ان الحياة المكرسة هي نعمة ورسالة ودور يؤدية المؤمنين الذين قدموا حياتهم طوعا لخدمة الاخرين، ولبو نداء المحبة بكامل إرادتهم متفاعلين مع الحياة كما فعل التلاميذ والرسل مقدمين البشارة الى الجميع بسخاء, بالاضافة الى الخدمة الاجتماعية التي يؤدونها في كل زمان ومكان، ادوارهم متنوعة جعلت منهم نموذج للمرشد الروحي والانساني والاجتماعي رغم الصعوبات والعقبات التي يواجهونها.
اليوم نحن بأمس الحاجة الي المكرسين لأعادة نشر وتوطين خصوصية الامل والرجاء عند المؤمنين. وقد اشار البابا فرنسيس الى ( الحياة المكرسة ) انها ” تكتسب معنى لانها تتطلب ان تمكث مع الرب وتسير في دروب العالم حاملين اياه للاخرين فالرب يقول يوميا للجميع ( اتبعني )”.
كما اشار الى الصعوبات والمعاناة التي تواجههم وكيف ان التكريس ادخلهم في علاقة مع الاب ومنحهم الروح القدس الصبر لقلوبهم واعطاهم النعمة وجعل اعمالهم مملؤة بمحبة وحماسةرسولية متجددة.
كما واكد على اهمية العلاقة الشخصية في هذا العمل المبارك لمساعدة الاخرين في شهادة للمحبة واعمال الرحمة ، فالحياة المكرسة تقتضي ان اكون في المسيح ومع المسيح.
ان الحياة المكرسة مشروع خلاصي متخصص في مهمة معينه هدفه الاخرين وخلاصهم، ذلك يعني النور وسط الظلمة والملح للارض فالمكريسن يعلنون المسيح في حياتهم ويشيرون له.
وفي نظره تارخية لهذا الدور نجده متجذر في العمق المسيحي، فمنذ القرون الاولى عمل الكثير من الرجال والنساء على ترك كل شي وليتطوعوا لخدمة وخلاص النفوس في هذا العالم وتجديد المجتمعات بنعمة الروح القدس.
بارك يارب المكرسين لخدمتك بسخاء المحبة في المسيح ومع المسيح واعطي رؤساء كنيستنا النعمة ليتمكنوا من مواصلة رعاية شعبك في كل مكان في هذه الأرض، الى الرب نطلب.
د. طلال فرج