اخنوخ هو اسم عبري معناه المكرس هو ابن يارد وابو متوشالح ( وعاش يارد مئة
واثنتين وستين سنة وولد أخنوخ وعاش أخنوخ خمسا وستين سنة وولد متوشالح ) ( تك
5 : 18 و 21 ) وهو السابع من آدم ( وأنبأ عنهم أخنوخ سابع الآباء من آدم حين
قال انظروا جاء الرب مع ألوف قديسيه ) يهو عدد 14 ) ومن نسل شيث ابن أدم
ويخبرنا الكتاب المقدس أن أخنوخ سار مع الله اي أنه عاش في طاعة الله وشركة
معه وعاش ثلاثمائة وخمساً وستين سنة ( وسلك أخنوخ مع الله بعدما ولد متوشالح
ثلاث مئة سنة ولد فيها بنين وبنات فكانت كل أيام أخنوخ ثلاث مئة وخمسا وستين
سنة وسلك أخنوخ مع الله ثم توارى لأن الله أخذه إليه ) ( تك 5 : 22-24 )
الكتاب المقدس يخبرنا انه لم يوجد بعد لان الله أخذه واخنوخ يمتاز عن سائر
الآباء بعدة مزايا اولها حياته كانت قصيرة وعدد السنوات التي عاشها كانت بعدد
أيام السنة الشمسية واخنوخ كما قلنا سار مع الله على مثال نوح وفي زمانه كان
رجلا صالحا لا عيب فيه وسلك نوح مع الله ( تك 6 : 9 ) وفجاة يختفي بشكل سري
لأن الله اختظفه كما اختظف النبي ايليا ( وفيما كانا سائرين وهما يتحدثان إذا
مركبة نارية وخيل نارية فصلت بينهما وارتفع إيليا في العاصفة نحو السماء ) ( 2
مل 2 : 11 ) واخنوخ في رسالة العبرانيين فسر كاتبها ان القول الله نقله لكي لا
يرى الموت ( بالإيمان رفع الله أخنوخ إليه من غير أن يرى الموت فما وجده أحد
لأن الله رفعه إليه والكتاب شهد له قبل رفعه بأنه أرضى الله ) ( عب 11 : 5 )
رسالة يهوذا ذكرت أن اخنوخ تنبأ عن القضاء الذي يحل بالأشرار ( ليحاسب جميع
البشر ويدين الأشرار جميعا على كل شر فعلوه وكل كلمة سوء قالها عليه هؤلاء
الخاطئون الفجار ) ( يهو عدد 15 ) ويقابل اسم حنوك اخنوخ من نسل قايين الذي
بنيت على اسمه أول مدينة على الأرض وهذه غرقت في الطوفان كأن الله بأخذه أخنوخ
يشير أن من هم له ليس لهم مدينة باقية علي الأرض بل هم لهم السمة السماوية
وأخنوخ السابع من آدم يقابل أيضًا لامك السابع من آدم من نسل قايين ولامك هذا
تزوج بامرأتين هما الظلمة وظل الليل واتسم بالعنف وأيضًا لامك من نسل شيث أنجب
نوح علامة النياح الروحي والراحة في الرب هناك تأمل بأن باقي نسل شيث من
القديسين يمثلون الكنيسة حاليًا التي يموت أفرادها على رجاء القيامة. أما
أخنوخ فهو يشير لأعضاء الكنيسة التي لا تعاين الموت عند مجيء ربنا يسوع بل
ترتفع معه علي السحاب وما ورد عن أخنوخ يؤكد أن سر سعادة الإنسان ليس بطول
بقائه علي الأرض وإنما انتقاله إلى حضرة الرب ليعيش معه وجهًا لوجه قارن بين
حنوك قايين الذي أقام مدينة وبين أخنوخ الذي لا يملك شيئًا علي الأرض بل هو في
السماء أما مدينة حنوك فقد غرقت وهلك هو وأخنوخ يمثل استرداد الإنسان لحالته
الفردوسية الأولى بانطلاقه من الأرض التي فسدت إلي مقدس الله وأخنوخ يمثل
القلب الذي يتحد مع الله ويصير موضع سروره فلا يمكن للموت الروحي أن يجد له
موضعًا فيه سار مع الله أنه وضع الله أمامه منفذًا كل وصاياه وشرائعه شاعرًا
أن عين الله عليه فيخاف أن يصنع الشر ويبحث عن مجد الله يسير مع الله في
أفراحه وأحزانه ولأنه سار مع الله ولم يشبه العالم في حياته لم يشبه الآخرين
في مماتهم قصة أخنوخ تجذب النفوس للتوبة أمين
أعداد الشماس سمير كاكوز