إنها الأخلاق والوفاء

كان لابد أن يفعل شيئا غريبا وجميلا ومتميزا وهو يحصد جائزة البحث الاول الذهبية لبحثه الفائز بالمرتبه الممتازه، وقف البروفسور مايك في حفل تكريمه ليطلب من زوجته أن تتقدم بدله ولتتسلم الجائزة ..

كان تصرفا حضاريا أذهل الحاضرين ولاقي حالة ذهول في اروقة الجامعات والحياة العامه

إن فكرة العالم عن السلوك الشخصي والذوق والوفاء لم تتغير وصفة الوفاء والدعم لا تختفي من الاذهان. هذا السلوك الراقي من البروفسور سيضيف بعدا جديدا اضافة لرقيه ومعرفته الاكاديميه والعلميه والبحثيه اضافات كبيره وستزيد من مكانته الاكاديميه قوى اضافيه وعمق خلقي اكبر.

جليا أنه سلوك مرموق فهناك شعوب متخلفة تقدر قيمة ومكانة المرأة في البيت والمجتمع، وأن المرأة ومع كل الاسف في العالم العربي تعاني كل مظاهر القهر والاستبداد .. أراد البروف مايك أن ينقل صوره جديده بهذا السلوك الراقي للعالم.

في هذا الوسط الجامعي والبلدي الذي قدمه كاستاذ نموذج للعلم والمجتمع الواعي ..  ابهر; هذا مع زوجته أضاف له بعداً أخلاقيا جديدا لكل شعوب الارض .ان هذا السلوك الرائع  والحضاري كسب كل التقدير من الجميع، وربما كانت المرة الأولى التي تقدم فيها المرأة الداعمه لزوجها واسرتها بصورة انسانيه راقيه فريده من نوعها أعجبت وابهرت الجميع وزادت من تقدير القامه العلميه  وتجعله نموذجا في العالم يحتذى به .. إن البروف مايك كان موفقا في قراره هذا وكان ذكيا ومخلصا في اختيار اللحظة في مشواره، وهو لا يقدم صورة حضارية للعلاقات والروابط العائليه والعلميه فقط، ولكنه قدم موقفا حضاريا وسلوك يقوي الروابط الاسريه وربطها بالعلاقات العامه ..

إن موقف هذا الباحث الذكي علميا واجتماعيا مايك امام جامعته وزوجته واسرته يفوق قيمة الجائزة التي حصل عليها فقد أضاف له الكثير من الوهج والبريق والذكاء الانساني والاجتماعي والخلقي ..

في مشاوير حياتنا هناك بعض المواقف تتجاوز في تأثيرها أشياء كثيرة في الحياة وسوف يذكر العالم أن هناك قامه مثاليه قدم نموذجا جميلا وحضاريا في تكريم الزوجه رفيقة الحياة والدرب.. ومن كان يتصور أن هذا العالم الذي يحمل فكرا وعقلا منهمكا بالعلم وبالابداع بكل وما هو جديد وابداعي لاينسى في اللحظات الدقيقه زوجته ورفيقة دربه و حياته سوف يقدم صورة مبهرة للمرأة الحبيبه في كافة انحاء  العالم وستكون حديث العالم كله، إنه الذكاء والفطرة والإيمان وحضارة التاريخ التي تمتد في حياة البشر ..

لقد انتقلت صورة الرجل مايك من سجلات البحث  العلمي لتبدو صورة الإنسان الوفي مهما ترقى في أن تشاركه زوجته كل الإنجازات الكبيره العظيمه التي يحققها.. إنها ميزة الوفاء والأخلاق وليست لها علاقة بالدكتوراه او التفوق العلمي أنها الأخلاق وكفي.

قصة مايك في البحث العلمي قصة إنسانية يجب أن تكون حديثا شيقا للجميع  وسلوكه هذا مع زوجته التي فضلها علي نفسه وإصراره علي التميز والتفوق قي جامعته ، كل هذا يضع تجربة هذا البروف أمام مجتمع عالمي ليكون النموذج والقدوه ويحمل الوفاء في عقله.

بقلم: الدكتورخالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …