كيف يمكن للانسان ان يولد ثانيـــــــــــــــــــــــــة …؟؟؟

كل واحد منا وُلد ولادة جسدية مرة واحدة ليحيا حياة جسدية هنا على هذه الأرض،
ابتدءأً بأدم الذي وضعه الله بجنة عدن وكان اول خليقة عاقله مميزه ، اختار بارادته الحره ان يكسر وصية الله فاخطأ بحق الله وانفصل عنه ، فطرد من الجنة ’وعاش حياة ارضية ملئ بالاشوال والالام ، ورثنا منه تلك الخطية ، واكتسبنا الطبيعه الفاسدة فاصبحنا فاسدين خاطئين ، وكوننا خاطئين نكون مستحقي الموت ، كما يقول الرسول بولس برسالته الى اهل رومية 6 : 23 ” لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. “. ….
من هذا نفهم بان الانسان ميت بالخطيئة ، ولكن الله لم يخلق الانسان لكي يموت ، بل ليحيا ابديا بالهبه التي قدمها الله للبشربابنه الوحيد يسوع المسيح الذي مات عنا على الصليب ……..

يحدثنا الكتاب المقدس ، في يوحنا 3 : 1 -21 عن شيخ وقورمن الفريسيين اسمه نيقوديموس واسمه في الأصل العبري נַקְדִימון (نقيديمون) ويعني المنتصر وسط شعبه ، وكان عضو فى السنهدريم (المجمع المقدس الذي يحكم اليهود). فهو المجلس الذي أصدر حكم الموت على يسوع وسلَّمه للوالي الروماني بيلاطس ليصلبه، كما واتخذ المجلس موقفًا معاديًا من الكنيسة الأولى حيث اضطهد المسيحيين الأوائل بقوة وساهم في تعذيبهم وقتله ،
و الفريسيون هم من يتبعون مذهبًا دينياً متشدداً في الحفاظ على شريعة موسى وطقوسها والسنن الشفهية التي استنبطوها من الشريعة “.. وقال فيهم المسيح . “فإني أقول لكم إنكم إن لم يزد برّكم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات” (متى 20:5)
لم يكن نيقوديموس يعلن اعجابه ومتابعته للسيد المسيح ، بسبب مركزه الديني ومكانته الاجتماعية، لكي لايعرض نفسه للخطر ، فكانت زيارته للسيد المسيح تتم ليلا تحت جنح الظلام تجنبا لاي احراج ومسائله ،..
جاء نيقوديموس إلى يسوع ليلاً وقال له يامعلم نعلم أنك قد أتيت من الله معلماً لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه. أجاب يسوع وقال له الحق الحق أقول لك إن كان أحد لايولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله.”
قال نيقوديموس كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ، ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد. أجاب يسوع الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله.”.
المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح. لاتتعجب أني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق. الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب، هكذا كل من ولد من فوق “.. (يوحنا 3: 3-7 ) …

أجاب نيقوديموس وقال له كيف يمكن أن يكون هذا. أجاب يسوع وقال له أنت معلم إسرائيل ولست تعلم هذا. الحق الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا. إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات. وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء.”.. وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الأبدية.”…
نلاحظ من الحوار بين الطرفين بان نيقوديموس كان له إحتياج حقيقى إلى تغيير فى قلبه وتجديد روحى شامل. ، ولكن نيقوديموس اصابه خيبة الامل والحزن عندما سمع من يسوع عن موضوع الولادة من فوق كشرطٍ رئيسي لرؤية ملكوت الله. لأنَّه كان يرى ذلك صعوبة واستحاله، وعدم مَعْقوليَّتِهِ الشرط المطلوب تحقيقة ..
لانه لم يفهم ما يقصده الرب ؟ لذلك وبخه الرب وقال له ” أنت معلم إسرائيل، ولست تعلم هذا…” كان يسوع يَعْلَمُ مُسْبَقاً بأنَّ لا نيقوديموس ولا اي شخص آخر يستطيع أن يخلص نفسه بجهوده الذاتية، لهذا السبب فإنَّ يسوع كان يحاول أن يُوَضِّح لنيقوديموس بأنَّه قد نزل من السماء ، لكي يعمل من أجله شيئاً مُعَيَّناً لِيُولَدَ من فوق فيكون قادراً أن يرى ويدخل ملكوت الله وينال الحياة الأبديَّة. أعلن يسوع عن نفسه بأنَّه هو الوحيد الذي نزل من السماء والوحيد الذي صعد إلى السماء. وهو الوحيد وليس غيره قادر أن يخلِّصنا من خطايانا ويأخذنا معه إلى السماء. ، كما كان يخلص كل من كان ينظر على الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية ، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية .فالحياة الابدية لا ينالها احد الا بالرب يسوع المسيح لانه فادينا ومخلصنا ..
ولكي يتم هذا الخلاص أشرطه السيد المسيح ان نولد من فوق ، بالماء والروح ..

                   الولادة من فوق.    

ماهي الولادة من فوق التي لم يفهم معناها نيقوديموس ، يجب ان نعلم بان نيقوديموس كان يؤمن عقليا وفكريا بان المسيح من الله ، ولكن هذا الايمان لم يكن إيمانًا خلاصيًا.لذا قال له الرب يجب ان تؤلد من فوق ؟؟ لان معرفة حقائق تاريخية عن شخص الرّب يسوع بانه هو الله المتجسد، وانه صلب ومات وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء، وسيعود مرة ثانية ليدين الاحياء والاموات ، وتنفيذ اعمال التدين بممارسة طقوس الشريعة والتقاليد كل هذه لا تغير الإنسان ، ولا تنقّيه من الشر والإثم والخطيّة. ولاتؤدي لنيل الخلاص…
نيقوديموس كما نحن اليوم بحاجة إلى استنارة روحية، حواره مع الرّب يسوع كان للمزيد من المعرفة العقلية، لم يكن مدركًا لحاجته الروحية الحقيقية.فغيرالرّب يسوع الحوار وركز على حاجة الإنسان الحقيقية للولادة الثّانية أو الولادة من فوق. حيث أجاب على سؤال نيقوديموس قائلًا: “ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ” (يوحنا 3:3)… فالولادة من فوق هي شرط أساسي ورئيسي لرؤية ملكوت الله، فهي ولادة سماوية تاتي من عند الله..
تبدأ بتغير الإنسان في جوهره الداخلي. وتهزم الشر الكامن فيه، يحدث هذا عندما يلمسة روح القدوس، ليرفعنا من مستنقع الخطيّة والرذيلة ، ويحررنا من الشيطان. ونعيش بقية حياتنا مع الله، فالولادة من فوق تعني ولادة انسان جديد ” ولادة ثانيـــــة ” . بحياة روحية جديدة مصدرها الله.. هي عطية مجانية من السماء، في لحظة التجديد، يتم خلاص الإنسان من الخطيّة وعقابها، …

تتم الولادة من فوق؟ من سؤال نيقوديموس: “كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟” ، أجاب الرّب يسوع على سؤال نيقوديموس بقوله أولًا: “ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ” (يوحنا 5:3). نلاحظ هنا أن الرّب يسوع أجاب على سؤال نيقوديموس عن كيفية الولادة الجديدة بقوله أن هذه الولادة تتم “مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ”. أي لا بد من توفر عنصرين لحدوث هذه الولادة ” هما “الْمَاءِ وَالرُّوحِ”. ..
اختلفت الاراء في تفسير معنى الماء هنا وما المقصود بها؟؟ بعض الكنائس اعتبروا ان المقصود بالماء هو المعمودية ؟؟ .. وذهبوا اخرون الى القول ان الاية تنص ” ان كان احد لايولد من الماء والروح ” ولم تاتي ” بالماء والروح ” لو كان النص ” بالمــــاء ” عنئذ يمكن ان يفسر بان المقصود هي المعمودية ، ولكنه لم يقل بالماء بل قال ” من المــــــاء ” بمعنى يؤلد من ماء يعني من فوق ، وليس بالماء ، والماء هنا كلمة الرب ، وهناك الكثيرمن الايات الكتابية تؤكد ذلك نذكر منها عل سبيل المثال وليس الخصر ..
نقرأ في رسالة يعقوب 18:1 “شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ”. أي أن الله ولد المؤمنين ثانية، أي جعلهم يختبرون ويولدون من فوق بواسطة “كَلِمَةِ الْحَقِّ”، وكلمة الحق هي كلمة الله الحية الباقية إلى الأبد. كذلك نقرأ في رسالة بطرس الأولى 23:1-25 “مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّ كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ، وَأَمَّا كَلِمَةُ الرّب فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا”.
. وهكذا فإن الذي يولد من جديد ثانية بعد ان ولد بالجسد ، يلد هنا بواسطة كلمة الله يبقى إلى الأبد، مثل بقاء كلمة الله إلى الأبد. أما المولود من الجسد، فمصيره الموت لأنه مولود من زرع يفنى ويموت ، وفي رسالة بطرس الأولى لدينا تفسيرٌ واضحٌ وجليٌّ لكيفية هذه الولادة بواسطة كلمة الله الحية والباقية إلى الأبد، وهكذا فالماء الذي ذكره الرّب في يوحنا 3:3 هو كلمة الله الحية الباقية إلى الأبد. يستخدم الروح القدس كلمة الله من أجل تنقيتنا وتنظيفنا من الداخل، وهكذا فالماء يشير إلى كلمة الله وعملها في خلقنا من جديد وتنقيتنا من كل قيود الشر والخطيّة. قال الرّب يسوع له المجد في يوحنا 3:15 “أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ”. فكلام الرّب يسوع هو كلام الله الذي يجعلنا أنقياء.” كما لو كان بالماء “.. ..
يكرر بولس الرسول برسالته الى أفسس 25:5ـ27 “أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ”، أن الرّب يسوع يغسلنا ويقدسنا ويطهرنا بكلمته الحية، لكي نحضر أمامه ككنيسة مجيدة وبدون دنس أو شرور أو عيوب. ..
في العهد القديم شبّه نبي الله إشعياء كلمة الله وعملها في النفس البشرية بماء المطر والثلج وعمله في نمو الزرع وإعطاء حياة للأرض، فنقرأ في إشعياء 10:55ـ11 قوله: “لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ”. إن كلمة الله حية وهي تعمل بقوة الروح القدس في مخاطبة الإنسان وتغييره من الداخل لكي يستطيع أن يختبر الولادة من فوق.. فبدون ماء لا توجد حياة جسدية، وبدون كلمة الله لا توجد حياة روحية. في الولادة الجديدة، يعمل الروح القدس بواسطة كلمة الله في قلب وضمير الإنسان، ويفتح بصيرة الإنسان ويستنيره ليدرك حقيقة الظلمة التي يعيش بها…
كما نقرأ في يوحنا 4 : 10 – 14
أجاب يسوع وقال لها ( للمراة السامرية ) : لو كنت تعلمين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا
11 قالت له المرأة: يا سيد، لا دلو لك والبئر عميقة. فمن أين لك الماء الحي
13 أجاب يسوع وقال لها : كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا
14 ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدي “..
من هذا نجد بان المقصود بالماء هو كلمة الرب فينا ،.. واما الروح فهو العامل الثّاني الذي ذكره المسيح لإتمام الولادة من فوق هو الروح القدس، وبدون الروح القدس لا توجد حياة مسيحية ، الحياة الروحية تتغذى على كلمة الله. فالولادة من فوق هي عملية خلق وولادة جديدة للإنسان، وكون عملية الخلق تحتاج إلى خالق، والخالق هو الروح القدس. نقرأ في أيوب 4:33 “رُوحُ اللهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي”، فالروح القدس هو صانع وخالق الإنسان الجديد. ونجد نفس المعنى في مزمور 30:104 “تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ. وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ”. أي أن الروح القدس يخلق كل ما هو حي، و الإنسان الخاطئ، الّذي هو في حقيقته ميت في الذنوب والخطايا، يعيد الروح القدس خلقه أي يعطيه حياةً جديدةً، وذلك لأن الروح القدس هو الله …( أعمال الرسل 3:5ـ4)…
في يوحنا 8:16-11: ” أن تجاوب عمل كلمته وروحه في داخلنا، تجعلنا نتوب عن خطايانا، ، لاننا نقع تحت تأثير عمل الروح القدس، الذي يبكتنا على شرورنا وخطايانا، فنرجع إليه بالتوبة والإيمان وقبول الرّب يسوع في حياتنا باعتباره مخلصنا الوحيد. ، لان بدون الروح القدس لا يستطيع أي إنسان أن يعترف بالرّب يسوع المسيح. نقرأ في كورنثوس الأولى 3:12 “وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: “يَسُوعُ رَبٌّ” إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ”. بدون الروح القدس لا يقدر أحد أن يعترف ويقبل ويؤمن بالرّب يسوع المسيح.” وبدون الروح القدس لا توجد كنيسة، ولا توجد ثمار روحية، ولا توجد مواهب روحية. الإمتلاء بالروح القدس،. نقرا في رسالة كورنثوس الأولى 11:6 وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِناَ “.. الروح القدس يغسلنا من خطايانا، ويقدسنا، ويخلصنا ويفرزنا للمسيح. ينقلنا من حالة الخاطئ المذنب، إلى حالة المؤمن البار من الخطيّة والدينونة ..
الخلاصة ان نتيجة الولادة من فوق؟ هي ان يعيش الانسان واثقًا ومطمئنًا بأن له الحياة الأبديّة. ، لانه أ صبح إنسانًا روحيًا، كما قال الرّب يسوع في يوحنا 6:3 “اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ”. فالمولود من فوق لا يعيش فيما بعد لجسده، بل يعيش حياة روحية مقدسة لله. فتتغير عواطفه وأفكاره الداخلية وشهواته ورغباته. كذلك تتغير نظرته إلى الأشياء من حوله. فما كان مصدر فرح وسرور له في الماضي، يصبح مصدر إزعاج وضيق روحي.،.. يستمد كل هذا من أبيه السماوي طبيعته الجديدة، والقدرة على الحياة الروحية منتصرة على الشر والخطيّة. نقرأ في رسالة كورنثوس الثّانية 17:5 “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا”. …
“. الأعمال الصالحة لاتكفي للخلاص ، لان الخلاص هو عطية مجانية من الله ، رسالة بولس إلى أفسس 8:2-9: “لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ”. وسبب ذلك هو أن الإنسان لا يستطيع أبدًا أن يدفع أو يعطي ثمن خلاصه وليس هناك احد يضمن لنا خلاصنا ، الا المسيح وحده الذي دفع ثمن خلاص العالم بدمه الذي سفكه على الصّليب. رسالة غلاطية 16:2: “إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النّاموس، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النّاموس. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النّاموس لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا”.
لنضع ثقتنا وإيماننا بالرّب يسوع وبما عمله من أجلنا على الصّليب. ونقبل المسيح مخلصًا وربًا لحياتنا، فتتغير دوافعنا ورؤيتنا للعالم . فيقودنا الخلاص إلى ممارسة الأعمال الصالحة (أفسس 10:2). الأعمال الصالحة هي ثمار الإيمان ودليل حصولنا على الخلاص (يعقوب 17:2ـ18).. نفهم بان الأعمال الصالحة هي نتيجة الخلاص وليست سببًا لحدوث الخلاص. لانها تتفق مع مشيئة الله العامل معنا وفينا، تمامًا كما في رسالة فيلبي: “وَاثِقًا بِهَذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلًا صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”. (فيلبي 6:1) وأيضًا: “لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ”. (فيلبي 13:2).
أن موضوع الخلاص هو أهم موضوع في الحياة المسيحية، لأنه بدون الخلاص لا توجد كنيسة مسيحية، ولا يوجد رجاء حي، ولا ننال الحياة الأبديّة. فالولادة من فوق هي ولادة جديدة ولادة ثانية ، هكذا يمكننا ان نولد من جديد ثانيـــــــــــة لناتي الى المسيح بالتوبه والاستقامه والايمان ، ” ….. ليغسل كلمة الله قلب الإنسان بتجديد الرّوح القدس (أفسس 5: 26، تيطس 3: 5 ) لاننا “لا يَقدِر أنْ نأخُذَ شَيئاً إنْ لم يَكنْ قَد أُعطِيَ مِنَ السَّماء”، “الَّذي يَأتي مِن فَوق هوَ فَوقَ الجَميع”. اذا “من فوق” تعني: “من عِند الله”،…
لنصرخ بإخلاص إلى الله: ارْحَمني أنا الخاطي، وجدّد روحي يا الله. لم يردّ الرّبّ أبداً الصّارخين إليه، الّذين يطلبون رحمته، فهو لا يشاء أن يَهلِك أناس بل أن يُقبِل الجميع إلى التّوبة وإلى معرفة الحقّ (1 تيموثاوس 2: 4؛ 2 بطرس 3: 9). …
عيد ميلاد سعيد وكل عام وانتم
وشعبا بالعراق والشتات بالف خير ….
بقلم : المحامي يعكوب ابونا

عن يعكوب ابونا

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …