ليرنم وليسبح وليمجد وليفرح الجميع بميلاد المسيح

ليرنم وليسبح وليمجد وليفرح الجميع بميلاد المسيح
د – بشرى بيوض
في كلّ عام نحتفل وفي يوم 25 كانون الأول، إذ تقرع أجراس الكنائس معلنة فرحة الميلاد، وتُشعّ أضواؤها، ويجتمع المصلّون يرنّمون تسابيح الفرح بالميلاد، وتُضاء أشجار العيد تتلألأ زينتها، وتجتمع العائلات للاحتفال بذكرى الميلاد المجيد، بذلك الطفل الفريد الذي لم يكن قبله، ولن يأتي بعده طفل يحمل المحبة والسلام والفرح ورسالة الخلاص للعالم أجمع .
إن ميلاد يسوع المسيح ليس كأي ميلاد عادي بل إنه ميلاد أزلي. فهو ميلادُ السلام والمحبة والتوبة، وبدءُ العملِ بميثاقِ المصالحة بين السماءِ والأرض، والذي جاء في فصل الشتاء فصل الخير. فأمطرت السماء سلاماً ومحبة بميلاده، فابتهجت السماءُ وتهلّلت ابتهاجَ الصادقِ الوفيِّ، حاملاً السلام الحقيقي الإلهي للبشرية، وتجسيداً حياً لمحبة الله للإنسان .
ان ميلاد السيد المسيح هو ميلاد المحبة والسلام وقد حمل ايضا الفرح والبهجه للانسان وكما نظر الرعاة الملائكه تشدوا ففرحوا وكما رأى المجوس نجم المشرق وتبعوه الى ان جاءوا لهذا المولود فسجدوا له وقدموا له هدايهم بفرح كبير هكذا كل نفس تتعرف على هذا الاله العظيم تعرف ايضا طعم ان الفرح والبهجه الحقيقية وان الفرح يملاء القلب والنفس ومهما كانت الظروف والمتاعب والضيقات فرح حقيقي وليس فرح عالمي وقتي زائل فرح بلقاء السيد المسيح والبقاء معه والتمتع به شعر به التلاميد وفرحوا اذ رأور الرب
ان الميلاد هو استئصال الخبث و البغض والحسد والعنف، وإن كان بين البغض والحب حرب، فلا تخافوا حتى وان صلبت المحبة وطعنت وقتلت فسوف تقوم حتما منتصرة ليعود المهد حياة دائمة، والموسم موسم فرح والمشهد مشهد سلام ووئام . فلا هدنة بعد اليوم ولا مساومة بين الحياة والموت، النور والظلام، الحق والباطل، لان السيد المسيح بتجسده وميلاده صار إنسانا ليجعل الإنسان حرا
ان صلاتنا لهذه السنة أن يكون هذا الموسم الميلادي موسم ابتهالات قبل الاحتفالات وان نعيش مبادئ الميلاد بحياتنا وتصرفاتنا، ليصبح الميلاد حبا وصبرا ومغفرة وعطاء وأنشودة حب ليست مطبوعة على ورق او مرنمة بشفاهنا بل منقوشة في قلوبنا ونفوسنا فنكون إيقونة حية مقروءة وملموسة. إن فعلنا هذا، ستعود بهجة العيد وفرح الميلاد إلى ربوعنا ويلادنا
ان ميلاد السيد المسيح هو أنشودة حب لا بداية لها ولا نهاية، وقد أعلنت عنه الملائكة مرنمة ( المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة )
ان ميلاد السيد المسيح هو التواضع والتفاني، فالكلمة صار جسدا وحل بيننا، أي انه قريب من شعبه وخليقته، وفي بيوتنا وأزقتنا قرانا ومدننا فجاء لكي يخدمنا ويزرع المصالحة في قلوبنا. كما كتب عنه رسول الأمم بولس إن الله كان بالمسيح مصالحا العالم لنفسه فالعظيم العظيم هو من تواضع على قدر سموه وارتفاعه فمسيحنا عظيم لأنه متواضع
ان هذا هو الفرح الحقيقي الذي أساله لكم في الميلاد وأعياد رأس السنة راجيا لكم ولأولادكم كل نجاح ومسالمة وفرح من نور الرب الآتي الى حياتنا في كل تفاصيلها ضارعا الى يسوع الطفل في ذكرى ميلاده المجيد بالجسد ، أن يمكّننا من بلوغ شاطىء الطمأنينة وإدراك ميناء السلام ، نبتهل اليه أن يعيد هذا العيد بالفرح للجميع
واخيرا بمناســــبة حـلول عـيـد الميلاد المجـيــــد ورأس الســـنة ألميـلاديـة ألمجـيـدة يـسـرنا أن نـتـقـدم إلـيكم بأحـــــر ألتـهانـــــي وأجـمل ألـتبريـكات ســـائـليـن طـفل المـغــــــارة ألمبارك الرب يسوع أن يـنـعـــــم عـليـكم وعلى بلدنا العراق وعـلى ألعـــــــالم أجـمـــــع بألســـلام وألأمـــــان ويـكللكم جـميـعـــــــا بألصـحة وألعـــــافية
وكل عــــــــام وأنتـــــــــــم بألــــــف خـيـــــــر
أتمنى لكم جميعاً عيد ميلاد سعيد ، وأتمنى لكم أطيب التمنيات مقرونة بالصحة
والسعادة والرخاء في العام الجديد 2020
المجد لله في العلا … وعلى الأرض السلام …
وفي الناس المسرة … والرجـاء الصالح لبني البشر
د بشرى بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …