فرق الوردية
تأمـّل في نصوص الإنجيل برفقة العذراء مريم
برنامج صلاة فرق الوردية لشهري تموز وآب 2019 العدد: 444 موضوع تأملنا السنوي اعتبارًا من شهر أيلول 2018 ولغاية شهر آب 2019 هو:
“هل لنا الجرأة لــ…”
الافتتاحية الخاصة بفرق صلاة الوردية – التنظيم الـدولي
هل لنا الجرأة لأن نقول عن الربّ يسوع أنـَّه :
“المخلّص الحقيقي للعالم”
يـؤكـّد المجمع الفاتيكاني الثاني في قرارته أنَّ الكنيسة الكاثوليكية تـُعلن و تتمسـّك بالإعلان دومًا ودون انقطاع أنَّ الربَّ يسوع هو : الطريق والحقّ والحياة وعلى البشر انْ يجدوا فيه كمال الحياة الروحية والتي من خلالها تمت المصالحة وتسوية كل الأمور مع الله”
إنَّ معـنى هذه المصالحة والتسوية للأمور يجب انْ يـمـر الخلاص بالضرورة من خلال الربّ يسوع المسيح. عندئذٍ علينا انْ لا ننسى انَّ الكنيسة الكاثوليكية تعترف بأنَّ هناك إشعاع لنور الحقيقة بحسب تقليد قديم والتي تُشير إلى حصاد يعود للكلمة المتجسد ناضج وقد ان وقته ليـُقطف. هذا ما يمكن أبضًا العثور عليه في أفكار دياناتٍ أخرى.
انَّ الإنسان الذي له إرادة صالحة، ويتبع في مسيرة حياته توجيهات ضميره الحيّ والمستقيم هو إنسانٌ مدعـوٌ للخلاص، الذي لا يتحقق إلأّ بواسطة المسيح؛ وذلك لأنه فقط من خلاله -المسيح – يتحقق دومًا الخلاص المنشود كما هو الحال مع كل البشر وبغـض النظر عن ايمانهم او ديانتهم. المهم في الموضوع هو وجود الضمير الحيّ و المستقيم في الإنسان.
إذًا قـدر كل إنسانٍ في الوجود هو التوجه ليحيا حياة مشبعة بـ “فرح الخلاص التام”. هذا كان هدف برامج صلاة الوردية الشهرية خلال السنة المنصرمة. أننا رافقنا الرب يسوع المسيح في مسيرته بعد انْ ارتضى ان يتحـمـّل عقاب خطـايـا نا، وباستحقاقات موته مصلوبًا وقيامته المجيدة. إنَّه بذلك رفع مقام الإنسان وموقعه. هذا ما نؤمـن به!
إذًا، على أعزائنا أعضاء فرق صلاة الوردية اليوم انْ تكون لنا الجرأة لنصرخ بأعلى صوتنا مؤكـّدين ايماننا الثابت قائلين : ” حقـًّا ! بسوع فقط هو مخلّص العالم !”.
شانتال كورتـَن
المنسقة الدولية العامة.
……………………………………………..
لنؤمـن أولاً ثـمَّ لندرك
هـل لنا الجرأة لنقول :”هيا نأخذ قسطًا من الراحة !
بينما كنتُ قادمًا من أحد الأقاليم الفرنسية، وصلتُ باريس. عندئذٍ حصل لي الشعور كأني دخلتُ في دوّامة السرعة، عند ذاك أُجبرتُ على عدم الانشغال بالسرعة التي تكتنف الحياة الصاخبة في هذا المحيط المزعج الذي يعيش فيه الباريسيون حياتهم الاعتيادية. فبدأتُ محاولتي لأُتابع تنقلاتي مشيًا على الأقدام، ودون جعل خطواتي متسارعة، تحاشيًا لأن يكون سيري مشابهًا لسير الآخرين ذكورًا وإناثًا الراكضين دومًا اقتصادًا في الوقت بعامل الاسراع في انجاز المهام والاهداف.
السرعة: سباق لزيادة المردود مهما كانت الكلفة عالية
كثيرًا ما تتمـلكني الدهشة، عندما أتحدث مع أحد الأشخاص وسواءٌ كان رجلاً أو إمرأة، لأني المس عند الكثيرين وغالبًا هم من الشريحة التي تتبع منطق البحث عن المردود النهائي الذي يعتبرونه القانون الأساسي الذي تستند عليه حياتهم اليومية؛ إنـَّهم يهدفون دومًا لصرف اقل ما يمكنهم من الوقت. هدفهم الأساس هو السرعة المشبعة بالمخاطرة وفق حساباتهم الدقيقة. إنَّهم لا يحسبون للراحة حسابًا. المهم أمام أنظارهم العمل الأكثر لتحقيق ربحٍ أكبر. إنَّهم يُسـخـّرون أكبر قدرٍ من طاقتهم بحيث لا يبقى لهم أيَّ محال لأيّ نشاطٍ آخر، سواءٌ كان مردوده لمنفعة شخصية أو لخير العائلة – مجتمعية أو طائفية – . إنهم يسخرون كل ما يمكنهم من طاقات وأحيانًا قد يضحون حتى بذواتهم وصحتهم.
التضحية بالذات إلى درجة الازدراء بها دون حدود ما
قد نصادف هذا النوع من التصرّف البشري في جميع المحيطات والظروف وسواءٌ كانت اوساطٌ مهنية أو خاصة بالحياة الاعتيادية وبضمنها الأوساط الكنسية. من المحتمل انَّ الكثيرين منـّا قد تعرفوا على كهنة أو رهبانٍ أو راهبات وأحيانًا على علمانيين يعملون في نشاطات يقودها مسؤولون كنسيون، يعملون بغيرة ويبذلون الجهود السخية طوعًا ومجانًا، إنهم من النوع الذي يُـقـدم فائدة ومصلحة الآخرين على فائدتهم ومصلحتهم الشخصية. أنهم يجاوبون دومًا بالاستعداد التام لتقديم خدماتهم الطوعية لكل محتاجٍ يطلبها. كلمة الرفض والـ “لا” غير موجودة في قاموسهم. السؤال المهم بهذا الخصوص هو “ما النتيجة التي ستتحقق من هذا النوع من التصرّف ؟ علينا بطبيعة الحال أنْ نصرف نظرنا عن كل أولئك الذين يتغـنون دومًا بأتعابهم أو المصابين بمرض العصر المشخـص المعروف بــ “إلى العدم” أو “بالجهنم ” أي بما معناه “عليَّ وعلى أعدائي”.
هذا المرض، مرضٌ جديد عرفه مجتمعنا اليوم وهو يـُقلل من فعالية الخدمة المجانية الطوعية.
ظهر اسم هذا المرض مؤخـّرًا كعنوان لكتابٍ للدكتور “باسكال إيده” – Pascal Ide -. عرض الدكتور باسكال في كتابه هذا أعراض هذا المرض المخاتلة و المـُذلة للجسد أي المميتة له ( ويكون ذلك بالتعذيب الذاتي أو بكبح الشهوات) ولخصها في نقاط متسلسلة عشرة هي:
1 – الوضع الصحي الجسدي والنفسي. 2 – التعب الطبيعي. 3 – الانهاك الجسدي والنفسي. 4 – التكـيـّف القاسي. 5 – التكـيـّف المشدد بالتهيج. 6 – الاستخفاف والتهكم اي ما يُغرف بــالكلبية ( مذهب فلسفي يقول باحتقار العرف والتقاليد والرأي العام والاخلاق الشائعة وبتحكيم العقل والطبيعة). 7 – الطبيعة المـُتوترة، العدوانية التي لا يُمكن الاقتراب من صاحبها أو التعايش معه. 8 – الشك وعدم التركيز والجدية وفقدان دلالات الاستدلال. 9 – الشعور بعدم القدرة، فقدان التقييم الذاتي، وهذا اشارة للاكتئاب التي ينجم عنها التوقف عن العمل والوحدانية، انحراف المزاج جسديًا، الإدمان على المخدرات. 10 – علامات جسدية خطيرة كحالة الاكتئاب الجسيمة، والتوقف عن العمل بأمرٍ من جهات مسؤولة، خسران الوظيفة، مشاكل زوجية وأخيرً الانتحار.
العطلة – الاجازة أثناء العمل – دون راحة حقيقية أو فعلية.
التمتع بالعطلة ليس بالضرورة الحل الأمثل للخروج من الحالة المرضية التي تحدثنا عنها في الفقرة أعلاه او التجنب من هذا المرض الخطير. عمليًاً إنَّ هذا المرض المتسم خصوصًا بالشعور بالتعب الناتج عن تركيز نفسي فائق للعطاء الطوعي المجاني أو تقديم الخدمة للقريب خلال فترة عمرية معينة وبمفارقة تمتدُّ لتشمل مقترحات العطلة القابلة للتخصص بكل مكوّنات الفرد: اي تلك الجسدية والنفسية وأيضًا تلك المتعلقة بالأمور الروحية. قد تكون المقترحات جيدة، ولكن من المعلوم أنَّه عندما تكون فترة العطلة قد انتهت قد يكون المتمتعون بالعطلة، لا زال التعب يُلازمهم، لذا نراهم مهتمين دومًا بالتخطيط للعطلة التالية !.
الراحة من دون عطلة
واقعيا هناك نوعان من الراحة : أحداها تتوفر في تغير النشاط، لكن هذا النوع من العطلة لا يوفر الراحة المطلوبة. أمّا النوع الثاني من العطلة هو الاحتفاظ بنفس النشاط ولكن التغير هو تغير نمط معايشة ذلك النشاط. هذا التغير في نمط المعايشة للنشاط سيصبح مصدرًا حقيقيًا لتجديد الراحة المرجوة إذا ما كانت مؤسسة عـلى الصلاة. على هذه الحقيقة يستند فصل من إنجيل مرقس البشير (مرقس 6: 31-34). في هذا الفصل نرى يسوع يُخبر رسله قائلاً : ” تعالوا أنتم إلى مكانٍ قفرٍ تعتزلون فيه، واستريحوا قليلاً”. لأنَّ القادمين والذاهبين كانوا كثيرين حتى لم تكن لهم فرصة لتناول الطعام . فمضوا في السفينة إلى مكانٍ قـفـرٍ يعتزلون فيه. فرآهم الناس ذاهبين، وعرفهم كثيرٌ منهم فأسرعوا سيرًا على الأقدام من جميع المدن وسبقوهم إلى ذلك المكان. في هذا المقطع من إنجيل مرقس نلاحظ الربَّ يسوع يدعو الرسل لأخذ قسطٍ من الراحة. سمع الرسل دعوة يسوع وفهموا مضمونها ولكنهم رغم ذلك وجدوا نفسهم مرتبطين بالتزامات أخرى عليهم تنفيذها. كشف يسوع بأمره الرسل للابتعاد والانعزال سرًّا مهمًا للتمتع براحة حقيقية. أنَّ التمتع براحة حقيقية لا يشترط بالضرورة توفر عدم العمل بل انجاز العمل الذي علينا اكماله وخاصة الاهتمام بشؤون القريب مع الاعتماد على الربّ يسوع المسيح الذي يتحملنا ويسندنا في انجاز كل أعمالنا.
لا يتحقق ارتياحنا إلاّ بالاعتماد على يسوع وعليه فقط من المؤكـّد انَّ ما يجب علينا ان نفعله في فترات عطلاتنا عامة، والتي قد نكون متمتعين بها خلال هذين الشهرين وهما الفترة الأنسب والاحسن واذا ما كنـّا نريدها انْ تكون راحة فعلية هو انْ نحيا هذه الفترة بحضور الرب في داخلنا. حينئذٍ فقط سنعرف “سلام الله الحقيقي” الذي سيفوق كل ما يمكننا تصوّره. هذا ما نقرأه في رسالة القديس بولس إلى أهل فيلبي – رسالة إلى أهل فيليبي 4: 7 – حيث يقول : “فإنَّ سلام الله الذي يفوق كلَّ إدراك يحفظ فلوبكم وأذهانكم في المسيح يسوع”. هكذا ستكون لنا الجرأة لنقول : ” هيـّا نرتاح…. فنعيش حياة اقـل سرعة وأكثر رواقًا فنكون قادرين لأن نقول أننا فعلاً نعيش عطلتنا ونحن متمتعين براحة جسدية ونفسية وروحية لم نكن نتوقعها او نحلم بها !
الأب والراهب الدومنيكي
ديـدييه فيرنايه
نائب المرشد الوطني
………………………………………….
لنصلي معـًا لتكن لنا الجرأة ليقول كل واحد منـّا”
إنـّه هو حقـّـًا “مخلـّص العالم”
لنتأمـّل أيضًا في السرّ الثالث من أسرار النـور:
التبشير بمجيء ملكوت الله
1 – مسؤول الفرقة أو الشخص الذي يستضيف أعضاء الفرقة في بيته وهو الذي سيبدأ الصلاة هذا اليوم
2 – القارئ الأول 3 – القارئ الثاني م – المرتل الذي سيبدأ الألحن ج –الجميع سوية.
1 – ” إنـَّه هو حـقـًا “محلّص العالم” هذا ما قاله السامريون بعـد لقائهم يسوع (راجع النص الذي ذُكـر في إنجيل يوحنا الإنجيلي البشير 4: 40-42) الخلاص لم يـعـد إقطاعية مخصصة لشعب واحد فقط . لذا ملكوت الله أصبحت أبوابه مفتوحة على مصاريعها للبشرية جمعاء. إذًا لقد أصبح لنا الجرأة لنعلن مجيء ملكوت الله.
2 – في هذا الوقت وفي هذا البيت الذي نحن مجتمعون فيه لنحتفل بصلاة برنامجنا الخاص بهذين الشهرين – تموز و آب – ؛ العذراء هي من تستقبلنا فهي صاحبة الدعوة ونحن المدعوين.
3 – الفرح العظيم يغمرنا لوجودنا في هذا التجمع الصغير للإصغاء لكلام الله ومن بعـد نحيا بموجب تعاليمه. هيـّا الآن نرسم علامة الصليب التي هي علامة إيماننا قائلين معـًا:
م و ج – باسم الآب والأبن والروح القدس، آمـيـن.
صلاة إلى الروح القدس
1 – أيـُّها الروح القدوس، هلم وافتح قلوبنا وأظهر لنا وجه يسوع في كل عضوٍ من أعضاء فرقـتـنا.
م و ج – هلّم أيُّها الروح الخالق، هلّم لزيارتنا، هلم وأنـرْ أنفس أبنائك
هلّم وأملأ قـلوبنا بنعم أنوارك، إنَّك خالق كل شيء بمحبة.
2 – أيُّها الروح القدوس إننا نعهد بوقتنا هذا الذي خصصناه للصلاة لعنايتك، هلـّم أنتَ ذاتك واسكن أعماقنا ونحن رافعين صلواتنا لعزّتك الإلهية.
م و ج – هلّم أيُّها الروح الخالق، هلّم لزيارتنا، هلم وأنـرْ أنفس أبنائك
هلّم وأملأ قـلوبنا بنعم أنوارك، إنَّك خالق كل شيء بمحبة.
ابتهال إلى العذراء مريم
3 – يا مريم نرجوكِ انْ تـُديري أنظارنا نحو وجه ابنكِ الحبيب لكي ما كلامه يُـغـيـر حياتنا وليصبح لنا مصدر الانوار وقائدًا لنلتقي اخوتنا بمحبة وقبول متبادل. لحن قـد نلتِ مريم العـُلى ….
م و ج – قد نلتٍ مريم العـُلى نجوتِ من دار البلى رحيلك رجا وملا كلّ
السماوات
ملائك ابنكٍ العظيم قد هبطوا من النعيم أتـوكِ بالعزّ الفخـم بخير نغماتٍ
1 – يا مريم، يا من هي القائد للبشرية نحو يسوع، نرجوكِ انْ تواصلي حضوركِ الوالدي معنا في لقاءاتنا مع ابنكٍ لتكون وسيلتنا لفتح فلوبنا وملاُها بالفرح عندما نُـعلن مبـشـّرين بمجيء الملكوت. تتمة لحن : قد نلتٍ مريم العـُلى
م و ج – في عرش فخر مستبين طاروا بكٍ مُهلـّلـين تسارعوا مستبشرين رسم
االجلالات
لنصغٍ لكلام الله فصل من إنجيل القديس يوحنا 4: 40-42
1 – فلما وصل إليه السامريون . سألوه أنْ يُقيم عندهم، فأقام هناك يومين.
2 – فآمن منهم عدد أكبر كثيرًا من كلامه، وقالوا للمرأة :”لا نؤمن الآن عن قولك، فقد سمعناه نحن وعلمنا أنَّه مخلّص العالم حقـّـًا”.
1 – لحظات صمت لإعادة قراءة ما سمعناه وتأملـّه.
انعكاسات وتأثير هذا السر
3 – فهمنا من النصّ الإنجيلي الذي أصغينا إليه أنْ كان هناك امرأة سامرية التقت الرب يسوع المسيح عند بثر يعقوب الشهير في الكتاب المقدس، وكان هذا اللقاء نقطة أساسية في تغـير مجرى حياة تلك المرأة. تأكيدًا لذلك نلاحظ أنًّ شهادتها التي أعلنتها أمام ابناء مدينتها من السامريين كانت وسيلة فعـّالة ودافعًا قويًا لياتوا مسرعين للقائه. تـمَّ لقاء السامريين ليسوع من خلال ثلاث فترات: وصل السامريون إلى جيث كان يسوع، ثـمَّ دعوا يسوع ليقيم عندهم مدة يومين وأخيرًا قبوله الدعوة. فالفترات الثلاث هي: الوصول إلى يسوع؛ دعوتهم ليسوع ليقيم عندهم وأخيرًا إقامته في مدينتهم يومين. لغويا يمكننا حصر الموضوع بثلاث أفعال تبين لنا الأهمية الشديدة التي كانت للقاء السامريين بالرب يسوع.
1 – بناء على شهادة المرأة السامرية، أخذ السامريون المبادأة ليخرجوا من مدينتهم ويذهبوا للقاء يسوع. ولتحقيق هذا وحب على السامريين انْ يثقوا بشهادة امراة اشتهرت بحياتها السيئة لأنه كان لها خمسة رجال وتركتهم وحبنذاك كانت تعيش مع سادس دون زواج (راجع إنجيل يوحنا 4: ذ8).
2 – بسبب جرأة السامريين لتكوين الثقة بأقوال المرأة (السامرية) اخذوا بسيرون على الطريق الذي سيوصلهم إلى المسيح يسوع. اختلف طول مسافة الطريق التي قطعها السامريون، لأنّ ذلك تناسب مع وضعية كل واحد منهم واستعداداته للقاء الرب. لقاء الربَّ يسوع يحتاج دومًا انفتاح القلب والاستعداد التام لقبوله وقبول تعاليمه ثـمّ العيش بموجبها. كذلك علينا انْ لا ننسى أنَّ لقاء السامريين بالرب يسوع لم يكن يعـني فقط مجيئهم إليهبيبب أقوال المرأة وشهادتها، بل أيضًا أنْ عليهم هم أيضًا الاسراع في مسيرتهم والركض نحوه للالتحاق به. لحن ربي انتِ طريقي…. (الردة)
م و ج – أنتَ وحدك دعوت أنتَ وحدك رجوت أنتَ غاية المنى
انـــــت مــصـدر الــهـــنــــا
ربي انتَ طريقي في معاثر الحياة ربي انتَ رفيقي عند ساعة الممات
3 – الآن وبعد أنْ اقترب السامريون من يسوع، قـدموا دعوتهم له ليقيم عندهم. دعوة السامريون للرب يسوع عمل مفاجئ بالنسبة لهم ! والاغرب من ذلك هو جواب يسوع لهم وموافقته أي قبوله دعوتهم.
1 – واقعـيـًا. كان اليهود حينذاك منقسمين إلى فئتين: فئة سكنت منطقة الجليل وعاصمتهم السامرة، وفئة أخرى سكنت منطقة اليهودية وعاصمتهم اورشليم. إلى هذه الفئة – الأخيرة – كان يسوع ورسله ينتمون. بسبب العداوة بين الفئتين كان اليهود الساكنين في اليهودية يعتبرون السامريين هراطقة. لذا دعوة السامريين ليسوع للإقامة عندهم كانت أمرًا غريبًا ومفاجئًا !ّ لأنهم سمحوا لأنفسهم لأن يقدموا ليهودي ولرسله دعوة للإقامة بينهم رغم انتمائهم إلى فئة معادية. السامريون بدعوتهم تلك أظهروا أنهم غير خائفين من ان يسمحوا لهذا اليهود وجماعته الإطلاع على وأوضاعهم وان يكشفوا أحوالهم بالتفصيل أمام أنظاره.
2 – وافق يسوع على طلبهم – طلب السامريين – وقبل دعـوتهم ليقيم معهم، وبموافقته هذه أظهر مؤكدًا أنَّ محبته ونعــمه غزيرة وتشمل حتى السامريين المحتقرين في نظر اخوانهم سكان اليهودية. طالما انَّ هبات الله هي لكل اليهود وللبشرية قاطبة. ولكن رغم ذلك، علينا انْ نلاحظ انَّ يسوع لا يفرض نفسه على الآخرين ولا يدخل البيوت عنوة كما انه لا يدخل في حياة الأفراد بالقوة، انـه دومـًا يفسح المحال للمقابل ليقدم له الدعوة للدخول والاقامة ! تتمة اللحن أعلاه.
م و ج –فيرأسك تاجا وضع وقجر مجدكٍ رفع حتى لإسمكٍ خضع كل الخليقات
يا ليتنا يومًا نلاى اكليلكِ الموقـّر لبن الصفوف الأبهر فوق البتولات
3 – بعد قبول الرب يسوع دعوة السامريين، أقام عندهم يومين، تلك كانت الفترة الثالثة والأخيرة من الفترات التي أشرنا إليها في أعلاه والخاصة يموضوع لقاء السامريين للرب يسوع.
1 – من المتفق عليه أنَّ الصداقة الحقيقية مع يسوع قـد تحتاج في بعض الأحيان إلى فترات زمنية طويلة لنسج خيوطها، لكن ورغم ذلك قد يكون هناك استثناءات حيث نجدها تحصل وتتجذر في القلوب واستنادًا على أسس قوية نتيجة للقاء قصير للغاية. كان اليومان اللذان قضاهما الرب يسوع أثناء إقامته في السامرة كافيين لفتح قنوات صداقة حقيقية متبادلة بين الطرفين: السامريون والرب يسوع المسيح. توثقت اواصر تلك الصداقة بقوة بسبب كون أراء الطرفين المسبقة لم تكن قائمة على عداوة متصلبة كما كان الحال بين يهود اليهودية والسامريين.
3 – رغم انَّ فترة اللقاء كانت جدًا قصيرة وشدة الصداقة المتولدة لا زالت ضعيفة وفي بدايتها، تحقق تألف السومرين مع يسوع وتفاهمهم معه بسرعة مذهلة بدليل اعطائهم له الفرصة لمواصلة عظته لهم ودون مؤاخذته بجريرة يهود اورشليم. بالنسبة للسامريين كانت الفترة التالية فترة مناسبة لاعلان شهادتهم عنه، أي اعلان إيمانهم الثابت به بكل جرأة أ ويقولوا :” اننا نحن انفسنا سمعناه يعظنا وعلمنا إنَّه حقًا مخلص العالم”. تتمة اللحن ربي أنتَ طريقي…
م و ج – اعضد الموجعين ساعد اليائسين أشبع الجائعين أرجع الخاطئين
ربي انتَ طريقي في معاثر الحياة ربي انتَ رفيقي عند ساعة الممات
انعكاسات مفعول هذا السرّ على حياتنا
1 – شهادة السامرية مكـّنت السامريين من إحراء مقابلتهم مع الرب يسوع واتـّخاذ القرار الحازم. فعلينا نحن أيضًا واجب اقتفاء الر أقدام تلك السامرية لتصبح لنا الجرأة لإعلان شهادتنا في ما يعـني لقائنا بالمسيح المخلـّص.
2 – تركزت اهمية شهادة السامرية أولاً في جرأتها في محاورة يسوع والتحدث معه قبل أنْ تكون لها الجرأة انْ تتحدث عن لقائها له. فعلاً ، حاورت المرأة السامرية الرب يسوع حوارًا طويلاً قبل ان تُسرع الخطى للذهاب إلى السامريين أبناء شعبها وتقدم شهادتها المؤثرة عنه. تولـّدت شهادة هذه المرأة السامرية الموثوق بها من جراء محادثتها مع يسوع. محادثتها تلك وفـّرت الفرصة لها لتنظيم لقاء السامريين للرب يسوع المسيح والتحدث معه مباشرة ووجهًا لوجه.
3 – معنى الشهادة لا تعني انْ تكون ستارة أو شاشة، أو وسيلة للإعلان عن الذات بل انما هي دومًا وسيلة لقيادة الآخرين نحو المسيح المخلـص كي ما تتهيأ له الفرصة لقائهم لقاءً شخصيًا. وهذا هو بالضبط ما قامت به السامرية، لذا نسمع صراخ السامريين يرددون قائلين لها: “إيماننا بيسوع غير ناجم ومؤسس على ما قلتيه لنا، بل على ما سمعـناه نحن بالذات من أقوال وشاهدناه من أعمال.
م و ج – لا تخافوا، وفـّروا الفرصة للمسيح لينظركم، اتركوه يُنعم النظر فيكم إنَّه يُحبكم حبًا شديدًا.
1 – تكون بداية كل شهادة عن المسيح عادة مؤسسة على لقاء شخصي أولي معه، كما حصل للسامرية أولاً وللسامريين ابناء جلدتها من بعتدها. خبرتنا التي تحققت لنا عن هذا اللقاء الشخصي مع المسيح تُعلـّمنا أنْ في مقدورنا نحن أيضًا ان نعطي الفرصة للرب يسوع ان يـُخلـّصنا لأنَّ نظراته هي التي تُخلـّصنا وتُحـرّرنا من اية إدانة لذواتنا أو للآخرين.
2 – جاءت السامرية لتستقي الماء العذب من بئر يعقوب عند الظهيرة حيث الحرّ الشديد تحاشيًا نظرات الفضوليين وتملـّصًا من إدانتهم لسلوكها المشينن. خافت السامرية من الذين يعرفونها ولكنها لم تخف من نظرات يسوع الذي كان قد سبقها في الجلوس على حافة البئر، لأنه بالنسبة لها غريب ولا يعرف عن حياتها شيئًا، وخاصة لانها رأت فيه شخصًا يهوديًا من الجماعة التي يعتبرونها وأبناء قومها من الهراطقة المنبوذين. سمحت ليسوع ان ينظرها كما سمح ابناء قومها له ان يُقيم عندهم ويعرف ما خفي من امورهم. نظرات يسوع المسيح المتفحصة والمملوءة حنانًا ورحمة كانت العامل المؤثر لخلاصهم وتحريرهم من كل دينونة. كما أنها كانت سببًا مؤكـّدًا لهم انهم التقوا مخلّص العالم.
3 – نحن في اطار تنظيم فـرقنا وبينما نستقبل إخوتنا في بيوتنا أو يستقبلوننا هم في بيوتهم نجد انه ليس من السهل انْ نفتح ابواب بيوتنا لهم أو أنْ ندخل نحن في بيوتهم دون تفضيلٍ أو انْ يكون لنا رايًا مسبقًا و محددًا. مع ذلك، إنَّ السامريين استقبلوا المسيح الرجل الغريب ورضوا ان يُقيم بينهم، على اساس إلغائهم مفهوم “عندي” و “عندكَ” واكتفوا بمفهوم “عندنا نحن جميعًا”. بهذا المفهوم الجديد جمعوا انفسهم كأخوة و أخوات دون اهتمام أو ادانة للبعضهم البعض.
م و ج – لا تخافوا، وفـّروا الفرصة للمسيح لينظركم، اتركوه يُنعم النظر فيكم إنَّه يُحبكم حبًا شديدًا.
1 – إنَّ صلاة الاب “اويكم” – مؤسس تنظيمنا – والتي اعتمدناها في بداية صلاة برنامجنا هذا وقلنا ىانَّ العذراء مريم هي التي تستقبلنا في بيتها وهي صاحبة الدعوة ونحن “مدعوون”، تعـني غياب مفهوم اننا مجتمعون في بيت هذا أو تلك. مفهومنا الجديد هو نحن مجتمعون في بيت مريم كأخوة وأخوات تحت انظار الله ابي الجميع.
1 – توقف للحظات بصمت وهدوء لنعطي للرب يسوع الفرصة لينظرنا من علياء ملكوته وليـُغـيـّر أنظارنا وأراءنا في رفاقنا الأعضاء في فرقتنا.
م و ج – لا تخافوا، وفـّروا الفرصة للمسيح لينظركم، اتركوه يُنعم النظر فيكم إنَّه يُحبكم حبًا شديدًا.
صلاة بها نٌمجـّـد الله ونطلب الشفاعة
2 – لك المجد والتسبيح، يا إلهنا وأبونا السماوي لمحبتكَ ورأفتكَ بنا اللتين أظهرتهما لكل البشر، وبسببهما واصلت ان تعطي لنا الحياة أو إعادة أعطائها.
م و ج – المجد والتسبيح لكَ ربنا، المجد لك.
3 – المجد لك والتسبيح أيـُّها الروح القدوس منبع ماء الحياة؛ إنـَّك تسبقنا في لقاء اخوتنا.
م و ج – لا تخافوا، وفـّروا الفرصة للمسيح لينظركم، اتركوه يُنعم النظر فيكم إنَّه يُحبكم حبًا شديدًا.
1 – يا مريم، يا أمّ جميع البشر، نرجو مساعدتك للتعـّرف على كل عريب نلتقيه، وقبوله كما هو مهما كانت الفروقات بيننا. وانْ نرى من خلال وجهه وجه ابنك الوحيد الذي يسرع الخطى ليلتقينا.
م و ج – السلام عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معكِ ، مباركة أنتِ في النساء، ويسوع مخلـّص العالم ثمرة بطنك ومباركٌ.
يا قديسة مريم والدة الله صلـّي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا، آمــيـــن,
2 – يا مريم، يا أمَّ جميع البشر، إننا نعهد لرعاية الوالدية كلَّ المحبوسين بين جدران الوحدة خوفًا من نظرات الآخرين، وليجدوا فيكِ الملجأ الأمين والراحة التامة.
م و ج – السلام عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معكِ ، مباركة أنتِ في النساء، ويسوع مخلـّص العالم ثمرة بطنك ومباركٌ.
يا قديسة مريم والدة الله صلـّي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا، آمــيـــن,
3 – يا مريم، يا أمَّ الكنيسة جمعاء، إننا نعهد لرعايتك ورأفتك وحنانكٍ كل المبشرين بالملكوت لتكون حياتهم ومواعظهم التي تعلن أنَّ يسوع المسيح هو مخلـّص العالم. . وأن يستمدوا منك القوة والشجاعة لمواصلة تبشيرهم ولإنجاز رسالتهم كاملة.
م و ج – السلام عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معكِ ، مباركة أنتِ في النساء، ويسوع مخلـّص العالم ثمرة بطنك ومباركٌ.
يا قديسة مريم والدة الله صلـّي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا، آمــيـــن,
1 – الآن كل واحد منـا يستطيع ان يـُكمل صلاة الباقي من المرات العشرة على نياته الخاصة والنيات التي طـُلب منه انْ يُصلي من أجلها وعلى نيات الحبر الاعظم البابا فرنسيس ونيات الكنيسة والعالم كلّه.
النيات التي سنصلي من أجلها خلال شهري تموز وآب 2019 حسب طلب قداسة البابا فرنسيس
1 – لنصلي من أجل كل الذين بين أيديهم سلطة القضاء والعدالة ليعملوا بنزاهة، ومن أجل انَّ لا تكون للظلم الذي يصول ويجول في أرجاء العالم الكلمة النهائية والقرار الحاسم.
المجد لآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمـيـن
مهامنا الرسولية
1 – بينما كانت المرأة السامرية تسرع الخطى للذهاب إلى ابناء قومها السامريين، لم تكنْ تؤمن ولا أنْ تتوقع انْ يُصدقوا أقوالها او يُصغوا لما تقول، لكن واقعها ذاك لم يمنعها من أعلان عن من التقته وتحدثت إليه. كما أنها لم تعتقد ان ستكون للسامرين الجرأة ليعلنوا المسيح مخلـّصًا للعالم. كما انَّ الثقة بما يعلنونه كانت غائبة تمامًا. كانت وضعية السامريين شبيهة بحالة برناديت في لورد. رسالة الاثنين – برناديت والسامريين- لم تكن تهدف انْ يؤمن السامعون لما يقولانه، بل انْ يقولا ما هما يؤمنان به وبثقة.
2 – المعنى الدائم لإعطاء الشهادة هو امتلاك الجرأة لقول أو اعلان رأيّ رغم الاعتقاد الثابت بعدم قبول ذلك القول أو الرأي من قبل السامعين. تبعًا لذلك، إذا ما وفرنا الفرصة لنظرات الرب يسوع المسيح ان تقع علينا كما فعلت السامرية ومن بعدها ابناء فومها السامريون ودون خوفٍ أو قلق من اية محاسبة قد تتعرض لها ضمائرنا باطنيًا فعلينا عندئذٍ ان لا نخاف مما سيقوله الآخرون عنـّا أو يُحاسبوننا عليه… هيّا نعلن شهادتنا بكل حرية وشجاعة وجرأة تام’. نشيد الختام
بشم دبابا وبرونا وروح قودشا محيانا يا طلاثا اقنومه بخيا كينا خوي لاودوخ عـيـّانا….
أو:
م و ج – أبناء أمٍّ واحدة بالحب والوئام ابناء امّ ماجدة كنيسة السلام
شعارنا سامٍ صريح الملك للمسيح أشدوا أناشيد المديح النصر للمسيح ألردة
بالحب أوصانا المسيح في ليلة العشاء ساقانا من قلب جريح محبة الاخاء
شعارنا سامٍ صريح الملك للمسيح أشدوا أناشيد المديح النصر للمسيح
الأب والاخ الراهب فرانسوا- دومنيك فوركـَن
من الأخوة الواعظين المرشد الوطني – فرنسا
مع برندين رامون – ايباريشية سينس
...........................................
الشكر والمجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس إلى ابد الآبدين آمين
ترجمة نافع توسا في اليوم 15/5/2019
عيد مريم العذراء حافظة الزروع
في حالة الرغبة في مد يدكم بمساعدة مالية لحركة فرق صلاة الوردية – التنظيم الدولي يُرجى الاتصال بــ
http://www.donnerenligne.fr/international-equipes-du-rosaire/faire-un-don
على من يرغب تسوية وضع اشتراكه أو تجديده يُرجى منه دفع المبلغ
المستحق بـالاتصال بــ
INTERNATIONAL-EQUIPES DU ROSAIRE
Couvent Saint-Thpmas d`Aquin
1, Impasse Lacordaire F – 31400 Toulouse –France
Email : international-equipesdurasaire@wanadoo.fr