قال الرب يسوع إذا كان لرجل مائة خروف فضل واحد منها أفلا يدع التسعة والتسعين
في الجبال ويمضي في طلب الضال؟وإذا تم له أن يجده فالحق أقول لكم إنه يفرح به
أكثر منه بالتسعة والتسعين التي لم تضل وهكذا لا يشاء أبوكم الذي في السموات
أن يهلك واحد من هؤلاء الصغار ( متى فصل 18 )
الرب يسوع جعل التلاميذ أمام مسؤولياتهم في الجماعة والخروف الضال فرح الرب
لأنه وجد ما كان ضائعًا هذه إرادة الله بأن لا يخسر خروفًا من قطيعه وعلى
اهتمامه بأن يطلب ما ضل الرب يسوع جاء يطلبهم ويخلّصهم وفكر بهؤلاء الصغار
الذين يمكن أن يضلّوا ان لم نهتمّ بهم أو احتقرناهم أو عاملناهم بقساوة بحيث
يصبحون ضحيّة تصرّفاتنا ضلّوا طريق الكنيسة وتركوا الجماعة عند متّى يتوجّه
المثل بشكل خاص إلى المسؤولين
مثل العبد الّذي لا يغفر
قال الرب يسوع يشبه ملكوت السموات كمثل ملك أراد أن يحاسب خدمه فلما شرع في
محاسبتهم أتي بواحد منهم عليه عشرة آلاف وزنة ولم يكن عنده ما يؤدي به دينه
فأمر مولاه أن يباع هو وامرأته وأولاده وجميع ما يملك ليؤدى دينه فجثا له
الخادم ساجدا وقال أمهلني أؤد لك كل شيء فأشفق مولى ذلك الخادم وأطلقه وأعفاه
من الدين ولما خرج ذلك الخادم لقي خادما من أصحابه مدينا له بمائة دينار فأخذ
بعنقه يخنقه وهو يقول له أد ما عليك فجثا صاحبه يتوسل إليه فيقول أمهلني أؤده
لك فلم يرض بل ذهب به وألقاه في السجن إلى أن يؤدي دينه وشهد أصحابه ما جرى
فاغتموا كثيرا فمضوا وأخبروا مولاهم بكل ما جرى فدعاه مولاه وقال له أيها
الخادم الشرير ذاك الدين كله أعفيتك منه لأنك سألتني أفما كان يجب عليك أنت
أيضا أن ترحم صاحبك كما رحمتك أنا؟وغضب مولاه فدفعه إلى الجلادين حتى يؤدي له
كل دينه فهكذا يفعل بكم أبي السماوي إن لم يغفر كل واحد منكم لأخيه من صميم
قلبه ( متى فصل 18 )
الرب يسوع يذكّر بطرس والرسل بالغفران الذي نالوه وبالمتطلبّات الأخويّة
والعبيده لا يعني العبد دومًا من كان في الرقّ والعبودية بل هو ذاك المرتبط
بسيّد ويمكن أن يكون شخصًا هامًا فعبيد الملك هم وزراؤه ورجاله الأقربون عشرة
آلاف درهم أو عشرة آلاف وزنة والوزنة تساوي 30 كلغ من الفضة يعني كمية كبيرة
جدًا جدًا بحيث ان العبد لا يستطيع أن يدفع ما عليه مهما فعل فإذا كان أعفي من
الدين فلأن سيّده تحنّن عليه ينطبق هذا الكلام على المؤمنين حين كانوا خطأة
أرسل الله ابنه كفّارة عنهم وعليه العبد يُباع تلك كانت العادة في العالم
القديم مئة دينار ما يساوي مئة يوم من العمل هي كمية ضئيلة جدًا تجاه دين
العبد لسيّده ضاع كل منطق عند هذا الرجل فتخلّى عن الرحمة بل عن أبسط قواعد
اللياقة وكاد يقتل صاحبه من أجل كميّة صغيرة من المال لأنك رجوتني ما كان
العبد يتخيّل أنه يُعفى من كل هذا الدين كل ما طلبه هو مهلة لكن الله يعطينا
دومًا أكثر ممّا نطلب وممّا نرجو فالابن الضال تمنّى أن يأكل بعض الخبز ويكون
في مصاف الاجراء ولكن أباه عامله كالابن بل كالابن المدلّل فذبح له العجل
المسمّن أمّا هذا العبد الذي لم يعرف أن يرحم فاستَبعد نفسه عن النعمة التي
أعطيت له حين تصرّف مثل هذا التصرّف مع أخيه
مثل العمال واجرتهم
قال الرب يسوع يشبه ملكوت السموات كمثل رب بيت خرج عند الفجر ليستأجر عملة
لكرمه فاتفق مع العملة على دينار في اليوم وأرسلهم إلى كرمه ثم خرج نحو الساعة
التاسعة فرأى عملة آخرين قائمين في الساحة بطالين فقال لهم اذهبوا أنتم أيضا
إلى كرمي وسأعطيكم ما كان عدلا فذهبوا وخرج أيضا نحو الظهر ثم نحو الثالثة بعد
الظهر ففعل مثل ذلك وخرج نحو الخامسة بعد الظهر فلقي أناسا آخرين قائمين هناك
فقال لهم لماذا قمتم ههنا طوال النهار بطالين؟قالوا له لم يستأجرنا أحد قال
لهم اذهبوا أنتم أيضا إلى كرمي ولما جاء المساء قال صاحب الكرم لوكيله أدع
العملة وادفع لهم الأجرة مبتدئا بالآخرين منتهيا بالأولين فجاء أصحاب الساعة
الخامسة بعد الظهر وأخذ كل منهم دينارا ثم جاء الأولون فظنوا أنهم سيأخذون
أكثر من هؤلاء فأخذ كل منهم أيضا دينارا وكانوا يأخذونه ويقولون متذمرين على
رب البيت هؤلاء الذين أتوا آخرا لم يعملوا غير ساعة واحدة، فساويتهم بنا نحن
الذين احتملنا ثقل النهار وحره الشديد فأجاب واحدا منهم يا صديقي ما ظلمتك ألم
تتفق معي على دينار؟ خذ ما لك وانصرف فهذا الذي أتى آخرا أريد أن أعطيه مثلك
ألا يجوز لي أن أتصرف بمالي كما أشاء؟أم عينك حسود لأني كريم؟فهكذا يصير
الآخرون أولين والأولون آخرين ( متى فصل 20 )
الكثيرين من الأولين يصيرون آخرين هكذا ينتهي مثَل العّمال في الكرم كلمة الله
تحكم على تصرّف البشر الملكوت عطيّة مجانيّة نأخذها بالشكر ونعمة نتقبّلها
بكامل حرّيتنا أو نرفضها هذا كله يظهر في الدينونة التي بدأت عملها منذ الآن
فلو فرح العمّال الأولون بهذا السخاء الالهيّ يصل إليهم وإلى الجميع لكانوا
بلا شك من الأولين ولكن جعلهم حسدُهم يتذمّرون من الآخرين المثل يتوجّه إلى
الفريسيين الذين غاروا من الخطأة والعشّارين وما فهموا أن الله يهمّه الآخرون
كما يهمّه الأولون يهمّه الأصحّاء والمرضى معًا والأبرار والخطأة بل إن للمرضى
والخطأة المقام الأول في قلب الله سلطة ربّ الكرم الذي لا يجادله أحد في ما
يتّخذ من قرار الله أكبر من قلبنا فيحقّ للجميع أن يشاركوا في محبّته تجاه
البشر فلماذا الحزن والغضب إن نال الآخرون ما نلنا؟صاحب كرم هو انسان غنيّ
جدًا وكرمُه الواسع يحتاج إلى عمّال كثيرين بحيث لا يبقى أحد عاطلًا عن العمل
ذاك هو تصرّف الله الذي يحتاج إلى كل واحد منا للعمل في كرمه في كنيسته في
ملكوته وحين أعطى الآخرين مثل الاولين دلّ على سخاء ما أراد الأولون أن يفهموه
كان العمال الأولون رضوا بما نالوا لو كانوا وحدهم أو لو نالوا أجرهم قبل
الآخرين ومضوا ولكن حين رأوا الآخرين ينالون ما نالوه هم رفضوا منطق ربّ الكرم
الذي يتنافى ومنطق البشر في عدالة دقيقة في منطق يسوع ينال العشارون ما ينال
الفريسيون والخطأة ما ينال الأبرار وفي منطق الكنيسة ينال الوثنيون ما ناله
اليهود نتذكر كلام الشاب الغني عن الصالح الذي هو الله أجل سيّد الكرم يدلّ
على الله كما ظهر في شخص يسوع أمين
اعداد
الشماس سمير كاكوز
شاهد أيضاً
ايات بحرف اللام الجزء الاول سفر يشوع بن سيراخ
لا تحرم يا بني الفقير ما يعيش به لا تماطل عيني المعوز لا تحزن النفس …