حين كان الزمان جميلا

كان العالم يحسدنا على أشياء تبدو صغيرة ولكنها ذات بريق خاص.. من أهم ما كان يميز مجتمعنا العراقي الزاهي هذه المنظومة الاجتماعية المتماسكة التى تحكمها ضوابط وثوابت تمنحها قدرا من الاستقرار والتفاهم والذي لا يتوافر فى مجتمعات أخري.

كانت العلاقة الزوجية لها خصوصيتها وقدسيتها فى الاحترام المتبادل والمودة والتعاون والرحمة.

وكان الأطفال صغارا لهم حق الرعاية وللآباء حق التقدير وكان الابن يكبر ولا تنسى مكانته وواجباته فى المسئولية صدقا واحتراما.

وكانت الابنة سر أبيها وكانت الأم مصدر الحنان والطاقه والديناميكيه والحب وكان الأب حارسا أمينا ونشطا وصوره مشرقه للعائله وعلى هذه القلعة يوفر لها الكفاية والإحساس بالرابطه وبالثراء والغنى حتى وإن كان فقيرا.

كان هذا حال الأسرة التى يحسدنا العالم عليها كان للزواج قدسيته وللأبوة مسئوليتها وللأخلاق مكانتها .

وكان الدين هو قانون ودستور الحياة، والمودة والاخوه هى الطريق إلى السعاده التفاعل.

وكانت للجار حرمته وللعمل قدسيته وللكلام حدوده واحترامه .

كان هذا حالنا ولكن أشياء كثيرة فى حياتنا تغيرت أصبحت لدينا اعلى نسب الطلاق واقل نسب الزواج .

وظهرت دعوات فجة لعلاقات غير سوية وتحللت علاقات إنسانية وأخلاقية اساسيه قامت عليها ثوابت امتدت مئات السنين .

ووجدنا أنفسنا أمام واقع اجتماعى غريب علينا وشاذ وغير مقبول فى سلوكياته وأخلاقه وتدينه وانفلاته وقد يسأل البعض وماذا نفعل لأن يعود لبيتنا العراقي العريق مكانته وأخلاقه وترابطه ليس معنى ذلك أن نتخلى عن روح العصر ولكن ألا نتخلى عن روحنا .

كانت الأسرة وترابطها من أجمل الأشياء فينا ومنذ غابت انتشرت فى حياتنا دعوات وأشياء غريبة عادت وانتشرت حول العراق التى كانت هي الأكثر جمالا وجلالا ورحمة .

كلما تذكرت الأسرة العراقيه العريقة التى خرج منها المبدعون والعلماء والمفكرون والقادة يحملنى حنين جارف إلى زمن القدوة حين كان البيت يعرف حدود الأشياء والاحترام والأخلاق وطبيعة البشر وكان الزمان جميلا هانئا مريحا وامنا.

نحن فى حاجة إلى أن نعيد الكثير من أشياء جميلة كانت تزين حياتنا الأب المسئول والخلوق والأم الرحيمة والاولاد الدرر والمسئول العادل والامين.

وقبل هذا ونحن فى حاجة إلى وطن نشعر فيه أننا كلنا أبنائه وأنه الأب والحضن الذى يحتوينا جميعا.

بقلم: الدكتور خالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …