المحبة كالينبوع التي لا تسأل العطشان من اي بلد انت
م-اسماعيل ميرزا
عندما يتواضع الإنسان أمام الله تبدأ حياته بالتقدم إلى الأمام دون أن يدري، فالإنسحاق أمام الخالق يعطي زخما وإيمانا لحمل المشعل من فرد إلى آخر لكي يكون الإنطلاق جبارا ومستندا على الروح القدس. فلنتعلم كيف نتواضع كما كان المسيح. إن الإنطلاق مع المسيح يحتاج إلى إرادة صالحة من أجل بنيان النفس والآخرين أيضا، لهذا لنقدّم ذواتنا طائعين بين يدي الفخاري لكي يصنع من كل واحد منا إناء صالح لخدمة الرب فنكون أشخاص منطلقين بقوّة في السير مع المسيح
ان السير الحقيقي مع المسيح يتطلب من المؤمن بأن يكون دوما جاهزا ولابسا ثياب الإيمان ومتكلّ على دعم الروح القدس، فهذه العدّة الروحية ضرورية للسلوك بالروح، ففي سلاح الله نعمة وقوّة ودفع ليقف فيها المؤمن راسخ وسط هجمات إبليس المتلاحقة. فلنجعل الروح القدس يعمل فينا لكي نتمسك بالأمانة والخضوع و نكون أشخاص نسلك بالروح على ضوء كلمة الله
أن الحب الذى يدعو إليه السيد المسيح حب من نوع خاص له عمقه ، أنه الحب الباذل مثل حبه هو الذى قال عنه “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه” ، وعندما سألوه ما هى الوصية العظمى فى الناموس أجاب “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه هى الوصية الأولى والعظمى والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك ، بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء” وكلمة قريبك تعنى جميع البشر لأننا كلنا أقرباء أبناء أب واحد وأم واحدة محبة تقوم على البذل والتضحية من أجل اسعاد الآخرين
فإينما وجدت المحبة وجد الخير والوئام والسلام
أن المحبة الحقيقية أساس الحياة بالوصية وهي قوية جداً حتى العداوة لا تقوى عليها ولا تستطيع أن تقتلها لأن قوة غفران المحبة تسحق العداوة وتبطلها، فطبيعة المحبة ذات سلطان إلهي إذ تنقل من الموت للحياة بالبذل والشركة في الحياة الإلهية، ولا يضعفها سوى الأنانية والشهوات المدمرة للنفس، لأن من كثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين، ومن حب الذات تُهمل الوصية ويفقد الإنسان قوة عمل النعمة في القلب
أن المحبة ليست نغماً من العبارات أو كلمات رنانة التي تستسيغها الأذن وترتاح عليها الأعصاب. هذه ليست المحبة الحقيقية بمعناها الإلهي العميق، فكلمة الرب لا تدل على معاني سطحية كهذه أبداً، بل تقول: “كما أحببتكم أنا”، و”كما غفر لكم المسيح”. هذان هما جناحا المؤمن يحلٌّق بهما عالياً فوق قممٍ وجبال إلى أن يستقرّ على قمة الجلجثة، حيث نُقشت المحبة والمسامحة بأحرف نارية ناطقة فبدت المحبة مخضّبة بالقطرات الأخيرة من دم المصلوب وانطلقت المسامحة بأسمى معانيها مع آخر أنفاسه “يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون”
واخيرا ان افضل ماتهبه لحياتك العفو عن عدوك والصبر على خصمك والاخلاص لصديقك والقدوه الحسنة لاولادك والاحسان لوالديك والاحترام لنفسك وان تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك
م-اسماعيل ميرزا