البطريق Penguin Birds

ربما تعتبر حياة طائر «البطريق» الذى يعيش فى أبرد الأجواء وفى القطب الجنوبى  ويمتاز بأغرب واروع علاقات الأمومة في الكون .  

 وقد أتيح لى فرصة قضاء وقت مطالعه فكريه ورحلة ادبيه لا أنساها حول هذا الطائر الجميل إلى آخر العالم فى القطب الجنوبى الاقتراب من حياة هذا الطائر الفريد.  

 الذى يبيض ولا يطير وله منقار.  

، ولكنه يغطس تحت الماء إلى عمق 15 مترااو حتى اكثر.  

وهى كما ترى متناقضات فريدة فى عالم الطيور..وتعتبر شهور نوفمبرويسمبر وينايرهم فصل الصيف والتكاثر والنشاط لهذا الطائر الذى يغادر فيها الذكور والإناث إلى الشواطئ للقاء فى مناطق والذي يسمونه «مناطق الغرام».  

 بحيث إذا تمت العلاقة ارتبطا سويا لآخر العمر رغم شهور الفراق التى تحدث بينهما ولو توجد دراسات كثيره ومشوقه حول عادات وحياة هذه الطيور.  

 ويكون صوت كل منهما ورائحته دليل وصول ودعوة كل منهما للآخر وسط آلاف الطيور التى تتصايح وتتقافز. ورغم ذلك يتعرف كل منهما على الآخر من خلال الصوت العذب والرائحه المتميزه  

وبعد عملية التزاوج تترك الطيور الشاطئ وتعود فى جماعات إلى المناطق الجليدية حيث يستعد كل زوج لاستقبال البيضة التى تضعها الأنثى. وهى بيضة وحيدة ما أن تضعها حتى تسلمها وبعناية ورفق مثاليين إلى الذكر الأب الذى يحتضن البيضة بين قدميه ويسدل عليها أطراف فرائها الكثيف لتدفئتها فى جو تتجاوز برودته الأربعين تحت الصفر.  

 فمسئولية رعاية الصغير مشتركة بين الأب والأم .  

 الأب يتولى حضانة البيضة إلى أن تفقس ويظل واقفا لا يتحرك لأداء هذه المهمة نحو ثمانية أسابيع ، أما الأم فتعود إلى الشاطئ البعيد نحو 120 كيلومترا لتتولى الغطس فى الماء واصطياد الأسماك التى تخزنها فى بطنها حتى تمتلئ تماما فتعود ممتلئه طاقة غذائيه فى مسيرة رائعة تضم آلاف الأمهات الاخريات .ويكون البيض قد فقس والصغار على لحم بطنها فى انتظار الغذاء القادم .  

 ويجرى التعارف بين كل أم وذكرها وصغيرهما بالأصوات او بالطبيعه وتحتضن الأمهات صغارها لأول مرة وتبدأ عملية الإطعام عندما يمد الصغير منقاره داخل فم الأم ليصل إلى المخزون الغذائي الذى اختزن  

 أما الأب الذكر فيترك الاثنين ليذهب إلى الشاطئ بحثا عن طعامه بعد أن احتضن بيضة الصغير حتى فقس وأصبح فى حضن أمه  .

بقلم: د.خالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …