كَهَنَتُكَ يَلْبَسُونَ الْبِرَّ، وَأَتْقِيَاؤُكَ يَهْتِفُونَ
مزمور 132: 9
خلال اجتماع خورنة مار توما الرسول الكلدانية الدوري برعاية الاب فراس غازي راعي الخورنة واعضاء اللجنة المركزية والمالية وخدام المراكز يوم الاحد 30 نيسان 2017 في مدينة اوتريخت. تم توجية الدعوة للاخ ديار سركيس طالب الكهنوت لحضور هذا الاجتماع للتعرف علية من قبل اعضاء الخورنة. وفي بداية الاجتماع رحب الاب فراس غازي بالاخ ديار بحضوره في هذا الاجتماع الاول له وطلب ان يقدم نبذه مختصرة عن حياته ودراسته امام اعضاء مجلس الخورنة.
بعد الانتهاء من الاجتماع سمح لنا الوقت بأن نجري هذا اللقاء والحوار مع طالب الكهنوت ديار سركيس.
في البدء نشكر الرب على وجودك بين اعضاء الخورنة لتتعرف عليهم عن قرب وهي مناسبة سعيدة ان نلتقي مع شخصك الكريم. اهلاً وسهلاً بك في موقع خورنة مار توما الرسول الكلدانية في هولندا، واقدم جزيل شكري وفائق احترامي على قبول دعوتي لأجراء هذا اللقاء.
+ أرجو ان تقدم نبذة مختصرة عن حياتك ليتعرف عليك قراءنا الكرام؟
أسمي ديار أبراهيم سركيس، متزوج منذ سنة 2006 ، ولدي أبنة واحدة. أنني من مواليد مدينة البصرة سنة 1970 ثم أنتقلت مع العائلة إلى بغداد. ترعرعتُ في عائلة متدينة ووالدي كان شماسا خدم في كنائس عديدة. غادرت العراق منذ سنة 1995 ووصلت الى هولندا كلاجيء سنة 1998. خريج كلية هندسة البناء والإنشاءات من الجامعة التكنولوجية في بغداد، ودرست هندسة الأنشاءات في هولندا في Hogeschool Utrecht.
+ متى شعرت وكانت لك الرغبة بأن تدرس الكهنوت لتصبح كاهن في مستقبل حياتك؟
قصة دعوتي الكهنوتية بدأت منذ 23 سنة، ومرتْ بمراحل كثيرة لا يسعني في أسطر قليلة أن أمر على جميع مراحلها لكنني أرغب في ذكر تفاصيلها في مناسبات قادمة. دعوتي بدأت كبذرة ضعيفة، أصبحت قوية، لأنها جاوزت تجارب صعبة، وآلام كثيرة عملت على تنقيتها. كانت في البداية دعوة داخلية شأنها شأن كل دعوة ولم تكن واضحة لي، ولكن الرب شاء أن يظهرها لي عن طريق دعوتين خارجيتين مباشرتين لأجل دخول الدير والأنخراط في السلك الرهباني، الأولى عن طريق دير الآباء الكرمليين في بغداد سنة 1994 والثانية عن طريق دير القديس يوحنا دي لاسال – الفرير في عمان (الأردن) سنة 1997.
+ من هو الذي شجعك على دخول في سر الكهنوت؟
إلى جانب الكثيرين الذين شجعوني للأستجابة لدعوة الكهنوت لابد لي أن أنسب الفضل لذلك لثلاثة أشخاص، الأب المرحوم روبير الكرملي رئيس دير الآباء الكرمليين في بغداد، والأخ الراهب إميل عقيقي رئيس دير القديس يوحنا دي لا سال في الأردن، والأب الفاضل فراس غازي يوسف جزيل الأحترام راعي خورنتنا في هولندا الذي أحيا لي دعوتي هذه مجددا.
+ مَن من الاباء الكهنوتين تأثرت بهم؟
لقد كان لآباء ديرعذراء فاطمة للآباء الكرمليين في بغداد أكبر الأثر في نفسي، وأخص بالذكر الآباء المرحومين روبير الكرملي، والأب ميشيل الكرملي والأب ريمون الكرملي. لمست من خلالهم محبة الله الفائقة وتعلمت منهم حياة التأمل والتعمق في قراءة الكتاب المقدس وتعلمت منهم كيفية الزهد في العيش والتواضع وبذل الذات والتعب المقدس من أجل الخدمة، أن حياتهم أصبحت لي مثلا أعلى ما أزال أتعلم منه. كذلك لابد لي أن أذكر أبي الفاضل إميل عقيقي رئيس دير ومدرسة القديس يوحنا دي لا سال في عمان (الأردن) الذي تعلمت منه الكثير من خلال رُقي سلوكه وتعامله الهاديء والمتواضع مع الناس وتعلمت منه النظام في كل شيء والحب الشديد للخدمة.
+ منذ متى بدأت دراستك الكهنوت، واين مكان دراستك؟
بدأت دراستي لللاهوت منذ أيلول من عام 2015 لنيل شهادة البكلوريوس للدراسات اللاهوتية والفلسفية. وأتابع هذه الدراسة في جامعة تيل بورغ في موقعها الدراسي الثاني في مدينة أوتريخت – هولندا.
+ ما هي اللغات التي يجب أن تدرسها او تتعلمها من اللغات الكلاسيكية والحديثة التي يستفاد منها طالب الكهنوت عندما يصبح كاهن؟
اللغات الكلاسيكية التي أدرسها حاليا هي اليونانية والعبرية واللاتينية، وهي اللغات الأصلية التي كتبت بها النصوص الكتابية وبالأخص الكتاب المقدس. ودراسة هذه اللغات ممتعة جدا وتساعد كثيرا في فهم أعمق وأشمل لنصوص الكتاب المقدس. بالأضافة إلى ذلك فأن مناهج التدريس في الجامعة فهي باللغتين الهولندية والإنكليزية.
+ من خلال درستك الكهنوتية هل وجدت شروط قاهرة وصعبة تمنع دخول شباب اليوم في سر الكهنوت؟
نعم توجد أمام المتقدّم لسر الكهنوت أو الدخول للرهبنة شروط وإلتزامات، ولكنها بالتأكيد ليست قاهرة أو قادرة أن تمنعه من الأستمرار، خصوصا عندما يدخل الشاب أو الشابة هذا الأختيار بكامل حريته فينمو معه فرحه بهذه الدعوة الخاصة.لأن سر الكهنوت هو في جوهره دعوة مفرحة، لأنها دعوة وبركة خاصة من المسيح نفسه للعمل معه في كرم الرب. هي تحمّل مسؤولية الكنيسة مع المسيح وليس العكس. لذلك ينبغي أن لا نخاف من تحمّل هذه المسؤولية لأن الله يحملها قبلنا ومعنا، وهو أيضا يساعد الشاب أو الشابة لتخطي صعوبات ومشقّات هذه الدعوة. أعتقد أن الشباب اليوم بحاجة لأن يسمعوا منا أكثر عن موضوع الدعوة، لأن تحديات كثيرة في المجتمع الغربي تعمل على تغييب أهمية الدعوة، لذا نستطيع أن نتكلّم مع الشباب عن دعوتهم الخاصة هذه بأنها مشروع حياتي طموح لا يقل أهمية عن جميع المشاريع الأيجابية الأخرى ألتي يختارها الشباب الآخرون في الحياة.
+ ما هي نصحيتك للشباب وتشجيعك لهم بدخولهم سر الكهنوت ليصبحوا كهنة المستقبل وبالاخص في بلدان المهجر بعد زيادة ابناء الرعية؟
المسيح يدعو أناسا ليخدموا معه في كل كنائس العالم فكنيستنا الكلدانية في المهجر إذن ليست إستثناء من هذه القاعدة ولذلك يوجد بيننا بالتأكيد شباب مدعويين لهذه الخدمة المقدسة. أن الله يختار، ولكن ذلك لا يكفي، على الإنسان أن يستجيب للدعوة. لذلك ممكن أن تبدأ الدعوة لخدمة الكهنوت من خلال مجالات الخدمة المختلفة داخل الكنيسة (حتى لو كانت بسيطة).
كذلك من المفيد جدا للشاب أو الشابة عند الشعور بوجود حماس أو ميول داخلي للتقرّب من حياة الرهبنة أو سر الكهنوت أن يشرك بها كاهن أو راهب لطلب النصيحة وأن لا يبقي ميوله حبيسة في داخله، وهناك إمكانية يمكن الأستفادة منها جميع فئات الناس حتى العلمانيين.
+ حالتك الاجتماعية متزوج، هل من الممكن ان تشرح ما هي تعلميات وشروط دخول المتزوجين والغيرالمتزوجين في سر الكهنوت ليصبحوا كهنة.
أن أهم شرط للمتقدّم لسر الكهنوت هو توفّر عنصر الدعوة لديه، حيث بدونها لا يستطيع أن يستمر في هذه الرسالة. بحسب النظام الجاري والسائد في الكنيسة الكاثوليكية ينبغي أن الذين يتقدمون لهذه الخدمة أن يكونوا غير متزوجين، وهذا هو أيضا الحال في كنيستنا الكلدانية.
ولكن لأسباب إستثنائية تقتضيها حاجة الكنيسة الملحّة من أجل خدمة نفوس مؤمنيها، خصوصا في بلدان المهجر، تطلب الكنيسة من أناس معينين وهم متزوجين التقدّم لنوال سر الكهنوت بشرط موافقة زوجة المدعو لهذه الخدمة.
+ ما هو التحصيل الدراسي والعلمي الذي يسمح للمتقدم بدراسة الكهنوت؟
بحسب المعلومات المتوفرة لي فأنه على العموم يستوجب للقبول للدراسة لدى إحدى المعاهد الكهنوتية (السيمنير) أتمام المراحل الدراسية في هولندا أو ما يعادلها من الشهادات الدراسية خارج هولندا ما يستوفي المستوى HBO.
أما الجامعات اللاهوتية (التي أدرس أنا فيها) فكذلك نفس الشروط ولكن على مستوى ال WO. وفي كلا الحالتين يستوجب (بالنسبة للطالب الأجنبي) الحصول على شهادة اللغة الهولندية للمستوى الأكاديمي (Staatsexamen NT2, programma 2).
إلى جانب ذلك تطلب الجامعات اللاهوتية في حالة عدم كفاية الشهادات المطلوبة إجراء أمتحان قبول خاص بالجامعة لعدة مواد منها مثلا اللغة الأنكليزية والفلسفة وغيرها.
كما يوجد شرط آخر بعد القبول في الجامعة وهو الحصول على الحد الأدنى من الدرجات في العام الدراسي الأول (propedeuse) للموافقة على أستكمال الدراسة في تلك الجامعة.
+ بعد انتهاء دراستك، ما هو التخصص الذي تنوي استكمال دراستك فيه بعد المرحلة الكهنوتية؟
هذا الأمر ما يزال مفتوحا للمستقبل، كذلك بعد السيامة الكنوتية سوف تكون الأولوية للخدمة. في حال توفّر الوقت مع الجهد سوف أتوجّه للتخصّص.
+ ما هو دور خورنة مار توما الرسول الكلدانية في تهئيتك للاكمال دراستك لتصبح الكاهن الثاني للخورنة؟
هنا لا بد لي أخصُّ بالشكر والأمتنان لكاهن رعيتنا الأب الفاضل فراس غازي يوسف، الذي منحني ثقته وبواسطته تحقّقت أمنيتي لنوال سر الكهنوت، وكذلك لدعمه الكبير والمتواصل لي من جميع النواحي. فأحسستُ بقوة وجود وعمل الله من خلال شخصه الكريم ومن خلال كل ما قدّمه ويقدّمه لي. ولابد لي أن أخص بالشكر والأمتنان لغبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، وكذلك سيادة المطران رمزي كرمو وذلك على التأييد والتشجيع الكبيرين الذي لقيته من سيادتهما.
كذلك أكنُّ للجنة المركزية بالكثير من الأمتنان والتقدير لدعمهم الكبير لي. ولا يفوتني أن أتوجّه بالأمتنان والتقدير لكل الأعزاء من أبناء رعيتنا الذين قدموا لي الدعم المعنوي وذكروني في صلواتهم. أن ذلك كله يولّد لي شعور جميل للغاية بأنني أنتمي إلى عائلة كبيرة.
أشكرك أخي شامل مرة أخرى على رعايتك لهذا اللقاء، وأطلب من الرب يسوع أن يبارك تعبك ويباركك والعائلة الكريمة. دمت في حماية والدتنا العذراء كلية القداسة .
+ شكر وتقدير
اخي العزيز ديار سركيس في ختام لقائي اقدم لك جزيل الشكر والامتنان من ألاعماق على هذا اللقاء.
تمنياتنا لك دوام الصحة والعافية والتوفيق والنجاح في دراستك الكهنوتية، وأتمنى أن نراك كاهن المستقبل في خورتنا وان تحقق كل ما تسعى إليه من اجل كنيسة المسيح، وبعون الله نلتقي معك بوقت ومكان اخر.
اجرى اللقاء شامل يعقوب المختار
30 نيسان 2017
+ هذه صورتين عند مرافقة سيادة المطران رمزي كرمو في زيارته الأخيرة في العام الماضي للمعهد الكهنوتي Bovendonk مع سيادة المطران Liesen مطران بريدا وسيادة مدير المعهد الكهنوتي الأب Norbert Schnell. وصور جماعية مع طلبة الدراسة اللاهوتية من أجل الخدمة في المستشفيات والسجون ومراكز رعاية المسنين والمصحّات المختلفة، وصور اللقاء.