قصـــــة قصيـــــرة….. حيـــــاة بعد الموت ؟؟

كنت مع صديقي احمد نتبارى اطراف الحديث حتى وصل حدته عندما ، بدء بالحديث عن المعتقدات الدينية وانعكاساتها السلوكية الحياتية على الواقع المعاش ،، ليصل بالقول الى ان معتقداته تحقق له غالبيـة اطماعه ورغباته في هذا العالم ، وله حياة افضل في الآخره وما لم يتحقق له في الارض من ما لذ وطاب وشهوات ورغبات فهناك وعد الله بانه يحققها له هناك بالاخرة ” بالجنه “… ..

وهنا التحق بنا صديق قديم ملم ومتابع للكثيرمن الامور الدينية والكنسية ، وقارئ الكتاب القدس ، فقال مهلا وهل تعتقدون بان هناك حياة ما بعد الموت ؟؟ لكي تحلموا ،؟؟ بصراحة استغربت من سؤاله قبل ان يسغرب صديقي احمد من هذا السؤال ، وبصوت واحد قلنا له وهل انت لا تؤمن بان هناك حياة ما بعد الموت ؟ فقال كنت سابقا اؤمن ولكن الان اشك بذلك ،؟؟؟

بشكل انفعالي قلت له صديقي كيف يمكن لانسان مسيحي ان ينكر وجود حياة ما بعد الموت ؟؟ ، والكتاب المقدس ملء بنصوص كتابية تؤكد ذلك .. ؟؟ لان من يكرس خلاف ذلك يكون قد انكر الكتاب المقدس وعمل الروح القدس ، لان الرسول بطرس يقول برسالته الثانية الاصحاح الاول : 21 لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس “..

هنا اخذ صاحبي يحاول ان يؤكد لي بان هناك من رجال الدين يتحدثون بان الحياة هنا هي في الارض وليس هناك من حياة بعد الموت ، فان فعلت خيرا ستلاقي الخيروان فعلت شرا سوف تلاقي الشر.. هذا بالمختصر . ‏

صراحة رغم استغرابي الا اني كنت مصرا ان اثبت له صحة ما اقوله وخطا ما يذهب اليه وبما يتعلمه .؟ فقلت له لندع مراجعنا ورجال ديننا جانبا ونترك الامرلعقولنا واستنباطاتنا من الكتاب المقدس الذي انا وانت نعرف بانه مصدرخلاصنا لانه كلمة الله .. فلنتحكم اليه وعليه فقال ليكن كذلك … فقلت تسمح ان ابدء انا فقال طبعا تفضل فقلت ، لنبدا من الاساس لمفهوم الموت وما معناه ؟.

ما هو الموت ؟ الموت هو انفصال الروح عن الجسد ، ” ..

وماهي الروح التي يسبب انفصالها عن الجسد المادي موته ؟؟ قلت لنرجع الى سفر التكوين 2 : 7 بعد ان جبل الله ادم من تراب نفخ في انفه نسمة حياة فصارنفسا حية ..”.. هنا يضعنا النص امام مفهومين النفس والحياة ….

ما معنى كلمة «نفس»

في الكتاب المقدس ايات كثيرة تعطينا معنى النفس لنفهمها ،…

‏من رسالة بطرس الاولى 3 : 20 يقول «في ايام نوح .‏ .‏  خلص قليلون،‏ اي ثمانية أنفس بالماء”…..

وكذلك الخروج 16 : 16 على عدد نفوسكم تاخذون كل واحد للذين في خيمته

وفي الاعمال 27 : 37 ” وكنا في السفينة جميع الانفس مئتين وستة وسبعين “. نفس ”

وفي رسالة رومية 13 : 1 لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقه “.. ويوحنا 10 : 11 والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ، وهنالك امثلة اخرى كثيره في ١ ملوك ١٧:‏١٧-‏٢٣؛‏ متى ١٠:‏٣٩؛‏ يوحنا ١٥:‏١٣؛‏ والاعمال ٢٠:‏١٠‏.‏..

الكتاب المقدس لا يذكر مطلقا ان «النفس» خالدة،‏ بل يقول ان النفس تموت.‏ (‏حزقيال ١٨:‏٤،‏ ٢٠‏)‏ والشخص الميت انه «نفس ميتة».‏ ‏ لاويين ٢١:‏١١‏.ويقال كل نفس ضائقة الموت ، بمعنى ان كل انسان يجب ان يموت . اذا نفهم من هذا بان النفس هي الشخص ..وفي القانون الوضعي الاحصاء الاداري يقال تعداد نفوس العاصمة او نفوس الدولة .

واما الروح .. ‏

بينا اعلاه بان الله عندما نفخ في انف ادم صار ادم نفسا حيا ، اول انسان حي، لانه امتلك من الله روحا ، ؟ يقول الرسول يعقوب برسالته 2 : 26 لانه كما ان الجسد بدون روح ميت “… معنى هذا ان الروح ،هي مبعث الحياة .. لانها نفحه من الله ، فهي تعود اليه بعد انفصالها عن الجسد .. يقول في انجيل يوحنا 5 : 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونه “.. ..

نفهم من هذا “الروح” هي الجانب غير المادي من الإنسان. كل الكائنات تحيا بالروح ، ( الكائنات الحية) ولكن هناك فرق بين روح وروح يقول الكتاب المقدس أن المؤمنين فقط هم “أحياء روحياً” (كورنثوس الأولى 11:2؛ عبرانيين 12:4؛ يعقوب 26:2) بينما غير المؤمنين هم “أموات روحياً” (أفسس 1:2-5؛ كولوسي 13:2). وفي كتابات الرسول بولس يؤكد على الجانب الروحي كونه محور اساسي في حياة المؤمن (كورنثوس الأولى 14:2؛ 1:3؛ 45:15؛ أفسس 3:1؛ 19:5؛ كولوسي 9:1؛ 16:3). لان بالروح تكون العلاقة مع الله. يقول الرسول يوحنا في 4 : 24 الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا “….

نجد هنا ان الكتاب المقدس يفرق بين روح مؤمنه وروح غير مؤمنه ، فان لم يكن هناك شئ بعد الموت الجسدي فما جدوى من التفريق بين الارواح ،؟ وما معنى وجود ارواح ؟ لان كلتيهما في ذات المصير . ولكن اشارة الكتاب المقدس الى ذلك الفرق يحفزنا الى ان نبحث في مرادفات البعد اللاهوتي لكل منهما لنجد حكمت الله في كتابه واساس تعلمه المسيحي ….

دأب المفكرون والمفسرون واللاهوتون بدراسة هذا الحدث ( الموت ) الذي يشكل ظاهرة لا تحدث الا مرة واحده بالحياة.. لذلك احدث ذلك تفاوتا عقائديا ، لدى الديانات المختلفه ، لتشكل عقائد ايمانية لكل ديانه من هذه الديانات فيؤمن بها اتباعها و يتبناها…

ولكن الذي نعتمده نحن المسيحيون ، لا يمكن ان يكون الا ما ارشدنا اليه الكتاب المقدس الذي اعطانا بعدا لاهوتيا وقناعة ايمانية راسخة بان حياتنا الارضية ليست الا مرحلة بدائية متقدمه نعيشها على الارض لنؤسس عليها حياتنا وخلاصنا الابدي بالعالم الاخر ..يقول الرسول بولس برسالته الاولى الى اهل كورنثيوس2 : 9 “مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ”…

اذا الله قد اعد مكانا للذين يحبونه ،؟ .. واعطانا الرب يسوع المسيح الصورة الروحية لهذه العلاقة بالقول .

«إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا.”… ويقول في انجيل يوحنا 14 : 3 ” وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا،”…

مسكن الله في الملكوت ونحن نكون معه في الملكوت ، ولكن هي ليس اكلا وشربا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس ” رومية 14 : 16 ” .. لان لحما ودما لا يقدر ان يرثا ملكوت الله ” 1 كو : 15 : 50 “..

الكتاب المقدس واضح بكل احكامه وتجلياته ، واما الذين يختلفوا في تفسير احكامه لا يمكن ان يكونوا مؤمنين بقدسيته ، عليهم ان يطرحوا السؤال ان لم يكن هناك حياة ودينونه ما بعد الموت ؟. فلماذا مات المسيح من اجل خلاصنا ؟؟ ان نخلص من منّ ؟ لان بعد الموت هو العدم كما تقولون والعدم لايحاكم ولا يختار منازل جديده ، وكيف سيحاكم المسيح الملك الاشرارويفرز الابرار ؟؟

فيا صاحبي لنقولها صراحة ان كان هذا خطابهم فباطلا اذا ايمانهم بان المسيح تجسد ومات من اجلنا ؟؟ وباطلا انه دفع ثمن خطايانا ؟؟ وباطلا انه صلب ومات وقام من القبر من اجل تبريرنا ؟؟.

القيامة التي هي حجر الأساس في الايمان المسيحي. فنحن نؤمن أننا سنقام من الأموات بسبب قيامة المسيح من الأموات. فقد كانت قيامته الدليل الأعظم على وجود حياة بعد الموت. لأن المسيح كان بكر الراقدين الذين سوف يحيون مرة أخرى. وكما أقام الله جسد يسوع المسيح، كذلك ستقام أجسادنا عند المجيء الثاني للمسيح (كورنثوس الأولى 6 : 14 ) ..

فعلينا أن نموت مرة ثم بعد ذلك الدينونة (عبرانيين 27:9). والذين آمنوا وتبرروا من خلال الإيمان بالمسيح سوف يقضون حياة أبدية في السماء، بينما يذهب من يرفضون المسيح مخلصاً لهم إلى عذاب أبدي في الجحيم (متى 46:25). …

من هنا يجب ان نعرف لا بل ان نؤمن بان الجحيم والسماء أماكن حقيقية مذكورة في الكتاب المقدس وليست مجرد حالة افتراضية . .. ،”..

يقول في :.

انجيل متي 25 : 31- 45 ” وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ ، وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْض ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ ، ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ “..

ويقول َّللذِينَ عَن يساره اذهبوا عني يا ملاعين إِلَى نار الابدية المعدة لابليس وملائكته ..”..

هذه هي الدينونة ؟ ..

لاحظ صديقي صراحة النص والنصوص السابقة وهناك الكثيرمنها بالكتاب ـ كيف يتحدث عن مصير الانسان لما بعد الموت ، واين سيكون في ابديته ، مع المجد في السماوات ام مع الشيطان واعوانه في النارالابدية ” جحيم ”

بالهاوية انظر (لوقا 31:8 ؛ رؤيا يوحنا 1:9و2) و (رؤيا يوحنا 10:20). وهناك يكون

البكاء وصرير الأسنان، (متى 13 : 42 ) ….بصراحة اقولها لك ان لم تكن هناك حياة ما بعد الموت ، فباطلا جاء المسيح ومات وباطلا هوالكتاب المقدس برمته ….

توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات .. “. اميــــــــــــ ن .


بقلم : المحامي يعكوب ابونا

عن يعكوب ابونا

شاهد أيضاً

أهم المزارات الدينية المسيحية في هولندا

  + مقدمة: مملكة هولندا فيها كنائس مزارات وأديرى كثيرة وعديدة، تم بناءهُا منذ أنتشار …