كيف نفرح بميلاد المسيح ؟

كيف نفرح بميلاد المسيح ؟
د-بشرى بيوض
في البداية دعونا لا نضّيع هذه الفرصة٬ فالرب دائما وأبدا٬ ينتظرنا٬ متشوقا لسماع صوتنا فلنندم على كل لحظة ضاعت وعشناها بلا معنى٬ فلنندم على كل فعل قمنا به لم يجعلنا في وحدة مع الآخر٬ فلنندم على كل سلوك سلكناه٬ ولم يساعدنا لنكون أناساً حقيقيين ولهذا فان ميلاد يسوع نحن مدعوون لنولد معه٬ أناساً جدداً والولادة لن تكون إلا بالتوبه والغفران والمسامحة ٬ فهذه هي التي تغسل كل حياتنا٬ فيولد كل واحد منا إنساناً جديداً٬ يحقق هدف الله الأبدي . ان الميلاد هو استئصال الخبث و البغض والحسد والعنف، وإن كان بين البغض والحب حرب، فلا تخافوا حتى وان صلبت المحبة وطعنت وقتلت فسوف تقوم حتما منتصرة ليعود المهد حياة دائمة والموسم موسم فرح والمشهد مشهد سلام ووئام . فلا هدنة بعد اليوم ولا مساومة بين الحياة والموت، النور والظلام، الحق والباطل، لان السيد المسيح بتجسده وميلاده صار إنسانا ليجعل الإنسان حرا
نُدرك نحن المسيحيون, في الميلاد أن الحبّ الإلهيّ هو السّبيل الوحيد الذي يقود الإنسان إلى تجاوز غربته عن الله وعن الآخرين وعن ذاته. فنحن نؤمن أن غاية الميلاد هو أن يختبر الإنسان أن الله يحبه في إنسانيته، وان الحب وحده قادر على إلغاء القطيعة الناشئة بين الإنسان والله
ان ميلاد السيد المسيح هو ميلاد التوبة والسلام فلقد جاء السيد المسيح الى أرضنا ليخلصنا من خطايانا التى فصلت بيننا وبين الله، وجعلت الإنسان يعيش فى حالة ضياع وصراع، وانقسام مع نفسه، وفى عداء وكراهية مع أخيه الإنسان، وهنا جاء السيد المسيح ليمنحنا سلام المصالحة والغفران السلام الذى يفوق كل عقل، السلام الذى يتسم بالاستمرارية والدوام نعم لكى يكون الإنسان فى سلام مع الله، ويعيش فى سلام مع أخيه الإنسان، ويتمتع بسلام داخلى مع نفسه، يتطلب هذا من الإنسان التوبة الحقيقية، والاعتراف الصادق، والثقة الكاملة فى نعمة الله الغافرة. وهذه التوبة ليست مجرد كلمات ننطقها، أو صلوات نرفعها، أو حتى دموع نسكبها، لكنه اتجاه فى النفس نحو الله، وعندما نعيش كأبناء لله بحق نعرف كيف نزرع الحب ونصنع السلام مع الجميع وبهذا نكون فرحين بالميلاد
إن ميلاد يسوع المسيح ليس كأي ميلاد عادي بل إنه ميلاد أزلي. فهو ميلادُ السلام والمخبة والتوبة، وبدءُ العملِ بميثاقِ المصالحة بين السماءِ والأرض، والذي جاء في فصل الشتاء فصل الخير. فأمطرت السماء سلاماً ومحبة بميلاده، فابتهجت السماءُ وتهلّلت ابتهاجَ الصادقِ الوفيِّ، حاملاً السلام الحقيقي الإلهي للبشرية، وتجسيداً حياً لمحبة الله للإنسان .
ان ميلاد المسيح هو ميلاد المحبة والسلام وقد حمل ايضا الفرح والبهجه للانسان وكما نظر الرعاة الملائكه تشدوا ففرحوا وكما رأى المجوس نجم المشرق وتبعوه الى ان جاءوا لهذا المولود فسجدوا له وقدموا له هدايهم بفرح كبير هكذا كل نفس تتعرف على هذا الاله العظيم تعرف ايضا طعم ان الفرح والبهجه الحقيقة وان الفرح يملاء القلب والنفس ومهما كانت الظروف والمتاعب والضيقات فرح حقيقي وليس فرح عالمي وقتي زائل فرح بلقاء السيد المسيح والبقاء معه والتمتع به شعر به التلاميد وفرحوا اذ رأور الرب
اجعل يارب زمن مجيئك زمن التوبه فنولد معك من جديد ويصبح هذا العيد خطوة اضافية نحو القداسة نحياها بصمت تاملك وبحبك من خلال محبتنا لبعضنا البعض
إنّنا نصلّي جميعًا من أجلِ أنْ “يُشرِقَ حولَنا مجدُ الربّ” (لو2: 9)، في هذا العيد، كما أشرقَ في أجواءِ بيتَ لحم، ليلةَ ميلادِ يسوعَ المسيح، فادي الإنسانِ ومخلّصِ الجنسِ البشريّ. ولنقبَلْ في داخلِنا السلامَ الآتي من اللهِ لكي نتمكّنَ من أنْ نبنيَهُ في كلِّ عائلةٍ ومجتمعٍ ووطن، وهذا المشرقِ وفي بلدانِ الانتشار. ولنمجّدِ اللهَ في إنسانِنا المتجدِّدِ بالمسيحِ وفي كلِّ إنسانٍ تتجدّدُ فيه صورةُ اللهِ بهيةً. ولنكنْ أقوياءَ بالرجاءِ فنصمُدَ بوجهِ المحنِ والمصاعبِ ونخرجَ منها إلى ميناءِ عالمٍ أفضل، ولنُعلنْ بملءِ أفواهِنا
تـعــالَ، أيّها الربُّ يسوع
واخيراهذا هو الفرح الحقيقي الذي أساله لكم في الميلاد وأعياد رأس السنة راجيا لكم ولأولادكم كل نجاح ومسالمة وفرح من نور الرب الآتي الى حياتنا في كل تفاصيلها ضارعا الى يسوع الطفل في ذكرى ميلاده المجيد بالجسد ، أن يمكّننا من بلوغ شاطىء الطمأنينة وإدراك ميناء السلام ، نبتهل اليه أن يعيد هذا العيد بالفرح للجميع
د- بشرى بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …