أستمر حكم الدولة العثمانية (1) للعراق 384 سنة وكانت ولاية الموصل من سنة 1726 الى 1846 تتمتع بحكم ذاتي تحت الحكم الجليليين (2) وكان له الوزراء والكتاب وأشتهروا بالخصال الحميدة والعدل وفعل الخير وكان الأمن مستتباً في زمنهم وكانوا يبذلون كل المساعدات لأهل الموصل عندما تنتابهم، وأعظم فخر يسجل لهم عند قيامهم بالدفاع عن مدينة الموصل أثناء غزو نادر شاة لها، ودحره ولم يتمكن من أحتلالها ورجع خائباً مدحوراً.
بعد حكم الجليليين تناوب الولاة العثمانيون على ولاية الموصل فمنهم من أحسن ومنهم من أساء. وفي زمن ولاية محمد سعيد باشا أبن ياسين افندي سنة 1831 قدم الى أطراف الموصل محمد أمير رواندوز المعروف بميركور (3) أي الأمير الأعور وكان سبب قدومه للأنتقام من اليزيدية لأن أمير اليزيدية كان قد قتل غدراً علي آغا البالطي وكان زعيم عشائر الالكوشية. فأقبل ميركور وهاجم اليزيدية فقتل منهم عدداً كبيراً ثم تحول عنها الى جزيرة أبن عمر سنة 1832 فنهبها وقتل الكثير من أهلها ثم تحول الى آزاخ فوجد أهلها متهيئين الى حربه وبعد قتال عنيف دام أياماً عاد عنهم خائباً ولم يتمكن من دحرهم فتقدم الى قرية القوش وبعد ما نهبها وقتل من أهلها أعداداً كبيرة بحيث لم يسلم من يده الا من هرب الى الجبال وسار الى دير الربان هرمز المجاور لالقوش فنهبه وقتل قسماً من رهبانه فأختضبت تلك الأراضي بدم الأبرياء. وللقس دميانوس الألقوشي قصيدة ضيافة الأبيات في اللغة الكلدانية يصف ويلات تلك الكارثة ومظالم مير كور.
وكانت الموصل خلال الحكم العثمانيين عرضة لحروب عنيفة بين الفرس والعثمانيين (4) وتمكنت الحكومة العثمانية من القبض على زمام الحكم في البلاد وتقليد الوظائف الى رجالها من الأتراك. وختمت الأمبراطورية العثمانية تاريخها في زمن الحرب العالمية العظمى الأولى 1914 – 1917 بذبح أكثر من مليون مسيحي في بلادها، وأول من شملهم الأضطهاد والذبح الأرمن ثم شمل بقية الطوائف المسيحية، فهاجر مَن بقى من الأثوريين والسريان والارثدوكس والسريان الكاثوليك والكلدان. وخلت تركيا من المسيحيين بعد أن كانت لمدة الفي سنة مركزاً متميزاً ومرموقاً لملايين المسيحيين فكانت مقر الأمبراطورية البيزنطية وأستمرت المسيحية فيها ودامت الى سنة 1914، وخسر الكلدان سبع أبرشيات، واليكم قائمة بتلك الأبرشيات المفقودة.
الأبرشيات المفقودة:
الأبرشية | المراكز | النفوس | الكهنة | الكنائس | المعابد | المدارس |
سعرد | 37 | 5430 | 21 | 31 | 7 | 9 |
الجزيرة | 17 | 6400 | 17 | 11 | 2 | 7 |
ماردين | 6 | 1670 | 6 | 1 | 2 | 3 |
سلامس | 12 | 10460 | 24 | 12 | 11 | 12 |
وان | 11 | 3850 | 32 | 6 | 8 | 17 |
اورميا | 21 | 7800 | 43 | 13 | 15 | 12 |
دياربكر | 9 | 4800 | 12 | 5 | 4 | 10 |
المجموع | 113 | 40410 | 155 | 79 | 49 | 70 |
ومن نتيجة هذه الأضطهادات أستشهد مطران سعرد العالم ادي شير ونهبت مكتبته الثمينة. وأستشهد مطران الجزيرة، وأستشهد توما اودو مطران اورميا.
المصادر: (1) أحصائية عن الكنيسة الكلدانية 1913 وضعها الخوري يوسف تفنكجي وحققها المطران اندراوس صنا في مجلة نجم المشرق العدد 18 ص512-513.
المصادر: (1) الصائغ1 ص326. (2) الصائغ1 ص304 (3) نفس المصد ص306-307. (4) نفس المصدر ص326.
الموسوعة الكلدانية – كتاب تاريخ الكلدان صفحة 170 – 1171.
الناشر/ شامل يعقوب المختار