بحثا عن الروائع والابداعات الفنيه وليس عن الاسفاف

لم يعد الان الفن هدفا أو غاية أو حتي قيمة ذات فائده وأصبح السباق والتناطح الآن حول القصص والفضائح المزعجه والمقرفه والبرامج التافهة الهايطه والمتكرره وتخصص البعض في أخبار الطلاق والزواج والسرقات.. وفي تقديري أن الفن  العربي عموما يعاني حالة إفلاس جعلت بعض الفنانين يحاولون الوجود الدائم علي مواقع التواصل الاجتماعي طوال الوقت بعد أن أفلسوا ولم يعد أحد يتابعهم او يهتم بما يقدموه..

لا أريد أن اذكر الأسماء ولا الأكاذيب التي يطلقونها وتسيء لتاريخ طويل من رجال الفن الجميل.. ولكن القضية أصبحت الآن ظاهرة في الابتذال والابتزاز وحتى الانحطاط وتسيء للفنانين الكبار الذين عاشوا في وجدان الناس وأذواقهم..

لا يعقل أن نترك مجموعات من الكومبارس وأنصاف المواهب يشوهون تاريخا حافلا من الفن الجميل..

إن بعض الفضائيات تروج لهذه الظواهر السيئة وتقدمها وتساندها وتدافع عنها وهذا الإسفاف يفسد أذواق الأجيال الجديدة ومعرفتهم.. ينبغي ألا تتحول بعض الفضائيات إلي أبواق للفن الهابط والإسفاف والسخف الواضح.. إننا في كل يوم نشاهد ونسمع وجوها أفلست فنيا ولا تجد أمامها فرصة غير مواقع التواصل الاجتماعي وما يدور عليها من التجاوزات..

إن أخطر ما في ظاهرة الإفلاس الفني أنها تفتح الأبواب أمام قضايا غريبة وتجعل من الكومبارس نجوما ثم تفتح الشاشات برامجها لمثل هذه الظواهر المرضية..

يجب أن تتسم مواقع التواصل الاجتماعي بقدر من الحكمة فيما تنشر.. وأن تحرص الفضائيات علي أن تحافظ علي مستوي ما تقدم، كان ثمن النجومية في الفن شيئا وصعبا وغاليا.. ولا يعقل أن يهبط المستوي إلي هذه الدرجة من التراجع والافول ..

يجب أن تتصدي نقابات الفنانين في الوطن العربي، لمثل هذه الظواهر حرصا علي الفن الرصين وتاريخه، يجب ألا نترك الساحة خاويه للباحثين عن الأضواء والشهرة..

خاصة أن المنظومة اختلت والمواهب الحقيقية اختفت وسطت على السطح كائنات غريبة أساءت للفن والفنانين وللاوطان.. إن ترويج القبح ليس مسئولية الفن وليس دور الفنانين، إن مسئولية الفن هي الجمال والرقي والترفع، وما نراه الآن يسيء لتاريخ طويل من الإبداع ولا يعقل أن نفرط في دور الفن العربي وما قدمه للثقافة وللمعرفه العربية.. هناك ظواهر يجب أن نتوقف عندها لأنها تسيءلنا تاريخا وفنا ومكانة.

بقلم: الدكتورخالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …