الباعوثة هي مسيرة التوبة الى الرب

الباعوثة هي مسيرة التوبة الى الرب
م-اسماعيل ميرزا
الباعوثـا كلمة كلدانية تعني الطِلبة، إلالتماس، التضرع هي زمن تستمر مدة ثلاثة ايام، من الاثنين الى الاربعاء، يسودها طابع التوبة والصوم والندم على ما يقترفه الانسان من زلات وأخطاء ضد اللـه والناس.
ان صوم يونان النبي من الاصوام القصيرة جدا ولكن من الاصوام المحبوبة جدا وكلنا ننتظره باشتياق كبير لقضاء اجمل الاوقات في الصوم والصلاة وحضور القداديس يوميا وهذا الصوم مدته ثلاث ايام وياتي هذا الصوم قبل الصوم الكبير فنكون قد استعدينا له بالتوبة الحقيقية ونحن نصوم تشبها بيونان النبي ان هذا الصوم هو صوم التوبة الحقيقية الذي به تاب اهل نينوى وخلصوا فلذالك نحن نصومه لكي نطلب ونلتمس ونتضرع من الرب الرحوم ان يرحمنا ويسامحنا ويغفر لنا ويعطينا حياة التوبة وغفران لخطايانا.
ان هذا الصوم المقدس يجعل منا ان نتهيا الى الصوم الكبير اي الى التوبه الحقيقيه وبما فيه من معاني روحية مفيدة لخلاص نفوسنا.
ان صوم الباعوثة يرمز إلى النبي يونان النبي حينما ارسله الله إلى اهل نينوى وحاول الهرب خوفاً منهم ثم القي في الماء وابتلعه الحوت لمدة ثلاثة ايام فصلى إلى الله من جوف الحوت واستجاب الله له وخلصه فذهب بعدها إلى اهل نينوى يحثهم على التوبة عن الخطايا. لهذا نلتزم بهذا الصوم حتى ان الكثير ينقطع تماما عن الطعام خلال هذا الصوم
الباعوثا او الطلب وهي ذكرى لتوبة اهالي نينوى,الذين سمعوا كرازة يونان النبي فقضوا اياما بالصلاة والصوم نادمين على خطاياهم وسائلين الرحمة من الله فعلى مثالهم نقضي نحن ايضا ثلاثة ايام توبة بالصلاة والصوم والصدقة واعمال الرحمة والمحبة الاخوية والتقرب الى الاسرار لكي يتراف الرب ويعفوا عنا
ان بقاء يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وخروجه حياً من التنبؤات العهد القديم التي ترمز إلى بقاءالسيد المسيح في القبر ثلاثة أيام وقيامته ظافراً منتصراً على الموت
والفارق مع ذلك عظيم بين يونان وبين المسيح. كان يونان هاربًا من وجه للرب، فأعد الرب له حوتًا عظيمًا ليبتلعه، فدخل الحوت مقهور، بينما أن المسيح بذل ذاته للموت بإرادته، فداء عن البشرية، قال له المجد (وسأبذل نفسي عن خرافي… إذ أبذل نفسي كي استردها. ما من أحد ينتزعها مني، وإنما أبذلها أنا وحدي من ذاتي. فلي سلطان أن أبذله، ولي سلطان أن استردها) (يوحنا10:15-18)
يا رب الفداء الحقيقي الذي منك نستمد كل معنى وكل قوَّة للفداء، أعطِينا يارب روح الفداء لرعاة شعبك، الكبير منهم والصغير،وكل شعبك رعيتك من المطرانه والكهنه وكل الرعية أعطيهم روح يونان يا رب، واعطيهم ايضا طاعة كطاعة نينوى لمليكها لقبول مرارة التوبة لننجو ولا ندان مع العالم، وليؤمن شعبك بالحق أن الرب قادر أن يميت ويُحيي
فيا شعب الله اطلبوا الحياة بسيرة التوبة والغفران ولا تسعوا بسيرة أهل العالم في طريق الموت
لنقتدي بأهل نينوى، بأجدادنا الذين عرفوا كيف يُرضوا الله بتوبتهم وبابتعادهم عن الشر، وبمصالحتهم مع الآب السماوي ومع القريب لنعمل الخير بكل قوانا ونطلب مراحم الرب للعالم المملوء من مختلف الشرور. إننا بحاجة إلى توبة حقيقية تُرجع السلام إلى قلوبنا والى بلدنا والى هذا العالم،
يا رب أعطِي رعيتك جميعاً روحاً كروح نينوى في هذه الايام ايام الصوم ليتوب شعبك، وتتوب كل مدن ممالك الأرض إليك، ولتأتِ أزمنة الفرج سريعاً من عندك على العالم وفي النهاية نالت نينوى شهرتها بالتوبة وكلما نذكر نينوى ،نذكر هذه التوبة لكي ما نقتدي بها في حياتنا .
آمين
م-اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …