التعامل مع الآخرين فن يجب ان نتعلمه ونطبقه جميعنا لنحيا حياة اقل ما يقال عنها هانئه، ومعظمنا يدرك ذلك، لكن هل فكر أحد كيف يتعامل مع شخص من مقاومي او متجدي الإعاقة البصريه دون أن يسبب له أذى أو يضايقه؟
فى كثير من الأحيان يرزق الله بعض الأُسر طفلا من متحدى الإعاقة البصريه، وفى أحيانٍ أخرى، نصادف أحدهم فى الأماكن العامة، سواء أكانت المدارس أو اي من الاماكن العامه، وكل يوم يتعرض لكثير من المضايقات والازعاج التى لا يقتصر أثرُها على إزعاجه فحسب بل الى ذويه واهله، بل يصل الأمر إلى إصابته بإحباط وانتكاسات نفسية صعبه ومؤثره يصعب عليه التعامل معها والتعافى .وللأسف الشديد نحن فى مجتمع يحتاج لمزيد من الحنان والتوعية بالقدر الذى يجعله يتعامل معنا بثقه وفرح واريحيه مع هذه الفئة بشكل يسد الفجوة التى صنعها بتصرفاته ذات الأثر السلبي.
لذا نحاول من خلال هذا المقال الحديث عن أساسيات فن التعامل مع متحدى الإعاقة، وذلك كما يلي
لكل أب وأم، رزقهم الله مولودًا من متحدى الإعاقة البصريه، لا تخفوه عن الناس، ولا تعاملوه معاملةً سيئة وكأنكم تحاسبونه على إعاقته، لا تبالغوا فى تفضيله وتدليله اكثر وبتفضيل واضح وحبه عن باقى أفراد الأسرة، عندما ينوى فعل شيء وينجح.
عليكم تشجيعه وتحفيزه ليحصد المزيدً من النجاحات، ساعدوه على تكوين صداقات مع الآخرين من اقرانه من متحدى الإعاقة، حتى لا يشعر أنه وحيدا او بمفرده في هذا العالم، فى حال وجودهم بمكان مغلق لا يحفه خطر ولاحظتم محاولته وهو يتحرك بمفرده اتركوه يحاول ويجرب، ولا تُقَّيِدوه بشكلٍ يضايقه ويكبته، فتلك المحاولات تنم عن رغبته فى التحرك الشخصي بمفرده مثل الآخرين.
أما إذا كنت مدرساً بمؤسسة تعليمية تربويه، تعاملو معه بطريقه مريحه سلسله عمليه يغلب عليها طابع الاسلوب التربوي والانساني والنفسي الرقيق والاعتيادي والتى تجعل أقرانه من الأسوياء يتقبلونه ويندمجون انيا طبيعيا معه ليخلقوا منه انسان ذو حضور وكاريزما واضحه، شجعوا المتفوقين من الطلبه باستمرار ببذل الطاقه للمحافظه على المستوى المتقدم لهم، وساعدوهم لكي يبذلو مجهودًا اضافيا لتحقيق السمو والتميز واستمرار التفوق، لا تُولوهم اهتمامًا مُبالَغا فيه ولا تهملوهم بشده مرفوضه تمامًا، ولا تحبطوا أحدًا أو تتجاهلوه ، نظموا مسابقات، واسمحوا لهم أن يشاركوا فيها لتحفيزهم على تحقيق النجاح.
وإذا صادفك أحدهم فى الطريق، لا تدع له بالشفاء بصوتٍ عالٍ حتى لا تضايقه من ناحية، ولأنه ليس بمريض من ناحية أخرى، إذا كنت تتحدث إلى أحد من متحدى الإعاقة الحركية، حاول أَن تجلس إذا أُتيحت الفرصة، ليشعر بالتقارب فيما بينكما يجعل التفاعل بينكم مفيدا ومثمرا، وإذا كان من متحدى الإعاقة البصرية، فبادره بكلام رقيق وجميل ومؤدب ومفيد تجعله يرغب فى الاستمرار بالتحدث إليك. اعرض عليه المساعدة دون أن تفرض نفسك بشكل مستفز، لا تندهش أو تتعجب منه، ولا تستهزء عليه مطلقا ولا تسمح لاي من من ان يضحك عليه وبستصغره، فلديه من قوة الملاحظة الكثير تجعله يدرك ويعي جيدا أنكم تضحكون عليه، حتى وإن كان من متحدى الإعاقة البصرية.
بقلم : د.خالد اندرياعيسى