بمناسبة عبد الأم
أمي تفهم سـر بسمتي
حينما علمت كم يمتلك الصمت من بلاغة . .
وما أجمل ان يحب الإنسان ولكن بصمت . .
فالمحبة عندما تصل الى العشق يفقد الكلام المعاني . .
تموت كلماتي على شفتاتي . .
ويتجمد معي في عيوني . .
كلما أطلت النظر في العيونٍ . .
وتذكرت ذكرياتي . .
ونزلت لأسبح في بحرها . .
ولكن رجعت والأحزان والهموم تملأ شاطئ . .
وقفت على باب وحدتي في ظل سكون الكون . .
أخاطب فكري واحساسي وأبحث في دفاتري ومذكراتي . .
رسمتُ بريشتي لوحة حياتي منذ ولادتي الى يومي هذا على مفترق
الدروب . .
ركضت هائم على وجهي في شوراع مدينتي بغداد الحبيبة وطني
العراق الأبي . .
الذي رسمته ولونته بدماء قلبي وعرق جبيني . .
وتمنيت دائماً أن أشرب من ماء الرافدين العذب . .
أريد أن أوقف دقات قلبي عن العزف على أوتاري المجروحة . .
أريد صدر أمي يحتضني بحنان وأمانِ . .
وقلباً يداوي جراحي المعزوفة على وتر الصمت المزروع على شفتاي . .
وعينين أرمي فيها كل أثقالي المتعبة . .
لكني بوخزة ألم تذيبني كلما كتبت حرفاً . .
ويعيدني حزني الى قلعتي القديمة التي نسجتُ خيوطها من دموع قلبي
وأسوارها . .
من كلمات حبي . .
أليس من حقي أن أغفو على يدي أمي . . ؟
وأنا في حظنها الكبير الدافي الأمين . .
فكم حلمتُ بأناملها تجس نبضي وترويني من عطفها وحُـبها وحنانها . .
ولكن فقدتها منذ موتها وغربتي وعشت في صحراء مظلمة أتخبط
بدموع حزني . .
ونزيف ألمي . .
ضاع العمر ومرت السنين . .
وسقطت أوراق الخريف وانفجر بركان عاصف من دموع عيناي
يغسل وجهي . .
ويطهر قلبي . .
ومن يفهم ويفسر سر بسمتي المختلطة بدموعي . .
هي أمي . .
+ تحية حُـب وأجلال وأحترام وأكبار لكافة الامهات في العالم اللواتي قدموا ذواتهم وحياتهم واوقاتهم من أجل أبنائهم وعوائلهم.
الرحمة الابدية اعطيها يا رب ونورك الدائم ليشرق عليهم. وبشفاعة أمنا مريم العذارء ، التي كانت رمز الامومة والتضحية والصبر والفداء وترى ابنها يسوع المسيح في طريق الآلام وهو يتألم حتى صلبه على الصليب.
بقلم / شامل يعقوب المختا