نبوخذنصر في الكتاب المقدس

اسم بابلي معناه نبو حامي الحدود وهو ابن نبويلاسر وخلفيته في الجلوس على عرش
مدينة بابل وحكم الامبراطورية البابلية في ما بين النهرين وسورية وكان ابوه قد
اسس الدولة البابلية الجديدة سنة 625 قبل الميلاد منهياً بذلك حمك
الامبراطورية الاشورية وبعد ثلاثة عشر سنة سقطت نينوى بعدما حاصرها نبوبلاسر
ملك بابل وكياكسريس ملك مادي وهاجم فرعون نخو ملك مصر فلسطين ليحمي مصالح مصر
في سورية الجنوبية ( وفي أيامه صعد فرعون نخو ملك مصر إلى نهر الفرات لمساعدة
ملك أشور فاعترضه الملك يوشيا فقتله فرعون في مجدو 2 ملوك 23 حارب ملك يهوذا
في مجدو بعدما أتم يوشيا كل هذا لهيكل الرب سار نخو ملك مصر على رأس جيشه إلى
كركميش عند الفرات للقتال هناك فخرج يوشيا للتصدي له فأرسل إليه نخو رسلا يقول
ما لي ولك يا ملك يهوذا لم أجئ لمحاربتك اليوم بل لمحاربة أعدائي والله أمرني
أن أسرع فاجتنب مقاومة الله الذي يساندني لئلا يهلكك 2 اخبار 35 قتله في
المعركة ولم يقنع نخو بامتلاك فلسطين بل عاد الى مصر واعد جيشاً جديداً ليصل
به الى الفرات ويقطع الطريق على البابلين ويستولي على تركة الاشوريين فارسل
نبوبلاسر ابنه نبوخذ نصر ليقف في وجه نخو ولمع اسم نبوخذ نصر حينما دشن خبرته
العسكرية بالتغلب على نخو وجيشه معه من السوريين وقتل الآلاف منهم في واقعة
قرقميش سنة 605 قبل الميلاد ( ولم يتجرأ ملك مصر على أن يتخطى أرضه لأن ملك
بابل أخذ جميع ما كان له من حدود مصر إلى نهر الفرات 2 ملوك 24 قال الرب
لإرميا على الأمم على مصر على جيش فرعون نخو ملك مصر حين هزمه نبوخذنصر ملك
بابل عند نهر الفرات في كركميش في السنة الرابعة لعهد يوياقيم بن يوشيا ملك
يهوذا أرميا 46 استولى نبوخذ نصر على ما خلفه وراءه من ممتلكات في سورية
وفلسطين وجاء الى القدس وسبى بعض سكانها ومن بينهم دانيال ورفاقه ( في السنة
الثالثة من عهد يوياقيم ملك يهوذا صعد نبوخذنصر ملك بابل إلى أورشليم وحاصرها
فسلم الرب إلى يده يوياقيم ملك يهوذا وما تبقى من آنية بيت الله فجاء بالملك
وبالآنية إلى أرض بابل وأدخل الآنية إلى خزانة بيت إلهه وأمر الملك كبير
أمنائه واسمه أشفنز أن يحضر من بني إسرائيل من نسل الملك ومن الأمراء فتيانا
لا عيب فيهم حسان المنظر يعقلون كل حكمة ويدركون العلم ويتبينون المعرفة ممن
لهم القدرة على القيام بالخدمة في قصر الملك فيعلمهم أشفنز أدب البابليين
ولغتهم دانيال 1 لكنه ما ان وصله نعي ابيه حتى اسرع بالعودة الى بابل واعلن
نفسه خليفة لابيه سنة 605 قبل الميلاد ولم يكتف نبوخذ نصر بامتلاك القدس واخذ
بعض سكانها اسرى بل امر رجاله باخذ جماعات اخرى من السكان ونقلهم الى بايل من
القدس وفينيقية ومصر واستمر يحكم ارض يهودا ويتسلم الضرائب مدة ثلاث سنين وكان
ملكها حينذاك في أيام يوياقيم زحف نبوخذنصر ملك بابل على يهوذا فخضع له
يوياقيم ثلاث سنين ثم عاد فتمرد عليه فأرسل الرب غزاة البابليين والآراميين
والموآبيين والعمونيين على يوياقيم لتخريب يهوذا حتى يتم ما قاله الرب على
ألسنة عبيده الأنبياء 2 ملوك 24 في سنة 602 قبل الميلاد عصى يهوياقيم مغتنماً
فرصة حروب نبوخذ نصر في مناطق اخرى من امبراطوريته واشتغاله عن فلسطين لبعدها
عن بابل ولكن نبوخذ نصر تغلب على اعدائه بسرعة وعاد الى فلسطين جرار واحتل
القدس وقضى على الثورة واعتقل يهوياقيم ثم اطلق سراحه وعين ملكاً جديداً مكان
يهوياكين فزحف نبوخذنصر ملك بابل على يهوذا وأسر يوياقيم وقيده بسلسلتين من
نحاس وجاء به إلى بابل وأخذ نبوخذنصر آنية من الهيكل ووضعها في قصره ببابل وفي
ربيع تلك السنة أرسل الملك نبوخذنصر رسلا إلى أورشليم فجاؤوا إلى بابل
بيوياكين وما كان في هيكل الرب من آنية نفيسة وأقاموا صدقيا عم يوياكين ملكا
على يهوذا وأورشليم 2 اخبار 36 لكن يهوياكين ثار من جديد فجاء نبوخذ نصر للمرة
الثالثة واحتل المدينة وسبى السكان الى بابل واستولى على بيت الرب ومحتوياته
في تلك الأيام زحف جيش نبوخذنصر ملك بابل على أورشليم وحاصرها في أثناء الحصار
جاء نبوخذنصر ملك بابل وانضم إلى جيشه فاستسلم إليه يوياكين ملك يهوذا هو وأمه
وحاشيته وأمراؤه وخدمه فأخذه ملك بابل أسيرا وهو في السنة الثامنة من ملكه
وحمل إلى أشور كنوز هيكل الرب وقصر الملك وحطم نبوخذنصر جميع آنية الذهب التي
عملها سليمان ملك إسرائيل في هيكل الرب فتم ما قاله الرب وسبى سكان أورشليم
وجميع الأمراء والقادة وهم عشرة آلاف وجميع المهرة من العمال منهم الحدادون،
ولم يترك في يهوذا إلا مساكين الشعب وسبى نبوخذنصر يوياكين إلى بابل مع أمه
وزوجاته وخدمه وأعيانه وجميع المحاربين وهم سبعة آلاف والمهرة من العمال منهم
الحدادون وهم ألف وكلهم أشداء صالحون للحرب وأقام ملك بابل متنيا عم يوياكين
ملكا مكانه واستبدل اسمه بصدقيا 2 ملوك 24 نصب نبوخذ نصر متنياً ملكاً وغير
اسمه الى صدقيا وحافظ صدقيا على ولائه لنبوخذ نصر حوالي ثمانية سنوات ولكنه في
السنة التاسعة طمع في الاستقلال بعد ان علم باقتراب الجيش المصري من مملكته
وامل ان يساعده ذلك الجيش ضد البابليين كان البابليون يحاصرون أورشليم فلما
سمعوا بأن جيش فرعون خرج إليهم من مصر ارتدوا عن أورشليم فقال الرب لإرميا
النبي قل لملك يهوذا الذي أرسلك لتستشيرني سيرجع جيش فرعون الذي خرج
لمساعدتكم إلى أرض مصر ويرجع البابليون ويحاربون هذه المدينة ويأخذونها
ويحرقونها بالنار فلا تخدعوا أنفسكم فتقولوا سيذهب البابليون عنا لأنهم لا
يذهبون بل لو قتلتم جميع جيش البابليين الذين يحاربونكم وبقي منهم عدد من
الجرحى في عسكرهم، فهؤلاء يقومون ويحرقون هذه المدينة بالنار أرميا 37 الا ان
نبوخذ نصر لم يهمله فقد احتل القدس للمرة الرابعة بعد حصار شديد وقتل ابني
صدقيا امام ابيهما ثم قلع عينه وحمله اسيراً الى بابل سنة 587 قبل الميلاد
فأخذوه إلى ملك بابل في ربلة بأرض حماة وحكموا عليه ذبحوا بنيه أمام عينيه ثم
فقأوا عينيه وأوثقوه بسلسلتين من نحاس وجاؤوا به إلى بابل 2 ملوك 25 احرق
نبوخذ نصر هيكل الرب واخذ آلاف السكان اسرى كان يوياقيم ابن خمس وعشرين سنة
حين ملك، وملك إحدى عشرة سنة بأورشليم وفعل الشر في نظر الرب إلهه فزحف
نبوخذنصر ملك بابل على يهوذا، وأسر يوياقيم وقيده بسلسلتين من نحاس وجاء به
إلى بابل وأخذ نبوخذنصر آنية من الهيكل ووضعها في قصره ببابل وما تبقى من
أخبار يوياقيم وما فعله من معصيات وارتكبه من شرور مدون في سفر ملوك إسرائيل
ويهوذا وملك يوياكين ابنه مكانه 2 اخبار 36 ارميا في الفصل التاسع والثلاثون
والثاني والخمسون الذي كان قد تنبأ بما حدث فقد اوصى به نبوخذ خيراً كان
يوياكين ابن ثماني عشرة سنة حين ملك وملك ثلاثة أشهر وعشرة أيام بأورشليم وفعل
الشر في نظر الرب وفي ربيع تلك السنة أرسل الملك نبوخذنصر رسلا إلى أورشليم
فجاؤوا إلى بابل بيوياكين وما كان في هيكل الرب من آنية نفيسة وأقاموا صدقيا
عم يوياكين ملكا على يهوذا وأورشليم 2 اخبار 36 قال نبوخذنصر ملك بابل
لنبوزرادان رئيس الشرطة في شأن إرميا خذه وأكرمه ولا تسئ إليه في شيء بل اعمل
له كما يقول لك فأرسل نبوزرادان رئيس الشرطة ونبوشزبان رئيس الخصيان، ونرجل
شراصر رئيس المجوس وجميع رجال ملك بابل أرسلوا وأخذوا إرميا من السجن ليسلموه
إلى جدليا بن أحيقام بن شافان فيجيء به إلى بيته ليقيم بين الشعب أرميا 39
حاصر نبوخذ نصر صور وباقي مدن الساحل الفينيقي واحتلها وعامل سكانها بقسوة كان
صدقيا ابن إحدى وعشرين سنة حين ملك، وملك إحدى عشرة سنة بأورشليم وفعل الشر في
نظر الرب إلهه ولم يصغ بخشوع لإرميا النبي الذي كان ينطق بكلام الرب وتمرد
أيضا على الملك نبوخذنصر الذي حلفه بالله أن يخلص له وعاند الرب إله إسرائيل
وقسى قلبه ولم يرجع إليه وبالغ جميع رؤساء الكهنة وزعماء الشعب في خيانة الرب
بارتكاب معاصي الأمم حولهم ونجسوا بيت الرب الذي قدسه الرب في أورشليم 2 أخبار
36 في سنة 582 قبل الميلاد حمل من جديد على اواسط سورية وبلاد العموريين
والموآبيين في السنة الثالثة والعشرين لنبوخذنصر سبى نبوزرادان رئيس الشرطة
سبع مئة وخمسة وأربعين من اليهود فكان مجموع عدد المسبيين أربعة آلاف وست مئة
أرميا 52 لم يتوقف الرب إله آبائهم عن إنذارهم على ألسنة أنبيائه لأنه أشفق
على شعبه وعلى هيكله فكانوا يستهزئون برسل الله وأنبيائه ويحتقرون كلامه على
ألسنتهم حتى ثار غضب الرب على شعبه ولم يعد هناك من علاج فأرسل الرب ملك بابل
لمحاربتهم فقتل خيرة شبانهم بالسيف حتى في بيت مقدسهم ولم يشفق على فتى أو
عذراء ولا على شيخ أو كهل مقعد بل أسلم الرب الجميع إلى يده ونهب جميع آنية
الهيكل الكبيرة والصغيرة وكنوزه وكنوز الملك وأعوانه وأخذها إلى بابل وأحرق
بالنار هيكل الله وجميع قصور أورشليم وهدم سور المدينة وأتلف كل نفيس فيها
والذين نجوا من السيف سباهم إلى بابل حيث صاروا عبيدا له ولبنيه حتى قيام دولة
الفرس وبذلك تم ما قاله الرب بلسان إرميا تبقى الأرض بورا سبعين سنة حتى تعوض
عما فاتها من السبوت التي لم تسترح فيها طول تلك المدة 2 أخبار 36 ثم غزا مصر
سنة 567 قبل الميلاد يا ابن البشر حشد نبوخذنصر ملك بابل جيشه على صور وبالغ
في إجهاده حتى صار كل رأس أقرع وكل كتف مسلوخة من العمل ولكن لا هو ولا جيشه
حصل من صور على أجرة رغم الجهد الذي بذله لذلك هكذا قال السيد الرب سأعطي
نبوخذنصر ملك بابل أرض مصر فيأخذ ثروتها ويسلبها وينهبها، فيكون ذلك أجرة
لجيشه حزقيال 29 قام نبوخذ نصر في باقي سني حياته بفتوحات اخرى ليست لدينا
تفاصيلها وكان من عادته ان ينقل سكان امبراطوريته من مكان الى آخر ليضمن
ولاءهم ويستعمل قواهم في مشاريعه العمرانية وعلة هذا النمط عامل سكان مدينة
القدس وتمكن من بناء قصور ومدن واسوار وقلاع وهياكل كثيرة لا تزال اثارها
شاهدة على نمو العمران في عهده واليه ينسب بناء الجنائن المعلقة وحفر القنوات
للري من مياه شط العرب وقد سماه دانيال ملك الملوك أنت أيها الملك ملك الملوك
لأن إله السماء وهبك الملك والعزة والقدرة والجلال وكل ما يسكنه بنو البشر
ووحوش البر وطيور السماء وهبه لك وسلطك عليه جميعا فأنت الرأس الذي من ذهب
دانيال 2 تخبرنا الاصحاحات الاربعة الاولى من سفر دانيال ببعض اخبار نبوخذ نصر
ومنها خبر جنون الملك والحقيقة ان نبوخذ نصر أُصيب بنوع من الجنون يظن المصاب
به نفسه انه تحول الى حيوان وقد ظن نيوخذ نصر انه تحول الى ثور وخرج يرعى في
الحقول والمذكور في الفصل الرابع سفر دانيال النبي وعلى اثر مرضه مات بعد ان
ملك ثلاثاً واربعين سنة وكان موته سنة 562 قبل الميلاد واخبار نبوخذ نصر
موجودة في اسفار الملوك والاخبار وعزرا ونحميا وارميا ودانيال وآثاره في بابل
وما وجد له من مخلفات في اماكن اخرى من امبراطوريته الواسعة وقد بنى نبوخذ نصر
في بابل سورين حول المدينة وابواب الالالهة اشتار او عشتار وشارع للمواكب
ومعابد وزيجورات او هيكل مدرج على شكل هرم وهو شبيه بالزيجورات التي اطلقوا
عليها اسم برج بابل والحدائق المعلقة التي كانت تعتبر احدى عجائب الدنيا السبع
كان نبوخذنصر قائداً عالمياً قرر أن يحصل على معاونة الشعوب التي غزاها بأن
تركهم يعبدون آلهتهم استولى على أرضهم وسطا على ثرواتهم وتحكم في حياتهم إلا
أصنامهم فقد سمح لهم بعبادتها بل اشترك هو نفسه أحياناً في عبادتها وصار واحد
من أكبر الغزاة في التاريخ نبوخذنصر سمح له الرب بترحيل أفضل القادة الشباب
اليهود ليعملوا في خدمة قصره في حين قرب إليه شاباً يدعى دانيال قدر له فيما
بعد أن يغير حياة الملك سمح الله لنبوخذنصر بمحاولة قتل ثلاثة من خدامه ليعلم
الملك أنه ليس له في الواقع أي سلطان على الحياة والموت حذره الله من الأخطار
الكامنة في غروره ثم جعل نبوخذنصر يعيش سبع سنوات فاقداً عقله قبل أن يعيده
إلى العرش وبذلك أظهر الله من هو الملك الذي كان يحكم فعلاً ونقاط القوة
والإنجازات أعظم ملوك بابل ونقاط الضعف والأخطاء ظن في نفسه أنه شبه إله وتم
إقناعه بإقامة تمثال من الذهب ليسجد له الجميع مما أدى به إلى نوبة من الجنون
والمعاصرون إرميا وحزقيال ودانيال ويهوياقيم ويهوياكين وردت قصة نبوخذنصر في
سفر الملوك الثاني الفصل 24 و 25 وفي سفر الاخبار الايام الثاني الفصل 36 وفي
سفر النبي ارميا من الفصل 21 والى 52 وسفر سفر النبي دانيال من الفصل الاول
والى الفصل الرابع امين
اعداد
الشماس سمير كاكوز

عن الشماس سمير كاكوز

شاهد أيضاً

أهم المزارات الدينية المسيحية في هولندا

  + مقدمة: مملكة هولندا فيها كنائس مزارات وأديرى كثيرة وعديدة، تم بناءهُا منذ أنتشار …