عمل الرب والسماء للبشر والحياة الفني الراقي والمبدع والمتميز

فكر شخصي
 
الحياة ليست كتلا صخرية تتحرك أمامنا، او بيوتا وأنقاضا وشوارعا وأطلالا، ولكن الله حين خلق الصخور خلق أمامها الأشجار، وحين رسم الأشجار أقام فيها بيوتا للطيور .
وأمام هذه اللوحات خلق الإنسان وهو ليس كائنا يتحرك ويأكل وينام ولكنه إحساس ومشاعر تمشى على الأرض وتحس بالأشياء .
وكما خلق الله للجميع عقلا يفكر خلق قلبا ينبض ويحس مرهفا ويتأمل بصدق وواقعيه .
والصخوروالتربه تنبت فيها الأزهار وتتسع قيها المزارع والحقول وتعيش  فيها وحولها الطيور وتنساب منها مياه الأنهار .
إن الخالق سبحانه خلق الكون لوحة متكاملة.
خلق الأشياء والإنسان والمشاعر ومنها الجمال، وقد يبدو الجمال فى نظر البعض خطوطا ورسوما يصنعها الخيال ولكن الجمال حقيقة .
إن الزهرة والشجرة والضوء والسحاب والمطر والإنسان كلها حقائق .
وحين يفقد الإنسان الإحساس بالجمال فهو يفقد البصر والبصيرة، وحين ينسحب الجمال من حياة الناس يترك خلفه حشودا من العميان لأن الذى لا يرى الجمال إنسان أعمى .
. إنه يرى ولكنه لا يشعر بأنه لا يفرق بين صخرة صماء وتمثال جميل صنعه مبدع.. إنه لا يفرق بين عصفور يغنى وعصفور يموت.
إن الجمال أكبر هدية قدمتها السماء للبشر .
. ولك أن تتخيل النهر بلا ماء والحديقة عارية بلا أشجار، والبيوت كتلا هندسيه متكامله مصنوعه من مواد البناء المتنوعه كالأسمنت، ووجوه الناس بلا ملامح، والحوار يشبه نعيق الغربان، والشمس أخذت إجازة.
حين يغيب الجمال أشياء فى الحياة تتغير ولن يعد الإنسان إنسانا .
بالأمس اكتشفت أن سرب العصافير الذى كان يسكن أشجار شارعنا اختفى فجأة واتضح أن شبحا آدميا مجرما تسلل ليلا وذبح الأشجار .
وفى إحدى الدول الأوروبية قطعت البلدية خطأ شجرة وحيدة كانت تطل على شرفة ساكن عجوز فرفع قضية فى المحاكم وحصل على تعويض كبير وحكم بزراعة شجرة جديدة أمام بيته .
قطع الأشجار جريمة تعاقب عليها القوانين فى كل بلاد العالم، لأنها اغتيال للجمال ولنقاوة الجو .
حين نغتال الجمال يموت الخيال ويختفى الإبداع وتموت العصافير وتسكن الخفافيش ويزداد الجفاء والتصحر  في البيئه وكذلك حول قلوب البشر.

بقلم : الدكتور خالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …