الرسول بولس كان في مدينة فيلبي مع التلميذ سيلا الاثنان ذهبا الى المصلى الذي
كان يجتمع فيه اهالي المدينة الوثنية المستعمرة الرومانية في هذه الاثناء وهم
في الطريق واذا جارية كان فيها روح شرير وعرافة تستعمل السحر لكسب المال هذا
الروح الشرير الشيطان هو الذي كان يتكلم بدلا عن هذه الجارية كان المعبد
الموجود في فيلبي واسمه معبد دلفي المعبد الوثني كان يجلب المال الكثير لكثرة
زيارة الناس والسواح انذاك هذه العرافة كانت تجري وراء بولس وسيلا وتصيح
باعلى صوتها ليسمعها الناس وتقول ان هؤلاء الرجلين يبشرونكم بطريق الخلاص
وببشارة اخرى وتعليم اخر معناه انهم جاءوا بتغير اهالي مدينة فيلبي من الوثنية
الى عبادة الله ظلت تصرخ عدة مرات وعدة ايام نحن نعرف ان الارواح الشريرة
والشياطين هدفها محاولة اسقاط المؤمنين في الخطيئة وابعادهم عن الله وعن يسوع
هذا هو عمل ابليس هدفه تدمير كنيسة يسوع التي بناها الرسل والقديسين لكن لا
ننسى المسيح والكنيسة والرسل والقديسين والناس المؤمنين هم الذين ينتصرون على
ابليس واعوانه الرسول بولس ورفاقه انزعجوا من هذه الجارية ومن الروح الشريرة
التي يسكن فيها وقفا في احدى المرات التي كانت تصيح والتفت بولس وراءه وقال
ونادى باسم يسوع المسيح امرك ان تخرج منها . في الحال خرج منها الروح الشرير
وعادت المراة الى طبيعتها هنا الرسول بولس عمل معجزة وطردا شيطان من انسان كان
فيه روح شريرة لكن في هذا الوقت حدث ما لم بفكرا فيه وهو من ان عدد من الاشخاص
في المدينة قبضوا على بولس وسيلا بسبب ان هذه المراة كانت تجلب المال
لاسيادها من عملها في السحر وكم منا ينزعج عندما يضيع المال من يديه وكانه
انتهت حياته وانه بدون المال لا يقدر ان يعيش بعد تجده حزين من ضياع امواله
ومصالحه كما فعل هؤلاء في مدينة فيلبي عندما ضاعت احلامهم الاقتصادية الجموع
قبضوا على الرسولين وجروهم الى ساحة المدينة مثل ما يقول في ساحة السنتر
وامام الحكام والقضاة كانت ساحات المدن مركزية تدور فيها النقاش واصدار الحكم
وعقد الصفقات هؤلاء الاشخاص الذين اتوا بالرسولين امام القضاة قالوا ان هذا
الرجلان يهوديان وعملوا الاضطراب في مدينتنا ويبشران بسنن وشرائع وقوانين
جديدة لكن في الحقيقة لم تكن محرمة بتبشير بمذاهب اخرى في مدينة فيلبي بل
الدافع الحقيقي لتسليم بولس وسيلا هو خيبة املهم بكسب المال من هذه الجارية
التي شفت من مرضها فلما سمعوا القضاة شهادة هؤلاء الرومانيين امروا الحراس
بضرب الرسولين ضربا قويا وامروا الحراس بان يحرسا حراسة شديدة وبسلاسل وارجلهم
مشدودة بمقطورة لكي لا يهربا من السجن هذه المقطورة كانت مثبتة في الجدار
نتامل هنا في هذه الحادثة ونحن مكان هؤلاء الرسولين ماذا نفكر في هذه اللحظة
وفي السجن نفكر لقد انتهت حياتنا وفي الصباح سوف نموت واحتمال سوف يتم
اعدامنا هل نحن نتحمل كل هذه العذابات من ضرب وشتم وسب وعطش ( رومة 8 : 31-39
) من اجل اسم المسيح وتبشير كلمته في زماننا هذا لا يوجد الا القليل الذين
يتحملون عذابات من اجل المسيح . كثير منا عندهم اهمال ولا يرغبون بسماع كلمة
يسوع ولا يضعون يسوع بالمركز الاول في قلوبهم لا يريدون التحدث باسمه وسببه هو
اننا لا نترك حياتنا التي نعيشها في الماديات وصدقات هذا العالم كثير منا يذهب
الى مدن بعيدة لغرض التعزية او حفلة زواج والى اخره لكن لا ناتي لسماع القداس
الذي لا يبعد منا الا مسافة قليل لا تتجاوز النصف ساعة او اقل من الوقت الذي
ذكرناه . احبائي علينا ترك الحياة المادية وشهوات العالم هذه التي لا توصلنا
لكلمة المسيح ان شهواتنا ومحبتنا لهذا العالم المادي غير صحيح بدون سماع كلمة
الله لا يمكننا العيش السليم وكما قال له المجد بدوني لا تقدرون ان تفعلوا
شيئا ومن رحلته الثانية لبولس الرسول مع سيلا هذه المرة ذهبا سوية الى مدينة
بيرية لكن في الليل وصلا اليها وفي الحال ذهبا مباشرة الى مجمع اليهود واخذا
يبشران بكلمة الرب يسوع وكيف حصلا الخلاص على يده فآمن عدد لا باس به من اهالي
بيرية الذين سمعوا كلمة البشارة افضل من اهالي تسالونيقي بعد ان فتشوا الكتب
وليثبتوا وليبينوا هل هو المشيح حقا وهل هذه الامور التي حصلت من ولادة المسيح
ومعجزاته بين اليهود والامه وصلبه وقيامته من بين الاموات في اليوم الثالث ومن
الذين امنوا عدد ايضا من النساء اليونانيات هنا نلاحظ الفرق بين اهالي
تسالونيقي واهالي بيرية الذين امنوا وبولس الرسول كان دائما يبدا تبشيره في
مجامع اليهود قبل الذهاب الى الامم وفي اي مدينة كان يدخل ومدينة بيرية كانت
تبعد عن مدينة تسالونيقي 80 كيلو متر وتسمى حاليا فيريا التابعة الى مقدونية
لكن اليهود في مدينة تسالونيقي لما سمعو بان اهالي بيرية امنوا ببشارة بولس
جاءوا فورا الى بيرية وحرضوا اليهود هناك وعملوا اضطراب فيها وثاروا الشغب في
المدينة اذا بولس لما عرف انه حدث شغب ايضا في بيرية كما حدث قبلا في
تسالونيقي سافر الى مدينة اثينة تاركا في بيرية سيلا وطيموثاوس رفاقه الذين لم
يتركه وحده ابدا اوصله الى ساحل البحر ومن هناك سافر الى اثينة لكن المبشران
اللذان ذكرتهما سوف يلحقا بولس في اثينة قبل رحيلهم الى مدينة تسالونيقي مرة
ثانية ومن الذين كانوا يساعدون بولس في رحلته يذكر لوقا التلميذ صوبطرس بن برس
البيري ( رسل 20 : 4 ) واذا تاملنا في ( رسل 17 : 10-15 ) كم من العذابات
والاضطهادات التي تحملها بولس ورفاقه من اجل اسم المسيح من جلد وضرب وشتم وجوع
وعدم الندم كل هذا من اجل بشارة المسيح واسمه هذا درس لنا نتعلمه من بولس
الرسول ان نقتدي بيسوع وبرسله وقديسيه والا لا يمكننا الى الى الهدف وهو
الملكوت السماوي الرسول بولس وسيلا من رحلته الثانية بعدما كانا في السجن في
مدينة فيلبي بسبب الجارية العرافة واعتماد السجان هو واهل بيته على يد الرسول
بولس وايمانه الكامل بالرب يسوع واعترافه بانه هو المخلص الوحيد للبشرية او
بمعنى اخر الفرح والسعادة والخلاص حل في بيت السجان فبعد كل هذه الاحداث التي
جرت كما هو مكتوب في سفر اعمال الرسل الاصحاح 16 وبعد قضى ليلة في السجن
القضاة الذين القوا الرسولين في السجن ارسلوا اشخاص نيابة عنهم ليطلقوا بولس
وسيلا من السجن ويخرجوا منه بسلام وامان ويذهبا . بولس الرسول لما سمعا هذا
الكلام رفض واحتج على هؤلاء الاشخاص المرسلين بسبب انهم لم يفعلوا اي شيء لكي
يلقيا في السجن وانهم جلدوهم وضربوهم امام الجموع وفي ساحة مدينة فيلبي وكل
هذا والشيء المهم انهم مواطنون رومانيون وعليه اراد بولس ان ياتيا القضاة
بانفسهم الى السجن ويعتذرا لهم فلما سمعوا القضاة بان بولس وسيلا مواطنون
رومانيون خافوا جدا لا من الرسولين بل كان القانون الروماني يحرم جلد المواطن
الروماني بدون محاكمة ففي الحال جاؤوا الى السجن فورا اعتذروا واتفقوا على ان
تحل المشكلة بينهم ويغلق الموضوع ولا يصل الى السلطات العليا فخرجا من السجن
وذهبا الى المراة التي امنت بالرب يسوع واسمها ليديا بائعة الارجوان من مدينة
تياطيرة وهناك كان الاخوة المؤمنين عندها وبعد واحتمال كبير قضى بولس وسيلا
بعد الوقت او عدة ايام عندها في البيت فانصرفا ورحلا الى مدنية بامفيوليس والى
ابولونية ومن ثم ذهبا الى تسالونيقي كما ورد في سفر اعمال الرسل الاصحاح 17
ومن رحلته الثانية في هذه المدينة بولس الرسول ورفقه سيلا وحسب ما يذكر اعمال
الرسل انه كرز فيها ثلاثة سبوت بمعنى انه بقى ثلاثة اسابيع او اكثر ويشرح في
المجامع التابع لليهود وهذه المجامع كانت للتعليم واقامة الصلوات وكان يوجد
عدد كبير من المجامع لان القانون كان يسمح انشاء مجمع يتالف من كل عشرة رجال
من اليهود وكانت خدمة المجمع والبرامج هو قراءة قسما من الكتب الخمسة للشريعة
الاولى وايضا كان يقراون قسما اخر من النبؤات للشريعة وعليه كان بولس يجد عادة
بابا مفتوحا له في كل المجامع الموجودة ويشرح ما كتبة في الكتب المقدسة من ان
المسيح يجب ان يتالم ويتعذب ويجلد ويضرب ويصلب ويموت وفي اليوم الثالث يقوم من
بين الاموات ويصعد الى السماء من حيث جاء نعم كان الرسول بولس في مدينة
تسالونيقي يبشر بالمسيح المقام من بين الاموات يبشر من انه جاء لخلاص لليهود
والى العالم الوثني عن طريق المسيح فقط واكيد موكد انه من خلال الثلاث السبوت
التي بشر بها بولس كان هناك مناقشات ومجادلات وسؤال وجواب حول الكتب المقدسة
والمسيح الفادي لكن في الاخر آمن عدد من اليهود المتعبدون الذين يخافون الله
وعدد لا باس به من اليونانيين ومن بينهم ارسطوخس و سقندس ( رسل 20 : 4 ) بهذه
البشارة التي بشر بها الرسولين وكذلك عدد من النساء والذي شدد عليهم كاتب
اعمال الرسول القديس لوقا من ان النساء كان لهم دور كبير في نجاح الديانات
الشرقية في ذلك الوقت والزمان وانه لا فرق بين الرجل والمراة يجب ان يكون
للمراة دور في الكنيسة والعمل سوية مع الرجل في هذه المدينة بعض اليهود الذين
لم يؤمنوا حسدوا كثيرا على الرسولين وعملوا اضطراب في المدينة وهيجوا الشعب
وجاءوا الى بيت ياسون الذي تفسير اسمه يشوع ويسائلون عن بولس وسيلا اللذان
كانا يجتمعان عنده واحتمال كان بيته مكان اجتماع المؤمنين فهؤلاء اليهود كان
ادعائهم ان الرسولين ينادون بملك اخر اسمه يسوع بمعنى فهموا الحكام انه يوجد
ملك اخر غير الملك قصير وعليه كان المؤمنون يتحاشون اسم ملك بل فضلوا مناداة
يسوع بالرب يسوع او المسيح فلما سمعوا الجمع والقضاة ما ينادون به الرسولين
اتفقوا على ان لا يبشرون بهذا الاسم مرة ثانية فاخذوا كفالة من ياسون ومن كان
معه واطلقوا سراحهم في الحال وحتى لا يثير غضب الشعب مرة ثانية وكانت الكفالة
في السابق ليس مثل ما موجود الان في وقتنا الحاضر نقود بل كان من ياسون
الالتزام بوقف الاضطراب والا خسر حياته ايضا ان لم يفي بوعده بهذا الاتفاق
بعدها غادر الرسولين مدينة تسالونقي متوجهين الى مدينة بيرية فهذا حال الرسول
بولس في اي مكان كان يذهب ليبشر بالرب يسوع كان يرفض ولا يريدون سماع اي شيء
عن يسوع وكما هو الحال نحن فقط بالاسم مسيحيين ولكن في الاصل نحن بعدين كل
البعد عن المسيح وبشارته وكنيسته من اجل مصالحنا الشخصية فنتمنى ان نراجع ما
يوجد في داخلنا ونرجع الى الله الاب والرب يسوع والمجد لله امين
أعداد
الشماس سمير كاكوز