قليل من التفائل والهدوء

بعض الأصدقاء والاهل يعتب على أننى بالغت كثيرا فيما كنت اطبقه وبخوف كبير وعظيم عن تأثير كورونا.

. وإننى ابلغت للناس ولعائلتي قدرا كبيرا من التشاؤم.

. والحقيقة أننى لم أبالغ رغم أننى بقيت فى البيت السجن الاختيارى شهورا طويلة.

وقد عبرت عن مشاعرى وقلت ما كان عندى لأننا أمام تجربة إنسانية ونفسية لم نشهدها من قبل.

وهى مرض غامضوخطيرويؤدي للموت ولا أحد يعرف كيف يجيء وهو يقتحم حياة الإنسان والمجتمع والعالم دون استئذان وقبل هذا وأنت ممنوع من السفر والخروج والحركة إنه سجن كبير حرمك من كل شيء.

لم يشهد العالم من قبل مثل هذه المحنة وقد تعامل الناس مع كورونا كل على طريقته هناك من تحملها وعانى منها وهناك من تجنبها وهرب منها وهناك من فضل السجن على المرض والمعاناة وأخذ كل واحد حظه وهناك من تجاهلها فمات.. ولا بد أن اعترف أننى استسلمت للسجن ولم أقاوم رغم أن الأصدقاء الأعزاء من الاهل والاصدقاء نصحونى بأن أتمرد وأقاوم.. ولكننى فضلت السجن على المقاومة رغم أننى لم أعش تجربة السجن الحقيقى فى حياتي.

إننا فى المواقف الصعبة نتعامل كل على طريقته سواء كانت خطأ أو صواباً وإذا كنت قد فرضت السجن على نفسى هروبا من كورونا فلم أخطئ فى قرارى ربما تجنبت الأسوأ.

إن تجربة كورونا تجربة إنسانية صعبة ومريرة وكان أخطر ما فيها أنها لم ترحم شعبا ولا وطنا وإنسانا وأنها غمة فرضت نفسها على العالم كله ودمرت أشياء كثيرة فى حياة البشر وتركت خلفها جراحا كثيرة وكل شعب تعامل معها بطريقته.

وإن اتفق الجميع على أنها كارثة سوف يأتى زمان يقف العالم كله أمام كورونا شعرا ونثرا وفنونا وكل شعب يحكى قصته ويروى مآسيه.

إنها محنة الإنسان فى العصر الحديث حين فشل فى مواجهة فيروس ضئيل يهدد بقاء البشرية..

أنا لم أتشاءم فيما كتبت عن كورونا وكان من الصعب أن أتفاءل أمام عالم يحترق وناس تموت.

إن كورونا لم تكون حدثا عابرا فى حياة الإنسان والبشريه لقد غيرت أشياء كثيرة فينا وفى العلاقات الإنسانية.

وقد خسر العالم معها احباء واقتصاد تقريبا اختفى وسفر مات وطاقه تجمدت ومشاعر انسانيه كثيرة بردت سيكون من الصعب أن يعوضها  شئ ما بعد كورونا.

بقلم : الدكتور خالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …