أُمَتـــي لــَـنْ تَنْكَــــسِـر …من الارشيف 2007

كم اتمنى ان اكتب……
ولو رجوت ربــي بعمر مديـد،لارجوه لاني اريد ان اكتب كثيرا
لان حبــي للعراق وفيرا,وقلمــي بدم العراق مليــئا،واكتـب لاغرس زهرة لشهيــدا،
ولاحساسـي بظلـم العراق جليــا،واكتب…وريحانا انثر لحبيبا ،و حزينا اكتب ،دميعا
، وشاكرا الرب ،ضريعا، واكتب لاني اشتاق لعيـون اهلـي واحبابـي ولعيــون اصدقائـي
واعزائــي،ولكن… من يحررنـي مـن قـيودي ؟ومـن يفكنـي مـن اســري ؟
الـذي اخترتــه لنفســي يوم اخترت امــري، ولنفسـي رثائـي ولعينـي بكائـي،
واضرمـت النار بكيانـي يوم تركــت اوطانــي،ويوم عشقـت هجرانــي من اه الايام
وظلـم الزمـان،فمـا من جرح اعظــم مـن جرحـي لاوطانــي ،من جرحــي لـبغداد
والبصره والحدبــاء،بغـداد الرجــال وبـك تفتـك الامراض العضــال وبصرة الشمـوخ
يـا فخـر الامـم برفضـك الرضـوخ وحدبـاء اليونـان قاهرة الظلـم والـزمان ،فما مـن
ظلـم يشـق خاصرتـي الا الامـي لاوطانـي وابتعـادي وغربتــي،فلا ترحلـي يـا
امـي ياعزيزتـي فانـا قادم لامحـال لي ولاتغضـب ياابي فلن امكـث طويـلا فـي
قبـري غربتـي،ولا ابنـي هنـا لابالطابوق ولا بالحجـر بل ساعـود لاحضان اهلـي
واروقـة داري واعـود.. لان شعور اليـم ينتابنـي ونسمـة من الفرات بصراخهـا مزقـت
كيانــي واخرى من دجلـه شتـت قوايـا ونهشـت ابدانــي تـارة تبكـي، واخرى
تنعــي لاقـص لهـا كم هو للعـــراق حبـي وكـم فـي القلب له حزنــي وانينــي
وكـم لـ بغداد من الحــب يرضينـي ،وللبصرة من العشـق يروينـي وهـا انـا
للحدبـاء افيـض بشهدي وحنينـــي ،ساكتـب لبلداني ولا صـوت يعلـو بركانـي،
وانبـذ هجرانـي ولا احدا يهزني ويضعف انتمائـي لاوطانـي ،لاني.. ولرب العراق
صلاتـي واذعانــي،ولجراحه احـزانـي ولفداءه عمــري وريعانــي،فهـل اكفـر لو
سالـت خالقـي: لمـاذا تنسانـي ؟
ام اجـدف لـو قلت:لماذا تركتنـي لبيـدا بدمائـي والامـي ؟؟.

ساكتـب لـ بغداد لانهـا حاضنـة لعيـون الامهــات ولـ بابــل منبـع الالفــة والمناهــل،
ولمـدينـة النخيـل لرفضـها ونبذهـا البخيل ولاهـل يونــان اهـل الشدائــد والايمـان،
ولمـن داستهـا اقـدام ابينـا ابراهيـم لانهـا محروسـة بجبروت العظيم ودافئـة بعيـون
اللهيــم،وساغـرد لكـل مدينــه وكـل قريـه وزقاق وكل شارع ومحلة وكـل بيت وغرفه
لاحرق الاوشاح الحزينـه والبسهـم اكاليـل الافـراح الباهره والثمينـه وامحق منهما
الاشواك المقيتــه المميتــه،وساكتـب للفــرات منبـع الحـب والمســرات شهيـد
الدمـار والاهــات ،ولدجلـة الحبيــب عاشـق الغريـب والقريـب صاحـب الماء العجيـــب،
واكتـب لميــاه الرافديـن اللتـي تضحكنـي وتمســح وتغسـل دمـوع عينـاي وانـا
مذبوحــا ومظلومـا ،ولازيز الخابـور الذي يجـول دمـي ويطـوف عروقـي
تارة في اوردتـي واخرى في شرايينــي ليصنـع مـني طائــرا يحملنـي الـى بلادي
ولااغسـل الام غربتــي والحـم اوتـار عزلتـي ولاغنـي وانشـد للارض
التـي ارضعتنـي وشفـت كل جروحـي ومـن الضيـاع انقذتنـي .واخيرا واذا سالني
احدهم ما مرضك ؟؟
فارد شاكيـا ومرهقا ،مرضي هو الم العـراق وحزنـي هـو عزاءه وقهـري هو ظلم العراق .
ولو كنت ماسورا ومقيدا ، فلا احدا يحررني الا عندما تتحرر بغداد من قيودها ويطلق
الموت حريتها ،لاننا ابناءها نحن جميعاونتحرر اكثر عندما يتوقـف الدهــر بنهـش
اهلنـا واحبابنـا فـي كـل ربوعنــا. ولو تجولنـا وطفنـا العالـم باطباءه وحكمائـه فلا شفاء
لنـا الا بوطـن هواءه عليل وماءه عذب وسماءه صافية واسمه للابرار تاج انـــه….. العــــــــــــــراق

بقلم
نهــــاد حنــانــــي

عن نهاد حناني

شاهد أيضاً

قصيدة بمناسبة تذكار القديس مار توما الرسول

  تحتفل بطريركية بابل الكلدانية في العراق والعالم بعيد وتذكار شفيعها القديس مار توما الرسول …