مفهوم الغفـــران ومعناه وانواعــــــــــه …؟؟.

في الأصل اليونانيأَغفِرَ

المدين تشير الى العفو من الديون ، الواجبة التسديد قانونا ، حيث يتعرّض لفقدان الحرية في حالة عدم سداده..

ويُعرف قاموس أوكسفورد الغفران على أنه «منح العفو من دون مقابل والتخلي عن كل الدعاوى المتعلقة بالإساءة أو الديْن»…

جاء في دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

غَفَرَ | غُفْران | مَغْفِرة

الغفران أو المغفرة صفة من صفات الله المقدسة ولا غفران إلا به (مز 130: 4؛ مر 2: 5- 12 ) والغفران عطية الله للمؤمن (أع 13: 38، 39؛ 1 يو 2: 12) نتيجة غنى نعمة الله إنسان (أف 1: 6، 7) بواسطة كفارة المسيح عن بني البشر ( عب 9 : 9-28 ) ..

  وكلمة الغفران في الكتاب المقدس، تعني تغطية الخطايا، أو سترها أو التكفير عنها.. وفي العهد الجديد، يعني الغفران التكفير سترعن الخطايا بموت يسوع المسيح على الصليب ..

الغفران يشكل محور اساسي في الكتاب المقدس ، لانه مطلوبا تحقيقه منذ ان اخطا ادم وحواء بحق الله ، والذي سبب لنا ارث الخطية ليجعل طبيعتنا فاسدة خاطئ ، فالغفران كان مطلوب منذ ذلك ، وكون الغفران يتطلب تضحية وكفارة ” دم ” والانسان اخطأ بحق الله فلا يستطيع ان يقدم هذه الكفارة ويطلب هذا الغفران ، ولكن الله بمحبته للبشر لم يتركهم للهلاك ، لان الانسان صنع يديه فكان لابد ان يعيده اليه ، فقدم الله نفسه بشخص ابنه يسوع الكفارة لخلاصنا ، ” رومية 3 : 24 “. 25 الذي قدمه الله كفارة، بالإيمان بدمه، لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله “..

لهذا اخلى الرب المسيح نفسه فاصبح انسان فصلب ومات وقام في اليوم الثالث ، فموت يسوع المسيح وقيامته منح الخلاص بغفران خطايانا.. فالغفران اليوم متاح للجميع ، يناله كل من يؤمن بالرب يسوع المسيح بانه الله المتجسد الذي صلب ومات وقام ، .و الذي لايؤمن لايمكنه ان يتمتع بالنعمة البروالخلاص التي منحها الله للجميع بدون مقابل ، …

وبالرجوع الى الصلاة الربانية لتي علمنا اياها الرب يسوع المسيح كما في انجيل متي 6 : 9-13 عندما نصل بصلاتنا الى ان نقول” أغفر لنا ذنوبنا .. كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا ،”…..

عندما قلنا بصلاتنا ( كمـــا ) قيدنا نفسنا بشرط ان لا نتمتع بغفران الله ان لم نحن نغفر للمذنبين الينا ـ لان ( كمــــا) جاءت شرطية سببيه ، لان الانسان ” المصلي ” ان لم نغفرونوفي بهذا الشرط ان يقوم السبب للمطالبة مستحقة ومبرره لطلب من الله ان يغفرالله له خطاياه ، ومن الطبيعي جدا من لا يغفر لا يحق له مطالبة الرب ان يغفر له ….

نفهم ان الغفران ليس اني ولا مؤقت بل ابدي لان فداء المسيح كان مرة واحدة ، فاتاح للجميع ان يتمتع بهذا الغفران والتبرير، فمطالبتنا عندما نقول ” اغفر لنا ” لنعلم جيدا بان الرب قد غفر لنا منذ ان صعد على الصليب حاملا كل خطايانا وذنوبنا ، فبدلا من ان نموت نحن مات هو عوضا عنا ، فغفربدمه كل خطايانا . ، فالذي لايؤمن لايمكنه ان يتمتع بهذه النعمة ، لان الغفران من صفات ونعم الرب للمؤمنيين ، انجيل متي 6 : 14 و15 يقول ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي ، وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم “”….

وقد حدثنا الرب يسوع المسيح قصة عن العبد الذي لا يغفر في انجيل متي 18 : 23 – 35 يقول الملك عفى العبد من ديونه ، ولكن العبد الشرير لم يغفر لصاحبة الميدين له بل اودعه السجن ، عندما علم الملك بذلك غضب على العبد الشرير فسلمه الى المعذبين ، ويختم الاصحاح بالقول ” فهكذا ابي السموي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته “.. ويقول الرسول مرقس 11 : 26 ..” وان لم تغفروا انتم لا يغفر ابوكم الذي في السموات ايضا ىزلاتكم ” … لاحظوا ان غفران الرب مشورط بغفراننا نحن اولا ، اذ قال للمُخطئ لا تقدم قربانك على المذبح قبل أن تصالح مع أخيك (متّى 23:5-24). …

اننا مطلوبين لنغفر للمذنبين الينا ، كما هو مطلوب منا ان نطلب الغفران من الذي اسئنا اليه ، فهنا يكون الغفران نوعين الاول هو غفران الله لنا بدم ابنه يسوع المسيح الذي تم على الصليب . وغفراننا نحن البشر احدنا للاخر ، ففرح الغفران عندما نغفرللاخر فيتحقق 1- باننا نبرء الخاطى من الذنب ونحرره مما عليه ، نجعله يفرح بحريته وكرامته ، وننزع الشر من قلبه 2- والغافرنفسه يشعر بنعمة الفرح والسرور وارتياح نفسي وروحي وكما يقال بالعامية هم وان زاح .. و3- ومن الجانب الاخر يكون قد حقق الشرط الذي قيد به نفسه بان يغفرفغر، فيكون مبررا وسببا ان يطلب من الله ان يسمح له بان يتمتع بنعة الغفران التي اتاحها لكل المؤمنين به . والغفران يقودنا ان نعيش بامن وسلام بدون حقد او كراهية وانتقام ،..

ومن جانب اخرعدم الغفران حذرنا منه الرسول بولس برسالة العبرانيين 12: 14-15 “اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ. “…. ، فعدم الغفران هو عصيان لله وعدم تقدير عظمة عطيته لنا التي هي دم ابنه يسوع المسيح الذي اطاعه حتى الموت موت الصليب ” فيلبي 2 : 7 و8 “.. ويقول.في رسالة أفسس 4: 32 “وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ”….

اذا الغفران والخلاص هما بالرب يسوع المسيح وليس باحد غيره لانه بدمه اشترانا وخلصنا بالكامل من خطايانا وذنوبنا ، وتبررنا بعمله الخلاصي بدون نقص ، والرسول بولس، يقول” ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد. لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها “. (رسالة أفسس 2: 9-10)

فالاعتقاد بغير ذلك والتوجه الى وسائل انسانية علمانية ، كالاعتقاد بان الأعمال الصالحة يمكننا أن تشتري الغفران، هذا الاعتقاد يقود الى نتيجة قد نصل الى القول : بان فداء المسيح ودمه لم يكن كافيا لخلاصنا ، فنضيف اعمالنا لنكمل خلاصنا ، وهذا فكر غيركتابي لانه ينتقص من قيمة فداء الرب يسوع المسيح ، وان تجسده وموته وقيامته كانا غيرمبرر لها ، وبدون جدوى اوقيمه ..ولكن الواقع الايماني ولاهوت الخلاص يقودنا الى الايمان الكامل بان الخلاص هوبدم المسيح فقط ومجيئ المسيح اثبت بان الخلاص ليس بالاعمال والا كان ناموس موسى كافيا للخلاص ..

يقول الكتاب المقدس لان الناموس بموسى اعطى واما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا “. يوحنا 1 : 16 “.. فالخلاص ليس بالاعمال الناموس ، بل بالنعمة التي اعطانا ايها الرب يسوع المسيح بعد قيامته من القبر. ، يقول في انجيل متي 26 : ,29 لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا “.

ولكن بكل الاحوال الاعمال الصالحة مطلوبه والصلاة مطلوبه والصوم مطلوب والتوبه مطلوبه وشفاعة الرب يسوع المسيح مطلوبه . لانها ثمارايماننا بالرب يسوع المسيح ….

ذهبت بعض المدارس اللاهوتية الى بيان اهمية الغفران في حياتنا ، وقدمته ثلاثة انواع منه …

اولا-غفران ابدي او خلاصي ، نحصل عليه بدم المسيح ” كفارة ” ( لاويين 17 : 11 وعبرانيين 9 : 22 و متى 26 : 28 , افسس 1: 7 ). فالغفران بالدم بالايمان نقبله ، لان الروح تعلن عنه والنعمة تمدنا اليه ، اع : 10 :43 و اع 13 : 38 -39 ” رو 3 : 25 و26 ” . ،

ثانيا- غفران متجدد ،” بمعنى ان المؤمن مفروض ان لا يسمح للشر ان يدخل حياته ، ولكن اذا اخطا احد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح ” 1 يو2 : 1 و2″ شفاعته يمارسها عندما نخطا، وعلينا الاعتراف بخطايانا.” مزمور 1 : 5 ، ويطهرنا من كل اثم ” 1يو1 : 9 ” وطوبى للذي غفر اثمه وسترت خطيته مزمور” 32 : 1″ ….

ثالثا- غفران تدبيري ، يرتبط اساسا بطرق الله مع شعبه هناعلى الارض .. نقرأ في” مرقس 11 : 25 ” متى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شئ ، لكي يغفر لكم ابوكم السماوي و26 ، وان لم تغفروا انتم لا يغفر ابوكم ايضا زلاتكم .””..

قال الرسول بطرس كم مرة يارب نغفر له سبع مرات ، اجابه يسوع قال لا سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات ” بمعنى ان غفران الله لنا هو بدون حساب وبدون عدد فالذي يحسب غفرانه يشك بايمانه ،. في انجيل متي 18 : 23 – 35 ” مبدا واضح في الفغران التدبيري ، يطلق على هذا بعض اللاهوتيين بانها مبادئ حكم الله وسياسته ، وليست اعلانات نعمة الله “. ، لان الامرلا يكفي ان نسترد شركتنا معه بل يجب ان نخضع له كليا ولنستمر معه دائما ، ملقين كل همنا عليه وهو يعتني بنا ” 1 بطرس5 : 7

الرحمة والسلام امنحنا يارب .. امين

بقلم : المحامي يعكوب ابونا

عن يعكوب ابونا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …