تأمل في زمن الميلاد…بقلم: نزار كوركيس

تأمل في زمن الميلاد اسم التأمل : العائلة المقدسة

دعونا يا احبائي نتأمل بأيام ولحظات سبقت ولادة الرب يسوع له كل المجد،عندما قامت العائلة المقدسة برحلة طويلة شاقة ومتعبة. امنا العذراء مريم حامل بالرب يسوع في أحشائها والقديس يوسف البار معها محاولين بكل جهدهم إيجاد مكان لتضع امنا العذراء مولودها الطفل الالهي، ولكن باءت كل محاولاتهم للأسف بالفشل. لم يجدوا مكان يؤويهم في تلك اللحظات الحرجة والصعبة للغاية، حيث شاءت الإرادة الإلهية ان تكون ولادة هذا الطفل الالهي على نمط اخر الا وهو التواضع والتخلي عن كل ما هو متعارف عليه بالمفهوم البشري، بولادة ابن لملك من ملوك الارض، كم بالاحرى ولادة ابن الله المتجسد. هذا ما لم يكن وكان في حسبان كثير من البشر ولحد يومنا هذا، وأخيراً وبعد جهد جهيد وجدوا مغارة صغيرة في بيت لحم فيها عدد من الحيوانات مكانا لتضع امنا العذراء مريم مولودها العظيم والعجيب الذي هو خالق السماء والأرض وكل ما في الكون ملك’ له، في هذا المكان الذي يعتبره كثير من الناس وواصفين إياه بالمكان الحقير، ولكن عندنا نحن المؤمنون بالرب على عكس هؤلاء الناس حيث نعتبره اجمل واحلى من قصور العالم لانه ولد فيه اجمل واحلى ملك عرفته البشرية جمعاء، هذا المولود الذي جاء ليخلصنا من دنس الخطيئة وعقاب الموت الذي نستحقه بسبب خطايانا وإثامنا ليمنحنا الغفران ويفتح لنا جميعا أبواب الابدية.
لنفتح يا أخوتي وأحبائي أبواب قلوبنا وبيوتنا على مصراعيها لأستقبال هذه العائلة المقدسة لتشرفنا بولادة الرب يسوع فيما بيننا وفي بيوتنا يالهذا الشرف العظيم الذي يعتبر حلم كل العوائل، وهذا الحلم يتحقق يا احبائي عندما تكون قلوبنا وبيوتنا نقية وصافية من كل كره وبغض وحقد ، وعندما تكون قلوبنا وأفكارنا نقية وصافية ومملوءة بألحب والغفران لبعضنا البعض تصبح فعلا مغارة ومكان يليق ليحل فيه الرب يسوع له كل الكرامة والمجد اي شبيها بمغارة بيت لحم.
ونستحق حينها ان نعاين الله لانه فقط أنقياء القلب يعاينون الله، ولنكن ايضآ من صانعي السلام في كل شئ وفي كل الأوقات حتى ندعى أبناء الله وليكن لنا يا أخوتي هذا الشرف الرفيع ان ندعى أبناء الله بكل ما للكلمة من معنى قولا وفعلا، بأن تكون سيرتنا وسلوكنا تليق بابناء الله خالية من كل ما هو يخالف وصايا الله وتعاليمه ولنوجه انظارنا جميعا الى ما يحل وما سيحل بهذا العالم من جراء ترك البشرية لسماع صوت الله والانقياد لصوت العالم (الشيطان) وما يقدمه للعالم من إغراءات يجب علينا جميعا ان ننتبه وننبّه بَعضُنَا البعض وان يصحو الجميع ويعرفوا جيدا بان الشيطان ما جاء الى العالم الا ليخرب علاقة الله بالانسان وان يقتل ويدمر كل شئ يخص الله والبشرية.
مع قرب ميلاد الرب يسوع لنعيش يا احبائي مع بَعضُنَا البعض هذه الأيام واللحظات الجميلة دعونا نعيشها سوية مع هذه العائلة المقدسة وليكن ملئها المحبة والتسامح والفرح بهذا نسعد ونفرح قلب فادينا ومخلصنا الرب يسوع.

ولألهنا المجد الدائم الى الأبد  آمين

بقلم: نزار كوركيس

عن ادارة الموقع

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …