بلاد ما بين النهرين – الحلقة الخامسة

أن وطننا العراق المعروف بأسم بلاد ما بين النهرين وباللغات الأغريقية واللغات الأوروبية (ميسوبوتاميا Mesopotamia ) وأسم النهرين العظيمين (1) (دجلة Tigris) أي النمر لسرعة جريانه و (الفرات Euphrates) ذي الماء العذب اللذين ورد ذكرهما في الكلام على جنة عدن التوارتية. كما أنها تسمى أيضاً بلاد (وادي الرافدين).
أن أنسان وادي الرافدين (2) صانع الحضارة بفضل ثورة عظمى قوامها الزراعة فالاتصاق بالارض والاستطان، فكان الاستقرار ركيزة العمران ونشأ المجتمع، وعرف العمران البشري أزدهاره بفضل التصنيع والتجارة. وحصلت طفرة حضارية بأختراع الكتابة والقانون والجسر والعجلة وتطور الفنون والعلوم. وقامت في سائر أرجاء البلاد قرى وارياف، ثم مدن ودويلات حتى نشأت أخيراً ممالك وامبراطوريات ذات شأن عظيم. وتعاقبت اقوام شتى صنعت من المنطقة مهد حضارات، كانت هي الباعث على نشوء حضارات مصر وبلاد الشام وبلاد اليونان وغيرها فتكونت مدنية عالمية نغترف منها جميعاً بفضل أرث بشري زاخر.
في هذه الأجواء عرفت المسيحية أنتشارها في بلاد ما بين النهرين في أواسط القرن الأول، كما لا يجوز عزل مسيحية هذه البلاد (3) عن الأرض واللغة والتراث والشعب والاديان الاخرى التي كانت في هذه البلاد. وفي عهد الفرثيين على وجه التحديد الذين حكموا البلاد من سنة 153 ق.م الى سنة 227م. عرفت أنتشاراً كبيراً في عهد الساسانيين 227 – 636م. صحيح بأن هؤلاء جميعاً اقوام غير مشرقية ولكنهم اتخذوا عاصمة ملكهم في قلب وادي الرافدين أي في مجمع المدن الذي عرف بالمدائن (طيسفون و ساليق) ولاتزال أثارهم شاخصة الى الأن في (طاق كسرى) في سلمان باك.

المصادر: (1) حبي كنيسة. (2) (3) المصدر السابق ص13.

الموسوعة الكلدانية الكتاب – تاريخ الكلدان صفحة 18.

الناشر/ شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …