من الأدب السرياني مناظرة بين معدن الذهب وحبة الحنطة

من الأدب السرياني
مناظرة بين معدن الذهب وحبة الحنطة

الذهب: هو ذلك المعدن الجماد الصلب لا روح فيه يُصهر بالنار ويطرق بالمطرقة ويصاغ باشكال عديدة بأيدي الأنسان.

حبة الحنطة: يحرث لها الأرض، وتزرع فيها، وتسقى ماء من السماء والانهار، وتشرق الشمس عليها، تموت وتحيى لأنها فيها روح وعطاء وغذاء.

المناظرة بين اثنين، هي واحدة من أساليب الأدب العراقي القديم. فقد وصلنا بعض من هذه المناظرات منها: المناظرة بين الصيف والشتاء (ايميش ونيميش) وبين الهة الماشية والهة الغلة (لهار واشنان) والمناظرة بين الفلاح انكيميدو والراعي دموزي (تموز) وفي جميع هذه المناظرات يبدي كل من الخصمين حججه مبنيا افضليته على الاخر، ويرد الثاني عليه بحججه هو والذي يحاول ان يفنده حجج خصمه وأن ويظهر افضليته هو .

وأدبنا السرياني سيل الأدب العراقي القديم، ويقدم هذه المناظرة مؤلفها الشاعر السرياني خامس برقرداحي من القرن الثالث عشر، وقد نشرت هذه القصيدة في كتاب مختارات جمعها المطران الشهيد ادي شير حين كان كاهناً في كركوك، وقد صدر الكتاب سنة 1898 من مطبعة الدومينيكان في الموصل – العراق.

ترجمة عمانوئيل موسى شكوانا.

ترجمة القصيدة:

أثنــــــان من الزمــــــــــلاء المجــدين خــرجــــــــــا للقـــــــــاء بعضيهمـــــــا
الذهــــب وحبـــــة الحنطة للمباهــــات في مــــن هـــــــو الافضــــــل بينهمــــــا
تكلـــــــــم الـــــــــــذهب قـــــــــــــــال بكل فطنــة وعقــل وامـام النـاس جميعــاً
استمعي ياحبـــة الحنطــة لما أقـــــــول واخفضــــــــــي راســــك ولي اسجـــدي
بــي يقــــــــوم الــرؤســــــــــــــــــــاء وبـــــي تخـطـــــــــــــب العــــــــــرائس
وكـــــل ملك يـــقـــــــــــوم في الارض تاجــــــــاً على راســــــــــه يضعنـــأـــي
أجابــــــــت حبــــة الحنطــة قالــــــــت بكــــــل فطنــــــة وعقل وامام كل النـاس
ثــق بالقصـــــــة التي ســـأرويهــــــــا قصتـــــــــــــــــي مـــــــع الانســـــــــان
في تشــرين وتشــرين يـــــــزرعونني وفي كــانون وكــانون بالتـــراب يدفنونني
ويمـــــرزون أرضــــي ويسقوننـــــــي وانــــــــــا كالميــــــت في قبــــــــــــــــره
في شبـــاط ابعث واحــــــــس بالحيــاة كمـــــا الحــــــوامــــــــــــل بــــــأجنتهـــن
واشبـــــــــــــــه رجـــــــــــــــــــــــــلاً يقــــــــــف ويسجــــــــــــــد لخـــــالقــــــه
فــي شهـــــــــــــر اذار أنمــــــــــــــــو وابتهـــــــــــــــــج واسبــــــــح لـلـــــــرب
ويفـــــرح بــي النــــــــــــاس جميعـــــاً ويسعـــــــــــدونني باصــــوات فرحهــــم
فــــي نيســــــــان أولـــــــد وأتكـــــــون كالعـــــــــــــــروس فــــي خـــــــــدرهــا
كــــالستـــــارة المقامـــــــة للخطيبيـــــن يُحتفـــــــــــــــــــــى بــــــــــي واكـــــرم
وفــي شهــــــــــــر ايـــــــــــار ألبـــــس اربـــــــــــــــــع حلـــــــــــــل بهيــــــــــة
أوراق وســـــــــاق وعقـــــد حبــــــــات وسنـــــــــــــــابــل تبهــــج الفـــــــــــلاح
وعندمـــــــا تتصـــــادم الـــــرعـــــــــود أنتعش بأصـــــــــــــــــوات ارتطامهـــــا
وينـــــــــــزل المطــــــــــــــر مـــدراراً فـــــــــــــــأرتــوي انــــــــــا بهنـــــــــاء
وفي حــــزيران تحضـــر الجمــــوع افواجـــــــــــاً افواجـــــــاً الى الحقـــــول
على ايـــــديهـــــــم يحملــــــــــونني والى البيـــــــــــــــادر ينقلـــــــــــــــونني
وفي تمـوز يعتنون بي ويهيئـــــونني لنقلي وحفظي في مخازنهم في آب وايلول
ثـــم تصنــــــــع منـــي القــرابيــــــن وبي تكتمــــــــــــل كــــــــل الطقــــــوس
والكهنـــــة في الكنـــــائس يحملونني ويحتفـــــــــون بـــــي بصلــــــــــــواتهم
والشمامســـــــــة يخدمــــــــوننــــي في قــــــــدس الاقــــــــــــداس الروحاني
كـأنني جــــوهـــــــرة يتيمـــــــــــــة أفــــــــــــرح قلــــــــب العــــــامليــــــــن
فالـــــويل للبلـــد الذي لاأكــــون فيه وللمدينــــــــــة التي لا اسكنهــــــــــــــــــا
وفي كـــــــل بلــــــد احــــــل فيـــــه خلفــــــــــي دائمــــــــــا يأتـــــــــون بــك
من بلـــــد الى بلــــــد ينقلـــــونـــــك كالكلــــــــــب الــــــــــذي يتبـــع سيـــــده
خبيء رأســـــــك ايهــــا الـذهــــــب وادفــــــــن نفســـــــــــك فـــــــي الأرض
أو كــــــــــذب اقـــــــــــــــــوالـــــك امـــــــــام الجميــــــــــع وفي كل مكــــان
الكهنة في المذابح وفي قدس الاقـداس علــــــــى ايديهـــــــــــم يعظــــــــــمونني
فــــاصبـــــح غفـــــــرانا للخطايــــا وخلاصــــــــــــــــــاً لبني الانســـــــــــان
ولتحــــــل الرحمـــــة من السمـــــاء بقــــــــــــــــــــدرة الالــــــــــه الحــــــــي
على الكـــــــــــــــاتب البـــــــــــائس وعلى كـــــــــل جمعنـــــــا المبــــــــــارك

*المصدر مجلة ربنوثا الرهبانية، تصدرها عن الرهبانية الأنطوانية الهرمزدية الكلدانية.
منشورة في العدد 25 لشهر حزيران 2003. في صفحة 47،48،49.

عرض وتقديم: شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …