“لاَ تَقُولُوا: فِتْنَةً لِكُلِّ مَا يَقُولُ لَهُ هذَا الشَّعْبُ فِتْنَةً، وَلاَ تَخَافُوا خَوْفَهُ وَلاَ تَرْهَبُوا” …. الفتنة كيف فسرها لنا الكتاب المقدس:

الفتنة ماهي وكيف نستطيع مواجهتها: مَا يَقَعُ بين البشر كنتيجة لاخْتِلاَفٍهم في قبول او رفض أو تفسير ما ينقل لهم من معلومات ووقائع يتداولها افراد باستعداد نفسي خاص وبقدرات على تحريك انفعالات والمشاعر نحو بعضهم البعض ليحدث الخلاف ولتحدث الفتنة بعدها.

نشأت الفتن في تاريخ الأمم هو واحد سببه البشر الذي يفتش عنها لعمل الشر، أذ لا يوجد أبشع من الفتنة على مستوى المجتمعات، وتوقد الفتنة بين الأفراد ربما على أتفه الأسباب أوعن طريق نشر الإشاعات والنميمة والأكاذيب وإثارة المشكلات على كل المستويات، وليزحف الافساد راكباً الفتنة فلا تدع أحداً إلا آذته وأصابته بشرها، ولتؤدي بعد ذلك الى الخلافات والعداوات والكره. أذا يسبق قيام الفتنة تهيئة الظروف الى صناعتها بين الافراد من خلال نقل الاحداث بين طرفين او أكثر ليوقع بينهم بأيّ دالٍة كانت من تلفّظ، أو كتابة، أو إشارة، أو إيماء، أو رمز، أو حديث السوء.

(الفتنة عادة ما تكون نائمة ومن يسعى الى أيقظها)، وفي كل حقب التاريخ لنا وقائع من ذلك الإيقاظ والى يومنا هذا، فإن الفتن لا يوقظها عالم.. ولا عاقل.. بل يوقظها الحاقدون.. ولكنهم لا يلبثون أن يعانوا من وصول نارها إليهم، أنهم لا يدركون سوء عملهم إلا بعد فوات الأوان لأن الفتنة إذا أقبلت أحرقت الأخضر واليابس كما في الامثال…. و تشم رائحتها من بعيد كما يقال مجازا، عند كل من له حس اجتماعي ومعرفة بالنوايا المبية من خلالها كما في تأويل وتحريف الكلام عن موضعه، أو عند الشغب وطغيان الشهوة والمال، والسوء، او في الأسقاط نفسي psychological projectionعلى احداث التي يمكن التلاعب بمكونات حدوثها وروايتها بما يسيء لها وللقائمين بها، والتحرش اللفظي عند الاختلاف مع الاخرين، فضلا عن الرغبات الدنيئة، كالمغالاة والتعالي، والفضول، والتدخل في ما لا يعنيه، والانتهازية في تأويل ونشر الاخبار التي تؤدي الى الفتنة والاسراف ونكث العهود، وتفرقة الكلمة، والابتعاد عن الحق، والاستدراج الكيدي.

أسباب الفتن وما تحتاجه من وسائل وتقنيات مادية لنشرها وكما يلي:

هناك بعض الأسباب التي أدَّت إلى الفتن بينها، العنصرية والتعصب والجهل والقبلية وتعمد النفاق وحب السيادة في المجال السياسي بُغيَةَ الحصول على المناصب يضاف الى ذلك التشدد الديني والحسد فالحاسد يسعى الى الفضيحة وأيضا الطمع والتذكير بالماضي والاخطاء والشتم أو الطعن في الشرف والاحتقار وآثارُ هذه الفتن سيئةُ وواسعة وعواقبَها وخيمة فكم من دماء سُفِكت، وبيوت هدمت، وأناس شُردوا، وأموال نُهِبت، وأمنٍ فُقِد خلالها، وقد استخدم البشر وسائل عديدة في نشر الفتن منها:

1– لسان الانسان واستخدامه كوسيلة ذات وجهان نحو الخير فانه يستُخدم للإصلاح والنصح والإرشاد، وشر الذي يأتي منه يعد أخطر وسيلة في اقامة أنواع الشر، “لِسَانُكَ يَخْتَرِعُ مَفَاسِدَ. كَمُوسَى مَسْنُونَةٍ يَعْمَلُ بالغش أحْبَبْتَ الشَّرَّ أَكْثَرَ مِنَ الْخَيْرِ، الْكَذِبَ أَكْثَرَ مِنَ التَّكَلُّمِ بِالصِّدْقِ. سِلاَهْ”(مز52: 3،2)

2– الكتابة والتأليف والبعض منها يعد مِن وسائل الفتنة التي تستعمل في محتويات الكتب ورسائل النميمة، يضاف الى ذلك وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بأنواعها ودورها في النشر والترويج للأكاذيب والصاق التهم، فضلا عن تقنيات التجسس الشخصية لدى البعض على الاخرين للوقوف على اخبارهم وجمعها استعدادا لفرصة نشرها، وان جميع ما تقدم اعلاه يعتبر من أجود الوقود للفتنة، “مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلًا وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا،” (رو 1: 29).

ان الاستعانة بالشر والفتن، سواء كان ذلك من افراد أو جهات ينتمون اليها امر في غاية السوء، ما الذي يمكن ان يكسبوه من وراء بث الاحقاد؟ اليس ذلك من عوامل الضعف والاختلاف والكراهية؟ أننا يجب ان نضم اصواتنا مع جميع العالم وفي كل كلمة تقال الان عن الضرر الذي تسببه الفتنة، فعلى سبيل المثال، لماذا يكون التنوع الديني والعرقي في بعض بقاع العالم داعما ورافدا للتقدم والقوة ويكون في بقاع اخرى عاملا من عوامل الضعف والاختلاف اليس هذا تحت علامة استفهام كبيرة.**

ومن الأمثلة الأخرى والحديثة في تاريخنا المعاصر ايضا، مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يتسابق البعض لنشر الآراء والاخبار المتنوعة فيها البعض منها يثر الشهية في المداخلة لأبداء لرأي ويحاصر فيها المدونون بعضهم البعض في سجال فكري تفوح منه احيانا رائحة غير مريحة وهي الشر والاشاعة والنميمة والفتن، فضلا عن بعض القنوات الفضائية التلفزيونية ولاي جهة كانت تنتمي، تحاول اثارة الاختلاف والكراهية من وراء بث الاحقاد بين البشر،… اليس الأفضل ان نسخر هذا للخير والعمل المشترك بين الناس على اختلاف اعراقهم، أذ ليس من حق أحد ان يتطفل ويتدخل في شؤن الاخرين ويثير الفتن، لماذا لا نجرب المحبة وتقريب وجهات النظر وتوسيع دائرة التفاهم اليس ذلك افضل للبشر.

والفتنة والنيمة هما وجهان للشر المخزون لدى بعض البشر كيف عالج الكتاب المقدس هذه المشكلة:

للإجابة عن هذا السؤال لابد من نتوجه الى مفترق الطرق التي اوضحها لنا الرب يسوع المسيح حين قال،”فَالإنسانُ الصّالِحُ يُخرِجُ ما هُوَ صالِحٌ مِنَ كَنزِهِ الصّالِحِ، وَالإنسانُ الشِّرِّيْرُ يُخرِجُ ما هُوَ شِرِّيرٌ مِنَ الشَّرِّ المَخزُونِ لَدَيهِ. وَلَكِنِّي أقُولُ لَكُمْ إنَّهُ فِي يَومِ الدَّينونَةِ، سَيُسْألُ النّاسُ عَنْ كُلِّ كَلِمَةٍ قالُوها” (مَتَّ 12:35, 36)، ولان ماذا نفعل اتجاه النميمة والفتنة، أذا الإجابة حسمت في الغاية والأهمية من خلال كلمة الله لتعلمنا ماذا نفعل وتقول، “لا تَخرُجْ كَلِماتٌ غَيرُ لائِقَةٍ مِنْ أفواهِكُمْ بَلْ فَقَطْ ما يَصلُحُ لِبِناءِ الآخَرِينَ حَسَبَ الحاجَةِ وَلِفائِدَةِ السّامِعِينَ” (أفَ 4:29).

وردت “الفتنة والتي تسبقها في الاحداث النميمة” في الكتاب المقدس بنفس المعنى والمكمل لبعضهما لذلك يمكن تفسيرهما بناءاً على ذلك فالنَّميمَة : وشاية، نقل الاحداث والحديث على وجه الإفساد والوقيعة بين النَّاس فالواشي ناشر الإشاعات والأكاذيب، يتجول ناشرا الأخبار ويشيع الفتن أو الفضائح، فمثل هؤلاء ممن تكون لديهم معلومات مشوهة عن الأحداث والمشكلات تحت مختلف مسمياتها فضلا عما يحدث في العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية…..ألخ.

أذا هي بقصد الإفساد وإثارة الكراهية والأحقاد ومن ثم الخصومة والفرقة، “الرَّجُلُ اللَّئِيمُ يَنْبُشُ الشَّرَّ، وَعَلَى شَفَتَيْهِ كَالنَّارِ الْمُتَّقِدَةِ، رَجُلُ الأَكَاذِيبِ يُطْلِقُ الْخُصُومَةَ، وَالنَّمَّامُ يُفَرِّقُ الأَصْدِقَاءَ. اَلرَّجُلُ الظَّالِمُ يُغْوِي صَاحِبَهُ وَيَسُوقُهُ إِلَى طَرِيق غَيْرِ صَالِحَةٍ، مَنْ يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ لِيُفَكِّرَ فِي الأَكَاذِيبِ، وَمَنْ يَعَضُّ شَفَتَيْهِ، فَقَدْ أَكْمَلَ شَرًّا”(ام 16: 27—30)، وهذه قد ضمنتها قائمة الخطايا التي يفعلها كل من لم يعترف بالله. “أمّا الأحادِيثُ الفارِغَةُ الدُّنيَوِيَّةُ فَتَجَنَّبْها، لِأنَّها لا تَعمَلُ إلّا عَلَى إبعادِ النّاسِ أكثَرَ عَنِ اللهِ”(2 تِيمُ 2:16)، وعالجها الكتاب المقدس من خلال:

1- الا تكون أذهاننا ساحة تلقى فيها النميمة وتحدث الفتنة وان نتذكر دائما خطورتها وعدم تصديق ما يقال فكلمات الجاهل مهلكة له، وأقواله فخ لنفسه، والمشاكل التي تثيرها تسبب الخصومة وتشعل النزاع، “بِدُونِ حَطَبٍ تَنطَفِئُ النّارُ، وَبِدُونِ النَّمّامِ تَهدَأُ المَشاكِلُ وَالخُصُوماتُ. الفَحمُ يُستَخدَمُ لِلجَمرِ، وَالحَطَبُ يُستَخدَمُ لِلنّارِ، وَمُثِيرُ المَشاكِلِ يُشعِلُ النِّزاعَ، كَلامُ النَّمّامِ يُشبِهُ الطَّعامَ اللَّذِيذَ الَّذِي يَنزِلُ إلَى المَعِدَةِ”(أم 26:20-22)

2– ضبط اللسان والابتعادً عن كل نميمة وفتنة لأنها كلمات من نار تحرق كل من يتعامل بها، واطلب معونة الله لي، “أعِنِّي، يا اللهُ، وَاضبُطْ لِسانِي، أعِنِّي فَأنتَبِهَ إلَى ما يَخرُجُ مِنْ فَمِي”(مَز 141:3).

ما الدرس المستفاد من قبول الفتنة او رفضها لصالح الفرد والمجتمع:

1– يميل البعض إلى التقاط الأخبار من أفواه الكذابين ومثيري الفتن ويعملون على تحويرها واضافة بعض المقاطع والمعلومات اليها وتحديثها، وفقا اهوائهم الشخصية، وميولهم ومصالحهم الشخصية أو الفئة التي ينتمون اليها. وكثيرا ما يجد البعض في هذه تعد متنفسا يعبرون عنه في إحداث تغيير وردود افعال وجس النبض المتلقين لها. “خُبْزُ الْكَذِبِ لَذِيذٌ لِلإِنْسَانِ، وَمِنْ بَعْدُ يَمْتَلِئُ فَمُهُ حَصًى، اَلسَّاعِي بِالْوِشَايَةِ يُفْشِي السِّرَّ، فَلاَ تُخَالِطِ الْمُفَتِّحَ شَفَتَيْهِ”(أم 20: 19،17).

2– النميمة والاشاعة والفتنة ظواهر اجتماعية قديمة، عمرها قدم التواصل الاجتماعي واشكاله، ويستمر انتشارها وتأثيرها في عصرنا التقني، “مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلًا وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا”(رو 1: 29).

3– لا يستثني الكتاب المقدس الجنسين من النميمة والفتنة “اَلسَّاعِي بِالْوِشَايَةِ يُفْشِي السِّرَّ فَلاَ تُخَالِطِ الْمُفَتِّحَ شَفَتَيْهِ”(أم 20: 19)، وبالتأكيد يندمج أي من الرجال والنساء في الفتنة والنميمة بمجرد أن افشاء ما قيل لهم في السر كما في، “بِبَرَكَةِ الْمُسْتَقِيمِينَ تَعْلُو الْمَدِينَةُ، وَبِفَمِ الأَشْرَارِ تُهْدَمُ، اَلْمُحْتَقِرُ صَاحِبَهُ هُوَ نَاقِصُ الْفَهْمِ، أَمَّا ذُو الْفَهْمِ فَيَسْكُتُ، السَّاعِي بِالْوِشَايَةِ يُفْشِي السِّرَّ، وَالأَمِينُ الرُّوحِ يَكْتُمُ الأَمْر”(أم 11:11، 12-13). وفي اية أخرى نجد ان، “فَمُ الْجَاهِلِ مَهْلَكَةٌ لَهُ وَشَفَتَاهُ شَرَكٌ لِنَفْسِهِ. كَلاَمُ النَّمَّامِ مِثْلُ لُقَمٍ حُلْوَةٍ وَهُوَ يَنْزِلُ إِلَى مَخَادِعِ الْبَطْنِ” (أم 18: 7-8). “مَنْ يَحْفَظُ فَمَهُ وَلِسَانَهُ يَحْفَظُ مِنَ الضِّيقَاتِ نَفْسَهُ” (أم 21: 23). “بِعَدَمِ الْحَطَبِ تَنْطَفِئُ النَّارُ، وَحَيْثُ لاَ نَمَّامَ يَهْدَأُ الْخِصَامُ” (أم 26: 20).

4– جميعنا يتعامل مع المعلومات السلبية أسرع مما نتعامل مع الإيجابية منها فضلا عن أننا نستهلك طاقة اقل لتصديقها عندما تكون المعلومات كاذبة وهذا يعني إننا لا نهتم بالبحث عن الحقيقة لأنها تتطلب وقتا وجهدا، أو ربما لا نملك طرقا لمتابعة الحقيقة لان الفتنة تنتشر بسرعة كبيرة في المجتمع (2)، ” شَاهِدُ الزُّورِ لاَ يَتَبَرَّأُ، وَالْمُتَكَلِّمُ بِالأَكَاذِيبِ لاَ يَنْجُو” (ام ١٩: ٥)، “السَّاعِي بِالْوِشَايَةِ يُفْشِي السِّرَّ، وَالأَمِينُ الرُّوحِ يَكْتُمُ الأَمْرَ” (أم 11: 13).

5– انتشار الفتنة يثير القلق والخوف في نفوس الناس، فضلا عن انها تنشر روح الهزيمة النفسية ليسهل بعد ذلك اختراقها والتحكم فيها، كما وتنتشر الشائعات والتي هي الوجه الاخر للوصول الى الفتن، وينشط مروجوها في أوقات توقع الخطر، كأوقات الحروب والقلاقل والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأن الناس يتوقعون كل شيء خلال هذه الأوقات، فعندما سماعهم أية معلومة يتناقلونها فيما بينهم دون التحقق من صحتها. لذلك لا أحد ينكر أن للشائعة قدرة على اثارة النزاعات وصولا الى الفتنة فضلا عن آثارها الحسية بالغة، وبمقدورها أيضا القضاء على مجتمعاتٍ كاملة إذا لم تواجه بطريقة فاعلة وواعية. وتزداد خطورتها كذلك إذا كانت هناك جهة او (جهات) تروج لهذه الشائعة بغرض تحقيق أهدافها ومبتغاها في إشاعة الفتن وما أكثرهم في مجتمعاتنا، “مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلًا وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا”(رو 1: 29). 6– ويمكن تلخيص أهداف الفتن والنميمة والشائعات كالآتي: إضعاف معنوية الفرد والمجتمع، وإشغال وتعطيل الفكر عن التعامل مع الحقائق، وذلك من خلال تفاعل مع الفتن والشائعات وتصديقها والترويج لها. إضافة إلى زرع الريبة والشك في النفوس، مع التشكيك في التعايش بينهم وبين رموزهم الاجتماعية والسعي لزعزعة الثقة، كما أنها تهدف إلى زرع الفرقة وتعميق الفجوة بين مكونات المجتمع، “إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،” (رو 3: 23).

وفي الختام اشير الى ان الفتنة بكل محتوياتها المعروفة وكما بينا أعلاه يؤلفها ويروج لها الحاقدون والكارهون، وينشرها ويصدقها البسطاء من البشر لذلك يجب الحذر من تداولها.

فحين يكون مداد اقلامنا مسيحيا ونضعه على الورق بكلمات من روحها عندها سيكون رفضنا للفتنة كما في، “لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا، أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِكَ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ”(لوقا 6: 41 ،42 ،45)

أبعدنا يا رب عن سلوك النميمة والفتنة وقنا شرورهما، واهلنا للحصول على بركتك وابعد عنا طريق التجربة وبارك جميع من يعمل البر باسمك وساعدنا في اجتياز الصعاب ومكن كنيستك المقدسة من أداء عمل الايمان وانت ايه القارئ العزيز عش حياة النعمة والمحبة والتسامح والمغفرة “فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَلاَتِكُمْ” (مت 6: 14 ،15). ولنصلي في كل الاوقات كما علمنا الرب يسوع حين قال “وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلًا كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ، فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ، فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ، خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ، وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ آمِينَ” أذاً لابد ان نجرب المحبة وتوسيع دائرة التفاهم ونسخر مزيدا من الخير المشترك بين الناس على اختلاف اعراقهم وليس من حق أحد ان يتطفل ويتدخل في حياة الاخرين من خلال الفتنة التي من الممكن أن تأتي علي الأخضر واليابس في العالم أجمع …. ولنقترب ونصافح بعضنا بعض ونقول “اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ، لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ، وَلكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ.، أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ” (1كور13: 13،10،9،8) …. الى الرب نطلب

د. طلال كيلانو

—————————————————————————-

1– “فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِي الرَّبُّ بِشِدَّةِ الْيَدِ، وَأَنْذَرَنِي أَنْ لاَ أَسْلُكَ فِي طَرِيقِ هذَا الشَّعْبِ قَائِلًا، لاَ تَقُولُوا: فِتْنَةً لِكُلِّ مَا يَقُولُ لَهُ هذَا الشَّعْبُ فِتْنَةً، وَلاَ تَخَافُوا خَوْفَهُ وَلاَ تَرْهَبُوا، قَدِّسُوا رَبَّ الْجُنُودِ فَهُوَ خَوْفُكُمْ وَهُوَ رَهْبَتُكُمْ. وَيَكُونُ مَقْدِسًا وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ لِبَيْتَيْ إِسْرَائِيلَ، وَفَخًّا وَشَرَكًا لِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ. فَيَعْثُرُ بِهَا كَثِيرُونَ وَيَسْقُطُونَ، فَيَنْكَسِرُونَ وَيَعْلَقُونَ فَيُلْقَطُونَ».” (إش 8: 12،11، 13، 15). 2- وبحسب علم الاجتماع، نملك جميعا نزعة نقل الأخبار السلبية اكثر من الإيجابية. وفي هذا الصدد تشير الى ذلك أستاذة علم النفس في جامعة آيوا الشمالية “هيلين هورتون”: ” وفي دراسة أخرى اجراها عالم النفس الأسترالي “ستيفان لاندوفسكي” عن سبب تفشي المعلومات الكاذبة وسرعة انتشارها في غضون ثوان معدودة حول العالم. استنتاج “لاندوفسكي”.

** ومن المناسب ان نذكر هنا لقد منعت السلطات البريطانية، سائقي مركبات الاجرة وركابها من مناقشة الأمور الدينية، خوفا من نشوء الخلاف، علما ان هذه المملكة ملتزمة بالحريات الشخصية والتعدد العرقي فيها.

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

مواهب الروح القدس

هو روح الله الأقنوم الثالث في الثالوث الاقدس وقد ذكر هذا التعبير ثلاث مرات فقط …