“لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ.” (لو 8: 17)، “ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ ذَلِكَ يُنَجِّسُ ٱلْإِنْسَانَ. لِأَنَّهُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ ٱلنَّاسِ، تَخْرُجُ ٱلْأَفْكَارُ ٱلشِّرِّيرَةُ: زِنًى، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. جَمِيعُ هَذِهِ ٱلشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ ٱلْإِنْسَانَ”(مَرْ ٧: ٢٠-٢٣). الكذب هو عادة أو سِمة سلبيّة تنتشر كثيراً بين البشر على اختلاف أماكنهم ومراكزهم. فما هو ولماذا يكذب البشر؟ الكذب هو إخفاء الحقائق أو جزء منها، أو قولها بأسلوب أو إيحاء يتنافى مع الواقع أو يُعطي انطباعا يُخالف الحقيقة، فالكذب هو الإطار الذي يحيط (بالغش، والاحتيال والنفاق والرياء والنميمة والافتراء) وتعد كلها أوصاف متقاربة نطلقها على أشخاص اعتادوا تكرار سلوك غير أمين.
ان دراسة موضوع لماذا الإنسان يكذب …الخ، لابد من معرفة الدوافع والأسباب بل وحتى المنافع التي تقف خلف ذلك، هناك العديد من المواقف التي تدعوا الى محاولة تبرير أو تغطية عيب أو ضعف أو قصور، أو لإخفاء، وهكذا انها مجموعة واسعة من الأسباب فكل منا لديه ما يقوله في هذا الموضوع حينما يشتد الصراع نحو الابتعاد عن قول الحقيقة و هنا يتضح ان من يكذب انما لينجو من المواجهة أو للخروج من مأزق وضع نفسه فيه، فإنّه سيضطر لاحقاً أن يدفع ثمناً بشكل أو بآخر، (هو و من حوله) لما يكون قد ارتكبه من أكاذيب أو أخطاء، أن ما نفكّر في أنّ نخفيه اليوم أو ربّما نهرب منه بالكذب لابدّ أنّنا سندفع ثمنه غداً، هذا هو القانون الطبيعي لا محالة. فليسأل كل منّا نفسه، هل تُراه مُستعدّاً لذاك اليوم الذي سينكشف فيه وينفضح فيه السرّ الذي عملنا أن نخفيه ربّما لوقت طويل ظانّاً أن الأمر سينتهي؟ لكن ليعلم كل أنه سيأتي الوقت الذي فيه سينكشف الكذب مهما طال الزّمن. فلنحذر إذاً من العواقب، “هُناكَ سِتَّةٌ يُبغِضُها الرّبُّ، بل سَبعةٌ تَمقُتُها نفسُهُ، عينانِ مُتعاليتانِ ولِسانٌ كاذبٌ، ويَدانِ تَسفُكانِ الدَّمَ البريءَ، وقلبٌ يَزرَعُ أفكارَ الشَّرِّ، وقدمانِ تُسرعانِ إلى المَساوئِ، وشاهِدُ زورٍ يَنشرُ الكَذِبَ، ويُلقي الخِصامَ بَينَ الإخوةِ، إحفَظْ يا ابني وصيَّةَ أبـيكَ ولا تُهمِلْ نَصيحَةَ أُمِّكَ. (أم 1٦:6، 20).
أعزائي هذا الموضوع قد يغضب البعض في أسلوبه المفتوح الطرف للتفكير لذلك ادعوا الجميع للتفكير بجدية في كيفية انهاء هذه الظاهرة السيئة، لذلك اقول إنّ الكذب يخلق جوّاً من التذبذُب والتردّد وعدم الثقة وعدم المصداقيّة، وشرارة الشكّ، وهذا ينسحب على الجميع وبالأخص الاطفال الذين يرون الكبار يكذبون على بعضهم البعض أو على الآخرين، من الطبيعي أن يكتسبوا الكذب منهم مهما تكون صفتهم و بنفس الطريقة التي يرونها فيهم، ثم يمارسون الكذب على الجميع من حولهم كلّما لزم الأمر، عليه يجب ألا يُحب الواحد منّا أن يحيا في مُجتمع من الكذّابين، لذلك فإنّه يكون لنا عهد بنا أن نبدأ بأنفسنا فنُقلع نحن عن الكذب على الآخرين، فلا يكذبون هُم أيضاً علينا، ومما تجدر الإشارة اليه لقد وردت 177 آية في الكتاب المُقدّس تنهى في مُجملها عن الكذب كما البعض التّالي:
“لاَ تَقْبَلْ خَبَرًا كَاذِبًا، وَلاَ تَضَعْ يَدَكَ مَعَ الْمُنَافِقِ لِتَكُونَ شَاهِدَ ظُلْمٍ”، “اِبْتَعِدْ عَنْ كَلاَمِ الْكَذِبِ، وَلاَ تَقْتُلِ الْبَرِيءَ وَالْبَارَّ، لأَنِّي لاَ أُبَرِّرُ الْمُذْنِبَ”(خر 23: 7،1).
“لاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَكْذِبُوا، وَلاَ تَغْدُرُوا أَحَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ، وَلاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ، فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلهِكَ. أَنَا الرَّبُّ”(لاوي 19: 12،11).
“وَلكِنَّ اللهَ لاَ يَسْمَعُ كَذِبًا، وَالْقَدِيرُ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ”(أيّ 35: 13).
“يَا بَنِي الْبَشَرِ حَتَّى مَتَى يَكُونُ مَجْدِي عَارًا حَتَّى مَتَى تُحِبُّونَ الْبَاطِلَ وَتَبْتَغُونَ الْكَذِبَ سِلاَهْ”(مز 4: 2) “لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّامًا صَالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ أَنْ تَتَكَلَّمَا بِالْمَكْرِ”(١ بط 3: 10).
“يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ صَاحِبِهِ، بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ، بِقَلْبٍ فَقَلْبٍ يَتَكَلَّمُونَ، يَقْطَعُ الرَّبُّ جَمِيعَ الشِّفَاهِ الْمَلِقَةِ وَاللِّسَانَ الْمُتَكَلِّمَ بِالْعَظَائِمِ”(مز 12: 3،2). “بِٱلْمَكْرِ، لِيُعْرِضْ عَنِ ٱلشَّرِّ، وَيَصْنَعِ ٱلْخَيْرَ، لِيَطْلُبِ ٱلسَّلَامَ، وَيَجِدَّ فِي أَثَرِهِ”(1بُطْ ٣: ١٠-١١).
“ٱلسَّالِكُ بِٱلْكَمَالِ، وَٱلْعَامِلُ ٱلْحَقَّ، وَٱلْمُتَكَلِّمُ بِٱلصِّدْقِ فِي قَلْبِهِ. ٱلَّذِي لَا يَشِي بِلِسَانِهِ، وَلَا يَصْنَعُ شَرًّا بِصَاحِبِهِ، وَلَا يَحْمِلُ تَعْيِيرًا عَلَى قَرِيبِهِ”(مَزَ ١٥: ٢-٣).
أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ ٱلْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ مَتَى تَكَلَّمَ بِٱلْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لِأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو ٱلْكَذَّابِ”(يُو ٨: ٤٤)
“يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِي مِنْ شِفَاهِ ٱلْكَذِبِ، مِنْ لِسَانِ غِشٍّ”(مَزَ ١٢٠: ٢)
“كَرَاهَةُ ٱلرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ، أَمَّا ٱلْعَامِلُونَ بِٱلصِّدْقِ فَرِضَاهُ” (أَمْ ١٢: ٢٢)
“رَجُلُ ٱلْأَكَاذِيبِ يُطْلِقُ ٱلْخُصُومَةَ، وَٱلنَّمَّامُ يُفَرِّقُ ٱلْأَصْدِقَاءَ”(أَمْ ١٦: ٢٨)
إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي ٱلظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ ٱلْحَقَّ”(يُو ١: ٦)
مَنْ يُخْفِي ٱلْبُغْضَةَ فَشَفَتَاهُ كَاذِبَتَانِ، وَمُشِيعُ ٱلْمَذَمَّةِ هُوَ جَاهِلٌ” (أَمْ ١٠: ١٨)
اَلشَّاهِدُ ٱلْأَمِينُ لَنْ يَكْذِبَ، وَٱلشَّاهِدُ ٱلزُّورُ يَتَفَوَّهُ بِٱلْأَكَاذِيبِ”(أَمْ ١٤: ٥)
أَبْعِدْ عَنِّي ٱلْبَاطِلَ وَٱلْكَذِبَ. لَا تُعْطِنِي فَقْرًا وَلَا غِنًى. أَطْعِمْنِي خُبْزَ فَرِيضَتِي”(أَمْ ٣٠: ٨)
طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ”(مَتَّ ٥: ١١)
شَفَتَا ٱلصِّدِّيقِ تَعْرِفَانِ ٱلْمَرْضِيَّ، وَفَمُ ٱلْأَشْرَارِ أَكَاذِيبُ”(أَمْ ١٠: ٣٢)
“اَلصِّدِّيقُ يُبْغِضُ كَلاَمَ كَذِبٍ، وَالشِّرِّيرُ يُخْزِي وَيُخْجِلُ” (سفر الأمثال 13: 5)
“مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا، وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي” ( رؤ يو 21: 7، 8)
“مَنْ يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ لِيُفَكِّرَ فِي الأَكَاذِيبِ، وَمَنْ يَعَضُّ شَفَتَيْهِ، فَقَدْ أَكْمَلَ شَرًّا” (ام 16: 30)
“حَنَكِي يَلْهَجُ بِالصِّدْقِ، وَمَكْرَهَةُ شَفَتَيَّ الْكَذِبُ” (ام 8: 7).
الكذب وتحت القَسَم (الحَلف) ينهانا عنها الله تماماً. ويُخبرنا الرب يسوع قائلاً، “بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير”(متّ 5: 37) وتعليم يسوع واضح هنا علينا أن نتكلّم باستقامة ووضوح وانضباط، دون كذب أو لفّ و دوران، فالقاعدة القانونية تقول، “إن البينة على من ادعى واليمين على من أنكر”، فإذا عجزنا عن إثبات الحق نطلب من خصم حلف اليمين او القسم، “قالوا للكذاب احلف فقال: جاء الفرج”، وهنا يبرر التساؤل حول الحكمة من تشريع اليمين، أن طلب حلف اليمين هو أن تجعل الله كفيلك فيما تقوله، وهو الضامن للصدق، أما الآن فأصبح للبعض جرأة غريبة على حلف اليمين والحنث به تجعلت القضاء يقف في حيرة من هذه الجرأة في الكذب تحت القسم، والنص هو “أقسم بالله العظيم أنه كذا وكذا…، “مَخَافَةُ ٱلرَّبِّ بُغْضُ ٱلشَّرِّ. ٱلْكِبْرِيَاءَ وَٱلتَّعَظُّمَ وَطَرِيقَ ٱلشَّرِّ وَفَمَ ٱلْأَكَاذِيبِ أَبْغَضْتُ”(أَمْ ٨: ١٣) “تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ”(مز 5: 6).
هل للكذب أنواع، وهل يُمكن بأيّ حال أن يكون مقبولاً؟
الحقيقة يظلّ الكذب مهما اختلف شكله أو مضمونه، ومهما حاولنا إخفاءه أو معالجته، ويُطلِق البعض صفات أو ألوان على الكذب في مُحاولة لتبرير تخفيف حدّته ومحاولة إقناع الاخرين بقبوله وكما يلي:
الكذب النبيل أو العظيم: كإخفاء حقيقة مرض خطير، أو اخفاء موت أحد الآباء او سفره او اخرى ….. الخ، إنْ الكذب بهذا الدافع قد يبدو نبيلاً لا أنه لا يُغيّر الحقيقة في إخفائها أو لتحقيق المكاسب.
الكذب الخيالي: قول ناشئ من الخيال الواسع الذي يتم تصوره ويؤكد فيه البعض انهم سمعوا او شاهدوا او قرؤ موضوع ما، ثم يبذؤن ومن نسج الخيال إعادة رواية الواقعة، هذه الظاهرة تنشط لدى الاطفال فيتحدّث بها على أنّها حقائق واقعة.
الكذبة البيضاء: تعبير يستخدمه البشر خوفاً من عواقب الأمور أو حرصاً على مشاعر الآخرين. البعض يظن أنها ضرورية للمحافظة على توازن حياة الأفراد، ورغم أنها غير مؤذية ألا أن المجتمعات تعشقها ونستخدمها حين لا نريد تلبية دعوة أحدهم، والبعض للسيطرة على ردود فعل لآخرين.
الكذب الالتباسي: وهذا النوع من الكذب ينشأ بسبب التباس الحقائق واخطاء في طريقة ترتيب الأفكار فيحدث خلط بين الحقيقة والخيال.
الكذب الادعائي: وهو لجذب الانتباه والأثارة حيث يدّعي الإنسان لنفسه أمراً ليس له، كأن يدّعي القدرة فائقة في مجال ما أو يدّعي بأنّه مظلوم ومن أبرز أسباب هذا النوع من الكذب هو الشعور بالنقص في تقدير الذات عند المتكلم.
الكذب الانتقامي: الذي يكون دافعه الانتقام من الغير في سبيل إيذائهم والتقليل من شأنهم، هذا النوع من الكذب هو بسبب الغيرة من الاخرين أو زملائهم لهم، وهذه يؤثر في السلوك.
الكذب الدفاعي أو الوقائي: الذي يتم ممارسته بسبب الخوف الناشيء من المصير الذي سيلاقيه وقسوة العقاب الذي يتوقعه.
الكذب التقليد: تقليد الاخرين ممّن يحيطون، إذا كانوا يكذبون، و هذا النوع يعد المقدمة للأفعال السيئة فالذي اعتاد الكذب منذ صغره سيتخذه منهجاً في حياته.
الكذب المرضي الميثومانيا: هو رواية الأكاذيب باستمرار، كما يمكن أن يقوم المصاب بالكذب المرضي بتصديق كذبته بل والإيمان بها ولو ظاهريًّا أمام النّاس، وقد يقترن بعدد من الجرائم مثل الغش والنصب والسرقة. وهذا الكذب مرتبط بالإصابة بأمراض نفسيّة.
كذبة أبريل أو نيسان: مع بداية نيسان يمزح البعض بأطلاق الكذب فمذ القرن 14م وحكايات كانتربري، وتضمّنت **قصصاً تجمع بين الأول من إبريل والأكاذيب؛ الأمر الذي يُوضّح قدم هذه المناسبة، وعموماً، فإنّ ظاهرة مقالب الأكاذيب المتنوعة في الأول من نيسان هي رمزا للكذب رغم أن مضمونه يهدف إلى المرح والبهجة احيانا.
يتوسع الكتاب المقدس وبذكر الكذب ويقرنه بالافتراء: الافتراء هو إصدار عبارات لفظية كاذبة تؤذي الاخرين، او هو قذف أو تشويه السمعة، هو كذب متعمد، كما النميمة هي جمع الأسرار ونشرها، أما الافتراء هو تأليف هذه الأسرار ونشرها حيث تتسبب في أكبر قدر من الأذى، “مَنْ يُخْفِي الْبُغْضَةَ فَشَفَتَاهُ كَاذِبَتَانِ، وَمُشِيعُ الْمَذَمَّةِ هُوَ جَاهِلٌ، كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ”(أم 10: 18) فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ”(1بط 2: 1)، ويحتل الافتراء مرتبة متقدمة في قائمة الأخطاء في نظر الله حتى أنه شمله في الوصايا العشر. تقول الوصية التاسعة “لا تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ” (خر 20: 16). تتضمن شهادة الزور الافتراء بسبب الأكاذيب التي يتم نشرها بهدف اشاعة نظرة سلبية نحو الاخرين، “لأَنِّي أَخَافُ إِذَا جِئْتُ أَنْ لاَ أَجِدَكُمْ كَمَا أُرِيدُ، وَأُوجَدَ مِنْكُمْ كَمَا لاَ تُرِيدُونَ. أَنْ تُوجَدَ خُصُومَاتٌ وَمُحَاسَدَاتٌ وَسَخَطَاتٌ وَتَحَزُّبَاتٌ وَمَذَمَّاتٌ وَنَمِيمَاتٌ وَتَكَبُّرَاتٌ وَتَشْوِيشَاتٌ”(1يو 5: 6) “الرَّجُلُ اللَّئِيمُ يَنْبُشُ الشَّرَّ، وَعَلَى شَفَتَيْهِ كَالنَّارِ الْمُتَّقِدَةِ”(أم 16: 27).
يشير العهد الجديد الى الافتراء انه جزء من طبيعتنا الخاطئة لذا لا يوجد مكان للافتراء في حياتنا الجديدة مع المسيح، ” وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ انْتُمْ ايْضاً الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ افْوَاهِكُمْ، لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ”، ( كو 3: 9،8)، يجب أن يكون كلامنا وأجسادنا مكرسين لتمجيد الله و مسئولية الامتناع عن الافتراء، “وَأَمَّا اللِّسَانُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يذله، هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا، بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللهِ، مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا”(يع 3: 9،8، 10).
فالافتراء اذا هو ممارسة يجب تركها، “فَشُكْرًا للهِ، أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ، وَلكِنَّكُمْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صُورَةَ التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا، وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيدًا لِلْبِرّ”( روم 6: 17،18)، الحل الذي يقدمه الله لمشكلة الافتراء هو أن نحب بعضنا بعضاً، “وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.” (يو 13: 34) فنحن لا نفتري على من نحبهم، “فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.” (مت 7: 12)، “اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرّاً لِلْقَرِيبِ فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ” (روم 13: 10). وأخيرا نقول لقد انتشر الكذب في هذا الزمان حتى كاد أن يكون بضاعة تجارية لدى البعض وادى ذلك الى فقدان الثقة بين مختلف مسميات المجتمع والجميع أصبحوا يتعاملون بحَذر، لكثرة الكذابين، لكن قوة الكلمة هي في الصدق ملكوتي يطلب الصادقين، لا المنافقين ولا المخادعين، “شَفَةُ ٱلصِّدْقِ تَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ،، وَلِسَانُ ٱلْكَذِبِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى طَرْفَةِ ٱلْعَيْنِ”(لُو 18: 17 )، “لِأَنَّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ ٱلْحَيَاةَ، وَيَرَى أَيَّامًا صَالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ ٱلشَّرِّ، وَشَفَتَيْهِ أَنْ تَتَكَلَّمَا بِٱلْمَكْرِ”(لُو 8: 15 ).
باركنا يا رب وارحمنا من الشر وفاعليه ونجنا من كل سوء وامنحنا الأمان في هذا العالم وامنح كنيستك المقدرة على اكرام الصادقين كما في مثل الابن الضال، فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ”(لو 15: 31)، “فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ، فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا”(لو 15: 20، 21) والمغفرة لمن يعود عن الخطيئة، ….. الى الرب نطلب
د. طلال كيلانو
_____________________________________________________________________________
*”لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ”(كو 3: 10،9).
**لان حبل الكذب قصير.
***مجموعة قصصية وشعرية “حكايات كانتربري”، الشاعر الإنجليزي، جيفري تشوسر، في القرن الرابع عشر الميلادي، عن قصص تجمع ما بين الأكاذيب والأول من أبريل، وهي الأكثر تأكيدًا في بعض المصادر.
إذا أردت ان تعرف ماهي علامات الكذاب حسب ما تقوله محللة السلوك الأميركية ليليان جلاس في كتابها “لغة جسد الكاذبين ”The Body Language of Liars
- الكذابون يُغيرون وضعهم سريعاً اذا وجهت سؤالاً مباشراً إليهم يحركوا رؤوسهم فجأة، أو ينظرون إلى الخلف، إلى الأسفل، أو يميلون إلى الجانب”.
- تتغير وتيرة تنفسهم اي يزداد معدل التنفس، يرفعون أكتافهم ويخفضون أصواتهم، إذ تنتج سرعة التنفس من زيادة معدل ضربات القلب الناتج عن الكذب”.
- يُكررون الكلمات والجمل فمثلاً مثل “لم أكن..” مراراً ويُعد التكرار وسيلة لكسب المزيد من الوقت لتجميع أفكارهم، يحاولون المماطلة في الإجابة.
- يُغطون بعض الأجزاء المعرضة للهجوم من أجسادهم كالحنجرة، والصدر، والرقبة، والرأس، والبطن.
- يلمسون أفواههم أو يُغطونها “إنَّها علامة كاشفة على الكذب، الكاذبون يضعون أيديهم على أفواههم بشكل تلقائي، حين الإجابة على سؤال معين”.
- يفركون وفي هذه الحالة يسيطر الجسم على أفعالهم بشكل لا إرادي، فرك القدمين يخبرك بأن الكاذب المحتمل في حالة عصبية غير مريحة، ويوضح ذلك أيضاً سعيه للانسحاب من الموقف، يريدون فقط أن يبتعدوا”.
- يُسهبون في إعطاء الكثير من المعلومات فحينما يستمر المتحدث في كلامه ويعطيك الكثير من التفاصيل الكاذبون يتحدثون كثيراً لأنهم يرون في انفتاحهم الظاهر وسيلة ليصدقهم الآخرون”.
- يُشيرون كثيراً “حينما يظهر كذبهم يحاولون قلب الطاولة عليك بالعدوانية والدفاع عن النفس، لغضبهم من اكتشاف كذبهم، وهذا يؤدي بهم إلى الإشارة تجاهك كثيراً”.
- يحدقون في وجهك كثيراً دون أن يرمشوا، فعادةً ما يمتنعون عن النظر إلى عيني من يُحدثهم مباشرةً، وفي المقابل يستطيع الكاذب أن يذهب لما هو أبعد بالحفاظ على تواصل العينين في محاولة منه للسيطرة عليك والتلاعب بك.
- يبدأون في التعرُّق فالكذب يؤدي إلى التوتر وعدم الراحة، وحينما تصبح قلقاً وغير مرتاح فإنك تميل إلى التعرُّق. وتشرح جلاس: “قد يتصبَّب العرق على شفاههم العليا أو على جباههم، نتيجة لنشاط الجهاز العصبي التلقائي”
ملخص الموضوع باللغة الهولندية
Liegt niet tegen elkaar. Legt de oude persoonlijkheid, met haar praktijken af. ( Kolossenzen 3:9)
Liegen is een gewoonte met een negatieve eigenschap die wijdverspreid is onder mensen van alle plaatsen en posities. Wat is het en waarom liegen de mensen? Liegen is de feiten verbergen of een aantal hiervan, ook het zeggen op een manier of suggestie die de werkelijkheid tegenspreekt. Het is ook een suggestie die in tegenspraak is met de waarheid. het zijn allemaal nauwkeurige beschrijvingen die we geven aan mensen die oneerlijk gedrag herhalen.
Liegen heeft zich in deze tijd verspreid, voor sommigen werd het bijna een handelswaar, en dit leidde tot een verlies van vertrouwen tussen de verschillende namen van de samenleving en iedereen begon voorzichtig te doen, vanwege het grote aantal leugenaars, maar de kracht van het woord is in de waarheid * Mijn koninkrijk zoekt de eerlijke mensen, niet de huichelaars of de misleiders, 10 Want „wie het leven wil liefhebben en goede dagen wil zien, weerhoude zijn tong van wat slecht is en [zijn] lippen van het spreken van bedrog, ( 1 Petrus3: 10 )