الرب يسوع وعيد الفصح

الفصح اليهودي كان يقام في مدينة اورشليم الذين يؤمنون بشريعة موسى لذبح
الخروف الفصح واكله ويحيي فيه مناسبة خروج العبرانيين من عبودية المصريين
والفصح المسيحي هو بمثابة الاشتراك المؤمنين مع المسيح في موته وقيامته
بتحررنا من عبودية الخطيئة والموت الابدي والمصالحة مع الله الاب وفتح باب
الملكوت السماوي الرب يسوع وقبل انتقاله من هذا العالم الى ابيه وقبل عيد
الفصح كان يسوع يعلم ان ساعته قد اتت وان يسوع احب خاصته الذين في هذا العالم
احبهم الى اقصى حدوده والعشاء الاخير وقبل القبض على الرب يسوع اجتمع مع
تلاميذه لياكل معهم على مائدة واحدة وان يحتفلوا بالفصح كما جرت التقليد عند
اليهود في ذلك الوقت والبشير يوحنا يسرد لنا ما تحدث به الرب يسوع مع تلاميذه
أبتداً من غسل ارجلهم وتقديس الخبز والخمر مع توصيتهم باحداث سوف تقع عليهم
بعد القبض عليه والى ما بعد صعوده الى السماء يوحنا فضلا الحديث الروحي الذي
قاله الرب يسوع لتلاميذه ويوحنا يقسم لنا الفصول من الفصل 13 والى الفصل 17
الى ثلاث أقسام
القسم الاول من الفصل 13-14 كلاماً عن غسل أرجل التلاميذ والعشاء الاخير وترك
يسوع لتلاميذه والثاني من الفصل 15-16 يحدثنا الرب يسوع عن الكرمة والاغصان
وبغض العالم ليسوع وتلاميذه والثالث الفصل 17 يتكلم عن صلاة الرب يسوع
الكهنوتية ومن أجل كنيسته ووحدتها والاقسام الطويلة شكلت لنا أطول أحاديث وخطب
يسوع مع تلاميذه (كان يسوع يعرف قبل عيد الفصح أن ساعته جاءت لينتقل من هذا
العالم إلى الآب وهو الذي أحب أخصاءه الذين هم في العالم أحبهم منتهى الحب
وجلس للعشاء مع تلاميذه وكان إبليس وسوس إلى يهوذا بن سمعان الأسخريوطي أن
يسلم يسوع وكان يسوع يعرف أن الآب جعل في يديه كل شيء وأنه جاء من عند الله
وإلى الله يعود أمين ) يوحنا 13 ) الحديث كان طويلاً بين الرب يسوع وتلاميذه
مع الخاتمة معهم من الفصل 13 والى الفصل 17 من أنجيل يوحنا والاحتفال بعيد
الفصح كان اليهود يحتفلون به بخروجهم من ارض مصر الى ارض الميعاد والكلمة
الفصح تعني العبور والخلاص من العبودية الى التحرر منها والنجاة باسم الرب
يسوع وفي هذه الايات الثلاث تبدأ ثلاث مجموعات فتشكل أطول خطب يسوع قيلت بعد
العشاء الرباني هذه الخطب الثلاث سمتها تتميز المحبة وكلامًا عن العشاء الذي
يسبقه غسل الأرجل ويتبعه كلام الرب يسوع وأحداث الفصح هي آخر تعبير عن هذه
المحبّة التي تحمل الخلاص للبشريّة الرب يسوع يحقّق مخطّط الله (قال الرب
لموسى أنا أعبر أرض مصر في تلك الليلة وأقتل كل بكر فيها من الناس والبهائم
وأنزل عقابي بجميع آلهة المصريين أنا الرب فيكون الدم على البيوت التي أنتم
فيها علامة لكم فأراه وأعبر عنكم ولا أفتك بكم وأهلككم إذا ضربت أرض مصر أمين
( خروج 12 ) ينزل العقاب بالجميع من بشر وحيوان وآلهة فالبكر يجتذب من يأتي
بعده والآلهة تدلّ على ضعفها كانت الضربات على فرعون وشعبه علامة للمؤمن كذلك
كان عبور الرب في إطار رش الدم علامة وعربون رحمة من أجل شعبه وخلال العشاء
ابليس دخل في قلب يهوذا الاسخريوطي لكي يسلم الرب يسوع الى ايدي اليهود قدرة
الشيطان هنا كانت له دور فعال في هذه الجلسة والحضور مع العلم ان يسوع يعرف كل
المعرفة الجيدة من هو الذي يسلمه وان الله الاب جعل في يديه كل شيء وانه اتى
من الله والى الله يعود الرب يسوع يعلم ماذا سيحدث لساعته ويتقبل بملء أرادته
كل الاحداث بحرية ورحابة صدر يسوع أنتهى العشاء مع تلاميذه قام ووقف في وسط
الغرفة هنا التلاميذ لا يعرفون ما هو سبب من قيام يسوع من مائدة العشاء ولم
يساله لماذا انت نهضت من مائدة العشاء والرب يسوع خلع ثيابه هنا ليس بالمعنى
ان الرب يسوع اصبح عاري من الملابس حاشا بل احتمال كان يلبس رداء او شال ملفول
حول جسمه اخذ منديلا او قطعة من القماش او منشفة ولفها الرب يسوع حواليه واترز
بها اخذ مطهرة او شيئ يوضع فيه ماء وبدأ يغسل ارجل التلاميذ ( فقام عن العشاء
وخلع ثوبه وأخذ منشفة واتزر بها ثم صب ماء في مغسلة وبدأ يغسل أرجل التلاميذ
ويمسحها بالمنشفة التي اتزر بها أمين ( يوحنا 13 ) اذا فكرنا في هذا العمل غسل
الارجل نجد ان التلاميذ ما عدا بطرس لم يعارضوا وجاءوا واحد بعد الاخر فغسل
الرب يسوع ارجلهم وهذا ان دل على عظمة محبة الرب يسوع لتلاميذه مع مسح أرجلها
بالمشفة مع العلم أن تقليد غسل ارجل يعد عمل مذلاً لا يفرض حتى على عبد يهودي
لكن عمل الرب يسوع هو من الاعمال الرمزية التي بها بها الانبياء جاء دور بطرس
ليغسل الرب يسوع رجليه بطرس في البداية رفض ذلك والسبب هو كيف معلمه واستاذه
يغسل رجليه لان بطرس ليس له اي علم لماذا معلمه يفعل هذا العمل ( فلما دنا من
سمعان بطرس، قال له سمعان يا سيد أأنت تغسل رجلي؟فأجابه يسوع أنت الآن لا تفهم
ما أنا أعمل، ولكنك ستفهمه فيما بعد فقال له بطرس لن تغسل رجلي أبدا أجابه
يسوع إن كنت لا أغسلك فلا نصيب لك معي أمين ( يوحنا 13 ) الرب يسوع من دافع
المحبة والتواضع يعمل غسل ارجل ويوجد كثير من الامثلة مثل الام تغسل ارجل
ابنها والزوجة تغسل ارجل زوجها وهذا العمل ليس مفرض على العبد بل المسيح عمله
من جهة حبه لتلاميذه وان يعلمهم التواضع في حياتهم فاجاب يسوع بطرس ان لم
اغسلك لا نصيب لك معي بمعنى كونهم اخذوا سابقا معمودية يوحنا بن زكريا فعمل
يسوع هذا هو ان يغسل ارجلهم ويطهرهم من الخطيئة ولكي يتحدون مع يسوع ما عدا
يهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه لليهود بالرغم يسوع غسل رجليه ايضا وكما راها
اباء الكنيسة المعمودية حيث يموت المؤمن ويموت معه وهذا معنى كلمة يسوع ان لم
اغسلك لا نصيب لك معي ( قال الرب يسوع لا أقول هذا فيكم كلكم، فأنا أعرف الذين
اخترتهم. ولكن ما جاء في الكتب المقدسة لا بد له أن يتم وهو أن الذي أكل خبزي
تمرد علي أخبركم بهذا الآن قبلما يحدث حتى متى حدث تؤمنون بأني أنا هو الحق
الحق أقول لكم من قبل الذين أرسلهم قبلني ومن قبلني قبل الذي أرسلني وعند هذا
الكلام اضطربت نفس يسوع وقال علانية الحق الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني
فنظر التلاميذ بعضهم إلى بعض حائرين لا يعرفون من يعني بقوله وكان أحد
التلاميذ وهو الذي يحبه يسوع، جالسا بجانبه فأومأ إليه سمعان بطرس وقال له سله
من يعني بقوله فمال التلميذ على صدر يسوع وسأله من هو يا سيد؟فأجاب يسوع هو
الذي أناوله اللقمة التي أغمسها وغمس يسوع لقمة ورفعها وناول يهوذا بن سمعان
الأسخريوطي فلما تناولها دخل الشيطان فيه فقال له يسوع إعمل ما أنت تعمله ولا
تبطـئ فما فهم أحد من الجالسين إلى المائدة لماذا قال له هذا الكلام وكان
يهوذا أمين الصندوق فظن بعضهم أن يسوع أوصاه أن يشتري ما يحتاجون إليه في
العيد أو أن يعطي الفقراء شيئا وتناول يهوذا اللقمة وخرج في الحال وكان ليلا
فلما خرج قال يسوع الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الله فيه وإذا كان الله تمجد
فيه فإن الله سيمجده في ذاته وبعد قليل سيمجده أمين ( يوحنا 13 ) بطرس عارض
للعمل المذل هذا بسبب حبه للمسيح ففكر بمقاييس البشر ( لا تَحكُموا على
الظَّاهِر بلِ احكُموا بِالعَدْل ) يوحنا 7 ) بعد هذا المناقشة بينه وبين بطرس
وافقة بطرس على الغسل ولكن ان يغسل يسوع له يديه و رجليه هنا فهم بطرس الغسل
الخارجي الجسدي بمعنى ان بطرس فكر تفكير بشري وليس روحي فاجابه يسوع من اغتسل
كان طاهرا كله ولا يحتاج الا الى غسل رجليه انتم طاهرون ولكن ليس كلكم قال
يسوع لهم ما كللكم طاهرون لانه يعرف من الذي يسلمه ( فقال له سمعان بطرس إذا
يا سيد لا تغسل رجلي وحدهما بل اغسل معهما يدي ورأسي فقال له يسوع من اغتسل
كان طاهرا كله فلا يحتاج إلا إلى غسل رجليه أنتم طاهرون ولكن ما كلكم طاهرون
قال يسوع ما كلكم طاهرون لأنه كان يعرف من سيسلمه فلما غسل أرجلهم ولبس ثوبه
وعاد إلى المائدة قال لهم أتفهمون ما عملته لكم؟أمين ( يوحنا 13 ) اذا الرب
يسوع في النهاية وبعد هذا الكلام الطويل مع بطرس غسل رجليه وانتهى من غسل ارجل
التلاميذ كلهم لبس يسوع ثوبه ورجع وجلس مع تلاميذه على المائدة واخذا يعلمهم
ويعطيهم وصايا وتعاليم قبل صعوده الى السماء قال لهم اتفهمون ماذا صنعت اليكم
اكيد سؤال يسوع للتلاميذ لم يفهمون اساسا لماذا استاذهم ومعلمهم غسل ارجلهم
صاروا كلهم في حيرة من هذا السؤال ؟ الرب يسوع اجابهم انتم تدعونني المعلم
والرب وحسنا تقولون اني انا المعلم والرب واذا كنت انا المعلم والرب الذي غسل
ارجلكم اريد منكم ايضا انتم ان يغسل ارجل بعضكم البعض عمل الرب يسوع هذا هو ان
يعلمنا المحبة والتواضع وعدم التكبر هذا جوهر حياة يسوع والامه هي المحبة التي
تلزم تلاميذ يسوع على الاقتداء بها في حياتهم بمعنى انه لا فرق بين الخادم
والمعلم ولا الرسول أعظم من مرسله الرب يسوع ضحى وبذل نفسه في خدمة الاخرين
فهنيئا لنا ان عملنا بذلك وكما قال في نهاية حديثه للتلاميذ الحق الحق اقول
لكم ما كان الخادم اعظم من سيده ولا كان الرسول اعظم من مرسله اما وقد عملتم
هذا فطوبى لكم اذا عملتم به الرب يسوع غسل ارجل التلاميذ كان قصده الى تطهير
قلبوهم واستئصال شاقة الكبرياء منها والكبرياء قد يتعرض الى ضررها افاضل الناس
اكثر ممن هم دونهم وهكذا راح يعدهم الى الحدث العظيم الذي سيتم تحت اعينهم بعد
لحظات وصيّة الرب يسوع وصيّة المحبّة بكل متطلّباتها حتّى بذل الذات في سبيل
من نحبّ لا حدود لها على مستوى القرابة والوطن والدين هي شاملة بل هي تحبّ
حتّى الأعداء. ومثالُها محبّة المسيح لنا لا محبّة البشر بعضهم لبعض والتي هي
تبادل بشريّ به أعطيك فتعطيني المحبّة هي العلامة التي تدلّ على التلميذ
وبدونها لا يدّعي أحد أنه تلميذ الرب يسوع امين
اعداد
الشماس سمير كاكوز

عن الشماس سمير كاكوز

شاهد أيضاً

مواهب الروح القدس

هو روح الله الأقنوم الثالث في الثالوث الاقدس وقد ذكر هذا التعبير ثلاث مرات فقط …