كل اهانة توجه الى انسان تستحق العقاب ( قال الرب يسوع أما أنا فأقول لكم من غضب على أخيه استوجب حكم القضاء ومن قال لأخيه يا أحمق استوجب حكم المجلس ومن قال له يا جاهل استوجب نار جهنم انجيل متى 5 / 22 ) فما أشد عقاب التجديف الموجه الى الله نفسه فالتجديف نقيض السجود والتسبيح الواجبين على الانسان نحو الله وأكبر مظهر للشر بين البشر
ان وجود مجدف واحد في شعب الله يكفي ان ينجس الجماعة باسرها وكما تقول الشريعة في ( سفر اللاويين 24 / 16 من جدف على آسم الرب فليقتل قتلا ترجمه كل الجماعة رجما نزيلا كان أو آبن البلد إذا جدف على الاسم يقتل ) ( سفر الخروج 20 / 7 لا تلفظ آسم الرب إلهك باطلا لأن الرب لا يبرئ الذي يلفظ آسمه باطلا ) ( سفر الخروج 22 / 27 لا تجدف على الله ورئيس شعبك لا تلعن ) ( سفر الملوك الاول 21 / 13 ثم جاء رجلان سافلان وجلسا قبالته وشهدا عليه أمام الشعب أنه جدف على الله وعلى الملك فأخذوه إلى خارج المدينة ورجموه بالحجارة فمات )
يرد التجديف في الغالب على شفاه الامم الوثنيين الذين يسخرون من الله الحيّ عندما يهاجمون شعبه أمثال سنحاريب في سفر الملوك الثاني 19 / 4 – 6 لعل الرب إلهك يسمع كل كلام رئيس السقاة الذي أرسله ملك أشور سيده ليشتم الإله الحي، ولعل الرب إلهك يعاقب الكلام الذي سمعه فأرفع صلاة من أجل البقية التي بقيت فلما وصل خدام الملك حزقيا إلى أشعيا قال لهـم أشعيا هكذا تقولون لسيدكم هكذا يقول الرب لا تخف بسبب الكلام الذي سمعته مما جدف به علي عبيد ملك أشور ) ( سفر طوبيا 1 / 18 وإذا قتل سنحاريب أحدا عند عودته هاربا من اليهودية في أيام العقاب الذي أنزله به ملك السماء بسبب التجاديف التي فاه بها كنت أدفنه لقد قتل في غضبه كثيرا من بني إسرائيل فكنت أسرق جثثهم وأدفنها وكان سنحاريب يبحث عنها فلا يجدها ) وأمثال أنطيوكس أبيفانس في سفر المكابيين الثاني 8 / 4 ويذكر إهلاك الأطفال الأبرياء ظلما والتجاديف على آسمه ويظهر بغضه للشر ( سفر المكابيين الثاني 9 / 28 هكذا فإن هذا السفاح المجدف الذي عانى آلاما مبرحة شبيهة بالتي أنزلها بالآخرين قضى نحبه ومات أشقى ميتة على الجبال في أرض الغربة ) ( سفر دانيال 11 / 36 ويصنع الملك كما يشاء ويترفع ويتعاظم على كل إله ويتكلم بالغرائب على إله الآلهة وينجح إلى أن يتم الغضب لأن ما قضي يتم ) ( اللذين منهما تأخذ على الأرجح صورة نبوكد نصر الواردة في كتاب يهوديت 9 / 7 – 9 ها إن الاشوريين قد تباهوا بجيشهم وآفتخروا بأفراسهم وفرسانهم وتبهروا بذراع مشاتهم وتوكلوا على الترس والرمح والقوس والمقلاع ولم يعلموا أنك أنت الرب المحطم الحروب الرب هو آسمك أنت إسحق عنفهم بقدرتك وحطم قوتهم بغضبك لأنهم أرادوا أن يدنسوا مكانك المقدس وينجسوا خيمة راحة آسمك المجيد ويهدموا بالحديد قرن مذبحك أنظر إلى كبريائهم وأنزل غضبك على رؤوسهم وآمنح يدي أنا الأرملة القوة التي أرتقبها ) ( وعلى المنوال ذاته نشاهد الأدوميين الذين يُصفِّقون بشماتة لخراب أورشليم سفر حزقيال 35 / 12 – 13 فتعلم أني أنا الرب قد سمعت جميع تعييراتك التي تكلمت بها على جبال إسرائيل قائلا إنها قد أقفرت وجعلت لنا مأكلا فتعظمتم علي بأفواهكم وأكثرتم علي أقوالكم وأنا سمعت ) ( والوثنيين الذين يسبُّون الذي مسحه الرب مزمور 89 / 51 – 52 أذكر أيها السيد عار عبيدك ما أحمل في حضني من هذه الشعوب الغفيرة هذا يا رب غير أعداؤك عيروا آثار مسيحك ) ( إن الله يحتفظ لنفسه بإنزال العقاب الواجب على هؤلاء فسنحاريب سيسقط بالسيف سفر الملوك الثاني 19 / 6 و 7 و 28 و 37 قال لهـم أشعيا هكذا تقولون لسيدكم هكذا يقول الرب لا تخف بسبب الكلام الذي سمعته، مما جدف به علي عبيد ملك أشور فهاءنذا أجعل فيه روحا فيسمع خبرا فيرجع إلى أرضه وأسقطه بالسيف في أرضه فلأنك اغتظت علي ولأن وقاحتك قد ارتفعت إلى أذني فأنا جاعل خزامتي في أنفك ولجامي في شفتيك ورادك في الطريق التي جئت منها وفيما هو ساجد في بيت نصروك إلهه قتله أدرملك وشرآصر آبناه بالسيف وهربا إلى أرض أراراط وملك آسرحدون ابنه مكانه ) ( وكذلك أنطيوكس الوحشي الشيطاني سفر دانيال 7 / 26 ويعطى الملك والسلطان وعظمة الملك تحت السماء بأسرها لشعب قديسي العلي وسيكون ملكه ملكا أبديا ويعبده جميع السلاطين ويطيعونه ) ( سفر دانيال 11 / 45 وينصب خيام قصره بين البحار وجبل بهاء القدس ويبلغ حده ؟ وليس له من نصير ) ( وبلاد أدوم ستنقلب صحراء قاحلة سفر حزقيال 35 / 14 – 15 هكذا قال السيد الرب عند فرح الأرض كلها أجعلك مقفرا كما شمت بميراث بيت إسرائيل أنه أقفر كذلك أصنع بك فتصير مقفرا يا جبل سعير أنت وكل أدوم بأجمعها فيعلم أني أنا الرب ) ( وعلى كلّ ينبغي على شعب الله أن يتحاشى كل ما من شأنه أن يسبّب تجاديف الوثنيين سفر حزقيال 36 / 20 فلما دخلوا بين الأمم التي دخلوا بينها دنسوا اسمي القدوس إذ قيل فيهم هذا شعب الرب وقد خرج من أرضه ) ( سفر اشعيا 52 / 5 والآن ماذا لي هناك؟ يقول الرب فإن شعبي قد أخذ مجانا وزعماءه يصرخون من الألم يقول الرب وآسمي لا يزال يستهان به كل يوم ) ( لأن الله سينتقم من هذا الإنتهاك لحرمة اسمه تتجدد الفاجعة نفسها في العهد الجديد حول شخص يسوع فهذا الذي يُكرِّم الآب يتَّهمه اليهود بالتجديف لأنه يقول عن نفسه إنه ابن الله انجيل يوحنا 8 / 49 و 59 أجاب يسوع ليس بي مس من الشيطان ولكني أكرم أبي وأنتم تهينوني فأخذوا حجارة ليرموه بها فتوارى يسوع وخرج من الهيكل ) ( انجيل يوحنا 10 / 31 – 39 فأتى اليهود بحجارة ثانية ليرجموه أجابهم يسوع أريتكم كثيرا من الأعمال الحسنة من عند الآب فلأي عمل منها ترجموني ؟ أجابه اليهود لا نرجمك للعمل الحسن بل للتجديف لأنك وأنت إنسان تجعل نفسك الله أجابهم يسوع ألم يكتب في شريعتكم قلت إنكم آلهة ؟ فإذا كانت الشريعة تدعو آلهة من ألقيت إليهم كلمة الله ولا ينسخ الكتاب فكيف تقولون للذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم أنت تجدف لأني قلت إني ابن الله ؟ إذا كنت لا أعمل أعمال أبي فلا تصدقوني وإذا كنت أعملها فصدقوا هذه الأعمال إن لم تصدقوني فتعلموا وتوقنوا أن الآب في وأني في الآب فحاولوا مرة أخرى أن يمسكوه فأفلت من أيديهم ) ( ولهذا السبب سيحمكون عليه بالموت انجيل مرقس 14 / 64 لقد سمعتم التجديف فما رأيكم ؟ فأجمعوا على الحكم بأنه يستوجب الموت ) ( انجيل يوحنا 19 / 7 أجابه اليهود لنا شريعة وبحسب هذه الشريعة يجب عليه أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله ) ( في الواقع إن هذا التعامي عينه يجعل خطيئة اليهود تامة لأنهم يوجهون الإهانات للابن وعلى الصليب يوسعونه تجديفاً انجيل مرقس 15 / 29 خلص نفسك فانزل عن الصليب ) ( ولو لم يكن ثمّة إلا خطأ يتعلق بهويّة ابن الإنسان لكانت الخطيئة قابلة للغفران انجيل متى 12 / 32 ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له أما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة ) ( على أساس أنها من قبيل الجهل ولكن هناك تجاهل أعظم لأن أعداء يسوع ينسبون إلى الشيطان العلامات التي يتمّمها بروح الله ففي الأمر ثمة تجديف على الروح لا يمكن أن يُغفر لا في هذا العالم ولا في الآخر لأنه رفض إرادي للوحي الإلهي احبائي قدر امكاننا ونحاول ان لا نتكلم على بالسوء او ان نجدف على اسم الله في العربيّة جدّف يعني تكلّم على الله بالكفر والإهانة كان الشرع الرومانيّ يترك الآلهة تعاقب المجدّف أمّا الشرع الشرقيّ فما كان يميّز بين الشرع البشريّ والشرع الإلهيّ فالإهانة ضدّ الآلهة هي ذنب اجتماعي يجب أن يُعاقَب بقساوة. ويكون الذنب أخطر في عالم إسرائيل لأنّ التجديف يهدّد العهد ويستجلب على الشعب كلّه عقاب الله كان النصّ القديم يحرّم لعنة الله والأمير رئيس الشعب سفر الخروج 22 / 27 لا تجدف على الله ورئيس شعبك لا تلعن بسبب هذا الخطأ حُكم على نابوت بالموت من سفر الملوك الاول الفصل الحادي والعشرون الخطيئة الإراديّة هي إغاظة كبيرة لله واحتقار لكلمته ولهذا فهي لا تكفَّر إلاّ بالذبيحة ونقرأ أكثر النصوص وضوحًا حول معاقبة التجديف من لعن الله يُرجَم إنّ الوثنيّين يجدّفون على اسم إله اسرائيل حين يظنّون أنّهم يقدرون أن ينتصروا على أورشليم ولكن بني اسرائيل يكونون السبب في سلوكهم السيِّئ واعتُبر أنطيوخس الرابع أبيفانيوس المجدِّف لأنّه سمّى نفسه إلهًا ودنّس الهيكل إنّه مسؤول عن الكلمات الرهيبة التي تلفّظ بها الحيوان الرابع في رؤية دانيال هذا في العهد القديم فماذا في العهد الجديد ؟ اتّهم يسوع بأنّه مجدّف بسبب أعماله وإعلاناته. وأول اتهام يرتبط بالغفران للكسيح فرض عليه عظيم الكهنة أن يقول إن كان هو المسيح فقدّم نفسه كابن الإنسان الجالس عن يمين الله اعتُبر هذا القول تجديفًا يستحقّ الحكم بالموت واستعاد الإنجيل الرابع الاتّهام عينه خلال مجادلات يسوع مع يهود أورشليم الذين أرادوا أن يرجموه بعد أن فهموا البعد اللاهوتيّ لكلامه فما أنت إلّا إنسان لكنك جعلت نفسك إلهًا واتّهم استفانوس أيضًا بأنّه مجدّف على موسى وعلى الله فاستحقّ الرجم وهناك موضوع في الإرشاد المسيحيّ الأول أن لا يجدّف على اسم الله بسبب سلوك المؤمنين الرديء وهناك التجديف على دين الإنسان والتجديف على الروح القدس يقوم التجديف على الروح القدس بأن ننسب إلى بعل زبول علامات الملكوت التي أجراها يسوع مثل هذه الخطيئة لا تُغفَر وميّز مت بين خطايا تُغفر وخطايا لا تُغفر خطايا تعني ابن الإنسان والتجديف على الروح القدس وأوضح لو هذا القول حين ميّز زمن الجهل وزمن الوضوح التامّ بعد تدخّل الروح القدس فالرفض الإراديّ للنور وسوء ائتمان النعمة يشكّلان خطيئة لا تُغفر لا من جهة الله الذي يغفر دائمًا بل من جهة الإنسان الذي يقسّي قلبه
اعداد الشماس سمير كاكوز