إحذروا من “زارعي الزؤان” الذين يزرعون الخلاف من خلال لسانهم
د-بشرى بيوض
قال المسيح: «إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون عنها حسابًا يوم الدين لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان» ( مت 12: 36 ، 37)
وذلك لأنه «من فضلة القلب يتكلم الفم» ( مت 12: 34 ). فالفم هو أقصر طريق من القلب إلى الخارج
وحين يقول المسيح هنا «إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون عنها حسابًا يوم الدين» فإنه يقصد الكلمة التي بلا نفع، أي الكلمة العاطلة (الفارغة)
هذا النوع من الكلام يتعامل البشر معه باستخفاف، إلا أن الكتاب المقدس يعطيه أهمية كبرى”وإن الكلام الفارغ ثقيل جدًا في موازين الله“. فلنتحذر
ثم إذا كانت الكلمة التي بلا لزوم، سيعطي الناس عنها حسابًا، فكم بالحري الكلمات الرديئة والشريرة والكلمات المؤذية والمُخزية، كلمات الكذب واللعنة والتجديف
عندما أمر الله الإنسان في الشريعة بالتطهير والاغتسال ، كان هذا إشارة الى طهارة القلب والفكرمن الزوان الذي بين الناس فالنظافة الجسدية شئ هام ، ولكن نظافة القلب من الغيرة والحسد والخصام أهم فهل أنت حريص قبل التناول مثلا على طهارة قلبك ونفسك ، أم تهتم بطهارة جسدك ؟ ليتنا نفحص أفكارنا ونياتنا ، ونغسلها بالتوبة كما نغسل أجسادنا بالماء
ان العمل الشريريبدا بمجرد فكرة واحدة. فأفكارنا قادرة على تلويثنا وجرنا إلى الخطيئة. وسماحنا لأفكار أن تتركز على الشهوة أو الحسد أو البغضة أو الانتقام، والكذب لذالك فان هذا كله يؤدي إلى أعمال شريرة،
في حياتنا نلقي بذور، ونحيا متحركين نحو الأمام ونمضي قدماً منتظرين زمان الحصاد؛ لا نتعجل ولا نتوانى، إنما دائماً نعمل في رعاية بذورنا، وفلاحة حياتنا؛ ولكل بذرة ثمرتها الخاصة، ولكل إنسان فلاحته الخاصة في بستان الحياة، فإن زُرِعت بذرة صالحة في أوانها وزمانها، يأتي الثمر في أوانه ونستعد لأزمنة الحصاد لنحصد ما زرعناه
إنّ حسد الشيطان هو من يُدخل الخطيئة إلى العالم بما فيه الجماعات المسيحية حتى تشعر بالأنانية والغيرة وتنقسم على بعضها بعضًا. وهذا ما يدعو إلى الثرثرة فيما بينهم. تبدأ الانقسامات من اللسان، وهذا نسمّيهم “زارعي الزؤان” من يزرعون الانقسام والخلاف وكما يمكن للسان أن يدمّر عائلة او جماعة اومجتمع في زرع الحقد او الكلام الفارغ
لذا فان الذي يخرج من الإنسان ذلك ينجس الإنسان
لأنه من الداخل، من قلوب الناس، تخرج الأفكار الشريرة
زنى، فسق، قتل، سرقة، طمع، خبث، مكر، عهارة، عين شريرة،
تجديف، كبرياء، جهل (زرع الزوان) جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان
معناه أن رسالة الابن التي جاء بها من عند الآب
لا تخص النجاسة أو التطهير من النجاسة،
بل تدعو إلى القداسة والتطهير من الخطيئة
لأن الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة
وفي مَثَل الزوان كشف المسيح قصد الشيطان في إفساد زرع الله. فالزوان يمثِّل المولودين من روح الشيطان، الذين ألقاهم الشرير وسط المولودين من كلمة الله. وكثيراً ما تعيش الفئتان معاً في عائلة واحده، أو صف مدرسي واحد. فيتشابكون بأفكارهم العلمية والحضارية. ولا يكون واضحاً أول الأمر من هو لإبليس ومن هو لله، لكن مع الوقت تظهر ثمار الأرواح بوضوح، لأن المحبة والتواضع والبغضة والكبرياء لا تستمر ساكنة في فرد واحد، فمصدر كل منها مختلف. فمن الواجب علينا ان ندرك ونميزماهو خير وماهو شر وإلى ذلك الحين علينا احتمال الزوان بصبر. حتى ولو أضرّ بنا. وبما أن الزوان يغتصب من القمح مكاناً وقوة، فابن الإنسان المجيد سيرسل في نهاية الأزمنة ملائكته ليفصلوا بين البشر بعدل تام
لذالك علينا ان نتقبل بذور كلمة الله في تربة قلبه الذي يسعى أن تُفلح بفلاحة النعمة بعمل الروح القدس في داخله،و يتوب ويعود لحضن الاب . وهذا وأنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا، قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة وزرع الزوان ونبعد عن العثرات والكذب والغش لا بالخصام والحسد وغيرها بما لايرضي الرب ونلبس أسلحة النور التي ترضي الرب يسوع المسيح
لذالك فنحن فى أمس الحاجة فى عالم اليوم الذى يموج بالافكار والاخبار الى كلمة الرب القوية والفعالة التى تنقى وتقدس وترشد وتحيي الأنسان فى مسيرة حياته
امين
د-بشرى بيوض