ازرعوا الخير والمحبة فيما بينكم فنقاء القلب هبة ميز بها الله من احب
د – بشرى بيوض
عندما تكون نقيا من القلب والفكر والنظر يمنحك الرب نورا من حيث لاتعلم حيث يستجيب لك الرب وتاتيك مطالبك فلذا فان صاحب النية الطيبة هو من يتمنى الخير للجميع بدون استثناء فسعادة الاخرين لم تاخذ من سعادتك وغناهم لم ينقصك رزقك وصحتهم لن تزيد مرضك فقط كن صاحب نية طيبة نقيا من الداخل اي تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ (لو 10: 27) فلذالك اذا كانت قدمك تترك اثرا في الارض فلسانك يترك اثرا في القلب فهنيئا لمن يحرص ان لايظلم احد ولايغتاب احد ولايكره احد ولايجرح احد ولايتكبر على احد ولايتكلم على احد ولايرى في نفسه افضل من احد فكلنا راحلون
(مت 15: 11): لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ فلذالك
احبوا بعضكم بعضا ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود بل لتكن المحبة بحرًا متموجًا بين شواطئ نفوسكم .
إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون عنها حسابًا يوم الدين لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان ( مت 12: 36 ، 37)
وذلك لأنه «من فضلة القلب يتكلم الفم» ( مت 12: 34 ). فالفم هو أقصر طريق من القلب إلى الخارج
وحين يقول المسيح هنا «إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون عنها حسابًا يوم الدين» فإنه يقصد الكلمة التي بلا نفع، أي الكلمة العاطلة (الفارغة)
هذا النوع من الكلام يتعامل البشر معه باستخفاف، إلا أن الكتاب المقدس يعطيه أهمية كبرى وإن الكلام الفارغ ثقيل جدًا في موازين الله .
إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» (1 يو 4: 20) وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟
أم كيف تقول لأخيك دعني أُخرِج القَذَى من عينك، وها الخشبة في عينك؟ يا مرائي أَخرِج أولًا الخشبة من عينك، وحينئذٍ تبصر جيّدًا أن تُخرِج القَذَى من عين أخيك (مت 7: 5)
المتواضع هو إنسان وديع، والمتكبر يفقد روح الوداعة والمتواضع هو إنسان هادئ وديع يتصرف في كل أمر بهدوء في الفكر والقلب وهدوء في الأعصاب وهدوء في التعامل ويحل كل مشكلة في هدوء ويملك السلام في قلبه وألفاظه وأما المتكبر فلا يعرف الهدوء ولا الوداعة، بل يظنها لونًا من الضعف فتصرفاته تتميز بالعنف ويرى أن العنف مظهر للقوة حتى صوته يكون في الغالب صاخبًا أو حادًا وبينما يمر عليك الإنسان الوديع كنسيم رقيق عطر والإنسان المتكبر كعاصفة هوجاء تود أن تقتلع كل شيء لذالك فاذا تريد أن تكون محترمًا بين الناس، عليك أن تبدأ باحترام الآخرين، ثم عليك أن تبحث وتتعلم من أخطائك، وكذالك درب نفسك دائما ليكون لك ضمير بلا عثره من نحو الرب والناس فلذالك اذا خسرت الدنيا كلها وانت مع الله فما خسرت شيئا واذا ربحت الدنيا كلها وانت بعيد عن الله فقد خسرت كل شي فلذالك لاتجعل ساعة تمر عليك بدون ان يكون الله في فكرك ولو في صلاة قصيرة او تامل فلذلك كن مع الله دائما فان العلاقة الوحيدة التي من المستحيل ان تخسر فيها هي علاقتك مع الله .
ان الإنسان الحكيم الذي يريد أن يحيا بمخافة الله وإرضائه عليه أن يدقق على حياته أمام الله، ويعرف أن جسده ملك للمسيح وللروح القدس الساكن فيه، وكل أعضائه هي ليست له بل هي للذي افتداه ومنحه عربون الخلاص والتبني.كما ان اللسان هو أكثر الأعضاء الذي يحتاج أن يكون تحت مِظلّة مراقبة الله اليومية لكي تخرج منه كلمات التعزية في أوقات الحزن والتشجيع في أوقات الإحباط والمدح وقت الإنتصار والنقد البنّاء للآخر لإرجاعه الى أحضان الله. دون أن ننسى أن كلمة واحدة تحرق كل شيء وكلمة أخرى تبني وتُرجع كل شيء
ان السيد المسيح يدعونا اولا الى إصلاح ذواتنا اي أن نخرج الخشبة من أعيننا قبل أن نعمل على إصلاح عيوب الآخرين وإخراج القذى من عيونهم لأنه عندما نصلح ذواتنا عندئذ مثلنا الصالح، سيرتنا الصالحة وحدها تكفي لإصلاح الآخرين لأن الناس بحاجة إلى المثل الصالح أكثر منه إلى الكلام الصالح لذا فيجب اولا العمل على إصلاح الذات لأنه إذا أمضينا وقتنا في انتقاد الآخرين فلا يبقى لنا الوقت لكي نحبهم فمن منا مخول من قبل الله ليدين الناس، بل على العكس فان الله يطلب منا الرحمة كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم. لا تدينوا فلا تدانوا والقديس يعقوب يضيف قائلاً أما أنت فمن تكون حتى تدين القريب؟ (يع 4/ 12). السيد المسيح نفسه امتنع عن دينونة المرأة الخاطئة بقوله: وأنا لا أحكم عليك اذهبي ولا تعودي إلى الخطيئة من بعد (يو 8/ 3-11) فمهما يحدث في العالم من حولك يجب أن يكون هناك سلام في داخلك لأن الله موجود إلى جانبك، وبغض النظر عما تخبئه الأيام يمكنك أن تعتمد على الله كمصدر ثبات بالنسبة لك فمن افتخر فليفتخر بالرب. لانه ليس من مدح نفسه هو المزكى بل من يمدحه الرب. كورنثوس الثانية 10: 17و 18
ولذالك فان الانسان المملوء بالرجاء دائما توجد في قلبة بشارة مفرحة
د – بشرى بيوض