عروس تنزف دماً . .
بنيران الحقد والخذلان . .
حرقوا قلبها النابض . .
قبل فستنانها الأبيض . .
أغتصوبك الأشرار في عز النهار . .
مزقوا جسدها الطاهر . .
بغاز ونيران ورصاص الأعداء . .
صاعدت ألسنة دخان حقدهم وبغضهم . .
حمراء وصفراء وسوداء وبيضاء . .
وبكل الوان . .
وأرتفعت صرخات الألام والأهات . .
بحزن وبكاء ونحيب . .
النساء والأطفال والرجال . .
إلى عنان السماوات . .
حرقت وشوهدت الأجساد . .
أمتزجت الدماء الزكية . .
والدموع النقية . .
مع مياة الأطفاء . .
وسوائل الغازات المميتة . .
ولم تصمد البنيان العالية . .
من قوة عصف ودوي الأنفجار . .
تزلزت وهوت على أرض الأجداد . .
وقلبت موازين كل الحياة . .
عروسة البحر . .
تبقى شامخة . .
بقمم جبالها . .
وعلوا أرتفاع أشجارها . .
التي تعانق الغيوم والسماء . .
وعمق ماضي جذور تاريخها . .
روتها مياة النهر والبحر . .
وهيبة أغصان الأرزة الخضراء . .
عاشت طيور الفضاء بين ظلالها . .
وغردت أجمل الألحان والأنغام . .
وتحت ظل أوراقها . .
تعانقت الأحضان . .
فما أعظم شموخكِ . .
يا أرض لبنان . .
عروسة البحر . .
منذ زمان وقبل الميلاد . .
شيدوا هيكل رب السماء . .
في أورشليم السلام . .
من أخشاب أرضكِ الطيبة . .
الآرز والسرو والصندل . .
واطلوه بذهب نقي وصافي . .
وطعموه بالأحجار الكريمة . .
فما أعظم سخاكِ . .
عروسة البحر
بيروت قبلة لبنان والبلدان . .
أنتِ منتدى وملتقى . .
الأديان والحضارات والتراث والفنون . .
من أرضكِ العطاء . .
صنعوا سفنكِ . .
وأرتفعت سواريها العُلا . .
ومجاذيف مراكبكِ . .
شقت أمواج البحار والأنهار . .
عروسة البحر
اليوم . .
هل غرقت بماء البحر ؟ ؟
أم غرقت بدماء أبنائكِ الجرحى والشهداء ؟ ؟
هل تستحق دينونة العملاء والجبناء ؟ ؟
غزاها الدخلاء والغرباء . .
من كل صوب ومكان . .
وساروا القتالة في جنارة الشهداء . .
بوجوه سوداء وصفراء . .
حاملين عارهم وذلهم . .
وخسة ونذلة صانعي القرار . .
عروسة البحر
لم تموت . . لم تموت . .
بوجود أهلها وشعبها الأخيار الشرفاء . .
بيروت و لبنان . .
لم ولن تموتا . .
هي باقية في الأذهان . .
صامدة أمام كل عدوان . .
علم لبنان يرفرف في كل مكان . .
بين حمامات الحُب والوئام والسلام . .
المجد والخلود لشهدائها الأبرار . .
تحية وتعيش بيروت . .
بكل فخر مع خواتها . .
بغداد ودمشق ومصر وعمان . .
وكل عواصم البلدان . .
شامل يعقوب المختار