“السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا مَرْيَمُ يَا مُمْتَلِئَة نِعْمَة الرَّبُّ مَعَكِ مُبَارَكَةٌ انتِ في النِّسَاءِ”…… انها المفاجئة فاضطرَبَت مَريَمُ لِكلامِ المَلاكِ وقالَت في نَفسِها ما مَعنى هذِهِ التّحيةِ؟ ومَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التحية ولماذا!

المقدمة والتمهيد: التحية: الفرق بين التحية والسلام*:

التحيةSalute سلوك جزء منه لفضي والأخر يستخدم فيه البشر الايماءات باليد او في الجسد، ويتم التعبير عن هذه التحية بأشكال متعددة، بحسب مقابلاتهم وتجمعاتهم، والمواقف….. التحية: مصدرها حياه، يحييه تحية، ومعناها في اللغة: الدعاء بالحياة، فيقال: حياك الله. والتحية والسلام هما للترحيب بشخصٍ ما بقدومه، أو فرح برؤيته، والسلام والسلامة: هي البراءة من العيوب والامراض، والبقاء على قيد الحياة. والحياة والتحية والسلام والسلامة يقتربون في معنى… والعرب يقولون: (رافقتك السلامة) أو (مع السلامة) أو (تروح وتجي بالسلامة) ….الخ.

أذا السلام والتحية بين البشر يتضمنان كل معاني المودة ولقاء الخير، والذي نحن بصدد توضيحه هو ان الملاك قال لمريم السلام عليك، لكون هذا السلام مرسل من الله، إكرامُ لها، وهو تعبير عن الاحترام والتقدير لها….. ولنرى بعد ذلك ان مريم اضطرَبَت عند سماعها لِكلامِ المَلاكِ وقالَت في نَفسِها ما مَعنى هذِهِ التّحيةِ؟ ولم ترد الا بعد التأكد من مصدر هذا السلا م من يكون.

مريم لها كل كرامة التاريخ: إنها ابنة صهيون* مسكن الله، الابنة المختارة، مريم الملكة والأم:

مريم معناها محبوبة الإله ولا عجب في ذلك إذ أن مريم أم يسوع هي المختارة منذ الأزل وإلى الأبد، هذا الاختيار هو شخصي من الله. وبحسب قصد الله. عرفها ودون عنها التاريخ وأشادت بمجدها وكرامتها وقدسيتها معظم الشعوب. وضعت مريم العذراء بداية لتاريخ المسيحيّة بإطاعتها امر الله، “هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ”(لو1: 38). بهذه العبارات حدثت البشارة وتم ما هو مكتوب “وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ”(إش 7: 14)،”وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ، هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا”(مت 1: 22، 23)، وليكون انطلاقة لمسار الخلاص للبشريّة، حيث هيّأت مريم العذراء مجيء المخلّص والفادي من خلال قبول الدعوة الإلهيّة هذه وبالتّالي تم ترتّيب التّصميم الإلهيّ لهذا الحدث العظيم والى انقضاء الدهر.

مريم تم تكريسها لله منذ طفولتها:

طبقاً لما ورد في العهد القديم فإن “كل بِكر كل فاتح رَحم من بني إسرائيل فهو مُقدس للرب، “قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ، كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي”(خر 13: 2). ويجب تقديمه لهيكل الرب وحضر والدا مريم للوفاء بنذرهما بتقديم طفلتهما للرب فقدماها الى للهيكل خلافا لما كان متبع في ذلك الزمان بتقديم الذكور فقط….. عندما كان عمرها يقترب من ثلاث سنوات قدماها للرب وكرساها لخدمة الهيكل منذ ميلادها، الأدلة التاريخية تشير الى ان مريم مكثت سنين طفولتها وصباها هناك الى الرابعة عشر من العمر مع الفتيات المكرّسات ولتتعلم في الهيكل الصلاة ودراسة التوراة وتاريخ بني اسرائيل والشرائع والعادات والنبوءات التي تعلن عن مجيء المسيّا، ومناجاة الله وكانت تحضر في أيام الأعياد مثل أعياد الفصح والمظال، واستمر عمل النعمة فيها طيلة حياتها حتى إن ملاكاً من السماء حياها فيما بعد قائلاً: “يا ممتلئة نعمة، وحل الزمن الذي كان يستلزم اختيار امرأة ليتجسد فيها الله الكلمة وهذا حدث فقط بالاختيار لمريم، فما هو المعنى العجيب لنرى ذلك في:

1- العذراء مريم الأم المختارة لتكون أم المسيح الفادي، في العهد القديم …. تشير الى ان مريم أم الرب الآتي من السماء، قد أنقذت الخليقة الثانية لأنها ولدتِ المسيح لخلاص العالم الذي أغّرق الخطيئة،….. وُلد منها خبز الحياة النازل من السماء، رمز النار الإلهية التي جاءت فحلّت في مريم فكما أن يعقوب رأى السماء متصلة بالأرض، هكذا أصبحتِ مريم الوسيطة والسلم الذي نزل عليه الله نحونا وحمل ضعف طبيعتنا وامتزج بها وجعل من الإنسان روحاً ترى الله.

2- إن تجسد كلمة الله كان يمكن أن يحدث في أي مكان من العالم، أو أن يكون من أي امرأة …. لكن شكلت مريم عذراء الناصرة منعطفا تاريخيا في حياة البشرية من خلال قبولها البشارة وكما هو، “وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ”(لو 1: 26-27)، فلماذا ظهر الله فقط في هذا الوقت أو كما ورد، “وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ”(غل 4: 4)، ولماذا اختيرت مريم ليولد منها يسوع؟، وما الذي تتصف به عذراء الناصرة من الفضائل التي تجعلها أن تُصبح أم الله فجاءت الإجابة الواضحة وهي: “وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ، فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ”(لو 1: 43،42).

3- عندما وقف الملاك ليحي مريم قائلا لها، “السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا مَرْيَمُ يَا مُمْتَلِئَة نِعْمَة”(لوقا 28:1) والملاك يحييها هذه التحية قبل أن يحل عليها الروح القدس وقبل أن يتجسد الكلمة في أحشائها الطاهرة، وتحظى بهذه النعمة المقدسة التي ستحل عليها وكما قال لها الملاك “إنكِ قد نلتِ نِعمة عند الله، “فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ”(لو 1: 30).

4- إن هذا الاختيار هو من الله: وبحسب قصد الله، كما اختارنا عندما أسيس هذا العالم ولنقف امامه في المحبة، “كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ”(أف 1: 4)، “وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ”(رو 9: 23)، ان الله قد جعل في مريم النعمة فهي التي حملت جميع كنوز القداسة، وقد حلت في احشائها بقداسة والموهبة التي اخذتها. العذراء التي قال عنها أشعيا أنها تحبل وتلد ابناً يدعى الله معنا، أي أنه إله ولو صار إنساناً.

5- لأنها جاءت متممة للنبوءات: فمنذ الوعد بالخلاص كما جاء في سفر التكوين: “سأجعل عداوة بينكِ (الحيّة)، “فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ، وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ”(تك 3: 15،14)، من فم الله كان الخلاص للبشرية، باختياره لعائلة داود التي تتركز نبوءات المسيا فيها وعلى اثنين هما سليمان ومنه يوسف خطيب مريم العذراء، “وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ(مت 1: 20 ،21).

تعليم الجيل الثاني من الآباء الأوائل عن مريم بقولهم:

هي امرأة فريدة الكمال، دائمة البتولية. وقربها من الثالوث الأقدس وتشبه بالكنيسة في العديد من الكتب بانها عذراء العذارى، وقد عثر في مصر على مخطوطات عديدة باللغتين اليونانية والقبطية بها عظات عن مريم وصلوات موجهة إليها: كالسلام عليك يا مريم واخرى، كالصلاة التي تبدأ بالكلمات “تحت ظل حمايتك”

https://www.marypages.com/gebeden-tot-de-maagd-maria-ar.html (هذا الرابط الصلاة لمريم العذراء ) والتي وجدت مكتوبةعلى ورق البردي يرجع تاريخه إلى منتصف القرن الثالث الميلادي وهو موجود بمدينة(Manchester) في انجلترا، والتي تدل على مدى تكريم العذراء مريم في مصر قبل مجمع نيقيه عام 325 إذ تُلقب مريم في هذا المخطوط بوالدة الله، الطاهرة وحدها، ملجأ المؤمنين في المخاطر.

السلام الملائكي هي صلاة لتكريم ولتمجيد مريم العذراء أم يسوع:

وتعد من التقاليد المتبعة والمستخدمة في الكنسة الكاثوليكية الشرقية والغربية والأرثوذكسية الشرقية والمشرقية والبروتستانتية:

ملاحظة : القارئ المبارك ونحن في زمن الميلاد، لنردد السلام الملائكي عند قراءة هذا الموضوع، ومن لا يعرفها ان يفتش عنها او يسأل المحيطين به …. أيها الاعزاء لنفتتح بالصلاة لمريم صباحنا وفي جميع المناسبات اليومية، وبعمل إشارة الصليب … الان لنقول …. السلام عليك يا مريم يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء، ومباركة ثمرة بطنك، يسوع، يا مريم القديسة، يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا آمين…

في اللغة الهولندية

Wees gegroet, Maria, vol van genade; de Heer is met u; Gezegend zijt gij onder alle vrouwen, en gezegend is Jezus, de vrucht van uw schoot. Heilige Maria, Moeder van God, bid voor ons arme zondaars, nu en in het uur van onze dood. Amen

في اللغة الانكليزية

Hail Mary, full of grace. The Lord is with thee. Blessed art thou amongst women, and blessed is the fruit of thy womb, Jesus . Holy Mary, Mother of God, pray for us sinners, now and at the hour of our death. Amen.

الصلاة الأصلية في اللغة اللاتينية

Ave Maria, gratia plena, Dominus tecum, benedicta tu in mulieribus, et benedictus fructus ventris tui lesus. Sancta Maria mater Dei, ora pro nobis peccatoribus, nunc, et in hora mortis nostrae. Amen.

https://soundcloud.com/falah-gh-233190442/5rlz5ukyyqrcالسلام عليك يا مريم بالآرامية

السلام الملائكي باللغة الفرنسية

Je vous salue Marie, pleine de grâces, le Seigneur est avec vous, vous êtes bénie entre toutes les femmes, et Jésus le fruit de vos entrailles est béni. Sainte Marie, Mère de Dieu, priez pour nous pauvres pécheurs, maintenant et à l’heure de notre mort. Ainsi soit-il

وفي الختام لنلقي بذواتنا على اُمّنا، مريم العذراء، أُمّ الرحمة والرأفة، الفائقة المجد الدائمة البتولية… يا والدة الإله المباركة إليكِ نلتجئ يا مريم يا أم الله، أم المسيح الفادي، أم الكنيسة، لقد كرمتك البشرية، وأنشدت في وصفك المدائح وإلى انقضاء الدهر.

ويشير قداسة البابا فرنسيس الى العذراء مريم بقوله: كم سيكون جميلًا إذا تمكّنا نحن أيضًا أن نتشبّه بأمّنا! فتكون قلوبنا منفتحة على كلمة الله وكيف نستقبلها وتنمو كبذرة خير للكنيسة. ويضيف “كانَت مَريمُ تَحفَظُ جَميعَ هذهِ الأُمور، وتَتَأَمَّلُها في قَلبِها” هكذا يصور الإنجيلي لوقا والدة الرب كل ما يحدث حولها ينتهي به الأمر في أن يجد انعكاس في أعماق قلبها، وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: نرى هذا كلّه قد تحقق بالكامل في العذراء مريم: هي التي انتظرت بصمت كلمة الخلاص التي بعثها الله؛ وأصغت إليها، وقبلتها.

يا رب لتكن أيامنا مليئة بالفرح، وليتجلى بها حوارنا مع الله. ولنكرس لمريم هذه الأيام وأن نمضي العيد معها بالشكر والعرفان بالجميل الذي قدمته لنا بقبولها البشارة. ونطلب منها ان تصلي لأجلنا كي نستحق مواعيد يسوع المسيح كاملة… بارك يا رب جميع البشر بحماية امنا مريم وامنح كنيستك القدرة على خدمة المؤمنين… الى الرب نطلب… “الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَفي النَّاسِ الْمَسَرَّةُ”(لو ١٤:٢)

د. طلال كيلانو

“فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ”(لو 1: 28).

(هذه قراءة أخرى عند البشير لوقا)

“وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ”(إش 7: 14). *يستخدم أنبياء العهد القديم عبارة “بنت صهيون” مجازيًا في الإشارة إلى مدينة أورشليم وسكانها، فنقرأ في”شُيُوخُ بِنْتِ صِهْيَوْنَ يَجْلِسُونَ عَلَى الأَرْضِ سَاكِتِينَ. يَرْفَعُونَ التُّرَابَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. يَتَنَطَّقُونَ بِالْمُسُوحِ. تَحْنِي عَذَارَى أُورُشَلِيمَ رُؤُوسَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ”(مراثي إرميا 2: 10)، عن “شيوخ بنت إسرائيل” للدلالة على كل سكان أورشليم، كما أن هذا التعبير المجازي بكلمة “بنت” ليس قاصرًا على “بنت صهيون” إذن قرأ أيضًا عن “بنت بابل” (مز 147: 8)، كما يستخدم إشعياء النبي هذه الصورة المجازية “لبنت جليم” (إش 10: 30) و”بنت ترشيش” (إش 23: 10)، و”بنت صيدون” (إش 23: 12) و”بنت أورشليم” (إش 37: 22)، و”بنت بابل” (إش 47: 1).

**وقد يتبع بقول القادم: السلام عليكم فيردّ السامعين: وعليكم السلام او ايه سلام اخر تتداوله المجتمعات وبلغات مختلفة: شالوم أليخم (بالعبرية: שָׁלוֹם עֲלֵיכֶם, تعني السلام عليكم. والرد المناسب لهذه العبارة هو وعليكم السلام (بالعبرية: עֲלֵיכֶם שָׁלוֹם), وتستخدم بصيغة الجمع شالوم “עֲלֵיכֶם” حتى ولو كان المخاطب شخص واحد، وبالسورث (شلاما ألوخن) (بشينه ثيلوخن تعني اهلا وسهلا ) بشو بشلامة – ابقوا بسلام أو عليكم السلام ….. **وأمّا في الجيل الثالث، فأوريجانوس ابرز أوائل آباء الكنيسة المسيحية يتحدث عن قداسة مريم في رسالته، **مريم العذراء ذكرت في الكتاب المقدسعندما نبحث عن ذكر مريم العذراء في الكتاب المقدس نجده قد لا تتجاوز 7 مناسبات تحدثت واجابت عن الأسئلة الموجهة اليها في مناسبات مختلفة:

الأولى: قالتها وهي ترد على الملاك “فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا”(لو 1: 34).وهذه تشير الى دوام بتوليه العذراء.

الثانية: في قبولها للبشارة ستكونين ام الرب يسوع وهي تردد، “فَقَالَتْ مَرْيَمُ: هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ”(لو 1: 38).

الثالثة: هي الطاعة لأمر الله بقولها “لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ” هي كلمة الايمان والخضوع أن طاعة مريم قد حلَّت موضع عِصيان أُمِّها حواء وابنتها حِلت العقدة بالطاعة. قدَّمت الطاعة لله والخضوع قبلت التجسُّد، إذ لم يكن ممكنًا أن يتم التجسّد بغير إرادتها وقبولها.

الرابعة: هي تمجيد الله والإعلان الرائع الذي قالته مريم من القلب بلغة سمائية الجميلة بقولها “فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي”(لو 1: ،47،46). هكذا كان اللقاء الذي تخلله الإفصاح عن الفرح والابتهاج بعطية الله لها.

الخامسة: “وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ، وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا، وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ، ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ، وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ، جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ، فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ”(لو 2: 48،46،45،44،43،42)، عندما عادة مريم تبحث عن ابنها الطفل ليسوع المسيح الذي تخلف عن الرجوع من اورشليم معهم.

السادسة: “قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ” كلمة عطاء ومحبة، عرس قانا الجليل، الحدث الأكثر بهجةً بأحداثهِ عن كل الأفراح لأنّ هناك شخصيات مهمة جدا على الصعيد الروحي تُشارك فيهِ بشكل مباشروكما مبين ادناه: “مريم في عرس قانا الجليل”وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ، قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ. قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ”

السابعة: نصيحة مريم العذراء للبشرية، مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ، هذه العبارة موعظة متكاملة في الكتاب المقدس قصيرة وعميقة هي وصية تجمع كل وصايا المسيح مهما قال لكم افعلوا عندما نعمم معانيها عل ما ورد في وصايا الكتاب المقدس..

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

مواهب الروح القدس

هو روح الله الأقنوم الثالث في الثالوث الاقدس وقد ذكر هذا التعبير ثلاث مرات فقط …