الأزواج في مواجهة الحرية

ولكن ماذا يعني هذا عمليَّاً؟ كيف يمكن وينبغي أنْ تعيش هذهِ الحرّيَّة عند زوجان مَسيحيّان يَشعران أنَّهُما مدعوّان ليس فقط للتَجربة للشهادة عن النِعمة العظيمة الّتي تَلقَّوها وعليهم إعلانِها للعالم؟ بادئ ذي بدء، مِنْ خلالِ الإعراب عن الامتنان للرَّب على عطيَّة مثل هذا الحُب العظيم لأنَّها تَشبه مَحبَّة الله نفسها. التأكيد هذا على النِعمة يأتي مِنْ الإيمان: سيكون عاراً حقيقيَّاً عدم إدراك هذهِ النِعمة العظيمة المناسبة في الزواج المسيحي الّذي يجب أنْ يتَجدَّد على كلمات الرّب يسوع.  

الحرّيَّة الآتيَّة لا ينبغي تَصورها واختبارها مِنْ حيث التملك والخصخَصة، ولكن مِنْ حيث العطاء الذاتي والتفاني التام. وثانيَّاً، يجب أنْ يشهد الأزواج المسيحيون على حرّيَّتهم في طاعة مُفرِحة للأمر الإلهي: “انموا واكثروا” (تكوين 1: 28). هذهِ الوصيَّة أيضاً مثل ما قاله يسوع لتلاميذه: “هذه هيَّ وصيَّتي: أحبَّوا بَعضكم بَعضاً مثلما أحبَبتُكُم … وصيَّة جديدة أعطيكم: أحبَّوا بَعضكُم بعضاً” (يوحنا 15: 12؛ 13: 34)، فبدلاً مِنْ تقييد حرّيّتِنا، فإنَّها تُفَسِّر بشكلٍ أعمق حرّيَّتنا بالكامل، أي الاحتياجات والتَّوقُّعات. أخيرًا، يشهد الأزواج المسيحيون على حرّيَّتهم مِنْ خلالِ العيش في مَنطق الثِقة في العنايَّة الإلهيَّة: هنا قبل كُل شيء يُظهر الله أُبوّته الإلهيَّة، ويشعر الزَوجان بالحق/ الواجب في تجسيد اللُغز العظيم للأُبوَّة / الأُمومة هنا والآن.  

الحداثة لا تُكتَب على الورق ولا توكَل على الكلمات بَل تُنقَش في الجسدِ وتَشهد يوم بَعدَ يوم؛ حرَيَّة أولئك الّذين يعرفون كيف يتَعاملون مع الآخر، وحرّيَّة أولئك الّذين يعرفون كيف يمنحون أنفُسهم بحماس الواحد للآخر، مِمَّن يعرفون كيف يُضَحّون بأنفُسِهِم بِسخاء. هذهِ هيَّ الخصائص بحسبٍ الرسول بولس لِسِّر الزواج المسيحي.  

بقلم: الاب سامي الريس

عن الاب سامي الريس

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …