الصديق والصداقة بقلم سيمون شعيا
الصديق الامين والصادق مع صديقه لا يعادله أي شيء ويقف بجانب صديقه والى الابد
ويكون مثل الدواء لصديقه
( تَباعَدْ عن أَعْدائِكَ واحذَرْ مِن أَصدِقائِكَ الصَّديقُ الأَمينُ مَلجَأ
حَصين ومَن وَجَدَه وَجَدَ كَنزَاً الصَّديقُ الأَمينُ لا يُعادِلُه شَيء
وقيمَتُه لا يُقَدَّرُ لَها ثَمَن الصَّديقُ الأَمين دَواءُ الحياة والَّذينَ
يَتَّقونَ الرَّبَّ يَجِدونَه مَن يَتَّقِ الرَّبَّ يُحسِنْ تَوجيهَ صَداقَتِه
فكَما يَكونُ هو يكون صاحِبُه / يشوع بن سيراخ 6 : 13 / 17
الصديق يلتصق بك في سرورك وفي فقرك ومرضك وهذا الصديق لا يتخذ في يوم وليلة بل
عن خبرة وعشرة عمر وأنك لو كشفت سرك لمن اعتبرته صديقًا وهو ليس أهل لذلك
سيفضح أسرارك لو تخاصمت معه مثلًا احذر أصدقاءك يمكن أن يتحوّلوا إلى أعداء
الصديق الأمين دواء الحياة فهو الذي يعزي الإنسان بوقوفه بجانبه في ضيقاته
طوبى لمن وجد المسيح صديقًا له حقيقة مثل هذا لن يحتاج لصديق يعزيه في ضيقته.
تباعد عن أعدائك الذين يحاولون إيذائك وبنفس المفهوم إحذر من أصدقائك غير
الأوفياء الذين عندهم استعداد أن يفشوا أسرارك
لِيَحذَرْ كُلُّ واحِدٍ مِن صَديقِه ولا يَتَّكِلْ على احَدٍ مِن إِخوَته
فإِنَّ كُلَّ أَخٍ يُريدُ أَن يأخذَ مكانَ أَخيه وكُلَّ صَديقٍ يَسْعى
بِالنَّميمة وكُلاًّ يَخدَعُ صَديقَه ولا يَتَكَلَّمونَ بِالصِّدْق بل
عَوَّدوا أَلسِنَتَهمُ النُّطقَ بِالكَذِبِ والإِثْم وهم عاجِزونَ عنِ
التَّوبَة / أرميا 9 : 3 / 4
إِثْنانِ خَيرٌ مِن واحِد لأَنَّ لَهما خَيرَ جَزاءً عن تَعَبِهما إِذا
سَقَطَ أحَدُهما أَنهَضَه صاحِبُه والوَيلُ لِمَن هو وَحدَه فسَقَط إذ لَيسَ
هُناكَ آخر يُنهِضُه وكذلك إِذا اْضطَجعً اْثْنانِ كانَ لَهما دِفْءٌ أَمَّا
الواحِدُ فكَيفَ يَدْفأ؟ وِإن كانَ أَحَدٌ يَغلِبُ واحِدًا فإِنَّ الاْثنَين
يُقاوِمانِه والخَيطُ المُثلَثُ لا يَنقَطعُ سَريعًا / الجامعة 4 : 9 / 12
ألاخ يريد أخذ مكان أخيه كما حدث بين يعقوب الذي أخذ مكان أخيه عيسو
ومَضَت تَستَشيرُ الرَّبّ فقالَ لها الرَّبّ في جَوفِكِ أُمَّتان وِمن
أَحشائِكِ يتَفَرَّعُ شَعْبان شَعْبٌ يَقْوى على شَعْب والكَبيرُ يَخدُمُ
الصَّغير فلَمَّا كَمَلَت الأُمُ وِلادَتِها إِذا في بَطنِها تَوأَمان
فَخَرَجَ الأَوَّلُ أَصهَبَ اللَّون كُلُّه كفَروَةِ شَعَرٍ فسَمَّوه عِيسو
ثُمَّ خَرَجَ أَخوه وَيدُه قابِضَةٌ على عَقَبِ عِيسو فدُعِيَ بِاَسم يَعْقوب
وكانَ إِسحقُ اَبنَ سِتِّينَ سَنَةً حين وُلِدا / التكوين 25 : 23 / 26
مِنَ البَطنِ أَخَذَ مَكانَ أَخيه وفي رُجولَتِه صارَعَ الله / هوشع 12 : 4
فقال أَلأَنَّه سُمِّيَ يَعْقوبَ قد تَعَقَّبَني مَرَّتَين أَخَذَ بِكرِيَّتي
وها هوَذا الآنَ أَخَذَ بَرَكَتي ثمَّ قال أَما أَبقَيتَ لي بَركَةً / التكوين
27 / 36
لا تَأمَنْ صَديقاً ولا تَثِقْ بأَليف وآحفَظْ مَداخِلَ فَمِكَ مِنَ الَّتي
تَنامُ في حِضنِك / ميخا 7 : 5
صعب نجد مثل هذه الصداقة التي تجمع بين الصديقين في الزمن الحاضر يتقون الرب
وأكثرية الصداقات الاثنان يكونان بعيدين عن عبادة الرب
الصديق الجيد لا يخش صديقه وعليه أن نتمسك بهذا الصديق مهما حدثت عواصف فيما
بينهم
لا تُبدِلْ صَديقًا بِمالٍ ولا أَخًا حَقيقِياً بذَهَبِ أُوفير / يشوع بن
سيراخ 7 : 18
صحيح الكلام ولكن أين نجد الصديق الذي هو أفضل من الذهب والاخ صعب وجود مثل
هذا الصديق
الصديق في كل وقت يحب صديقه حباً أخوياً ولا يرغب أن يفارقه وقدر أمكانه يساعد
صديقه الاخوي في وقت ضيقاته ومشاكله
الصَّديقُ يُحِبّ في كلِّ حين ويولَدُ الأَخ لِوَقتِ الضِّيق / الامثال 17 :
17
الصديق يحبّ هي صداقة داود ويوناثان
لفَمُ العَذْبُ يُكَثّر الأَصدِقاء واللِّسانُ اللَّطيفُ يُكثِّر المُؤانَسات
لِيَكُنِ المُسالِمونَ لَكَ كَثيرين والنَّاصحونَ لَكَ مِنَ الأَلْفِ واحِدًا
إِذا اتَخَذتَ صَديقًا فاتَخِذْه بَعدَ الاْمتِحان ولا تَثِقْ بِه سَريعًا
فهُناكَ الصَّديق في يَومِه والَّذي لا يَثبُتُ في يَوم ضيقِكَ وهُناكَ
الصَّديقُ الَّذي يَنَقَلِبُ إِلى عَدُوٍّ فيَكشِفُ مخاصَمَتَكَ لِعارِكَ
وهُناكَ الصَّديقُ الَّذي يُجالِسُكَ إِلى المائِدَة والَّذي لا يَثبُت في
يَوم ضيقِكَ / يشوع بن سيراخ 6 : 5 / 10
الصداقة الحقّة والصداقة الكاذبة نعم واجب على كل صديق وصديق أن يتبادلا الحب
الاخوي المسيحي وقدر أمكانه يقف الى جانبه في وقت الشدة
الصداقة بدون خداع الطرفين معناها الفرح والبهجة والسعادة
أَكلَةٌ مِنَ البُقولِ مع المَحبًة خَير مِن ثَورٍ مَعْلوفٍ مع البَغْضاء /
الامثال 15 : 17
الصداقة اساسها هو المحبة وعليه الصداقة البسيطة والفقيرة أفضل من حياة الترف
والخداع
يذكرنا العهد القديم عن الصداقة الحميمة التي كانت بين الملك داود ويوناتان
واستمرت حتى في ايام الشدائد والمحن وأحب يوناتان داود حب أخوي نابع من صميم
قلبه فهل يوجد في وقتنا الحاضر محبة بين صديقين لا أعتقد ألأ القليل بسبب
الصداقة أصبحت مجرد مصالح بين الصديق والصديق والاخ مع اخوه وهكذا الناس تغيرت
في كل شيء ويوم بعد يوم نجد أشياء غير الاشياء التي تعلمناها منذ صغرنا من
أبائنا وأمهاتنا المحبة وعدم الخداع والكذب فيما بيننا الصداقة هي ان تكون
الصراحة بين الصديقين
ولمَّا انتَهى داوُدُ مِن كَلامِه مع شاوُل تَعَلَّقَت نَفسُ يوناتانَ
بنَفْسِ داوُد وأَحبَّه يوناتانُ حبَه لِنَفْسِه وأَمسَكَه شاوُلُ في ذلك
اليَوم ولم يَدَعْه يَرجعُ إِلى بَيتِ أَبيه وقَطَعَ يوناتانُ مع داوُدَ
عَهدًا لأَنَّه أَحبَّه حبَه لِنَفْسِه وخَلَعَ يوناتانُ الرِّداءَ الَّذي
علَيه ووَهَبَه لِداوُدَ مع سائِرِ ثِيابِه حتَّى سَيفَه وقَوسَه وحِمالَتَه /
صموئيل الاول 18 : 1 – 4
الصداقة الاخوية تستمر حتى في أيام المحن ووقت الضيق
( فأَخبَرَ يوناتانُ داوُدَ وقال إِنَّ شاوُلَ أَبي يُريدُ قَتلَك، فاحتَرِسْ
لِنَفْسِكَ مُنذُ غَدٍ واذهَبْ إلى خُفْيةٍ وأَقِمْ فيها وأَنا أَخرُجُ
فأَقِفُ لَدى أَبي في الحَقلِ الَّذي تَكونُ فيه وأُكَلِّمُ أَبي في شَأنِكَ
وأَرى ما يَكونُ فأُخبِرُكَ / صموئيل الاول 19 : 2 / 3
( فقامَ يوناتانُ بنُ شاوُل وأَتى إِلى داوُدَ في حُرشَة وشَدَّدَ عَزيمَتَه
بِاَسمِ الله وقالَ لَه لا تَخَفْ لأَنَّ يَدَ شاُولَ أَبي لن تُصيبَكَ وأَنتَ
ستَملِكُ على إِسْرائيل وأَنا أكونُ لَكَ ثانِيًا وشاُولُ أَبي أَيضًا يَعلَمُ
ذلك وقَطعا كِلاهما عَهدًا أَمامَ الرَّبّ ولَبِثَ داوُدُ في حُرشَة وانصَرَفَ
يوناتانُ إِلى بَيته / صموئيل الاول 23 : 16 / 18
الله يعطي المؤمن التعزية والتشجيع وهكذا كان الصديقان داود ويوناتان الواحد
يشجع الاخر وبدون حسد ولا نميمة
الصداقة بين داود ويوناتان تسودها المحبة الصادقة هنا يوناتان يبشر داود أنه
يصبح ملك لكن ليس معناه أن الصديقين تآمرا على شاول بل في ضوء الاحداث
فغَضِبَ شاوُلُ غَضَبًا شَديدًا على يوناتانَ وقالَ لَه يا ابنَ الفاسِدَةِ
المُتَمَرِّدَة أَلَم أَعلَمْ أَنَّكَ قد تَحَزَّبت لابنِ يَسَّى لِخِزيِكَ
وخِزْيِ عَورَةِ أُمِّكَ؟ / صموئيل الاول 20 / 30
الصداقة بين داود ويوناثان يقابل عداوة شاول لداود. ويكون جوابُ داود على كبر
النفس لدى يوناثان اهتمامًا بنسل صديقه بعد موته
فقالَ يوناتانُ لِداُود هَلُمَّ نَخرُجُ إِلى الحَقْل وخَرَجا كِلاهُما إِلى
الحَقْل وقالَ يوناتانُ لِداُود والرَّبِّ إِلهِ إسْرائيل سأَستَكشِفُ أَبي
بَعدَ غَدٍ في مِثلِ هذه السَّاعة فإن كانَ لِداُودَ خَيرٌ ولم أُرسِلْ
حينَئِذٍ وأُكاشِفْكَ فليَصنَعِ الرَّبُّ كَذا بِيوناتانَ وكَذا يَزيد وإِن
حَسُنَ لأَبي أَن يُسيءَ إِلَيكَ فإِنِّي أُكاشِفُكَ وأُطلِقُكَ فتَنصرِفُ
بِسَلام ولْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ كما كانَ مع أَبي وإِن بَقيت حَيًّا أَفلا
تَصنعُ إِلَيَّ رَحمَةَ الرَّبِّ لِكَي لا أَموت فلا تَقطَعْ رَحمَتَكَ عن
بَيتي أَبَدًا حتَّى إِذا أَبادَ الرَّبُّ كُلَّ واحِدٍ مِن أَعْداءِ داوُدَ
عن وَجهِ الأَرْض وهكذا عاهَدَ يوناتانُ بَيتَ داوُدَ وقال يُطالِبُ الرَّبُّ
أَعْداءَ داوُد وطَلَبَ يوناتانُ مِن داوُدَ أَن يَحلِفَ لَه ثانِيَةً
بِسَبَبِ حُبِّه لَه لأَنَّه أَحبَّه حُبَّه لِنَفْسِه / صموئيل الاول 20 : 11
/ 17
الصداقة تبقى الى الموت
قد ضاقَ صَدْري علَيكَ يا أًخي يوناتأَنَّ لقَد كُنتَ عَزيزًا عليَّ جِدًّا
وكانَّ حُبُّكَ عِندي أَعجَبَ مِن حُبِّ النِّساء / صموئيل الثاني 1 : 26
الصداقة تبقى في الذاكرة وخالدة حتى أن فقد أحد الاصدقاء
وقالَ داُود هل بَقِيَ أَحَدٌ مِن بَيتِ شاُوُلَ فأَصنعَ إِلَيه رَحمَةً مِن
أَجلِ يوناتأَنَّ؟ / صموئيل الثاني 9 : 1
الملك داود يتذكر وعده لصديقه يوناتان هذا مثال الصداقة والسخاء
وأَبْقى المَلِكُ على مَفيبَعْلَ بنِ يوناتانَّ بنِ شاوُل مِن أَجلِ يَمينِ
الرَّبِّ الَّتي بَينَهما أَي بَينَ داوُدَ ويوناتانَّ بنِ شاوُل / صموئيل
الثاني 21 : 7
الصداقات كثيراً لا تدوم والسبب انهم دائماً يفكرون أن صديقهم عسى أن يكون له
مال كثير فتجد الصديق يلتجىء الى أصدقاء لهم مال كثير ومركز ووظيفة جيدة
فيحاول أن يصادقهم ويترك أصدقاء فقراء مضطهدين لا حولة لهم ولا قوة سوى أنهم
مجرد فقراء هذا الشيء موجود في وقتنا الحاضر الصداقة أصبحت مصالح شخصيا أساعدك
تساعدنهم والا ليس هناك أي صداقة بيننا
العوِزُ مُبغَضٌ حتَّى عِندَ صَديقِه وأَحِبَّاءُ الغَنِيِّ كَثيرون /
الامثال 14 : 20
المرأة الحكيمة والمرأة الحمقاء والرجل الحكيم والرجل الأحمق وشاهد الزور
والساخر
الغِنى يُكثِرُ الأصدِقاء والفَقيرُ يُفارِقه صَديقُه شاهِدُ الزُّورِ لا
يُتَغاضى عنه ونافِثُ الأكَاذيبِ لا يُفلِت كَثيرونَ يَستَعطِفونَ وَجهَ
الشَّريف كلٌّ يُصادِقُ صاحِبَ العَطايا جَميعُ إخوَةِ المُعوِزِ يُبغِضونَه
فكم بِالأَحْرى أَصدِقاؤه يَبتَعِدونَ عنه يَسْعى لأَقوالٍ ولَيسَ منها شيَ/
الأمثال 19 : 4 / 7
وَقَفَ أَحِبَّائي ورِفاقي مُتَنَحِّينَ عن ضَربَتي ووَقَفَ بَعيدًا أقارِبي
/ مزمور 38 : 12
لَو أنَّ عَدُوًّا عيَرني لَاْحتَمَلتُه ولَو أَنَّ مُبْغِضي تَعاظَمَ
عَليَّ لتَوارَيتُ عنه / مزمور 55 : 13
يمكن أن يحتمل الانسان الشتيمة من الأعداء أما من الصديق الكاذب لا يمكن
تحمله لو كان هذا الشرير عدّوًا يعيّرني لاحتملت تعييره
أَبعَدتَ عنِّي المُحِبَّ والرَّفيق فلَيسَ لي سِوى الظَّلامِ أَنيس / مزمور
88 : 19
مُقابِلَ حُبِّي لَهم يَتَّهِمونني في حينِ أَنِّي لَستُ إِلاَّ صَلاة /
مزمور 109 : 4
قد مَقَتَني أُمَناءُ سِرِّي والَّذينَ أَحبَبتُهمُ انقَلَبوا علَيَّ / أيوب
19 : 19
هذه الشواهد من الكتاب المقدس توكد لنا أن الصداقات أصبحت فقط بالاسم تجد
الصديق يمشي ويسير معه في الطريق ولكن عندما يفارقه يتكلم عليه من وراءه امام
أصدقاء أخرين اليست هذه الصداقة دجل في دجل وكذب في كذب
يسوع المسيح كان له صديق اسمه يهوذا الاسخريوطي أحد تلاميذه الاثني عشر ولكن
الصداقة لم تدوم فخانه يهوذا بقول يسوع الذي أكل خبزي هو رفع عقبه عَلَيَّ
وجاءت على لسان داود
وحتَّى صَديقي الحَميمُ الَّذي اْتَكَلْتُ علَيه فأَكَلَ خُبْزي هو عَلَيَّ
عَقِبَه / مزمور 41 : 10
الصديق من التجارب مع اخرين اصدقاء له أحيانا يستوجب الاحتراس
في يُسرِكَ يَكون كأنه أنَتَ بِنَفسِكَ وُيخاطِبُ خُدَّامَكَ بِحرِّيَّة
لكِنَّه إِذا اْنحَطَطتَ يَنقَلِبُ علَيكَ وَيتَوارَى عن وَجهِكَ تَباعَدْ عن
أَعْدائِكَ واحذَرْ مِن أَصدِقائِكَ الصَّديقُ الأَمينُ مَلجَأ حَصين ومَن
وَجَدَه وَجَدَ كَنزَاً الصَّديقُ الأَمينُ لا يُعادِلُه شَيء وقيمَتُه لا
يُقَدَّرُ لَها ثَمَن الصَّديقُ الأَمين دَواءُ الحياة والَّذينَ يَتَّقونَ
الرَّبَّ يَجِدونَه مَن يَتَّقِ الرَّبَّ يُحسِنْ تَوجيهَ صَداقَتِه فكَما
يَكونُ هو يكون صاحِبُه / يشوع بن سيراخ 6 : 11 / 17
الاصدقاء الصادقون والكاذبون
لا يُعرَفُ الصديقُ في السّرَاء ولا يَخْفى العَدُوّ في الضَّرَّاء في
سرَاءِ الرَّجُل أَعْداؤُه مَحْزونون وفي ضَرَّائِه يَنصًرِفُ عَنه حَتَّى
صَديقُه لا تَثِقْ بِعَدُوِّكَ أَبَدًا فإِنَّ خُبثَه كصَدَإِ النُّحاس
وحَتَّى إِن تَواضَعَ ومَشى مُطرِقًا فتَنبّهْ لِنَفسِكَ واحتَرِسْ مِنه كُنْ
معَه كَمَن يَجْلي مِرآةً واعلَمْ أَنَّ صَدَأَها لا يَدوم لا تَجعَلْه
قَريبًا مِنكَ لِئَلاَّ يَقلِبَكَ وُيقيمَ في مَكانِكَ لا تُجلِسْه عن يَمينكَ
لِئَلاَّ يَطمعً في كُرسِيِّكَ فتَفهَمَ كَلامي أَخيرًا وتَتَحَسّرَ على
أَقْوالي مَنِ الَّذي يَرحَمُ حاوِيًا لَدَغَته الحيَة وجميعَ الَّذينَ
يَدْنونَ مِنَ الوُحوش؟ ذلك شَأنُ الَّذي يَسيرُ مع الرَجُلِ الخاطِئ
وَيتَوَرَّطُ في خَطاياه إِنَّه يَبْقى معَكَ ساعةً وإِنِ انثنيتَ لا يتَمالَك
العَدُوُّ على شَفَتَيهِ حَلاوَة وفي قَلبِه يَنْوي أَن يُسقِطَكَ في الحُفرَة
العَدُوُّ تَدمَعُ عَيناه وإِن صادَفَ فرصَةً لا يَشبعُ مِنَ الدَّم إِن
أصابَكَ شرٌ وَجَدتَه هُناكَ قد سَبَقَكَ يَظهَرُ أَنَّهُ يُساعِدُكَ فيَعقِلُ
عَقِبَكَ يَهُزُّ رَأسَه وُيصفِّقُ بِيَدَيه وَيهمِسُ بِأَشياءَ كثيرةٍ
وُيغَيّر وَجهَه / يشوع بن سيراخ 12 : 8 / 18
الصديق الحقيقي يُعرَف في وقت الضيق
معاشرة الانداد
مَن لَمَسَ القَطْرانَ تَوَسَّخ ومَن عاشرَ المُتَكَبّرَ أَشبَهَه لا تَرْفع
ثِقَلاً يَفوقُ طاقَتَكَ ولا تُعاشِرْ مَن هو أَقْوى وأَغْنى منكَ كَيفَ
يُقرَنُ بَينَ قِدْرِ الخَزَف والمِرجَل؟ إِنَّها إِذا صُدِمَت تَنكَسِر
الغَنِيُّ يَظلِمُ وَيسخَط والفَقيرُ يُظلَمُ ويَتَضرَّعِ إِن كُنتَ نافِعًا
اْستَغلكَ وإِن كُنتَ مُعوِزًا خَذَلَك إن كانَ لَكَ مالٌ عاشَرَكَ
واْستَنفَدَ مالَكَ وهو ناعِم البال إِن كانَت لَه بكَ حاجَةٌ غركَ وَتبَسَّمَ
إِلَيكَ وأًمَّلَكَ كلَمَكَ بِالخَيرِ فقالَ ما حاجَتُكَ؟ يُخجِلُكَ في
مَآدِبِه حَتَّى يَستَنفِدَ مالَكَ في مرَتَين أَو ثَلاثٍ وأَخيرًا يَستَهزِئُ
بِكَ وَيراكَ بَعدَ ذلك فيَخذُلُكَ وَيهُزّ رَأسَه في شَأنِكَ إِحذَرْ أَن
تَغترّ وتُذَلَّ في غَبائِك إِذا دَعاكَ مُقتَدِرٌ فتوارَ فيَزْداد دَعوَةً
لَكَ لا تَقتَحِمْ لِئَلاَّ تُطرَد ولا تَقِفْ بَعيدًا لِئَلاّ َتنْسى لا
تُقْدِمْ على مُحادَثَتِه كالنِّدِّ لِلنِّدّ ولا تَثِقْ بِأَحاديثه الطَّويلة
فإِنَّه بكَثرةِ كَلامِه يَختَبِرُكَ وبِتَبَسُّمِه إِلَيكَ يَفحَصُكَ إِنَّه
بلا رَحمَةٍ ذلِكَ الَّذي لا يُمسِكُ كَلامَه ولا يُوفر عَلَيكَ الضَرَباتِ
ولا القُيود إِحذَرْ وتَنبّهْ فإِنَّكَ تَمْشي على شَفى السُّقوط كُلُّ كائِنٍ
حَيٍّ يُحِبُّ اْبنَ جِنْسِه كلُّ إِنْسانٍ يُحِبّ قَريبَه كُلُّ ذي جَسَدٍ
يَقتَرِنُ بِحَسَبِ جِنْسِه والرَّجُلُ يُلازِمُ اْبنَ جِنْسِه أَيُّ شَرِكَةٍ
بَينَ الذِّئبِ والحَمَل؟ ذلك شأنُ الخاطئِ مع التَّقِي أَيُّ سَلام بَينَ
الضَّبعْ والكَلْب؟ وأَيُّ سَلامً بَينَ الغَنِيً والفَقير؟ حَميرُ الوَحْشً
في البَرَيَّةِ صَيدُ الأسود وكذلكَ الفُقَراءُ هم مَراعي الأَغنِياء
التَّواضُعُ قَبيحةٌ عِندَ المُتَكَبِّر وهكذا الفَقير قَبيحَةٌ عِندَ
الغَنِيّ الغَنِيُّ إِذا تَرَنَّحَ يَسنِدُه أَصدِقاؤُه والمِسْكينُ إِذا
سَقَطَ فأَصدِقاؤُه يَنبِذونَه يَزِلُّ الغَنِيُّ فيُعينُه كَثيرون ويَتَكلَمُ
بالمُنكَراتٍ فيُبَرَئونَه يَزِلُّ المِسكينُ فيُوَبخونَه ويَتَكلَمُ كَلامًا
مَعْقولاً فلا يُفسَحُ في المَكانِ لَه يَتَكلَمُ الغنِيُّ فيُنصِتُ الجَميع
وَيرفَعونَ قَولَه إِلى الغْيوم يَتَكلَمُ الفَقيرُ فيَقولون مَن هذا؟ وإِن
زلَّ يَصرَعونَه / يشوع بن سيراخ 13 : 1 / 23
الكلام عن العشرة التي تغيّر العادات الحسنة وتنكسر القدر مثل معروف منذ
القديم لماذا يصاحب الغنيُّ الفقير؟ يبدو الأغنياء والفقراء فئتين مختلفتين لا
يمكن أن تتلاقيا سيئان وصالحان كل شيء يتعلق بأخلاق الصديق مع صديقه
الاصدقاء الكاذبون
كُلُّ صَديقٍ يَقول أَنا أَيضا صَديقُكَ لكِن رُبَّ صَديقٍ إِنَّما هو
صَديقٌ بِالاْسم أَلا يُورِثُ الغَمَّ حتَّى المَوت كُلُّ صاحِبٍ أَو صَديقٍ
يَتَحوَلُ إِلى عَدُوّ أيُّها المَيلُ الفاسِد مِن أَينَ خُرِطتَ فغَطَّيتَ
اليابِسَةَ مَكرا؟ صاحِبُ الصَّديقِ يَفرَحُ في سرَائِه وفي ضَرَّائِه يُعاديه
الصَّاحِبُ يُشارِكُ صَديقَه في الأَلَم لأَجلِ بَطنِه ويُحمِلُ التُّرسُ في
الحرب لا تَنْسَ صَديقَكَ في قَلبِكَ ولا تَتَغاضَ عنه في ثَروَتكَ / يشوع بن
سيراخ 37 : 1 / 6
صديق وصديق ناصح وناصح حكمة وحكمة طعام وطعام فالحكيم يميّز الصديق الصادق
والصديق الكاذب فهذا يمكن أن يتحوّل إلى عدوّ ويميّز النصيحة الصالحة وتلك
التي تطلب منفعتها والحكيم يميّز الحكمة الحقيقية والحكمة المزيَّفة التي تحمل
الوبال إلى صاحبها والاعتدال في الطعام لتطول حياتنا لأن الشراهة تقود إلى
التهلكة كم هو شرير الصديق الذي يتطلّع إلى المائدة وفي وقت الضيق يبتعد عن
الصديق الصديق الصادق يقف في وجه العدو الصديقَ الكاذب الذي يختبىء وراء ترسه
الشهوة تميل بالانسان لكي يخون صديقه لماذا وُجدتِ؟ الويل للشرير أو الصديق)
الذي يقول لماذا خنت صديقي صديقًا لك في قلبك أو في القتال
أحيانا تودي الصداقة الى فعل الشر حتى أن كان مخلصة الانزلاق الى عمل الشر لا
مفر منه
فرَفَعوا أَبْصارَهم مِن بَعيدٍ فلَم يَعرِفوه فرَفَعوا أَصْواتَهم وبَكَوا
وشَقَّ كُلٌّ مِنهُم رِداءَه وذَرُّوا تُرابًا نَحوَ السَّماء فوق رُؤُوسِهم /
ايوب 2 : 12
الشر معناه خيبة الامل بين الصديقين
وإِن أَغْراكَ سِرًّا أَخوكَ ابنُ أُمِّكَ أَوِ ابنُكَ أَوِ ابنَتُكَ أَوِ
امرَأتكَ الَّتي في حِضنِكَ أَو صَديقُكَ الَّذي هو كنَفْسِكَ قائِلاً هَلُمَّ
نَعبُدُ آِلهَةً أُخْرى لم تَعرِفْها أَنتَ وآباؤُكَ / تثنية الاشتراع 13 : 7
ذلك شَأنُ الَّذي يَسيرُ مع الرَجُلِ الخاطِئ وَيتَوَرَّطُ في خَطاياه /
يشوع بن سيراخ 12 : 14
قصة ابشالوم وامنون يغتصب اخته تامار
وكانَّ بعدَ ذلك أَنَّ كانَّ لأبْشالوم بنِ داوُدَ أُختٌ آسمُها تامار
فأَحَبَّها أمْنونُ بنُ داوُد وشُغِفَ أمْنونُ بتامار أُختِه حتَّى سَقِمَ
لأَنَّها كانَّت عَذْراءَ فكانَّ يَبْدو لَه مُستَحيلاً أَنَّ يَصنَعَ بِها
شَيئاً وكانَّ لأمْنونُ صَديقٌ اسمُه يونادابُ بنُ شِمعَة أًخي داوُد وكانَّ
يونادابُ رَجُلاً ذَكِيًّا جِدًّا فقالَ لَه ما لي أًراكَ يا ابنَ المَلِكِ
تَنحَلُ صَباحًا فصَباحًا؟ أَلا تُخبِرُني؟ فقالَ لَه أمْنونُ أَنَّي أحِبُّ
تامار أُختَ أبْشالوم أًخي فقالَ يوناداب إِضطَجعْ على سَريرِكَ وتَمارَض فإذا
أتاكَ أَبوكَ لِيَعودَكَ فقلْ لَه لَتَأتِ تامارُ أخْتي وتُطعِمْني خُبزًا
وتَعمَلِ الطعامَ أمامي لِأَرى وآكُلَ مِن يَدِها فآضطجَعَ أمْنونُ وتَمارَضَ
فأَتاه الملك يَعودُه فقالَ أمْنونُ لِلمَلِك لِتأتِ تامارُ أُخْتي وتَعمَلْ
أمامي كَعكَتَينِ وآكُلَ مِن يَدِها فأَرسَلَ داوُدُ إِلى تامارَ إِلى البَيتِ
وقالَ لَها إِذهَبي إِلى بَيتِ أمْنونُ أًخيكِ واَصنَعي لَه طَعامًا فمَضَت
تامارُ إِلى بَيتِ أمْنونُ أًخيها وهو مُضطَجِع فأخَذَت عَجينًا ودَلَكَته
وعَمِلَت كَعْكًا أمامه وقَلَتِ الكَعْك وأَخَذَتِ المِقْلاةَ وسَكَبَت أمامه
فأبى أَنَّ يأكُل وقالَ أمْنونُ أَخرِجوا كُلَّ واحِدٍ مِن عِنْدي فخَرَجَ
كُلُّ واحِدٍ مِن عِندِه فقال أمْنونُ لِتامار أدخِلي الطَّعامَ إِلى
المُخدَعِ فآكُلَ مِنِ يَدِكِ فأخَذَت تامارُ الكَعكَ الَّذي عَمِلَته وأَتت
بِه أمْنونُ أَخاها إلى المُخدَع وعِندَما قَدَّمت لَه لِيأكُل أمسَكَها وقال
تَعالَيِ آضطَجِعي معي يا أخْتي فقالَت لَه لا تَغتَصِبْني يا أًخي، لأَنَّه
لا يُفعَلُ هكذا في إِسْرائيل فلا تَفْعَلْ هذه الفاحِشَة فأَمَّا أَنَّا
فأَينَ أَذهَبُ بِعاري وأَمَّا أَنَّتَ فتَكونُ كواحِدٍ مِنَ الحَمْقىِ في
إِسْرائيل والأَنَّ فكَلِّم المَلِكَ؟ فأَنَّه لا يَمنعُني مِنكَ فأَبى أَنَّ
يَسمعً لِكَلامِها بَل تَمَكَّنَ مِنها واَغتَصَبَها وضاجَعَها ثُمَّ
أَبغَضَها أمْنونُ بُغضًا شَديدًا جِدًّا وكانَّ البُغضُ الَّذي أبغَضَها
إِيَّاه أَعظَمَ مِنَ الحُبِّ الَّذي أَحبَها إِيَّاه وقالَ لَها أمْنونُ قومي
فأَنَّصَرِفي فقالَت لَه لا يا أًخي، لِأَنَّ طَردَكَ لي شر أَعظم مِنَ الشر
الاَخَرِ الَّذي فَعَلتَه بي فأَبى أَنَّ يَسمعَ لَها ودعا الفَتى الَّذي
كانَّ يَخدُمُه وقال أَخرِجْ هذه عنِّي إِلى خارِج وأَغلِقِ البابَ وَراءَها
وكانَّ علَيها قَميصٌ مُوَشَّى لِأَنَّ بَناتِ المَلِكِ العَذارى كُنَّ
يَلبَسْنَ أَقمِصَةً مِثلَ هذا فأخرَجَها خادِمُه إِلى خارِجٍ وأَغلَقَ البابَ
وَراءَها فجَعَلَت تامارُ رَمادًا على رأسِها ومَزَّقَتِ القَميصَ المُوَشَّى
الَّذي كانَّ علَيها وجَعَلَت يَدَها على رأسِها وذَهَبَت وهي تَصرُخ فقالَ
لَها أبْشالوم أَخوها هل كانَّ أمْنونُ أَخوكِ مَعكِ؟ أُسكُتي الأَنَّ يا
اخْتي أَنَّه أَخوكِ ولا يَأخُذْ هذا الأَمرُ مِن نَفسِكِ فأَقامَت تامارُ
حَزينَةً في بَيتِ أبْشالوم أًخيها وسَمعِ داوُدُ المَلِكُ بِجَميعِ هذه
الأمور فاغْتاظَ غَيظًا شَديدًا ولكِنَّه لم يُحزِنْ نَفْسَ أمْنونُ آبنِه
لِأَنَّه كانَّ يُحِبُّه لِأَنَّه بِكرُه فأَمَّا أبْشالوم فلَم يُكَلِّمْ
أمْنونُ بِشَرٍّ أَو خَير لِأَنَّ أبْشالوم أَبغَضَ أمْنونُ بِسَبَبِ آغتِصابِ
تامارَ اختِه / صموئيل الاول 13 : 1 / 22
الصداقة القديمة جداً تصبح مثل الخمر العتيق هكذا الصديق الحديث خمر جديد
لا تَهجُرِ الصَّديقَ القَديم فإِنَّ الحَديثَ لا يُساويه الصَّديقُ
الحَديثُ خَمرَةٌ جَديدَة إِذا عُتِّقَت طابَ لَكَ شُربُها / سفر يشوع بن
سيراخ 9 : 10
التَّوبيخُ المُجاهَرُ بِه خَيرٌ مِنَ الحُبِّ المُضمَر / سفر الامثال 27 : 5
لا تَتزكْ صَديقَكَ ولا صَديقَ أَبيك ولا تَدخُلْ بَيتَ أخيكَ في يَومِ
بُؤسِكَ جارٌ قَريبٌ خَيرٌ مِن أَخِ بعيد / سفر الامثال 27 : 10
الصداقة النابعة من يثق بالله فالاثنان يحصلان على صداقة صالحة لا غش فيها
الصداقة
لفَمُ العَذْبُ يُكَثّر الأَصدِقاء واللِّسانُ اللَّطيفُ يُكثِّر المُؤانَسات
لِيَكُنِ المُسالِمونَ لَكَ كَثيرين والنَّاصحونَ لَكَ مِنَ الأَلْفِ واحِدًا
إِذا اتَخَذتَ صَديقًا فاتَخِذْه بَعدَ الاْمتِحان ولا تَثِقْ بِه سَريعًا
فهُناكَ الصَّديق في يَومِه والَّذي لا يَثبُتُ في يَوم ضيقِكَ وهُناكَ
الصَّديقُ الَّذي يَنَقَلِبُ إِلى عَدُوٍّ فيَكشِفُ مخاصَمَتَكَ لِعارِكَ
وهُناكَ الصَّديقُ الَّذي يُجالِسُكَ إِلى المائِدَة والَّذي لا يَثبُت في
يَوم ضيقِكَ في يُسرِكَ يَكون كأنه أنَتَ بِنَفسِكَ وُيخاطِبُ خُدَّامَكَ
بِحرِّيَّة لكِنَّه إِذا اْنحَطَطتَ يَنقَلِبُ علَيكَ وَيتَوارَى عن وَجهِكَ
تَباعَدْ عن أَعْدائِكَ واحذَرْ مِن أَصدِقائِكَ الصَّديقُ الأَمينُ مَلجَأ
حَصين ومَن وَجَدَه وَجَدَ كَنزَاً الصَّديقُ الأَمينُ لا يُعادِلُه شَيء
وقيمَتُه لا يُقَدَّرُ لَها ثَمَن الصَّديقُ الأَمين دَواءُ الحياة والَّذينَ
يَتَّقونَ الرَّبَّ يَجِدونَه مَن يَتَّقِ الرَّبَّ يُحسِنْ تَوجيهَ صَداقَتِه
فكَما يَكونُ هو يكون صاحِبُه / سفر يشوع بن سيراخ 6 : 5 / 17
مثل هذه الصداقة نجدها نموذجاً حقيقياً للصداقة مع الله الذي كان صديقاً مع
ابراهيم
أَمَّا انتَ يا إسْرائيلُ عَبْدي ويا يَعْقوبُ الَّذي آخترتُه نَسْلَ
إِبْرِاهيم خَليلي / سفر أشعياء 41 : 8
فقالَ الرَّبّ أَأَكتُمُ عن إِبْراهيمَ ما أَنا صانِعُه / سفر التكوين 18 :
17
الله أراد أن يدخل أبراهيم في سره ومخططه ولم يكتم عليه أي شيء
الصداقة هكذا تكون لا تنبني على مصالح وماديات وتكتلات الصداقة فيها المحبة
والرجاء والايمان
الله كان صديقاً مع النبي موسى
وُيكَلِّمُ الرَّبُّ موسى وَجهاً إِلى وَجْه كَما يُكَلِّمُ المَرءُ صَديقَه
وإِذا رَجَعَ إِلى المُخَيَّم كانَ مساعِدُه يَشوعُ بنُ نونٍ الفَتى لا
يَبرَحُ مِن داخِلِ الخَيمَة / سفر الخروج 33 : 11
الله كلم موسى هذا دليل للعلاقة الحميمة بين صديقين الله وموسى التي لم يصلها
أحداً من الشعب العبراني
كذلك كان الله صديقاً مع الانبياء
لِأَنَّ السَّيِّدَ الرَّبَّ لا يَفعَلُ شَيئاً ما لم يَكْشِفْ سِرَّه
لِعَبيدِه الأَنْبِياء / سفر عاموس 3 : 7
الله كشف سره مع ابراهيم قبل تدمير سدوم وعموره ومع صموئيل قبل إعداد العقاب
لشاول بدا الله في حوار حميم كما بين الصديق وصديقه ذاك هو المعنى الأساسي
لفعل أنبأ الذي منه جاء لفظ النبي يدخل في السرّ ويخرجه للعلن كما تفعل المياه
في النبع
والمجد لله دائما
بقلم سيمون شعيا