حادث مروري يؤدي بحياة ألاب يوسف حبي

حادث مروري يؤدي بحياة ألاب يوسف حبي

تمرعلينا اليوم  (18) سنة على ذلك الحادث الاليم المروع الذي وقع على الطريق الدولي بين بغداد وعمان والذي أودى بحياة الاب العلامة والفيلسوف يوسف حبي عندما كان مسافرا لحضور اجتماع الكنائس الشرقية في لبنان,هكذا بلحظات خطف الموت من بيننا هذا الاب الروحي وأحد أعمدة الكنيسة والذي لايمكن نسيانه أبدا ولا ان نمحو من ذاكرتنا يوم 15-10-2000 ……………………………………..
كنت قريبا من الاب حبي في كنيسة ماركوركيس الكلدانية في الغدير كوني خادما صغيرا (شماسا) هناك وكان الاب حبي راعي الكنيسة ويعاونه الاب حبيب النوفلي(مطران البصرة حاليا),اخر مرة التقينا به كان يوم السبت اي قبل يوم واحد من وقوع الحادث وقال  انا مسافر الى لبنان و وَدَعنا كعادته وتمنينا له سلامة العودة  وللاسف لم ترافقه السلامة  حيث كان شبح الموت ينتظره على الطريق بعيدا عن بلده وكنيسته واخوته الكهنة واهله وكل محبيه,,وقع الخبر على مسامعنا ونحن الشمامسة واقفين في باحة الكنيسة كالصاعقة حاولنا تكذيب الخبر , ربما حادث بسيط او انه ليس ميتا بل في المستشفى ولكن الحقيقة كانت اقوى من تفكيرنا نعم الخبر صحيح والاب حبي مات قالها الاب لويس ساكو ( غبطة الكاردينال حاليا ) قبل البدء بالقداس المسائي وما ان قالها عم صمت كبيربين الحاضرين والواحد ينظر الى الثاني بعجب بعدها بدءت الدموع تنزل من عيون الحاضرين اضافة الى دموعنا التي سبقتهم , هكذا رحل من بيننا بصمت, ذلك الاب الروحي والراعي الصالح والفيلسوف والعلامة والانسان البسيط المتواضع في كل شي في احاديثه وجلساته وحتى في قداديسه كان يشدك اليه في كرازاته ويستمتع المتلقي بكلماته البسيطة والمفهومة  بحيث يفهما الصغير قبل الكبير و في لقاءاته مع الناس  تراه صغيرا مع الصغير وكبيرا مع الكبير,,برحيله ترك أثرا كبيرا وفراغ أكبر  في الكنيسة  وبين محبيه من اصدقاء وطلاب وزملاء وفلاسفة ووووو,, بسبب علاقاته الواسعه مع مختلف شرائح المجتمع ليس محليا فقط بل  مع شخصيات عالمية  ورجال دين بحكم ثقافته العالية وشهاداته الكبيرة وفكره الواسع وبحوثه ودراساته  ووو… كل هذا جعل من الاب يوسف حبي معروفا للجميع من المسيحيين وغير المسيحيين ,,وأتذكر جيدا يوم وصول جثمانه  الى كنيسة ماركوكيس كان موكبا كبيرا حضره الكثير من الشخصيات ومن رجال الدين المسيحيين وغير المسيحيين والقيت عدة كلمات تابينية بعد القداس الجنائزي ولا انسى كلمات غبطة البطريرك الراحل مار روفائيل بيداويذ الذي قال والدموع بعينه  (( ليس عيبا أو غلطا ان اقول بان يوسف حبي كان أحسن مني ,,وانا فخور به لان الاب يفتخر باولاده ويوسف حبي كان احد ابنائي الكهنة ))
شخصيا تعلمت الكثيير من الاب يوسف حبي
,كان يروينا من حبه ويغذينا بافكاره الدينية
والثقافية,حضرت الكثير من محاضراته التي كان يلقيها في الكنيسة وفي الدير
الكهنوتي في الدورة,تعلمنا منه الكثير ,علمنا ماهي الحياة المسيحية وكيف
نعيشها كمسيحيين,,
الاب يوسف حبي من مواليد الموصل,عميد كلية بابل للفلسفه واللاهوت,عضو المجمع العلمي العراقي,رئيس هيئة اللغه السريانية,عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقي, عالما وفيلسوفا وباحثا ومؤرخا كبيرا له المئات من المقالات والبحوث العلمية ,رئيس  وعضو هيئة التحرير لعدة مجلات دينية ,هذا القليل من الكثير للاب يوسف حبي
خاتمة مقالي المتواضع تكون ابيات نظمتها يوم وفاته ونشرتها في ديواني المتواضع(أوبرا دماثي ) 2004
ملك الارجوان

ودعك أبناء خورنتك     وهم ينتظرون عودتك

تلقوا خبر موتـــــــك     وهم في حيرة من امرك

+++++++

ماذا جرى يا ربـي         للأب يوسف حبـــــــي

بدون ألم وبدون آه          غمضت عينـــــــــــــاه

+++++++

أبناء خورنتـــــــــــك          أفضتهم بحبـــــــــــــك

طلاب كليتـــــــــــك         علمتهم علمـــــــــــــــــك

زملاء مجمعـــــــك         أ دهشتهم بفكــــــــــــــرك

والجميــــــــــــــــــع           احب فلسفتـــــــــــــــــك

وللاســــــــــــــــــف           لم يتحقق حلمــــــــــــك

أذ كنت على موعـد            في لبنــــــــــــــــــــــان

وسافرت عن طريق          عمـــــــــــــــــــــــــــان

وموتك الأليـــــــــــــم           لم يكن في الحسبـــــان

نتذكرك في الصلاة             طول الزمــــــــــــــان

رحمك الله يا ملك ألأرجوان

رعد دكالي/اكتوبر 2018

عن رعد دگالي

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …