوس الاولى الاصحاح الخامس
27 : فالديانة الطاهرة النقية عند الله أبينا هي أن يعتني الإنسان بالأيتام
والأرامل في ضيقتهم، وأن يصون نفسه من دنس العالم
رسالة القديس يعقوب الاصحاح الاول
مغزى المثل الله يستجيب في الوقت المناسب ونحن محتاجين للصلاة لنشعر بوجود
الله جانبنا مسرة الله أن يسمع إلحاح شعبه فهم يصلون بثقة ودليل ذلك إلحاحهم
وهذا دليل على إيمانهم ولكن الإيمان معرض لأن ينطفئ وكثرة الصلاة تقوي الإيمان
فلكي لا يضعف الإيمان وقت التجربة علينا أن نصلي بلا ملل اسهروا وصلوا لئلا
تدخلوا في تجربة والتجربة هنا هي ترك الإيمان في الوقت المناسب يعطينا الله
أكثر مما طلبنا وأكثر ممّا نظن أو نفتكر أو نطلب ولكن ضعف المحبة لله تجعلنا
نتشكك في استجابة الله لنا
مثل الأرملة والقاضي
1 : وكلمهم بمثل على وجوب المداومة على الصلاة من غير ملل،
2 : قال كان في إحدى المدن قاض لا يخاف الله ولا يهاب النـاس
3 : وكان في تلك المدينة أرملة تتردد إليه وتقول له أنصفني من خصمي
4 : فكان يرفض طلبها ولكنه بعد مدة طويلة قال في نفسه مع أني لا أخاف الله ولا
أهاب النـاس
5 : فسأنصف هذه الأرملة لأنها تزعجني وإلا ظلت تجيء وتضايقني
6 : وقال الرب يسوع إسمعوا جيدا ما قال هذا القاضي الظالم
7 : فكيف لا ينصف الله مختاريه الضارعين إليه ليل نهار؟ وهل يبطئ في الاستجابة
لهم؟
8 : أقول لكم إنه يسرع إلى إنصافهم ولكن أيجد ابن الإنسان إيمانا على الأرض
يوم يجيء؟
أنجيل لوقا الاصحاح الثامن عشر
والمجد لله دائما
الشماس
سمير يوسف كاكوز

عن الشماس سمير كاكوز

شاهد أيضاً

مواهب الروح القدس

هو روح الله الأقنوم الثالث في الثالوث الاقدس وقد ذكر هذا التعبير ثلاث مرات فقط …