لقاء مع الشماس أسحق شمعون
فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ.
افسس2: 19 -21.
بعد الانتهاء من القداس التي اقامتها خورنة مار توما الرسول الكلدانية في هولندا – كنيسة امستردام يوم الاحد 13 ايار 2018 والأحتفال بعيد الأم كان لدينا الوقت لاجراء هذا اللقاء مع الشماس اسحق شمعون أحد شمامسة خورتنا.
الاخ ابو وسام اهلاً وسهلاً بك ضيفاً في موقع الخورنة. واقدم جزيل شكري وفائق احترامي على تقبل دعوتي للأجراء هذا اللقاء معك.
برغم بمعرفة أبناء جاليتنا الكرام في كنيسة امستردام والخورنة في هولندا بشخصك الكريم لابد من معرفة الأخرين من هو الشماس أسحق شمعون، مع بداية لقاءنا نرجو ان تقدم للقراء الكرام نبذة مختصرة عن حياتك.
ولدت في *قرية أنشكي ومن مواليد عام 1939، ومتزوج لدية ولدين وسبعة بنات.
* قبل قليل أنتهينا من القداس وأيضا الأحتفال بعيد الأم، ما هو شعورك بهذا الاحتفال بهذه الذكرى السعيدة؟
أن مناسبة الاحتفال بعيد الأم هي مناسبة عزيزة على قلب البشرية جمعاء لآن الأم تستحق كل الاحترام والتقدير على ما تبذله لأبنائها من جهود مضنية وتضحية كبيرة حتى توصلهم الى درجة الاعتماد على أنفسهم وتكمله حياتهم. لان كثيراً من الأمهات يفنينا بأنفسهم من أجل اولادهم وفي مقدمتهم أمنا مريم العذراء الدائمة البتولية التي شاركت في خلاصنا مع ربنا يسوع المسيح وبذلك أصبحت الأم الحقيقية لكنيستنا المقدسة.
* عندما نقراء الكتاب المقدس نجد في اكثر من سفر متواجد عن دور الشماس واجباتهم داخل الكنيسة وخارجها ؟، كيف ترى مسؤولية الشماس وما هي واجباته؟
اما بالنسبة للشماس فنرى أن دوره مهم جداً لخدمة الكنيسة، حيث يكون المساعد الأيمن للكاهن في تكلمة الواجب الملقى على عاتقه ودوره في الكنيسة مهم جداً، حيث يقوم بخدمة القداس الالهي ومشاركة الأب المحتفل بالقداس وايضاً بالمراسيم والطقوس الدينية الاخرى مثل، العماد، الزواج، والتعازي. نعم دوره مذكور في الكتاب المقدس، وكان اول شهيد في الكنيسة المقدسة الشماس القديس مار أسطيفانوس الذي أستشهد من أجل الكنيسة.
* من هو معلمك الأول ودرسك وعلمك خدمة الطقوس الكنسية، وما هي الكنائس التي خدمت فيها، ومن هم الأباء الذي خدمت معهم.
معلمي الاول هي قريتي أنشكي وكنيستها حيث تعلمت اللغة الكلدانية في مدرستها ودرست وتعلمت الصلوات الطقسية فيها، وأصبحت شماساً فيها وخدمت مع عدد كبير من الكهنة الذين خدموا فيها ومنهم الأب حنا قلو، الأب حنا مرخو، الأب فرنسيس، الأب عمانوئيل الريس والاب ربان القس. بعدها أنتقلت الى العاصمة بغداد في ستينات القرن الماضي، وسكنت بقرب من كنيسة القلب الأقداس في حي الوحدة وأكملت خدمتي فيها في زمن الأب جبرائيل كساب. بعد ان وصلت الى هولندا اكملت خدمتي في الكنيسة وكانت بداية خدمتي مع الأب بشار وردة وبعد ذلك مع الأب ماهر سكو وحاليا مع الأب فراس غازي.
* أنت تعلم أن للشمامسة درجات في رسامتهم ، ما هي درجتك ومنذ متى وفي اي كنيسة كانت ومتى، ومن هو الاسقف او الكاهن الذي رسمك شماساً؟
أن للشمامسة درجات وهي القارئ والرسائلي والأنجيلي ودرجتي هي الرسائلي.
بتاريخ 16 تشرين الاول 2016 أرتسمت مع عدد من الشمامسة وقام برسامتنا الزائر الرسولي في اوروبا أنذاك سيادة المطران رمزي كرمو والأب فراس غازي راعي الخورنة، وهي أول وجبة أرتسمت في خورنة مار توما الرسول الكلدانية في هولندا.
* هل لديك ذكريات من الماضي التليد ترغب ان تحدثنا عليها؟
عندما كُنت صغير في قرية أنشكي، كان يوجد قس راهب في القرية آنذاك على ما اتذكر، وكان راتبه خمسة دنانير. في احد الأيام جاء لصوص من تركيا الى قريتنا وأخذوا مختار القرية وثلاثة أشخاص معه وابعدوهم عن القرية. وقالوا الى أهالي القرية أما تعطونا مائة دينار او نقتل الاشخاص جميعا. في ذلك الوقت كانوا أهل القرية فقراء لايمتلكون اي نقود فذهبوا الى الأب بيثون وقالوا له: بأن يعطيهم مائة دينار، وبالفعل الأب اعطهم المبلغ المذكور وذلك خلص الاشخاص الاربعة من القتل، وفي حينها كان الاب بيثون يجمع ما يصل اليه من النقود ويأخذها الى الدير.
* هل لديك فكرة كيف ندعو الشباب في المهجر لدخول الى الكهنوت او الشمامسة؟
فكرة دعوة الشباب الى الكهنوت والشمامسة، فارى في القضية نوعاً ما من الصعوبة في هذه البلدان لأن ذلك يتطلب قربهم الدائم من الكنيسة وبما أن الاب فراس غازي يعمل المستحيل وحث الشباب من أجل ذلك وايضا اعطاء درورس التعليم المسيحي للأطفال اثناء القداس، ولا يتعلق الأمر براعي الكنيسة فقط يجب على الاهل أن يتعاونوا مع الكاهن والشمامسة وكل من يتعلق به الأمر. نقص كادر تعليم اللغة الكلدانية له تأثير كبير على ذلك أيضا.
* من كان له أكبر أثر أيجابي في حياتك؟
الذي ترك الأثر الأيجابي في حياتي هو أحد اكليريكي من معهد مار يوحنا الحبيب في محافظة الموصل عام 1952 وكان من قريتنا أسمه عوديش اختارني لأذهب معه الى المعهد الكهنوتي انذاك، وبعد مكوثي في المعهد سنة ونصف، بعد ذلك تمرضت ولم استطيع من تكلمت دراستي في المعهد فخرجت منه، ولكن الأثر الأيجابي والموثر الكبير في حياتي هما المرحومين والدي ووالدتي رحمها الرب، وكانوا يذهبون دائماً وبصورة مستمرة الى الكنيسة وكانا قدوة لحياتي ومسيرتي بالتقرب من الكنيسة وخدمتها، وكان والدي صالحين ومتمسكين بأيمانهم وكنيستهم دائماً، ونطلب من الرب أن يسكنهم في جنة الخلد الذي اتمناه الى جميع ابناء كنيستنا المقدسة.
* هل من مفكر أو أديب أو قديس تأثرت به وغير مجرى حياتك؟
ان مجرى حياتي منذ نعومة اظفاري كُنت مرتبط بكنيستي وبجميع القديسين التابعين لها وخاصة القديس جرجيس والشهيدة القديسة شموني بما أنهما شفعاء قريتنا فكنا نتعبدهما بصورة خاصة ونعيد ذكراهما في المناسبة المخصصة لهما خلال السنة الطقسية.
* لو يرجع بك الزمن عشرين عام الى الوراء . . ماذا تتمنى أن تكون؟
لا أتمنى شيئ دنيوياً سوى القيام بزيادة نشاطي أتجاه كنيستي بكل قوتي، واحاول بتكملة واجباتي على أحسن وجه، وأشكر الله على كل النعم التي منحها لي ولعائلتي خلال حياتي الزمنية، وتمنياتي لجميع البشر بالأحسن لهم دون تفريق او تميز.
* أجمل بلد زرته . . وبلد تتمنى أن تزوره؟
أن أجمل بلد زرته هي روما ومدينة الفاتيكان وكنيسة القديس بطرس حيث المقر البابوي، واود بكل أشتياق أن ازور الاماكن المقدسة في فلسطين كمدينة مقدسة وكنيسة القيامة وجميع مزارات العائلة المقدسة.
* كلمة أخيرة.
كلمتي الاخيرة اطلب من الرب أن يحفظ كنيستنا المتألمة وجميع كنائس العالم ويساعد المسؤولين والقائمين عنها لما فيه تقدم وخير الكنيسة وعلى الأخص كنيستنا الكلدانية في العراق حيث مرة بظروف قاسية جداً خلال الاعوام الأخيرة وخاصة في منطقة سهل نينوى. وانتمى عودة أبناء المنطقة والثبات في قراهم الأصلية وتكملة بناء وأعمار وادامة الكنائس ودور المواطنين، والبدء في حياة جديدة وأحياء القداديس والطقوس الدينية في الكنائس كما كانت في السابق. ونطلب الأمن والسلام لجميع بلدان الشرق الاوسط لكي يعيشوا المواطنين جميعاً بأمن وسلام في تلك البلدان.
وقدم الشكر لك اخي شامل على هذه الفرصة من خلال اجراء هذا اللقاء.
* شكر وتقدير
في ختام لقاءنا اقدم جزيل شكري وفائق احترامي لك على هذا اللقاء وأتمنى لك دوام الصحة والعافية لخدمة كلمة الرب وكنيسته المقدسة وامنية خاصة بزيارة وحج الاراضي المقدسة وبعون الرب نلتقي معك في زمان ومكان اخرى.
أجرى اللقاء شامل يعقوب المختار
13 ايار 2018
* قرية أنشكي تبعد 10 كلم تقريبا عن مصيف سرسنك التابع الى محافظة دهوك – العراق.