عرف الخلاص في المسيحية بان هو ( النجاة أو الفداء) هو «حفظ الإنسان من الخطيئة وعواقبها، ومن ذلك الموت والانفصال عن الله» بموت المسيح الكفاري وقيامته يتبع هذا الخلاص .. وبوصفه غفرانًا للخطيئة بالمشاركة في موت يسوع وقيامته ، وهذه المشاركة متاحًه للجميع ، ففصّل آباء الكنيسة والكتاب ، الخلاص الإنساني، في نظريات غفرانية متنوعة، منها نظرية الفداء، ونظرية المسيح الغالب، ونظرية الخلاصة، ونظرية الإرضاء، ونظرية الاستبدال العقابي، ونظرية التأثير الأخلاقي ..الخ ..
واما الخلاص لاهوتيا يعني الإنقاذ الروحي والأبدي. ففي انجيل متي 19 : 25.. قالوا التلاميذ لسيد المسيح، اذا من يستطيع ان يخلص ، “.. وعندما سائل السجان في فيلبي الرسول بولس ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص ، فقال آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص انت واهل بيتك ،اعمال الرسل 16 : 30-31 “.
الخلاص
هو الإنقاذ من الخطر أو المعاناة.
فأن
تخلص شخص ما يعني أن تنقذه أو تحميه.
والكلمة
تحمل معاني الإنتصار أو الصحة أو الحفظ.
وفي
بعض الأحيان يستخدم الكتاب المقدس كلمة
مخلَّص أو خلاص للإشارة إلى الإنقاذ
الجسدي المؤقت، مثل إنقاذ بولس من السجن
(فيلبي
19:1)
فنخلص
من عقاب الله وغضبه المستحق عن خطيتنا
(رومية
9:5.)
فخطيتنا
تفصلنا عن الله، وكون أجرة الخطيئة هي
موت .
واما
هبة الله فهي حيوة ابدية بالمسيح يسوع
ربنا (رومية
23:6).
..الله
وحده القادر أن يخلصنا لا بمقتضى اعمالنا
بل بمقتضى القصد والنعمة التي اعطيت لنا
في المسيح يسوع قبل الازمنة الازلية “.
(تيموثاوس
الثانية 9:1؛
و تيطس 5:3)..
والكتاب المقدس واضح بان الخلاص هو هبة مجانيا منحها الله لغير مستحقيها ” بالنعمة انتم مخلصون ” (أفسس 5:2 و8) ولكن هل يحصل عليها الكل ؟. نعم هي متاحه للجميع مجانا ولكن فقط بالمقابل لكي تحصل عليها يكون من خلال ايمانك بالرب يسوع المسيح ، لانه ليس باحد غيره الخلاص، لان ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطئ بين الناس به ينبغي ان نخلص (أعمال الرسل 12:4) ..
فقال
لها يَسُوعُ:
«أَنَا
هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ.
مَنْ
آمَنَ بِي، وَإِنْ مَاتَ فَسَيَحْيَا
، وكل مَنْ
كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ ُيموتَ
إِلَى الأَبَدِ.
أَتُؤُمِنِينَ
بِهَذَا؟ فقالت نعم ياسيد انك المسيح ابن
اله الاتي الى العالم ”
يوحنا
11
: 25 -27 ” ..
والرسول
بولس ينبهنا بضرورة ان نسمع كلمة الانجيل
لان فيها خلاصنا ، (أفسس
13:1).
وولكن
ليس السماع فقط بل أن نؤمن ، ونثق تماماً
بما جاء فيه ، يقول في (رومية
16:1-17)
” لاني
لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله
للخلاص ، لان البار فبالايمان يحيا
“.
فالعقيدة
المسيحية للخلاص تقوم على ”
انقــــاذ
الخاطئ ، من الدينونة الأبدية بسبب الخطية،
بنعمة الله ، يمنحها للذين يقبلون بالإيمان
، و التوبة ،والاستقامة ، ”
فتوبوا
وارجعوا لتمحي خطاياكم ”
اعمال
الرسل 3
” 19 “. فالخلاص
متاح للجميع ولكن فقط من خلال المسيح وحده
(يوحنا
6:14؛
انا هو الطريق والحق والحياة ليس احد
ياتي الى الاب الا بي ”
. لابل
ليس باحد غيره الخلاص ، لان ليس اسم اخر
تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي
ان نخلص ”
أعمال
الرسل 12:4)،
إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ
الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ
يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ
الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.
…”رومية
8
: 1-17 “..
فالذين
بالمسيح لادينونه عليهم ، لانهم اقترنوا
بيسوع المسيح:
” يقول
المسيح للذين عن يمينه متي
25
: 33 -45 تعالوا
يامباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ
تاسيس العالم …نلاحظ
بان من على يمينه منحهم الخلاص مباشرة
بدون الدينون ، لانهم مخلصون لايدينهم
بل قد اعد لهم الملكوت ، اما الذين على
يساره يدينهم ويقول لهم
«
اذْهَبُوا
عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ
الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ
وَمَلاَئِكَتِهِ، “….
فالدينونه
هي للخاطئين الذين ليسوا في المسيح ،..
🙁
الذى
يؤمن به لا يدان .
والذى
لا يؤمن قد دين ،)
يو
3
: 18 ..
( لانه
هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد
لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له
الحياة الأبدية )
( يو
3
: 16 ) .فالايمان
شرط اساسي للخلاص :
( إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون فى خطاياكم ) ( يو 8 : 24 )
بدم المسيح الوحيد القادر أن يخلص . قال الرسول بولس وسيلا لحافظ السجن ( آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك ) ( أع 16 : 31 ) … يقول الرسول بولس برسالته الى تيطس 3 : 4 -6 ( ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه ، لا بأعمال فى بر عملناها نحن ، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس ، الذي سكبه علينا بيسوع المسيح مخلصنا ) ( تى 3 : 4 ، 5 – 6 ) .. ويوحنا 3 : 3-8 ..
ولكن الذي يجب ان نعرفه ونعمل به هوكما يقول الرسول بولس ( إن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطيئة ،وأما الروح فحياة بسبب البر ) ( رو 8 : 1. ) .إذن طالما نسير فى طريق الخلاص لابد ان يكون الجسد ميتاً عن الخطيئة ، لا يحب العالم أو الأشياء التى فى العالم ، ( لأن محبة العالم عداوة لله ) ( يع 4 : 4 ) …
نحن نعلم ان المسيح فدا نفسه وسكب دمه ليخلّص جميع الناس ، ولكن هل الجميع يخلصون ؟ لا طبعا الا الذين يقبلونه. الله يريد ان يخلص الجميع. (تيموثاوس1 2: 4) ولكن اعطى لكل انسان حقّ الإختيار في أمر خلاصه، والكتاب المقدس يقول”بالنعمة أنتم مُخلَّصون، بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من اعمال كيلا يفتخر احد. (أفسس 2: 8-9 ) .. “لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلّصنا”. (تيطس 3: 5) على أن الإيمان الحقيقي الذي يعطي الخلاص، هو الذي ينشئ تغييراً في حياة المؤمن، وهو الإيمان العامل بالمحبة ، فالأعمال الصالحة تتبع الخلاص، ولكنها ليست هي التي تضمنه.لاننا بالنعمة مخلصون بالايمان ، لاننا مخلوقين في المسيح لاعمال صالحة ، وليس باعمال صالحه ؟..افسس 2 : 8-10 .. .
الشيء الوحيد الذي يساعدك على الخلاص هو أن تأتي كخاطئ إلى المسيح وتتوب عن خطاياك وتثق بانه هو الوحيد الذي يستطيع ان يغفر لك خطاياك وهوالوحيد الذي يمنح لك الخلاص ، لانه هوالذي دفع ثمن خطاياك واشتراك بدمه الطاهربموته على الصليب ، وبررك من ذنوبك وخطاياك ومنحك خلاصك فتقدم اليه وتمتع بهذه النعمة المجانية . بايمانك بانه الفادي والمخلص هو ابن الله يسوع المسيح . والنعمة والبركة لجميعكم … امين ..
بقلم : المحامي يعكوب ابونا