كيف نستعد ونستفيد روحياً من أسبوع الالام ؟

كيف نستعد ونستفيد روحياً من أسبوع الالام ؟
د- بشرى بيوض
إن الانسان الذى لا يستفيد روحياً فى اسبوع الآلام ، من الصعب أن يستفيد فى الايام العادية لآن الآلام هى أعمق تأثيراً فى النفس .فلذالك مشاعر الفرح قد تكون سطحية ولكن مشاعر الألم عميقة ، وتصل إلى داخل الانسان ، وتمس القلب والشعور والعاطفة والإحساس .
أسبوع الالام هو رؤيا لمحبة المسيح الذي واجه الموت نيابة عنا فهو نزل من السماء لكي يموت من أجلنا لذلك نحن نضع الصليب دائماً أمامنا لكي نرى الصليب فنتذكر ذلك العهد الذي عاهدناه به، فهو أخذ حياتنا ومات بها على الصليب، لكي يعطينا حياته البارة المقدسة
ان المشاعر الروحية في هذا الأسبوع، لها عمقها الخاص
فيه الناس يكونون أكثر حرصًا وتدقيقًا وجدية، وأكثر تفرغًا لله. طبعًا التفرغ الكامل هو الوضع الأساسي، يتفرغ الإنسان على قدر إمكانه، ويعطى الوقت لله إنه أسبوع ندخل فيه في شركة الآم المسيح
لذالك نضع أمامنا كل آلامه من أجلنا، في انسحاق قلب، وفي توبة صادقة، لكي نستعد للتناول في يوم الخميس الكبير، اليوم الذي أعطى فيه الرب عهده المقدس لتلاميذه الأطهار، وأسس هذا السر العظيم
لذالك يجب ان نخلع الأنسان القديم لنلبس الأنسان الجديد  فالخطيئة  كانت السبب لوجود هذا الحاجز (بين القدس وقدس الأقداس في الهيكل  في العهد القديم ) لأن البشرية كانوا غير لائقين للدخول الى محضر الله . ولكن شكراً للرب يسوع المسيح لأنّهُ بموته على الصليب ، أزال الحاجز بين الله والأنسان ، ويمكننا الآن التقدم اليه بثقة وبجرأة “عبرانيين 4 : 14 -16 “. فنكرِّز به مصلوبا ونفتخر بالصليب الذي هو رمز حكمة الله لخلاص البشرية . فلنفتخر ، مع بولس الرسول بالصليب عندما يقول : “أمّا أنا فلن أٌفتخر الاّ بصليب ربِّنا يسوع المصلوب، يارب يامن جعلت الصليب طريقك إلى المجد، يوم حملته وصعدت به على جبل الجلجلة، حيث عُلقت عليه بين السماء والأرض، جد علينا بأنوارك الإلهية لنفهم ما يخفي هذا الصليب من قوَة، وما ينبعث منه من نور، وما ينطوي عليه من تعزية للمسافرين في صحراء العالم. وأعطنا الشجاعة لنجعله كل يوم، كما أمرت، لننل من أسراره ما نحتاج إليه من قوَة لنصعد به إلى جبل الحياة، حتى . .نتابع مسيرتنا الشاقة فنصل إليك حيث أنت جالس عن يمين أبيك القدوس
اذا اردت ان تغفر للمذنبين اليك ولم تستطيع لضعف بشريتك فانظر الى يسوع المصلوب الذي غفر لك وللاعداء كما يجب ان تتعلم بصمت وخشوع كيف تتغلب على الشر بالخير وان صلاة درب الصليب هي صلاة تقام كلّ يوم جمعة من الصوم الكبير المقدس السابق للفصح وتقام صلاة درب الصليب في الكنائس ودرب الصليب هي مرافقة يسوع في طريق آلامه، للتأمّل فيها وللإستفادة الروحية منها. فلنقم بها نادمين على خطايانا متأمّلين آلام يسوع بصحبة العذراء أمّ الأوجاع
فيا رب املأ قلوبنا محبة ونفوسنا ايمانا ومحبة ومغفرة وحياتنا رجاء واعمالنا خيرا واقوالنا حكمة وبيوتنا فرحا واوطاننا سلاما
واخيرا ان أسبوع الالام هو رؤيا لمحبة المسيح الذي واجه الموت نيابة عنا فهو نزل من السماء لكي يموت من أجلنا لذلك نحن نضع الصليب دائماً أمامنا لكي نري الصليب فنتذكر ذلك العهد الذي عاهدناه به، فهو أخذ حياتنا ومات بها علي الصليب، لكي يعطينا حياته البارة المقدسة لكل نسلك فيه .وبصلبه غفرت خطايانا
لنصلي – أيها الإله الأزلي القدير، لقد اخترت أن تعطي الجنس البشري مثالاً في التواضع، أخذ فادينا جسدنا، وخضع للصليب. بذل لنا نفسه في آلامه ويريد أن يكون لنا نصيب في قيامته. امنحنا النعمة أن نحافظ بأمانة على تعاليمه ومثاله
واعطنا يارب ان نتعلم منك وان نسرع الى التوبة والرجوع اليك لنستفيد من صبرك علينا ورحمتك بنا وعلمنا ان نصبر ونتسامح تجاه الآخرين محتملين اياهم بمحبة حقيقية وصبر كامل ورجاء ثابت ومحبة بلا رياء لنكون على صورتك ومثالك وصبرك

 

د – بشرى بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

يوحنا المعمدان السابق ومعموديّته

يوحنا بن زكريا قبل أن يولد من امرأة كانت أمه إلى ذلك الوقت عاقراً تكرّس …